أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء

أ / آلاء خالد غنيم

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء هي أحد أكبر الدعائم لنا التي تعيننا على التغلب على المصائب والابتلاءات اليومية التي نتعرض لها جميعاً. فيكفي أن تتذكر وأنت في منتصف الابتلاء حديث للرسول ﷺ عن الرضا بالقضاء وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة . والرضا بالقضاء لا يقتصر على المصائب الكبيرة فقط، وإنما حتى الصغير منها، ولو أن أصبعك أصيب جراء اصطدام خفيف مثلاً، فلك الأجر بإذن الله.

أحاديث عن الرضا بالقضاء

”يا أبا هريرةَ! كُنْ وَرِعًا تَكُنْ من أَعْبَدِ الناسِ، وارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن من أَغْنَى الناسِ، وأَحِبَّ للمسلمينَ والمؤمنينَ ما تُحِبُّ لنفسِكَ وأهلِ بيتِكَ، واكْرَهْ لهم ما تَكْرَهُ لنفسِكَ وأهلِ بيتِكَ تَكُنْ مؤمنًا، وجاوِرْ مَن جاوَرْتَ بإحسانٍ تَكُنْ مُسْلِمًا، وإياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ؛ فإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فسادُ القلبِ”

الحديث عن أبي هريرة، وهو صحيح.

”اللهمَّ بعلْمِك الغيبِ، وقدْرتِك على الخلقِ أحْيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي. اللهمَّ وأسألُك خشيتَك في الغيبِ والشهادةِ، وأسألُك كلمةَ الإخلاصِ في الرضا والغضبِ، وأسألُك القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُك نعيمًا لا ينفدُ وأسألُك قرةَ عينٍ لا تنقطعُ، وأسألُك الرضا بالقضاءِ، وأسألُك بَرْدَ العيْشِ بعدَ الموتِ، وأسألُك لذَّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك، في غيرِ ضرَّاءَ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلَّةٍ. اللهمَّ زيِّنا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هداةً مُهتدينَ”.

الحديث عن عمار بن ياسر، وهو صحيح.

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء

لا تفوت أيضاً فرصة مشاهدة: حديث عن الصبر على البلاء وضيق النفس

أحاديث عن الرضا بما قسمه الله

عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ”إن اللهَ يقضي بالقضاءِ فمن رضي فله الرضا ومن سَخِط فله السُّخْطُ”.

الحديث رواه ابن تيمية، حديث صحيح.

أنَّ فَضالةَ بنَ عُبَيْدٍ كان يقولُ: ”اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الرِّضا بعد القضاءِ، وبردَ العيشِ بعدَ الموتِ، ولذَّةَ النَّظرِ في وجهِكَ، والشَّوقَ إلى لقائِكَ، مِن غيرِ ضرَّاءَ مضرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضلَّةٍ. وزعمَ أنَّها دعوَاتٌ كانَ يَدعو بِها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ”.

حديث صحيح.

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء

لا تفوت أيضاً فرصة مشاهدة: حكم وأقوال عن القناعة والرضا

الرضا بالقضاء من السنة النبوية

سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ”مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم”.

الحديث في صحيح مسلم، عن رواية أم سلمة رضي الله عنها.

”الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ”.

رواه أبو هريرة، وهو حديث صحيح.

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء

الإيمان بالقدر والرضا عنه من السنة النبوية

يا عائشةُ، عليكِ بجُمَلِ الدعاءِ وجوامعِه قولي: ”اللهم إني أسألك من الخير كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علمتُ منه وما لم أعلمُ وأسألك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النَّارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ وأسألك مما سألك به محمدٌ، وأعوذ بك مما تعوَّذَ منه محمدٌ، وما قضيتَ لي قضاءً فاجعل عاقبتَه رَشَدًا”.

حديث صحيح.

”إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ، وإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحَمَّدُ إنِّي إذا قَضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمع عليهم مَن بأَقْطارِها، أوْ قالَ مَن بيْنَ أقْطارِها، حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا”.

الحديث في صحيح مسلم.

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء والقدر

”إذا أرادَ اللهُ بعبدِهِ الخَيرَ عجَّلَ لَهُ العقوبةَ في الدُّنْيا، وإذا أرادَ بعبدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عليهِ بذنبِهِ حتَّى يُوَافِيَهُ بِهِ يومَ القيامةِ. عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ قالَ: إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مَعَ عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فلَهُ الرِّضا، ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السُّخْطُ”.

رواه حسن بن مالك، وهو حديث حسن.

أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء

أحاديث مكتوبة عن الرضا بالقدر

”لا يردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ ولا يزيدُ في العمرِ إلا البِرُّ”.

الحديث رواه سلمان الفارسي، وإسناده جيد.

”تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ”.

الحديث في صحيح البخاري، من رواية أبي هريرة.

لا تفوت أيضاً فرصة مشاهدة: قصص عن الصبر والفرج مكتوبة

أقوال الصحابة في الرضا بالقضاء والقدر

”ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره”.

مقولة سيدنا عمر بن الخطاب.

”يا عدي إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله”.

مقولة سيدنا علي بن أبي طالب لشخص يدعى عدي كان قد ابتلاه الله.

”إن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه جعل الرَوح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط”.

رواية لأبي هارون المديني عن ابن مسعود رضي الله عنه.

في النهاية، أنت ما عليك إلا أن ترضى بما قدره الله عليك، وذلك كما وضحته أحاديث نبوية عن الرضا بالقضاء. ذلك لأن ما كتب لك لن يتغير إلا بعدة أشياء وضحتها السيرة النبوية، غير ذلك لن تستطيع فعل أي شيء. فأرضى لتنال ثوابك في الدنيا، ويرزقك الله به مضاعف في الفردوس الأعلى بإذن الله.

أ / آلاء خالد غنيم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *