ملك حفني ناصف باحثة البادية PDF

أ / عمرو عيسى

التحدث عن ملك حفني ناصف أن نتطرق إلى كافة جوانب حياة تلك السيدة المصرية الراحلة، والتي أفادت الكثيرين من معرفتها وتجاربها فمن خلال مقالنا سنحاول جاهدين النقاط على أهم النقاط البحثية التي يُمكن أن تصبح موضع تساؤل في حياة الأديبة، علاوةً على التطرق تفصيلًا إلى إسهاماتها بخصوص مجال المرأة.

بحث عن ملك حفني ناصف

ملك حفني ناصف

عندما نتحدث عن أفضل أديبة مصرية كانت تدعو للإصلاح الاجتماعي طيلة عمرها جاهدةً لإثبات التقدم ومواجهة للتحديات والعقبات التي تواجهها بصدر رحب، فنحن نتحدث عن السيدة المصرية ملك حفني ناصف تلك السيدة التي سعت إلى إنصاف المرأة وتحريرها مما فُرض عليها من قيود غير مُنصفة.

أما عن ميلاد السيدة العظيمة ملك حفني فكان ذلك في القرن التاسع عشر تحديدًا في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1886م، ورحلت عن عالمنا تاركة بصمتها الرائعة في نفوس كافة السيدات قبل الرجال، في عام 1918م في السابع عشر من أكتوبر.

ركزت ملك حفني ناصف مجهوداتها في إنصاف المرأة، فمشكلة عصرها لم تكن مشكلة متعلقة بالرجل والمرأة…بل هي مشكلة خاصة بالثقافة الاجتماعية السائدة.

تلك الثقافة التي ترتوي من العادات الغير مرنة، والتي تحاول الظهور بمظهر الرصانة والعراقة والجلالة…رغم أن طبيعة المجتمعات تقتضي التغير بتغير الظروف والزمان والمكان.

فإذا بحثنا عن الجذور الطبيعية للريادة النسوية في العالم العربي بشكل عام ومصر بشكل خاص لا نجد أخير من ملك حفني ناصف، ذات الثقافة والمعرفة والذوق الفني الرفيع، وهذا ما سوف نقوم بتوضيحه من خلال موضوع البحث عن ملك حفني ناصف.

لا يفوتك أيضًا:  بحث عن رحلات الشيخ محمد بن عبد الوهاب لطلب العلم

العناصر

  • بيئة النشأة والعوامل المؤثرة على ملك ناصف.
  • تفوقها في الحياة الدراسية.
  • إنجازات في حياتها المُبكرة.
  • التأثر بحياة البادية وتجربة قاسية.
  • الحياة المهنية لملك ناصف.
  • اهتمامها بتعليم المرأة.
  • تمثيل المرأة في المؤتمر المصري الأول.
  • المجادلة هو مسألة الحجاب.
  • الروح الوطنية.
  • كتاب النسائيات لملك ناصف.
  • مقولات مأثورة عن ملك ناصف.
  • أهم الإنتاجات الشعرية والنثرية.
  • وفاة باحثة البادية.

مقدمة بحث عن ملك حفني ناصف

واحدة من أركان النهضة الأدبية المصرية، السيدة المصرية ملك حفني ناصف، فهي المرأة التي حرصت على إنصاف المرأة وإعطاءها حقوقها، ذلك على هدى من الإسلام والثقافة العربية وتقاليدها.

تلك التي كانت منذ نعومة أظافرها تمتلك الحس الأدبي الذي ظهر في حبها للشعر والأدب، والتي كانت من أول من يدعو لحقوق المرأة، وهذا ما سنقوم بسرده في بحثنا المُقدم عن ملك ناصف .

بيئة النشأة والعوامل المؤثرة على ملك ناصف

جاءت ملك حفني ناصف من أسرة مصرية قاطنة في حي الجمالية بالقاهرة، ذلك الحي الشهير الذي شهد نشأة الكثير من الأدباء.

أما عن سبب تسميتها بملك فكان وراء ذلك قصة تتعلق بيوم ميلادها الذي كان متوافقًا مع زواج الأمير حسين كامل الذي أصبح بعدها سلطان مصر في ذلك الوقت، فكان متزوجًا من الأميرة “ملك”لذا سماها أبوها باسم الأميرة تأثرًا بذلك الحدث.

كثيرًا ما نجد الأبناء يتخذون من آبائهم بعض الجينات الفكرية أيضًا في حب العلم والذكاء والفطنة، لذا فغنى عن البيان أن ملك حفني كانت من أسرة مرموقة في العلم والأدب.

لنجد أن أباها حفني ناصف كان شاعرًا وفي ذات الوقت كان رجل قانون عادل يؤخذ برأيه في الأمور كبيرها وصغيرها، ولم لا وهو أستاذ اللغة العربية الجليلة ومن مؤسسي الجامعة المصرية.

لذا استشفت ملك من أبيها حب اللغة العربية والأدب وكان له الفضل والتأثير في مساعدة موهبتها على الظهور، لتتحول لواقع فعلي بعد العديد من السنوات.

ما يُميز ملك حفني ناصف

كانت مُدللة أباها، ورغم ذلك كانت بسيطة الملابس هادئة الطباع، لدرجة أنه ذُكر عن أخاها أن مقتنيات حفلة العرس الخاصة بها بقيت تٌحف لم تلمسها ملك حتى تُوفيت.

فما كان الملبس أو التُحف ما يشغلها، وإنما كانت تهتم بكل ما هو معنوي بشكل أكبر.. وهذا ما دفعها لسرد معاناتها من ظلم المرأة في كتاباتها لتنشرها للعالم، دفاعًا منها عن حقوق المرأة وكيانها.

كانت ملك حفني ناصف ذات تكوين خاص، فهي سليلة البيت الثقافي المرموق، فكانت تجمع بين العلم والذكاء والمستوى الرفيع، كما أن والدها لم يكن بالأب العادي كما ذكرنا سلفًا، فهو الذي ساعدها على غرس الصفات الفاضلة لتظهر في أفكارها جليّة.

تعتبر من الطبقة العليا في مجتمعها، فما كان عبد الستار الباسل ليتقدم خطبتها إلا وهي بنت الحسب والنسب، فهو الرجل المتعلم المُجيد لأكثر من لغة، المعروف بالإنسانية والشهامة، علاوةً على ذلك فهو في مصاف أكابر الأثرياء في مصر.

رغم ذلك، كانت ملك تُعني اهتمامًا أكبر بالطبقات الوسطى، وتميل إلى الطبقات الدنيا من المجتمع، فهي عذبة الحديث، حسنة المعاشرة، تسير على مبدأ مخاطبة كل شخص على قدر عقله.

لم تكن خطابات وحوارات ملك ناصف هامشية، وإنما وضعت أثرها الكبير في المساهمة في تعزيز الوعي النسائي وتطويره.

تفوقها في الحياة الدراسية

كانت ملك حفني أول فتاة حاصلة على الشهادة الابتدائية ، فكان تعليم المرأة في ذلك الوقت أمر في منتهى الغرابة، لذا فكان لها الحق في أن تخرج من سكوتها لتجاهر بالدعوة لحق المرأة في التعليم.. فهي شهدت مصيرها جراء تعلمها، لذا كانت شديدة الحرص على المناداة بتعليم بقية السيدات والفتيات.

بعد حصولها على الشهادة الابتدائية والتي حصلت عليها من المدارس الأجنبية والسنية بعدها، انتقلت إلى قسم المعلمات وهو القسم العالي بالمدرسة نفسها التي نالت منها الابتدائية.

فحصلت بذلك على تدريب عملي لمدة عامين، فكان عام 1905م هو العام الذي استلمت فيه شهادة الدبلوم…وفي ذلك الوقت لم يحصل الكثيرون على مثل هذه الشهادات الرفيعة، علاوةً على أن ملك استمرت وتقدمت لتحصل على شهادة التعليم العالي فيما بعد.

استكمالًا لتقريرنا البحثي عن حياة ملك ناصف .. عملت ملك مُعلمة في القسم الذي كانت خريجة منه في المدرسة السنية، وظلت في هذه المهنة حتى تزوجت.

تحميل ملك حفني ناصف PDF

muhtwa.com/uploads/malak-hefni-nassef.pdf

إنجازات في حياتها المُبكرة

إن ملك حفني ناصف هي أول امرأة مصرية يصبح لها الجرأة والجهر بالقول حول الدعوة والمطالبة بحصول المرأة على حقوقها بأن تكون محررة من القيود المفروضة عليها بجعلها درجة ثانية بعد الرجل، لا بل هي مساواة تامة بين الرجل والمرأة.

عُرفت ملك حفني ناصف بالثقافة الواسعة، فكانت واسعة المدارك وذكية بالفطرة، وظهر ذلك في كتاباتها العديد من الدوريات والنصوص المطبوعة، كما أن ملك لم تقتصر في دراستها على اللغة العربية فقط…بل استطاعت تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، لتستحق بأن تكون سابقة لغيرها من الفتيات والسيدات في مجتمعها.

كما أن تعدد اللغات لديها ساعدها بالفعل في إنجاز أمور عملها، فهي استطاعت الانفتاح على الثقافات الأخرى وتعلم منها ما يُفيد.

عند الحديث عن أول عمل ملموس لملك حفني نشير إلى تلك القصيدة التي سردتها ملك في رثاء المتوفاة السيدة عائشة التيمورية الشاعرة المصرية الأصيلة، فمنذ تاريخ 1902م بدأ اسم ملك حفني يتردد في المحافل الأدبية والجرائد.

لا يجب أن يخلو حديثنا عن سيرة ملك حفني ناصف بأن نشير إلى ثناء الأدباء على أسلوبها في النثر بأنه مرآة صادقة لعاطفتها المتوهجة وعقلها الراجح الرصين.

التأثر بحياة البادية وتجربة قاسية

أما عن زواجها فكان ذلك في عام 1907م، من أحد الأعيان بمدينة الفيوم، وهو “عبد الستار الباسل”شيخ العرب ورئيس قبيلة الرماح الليبية في الفيوم، وعاشت ملك في قصره الواقع في إحدى ضواحي مركز إطسا.

لذا فغنى عن البيان أن اللقب الذي أُطلق على ملك حفني وهو “باحثة البادية” كان ذلك تأثرًا بتفاعلها مع بادية الفيوم وزواجها من شيخ العرب، وهذا ما نقوم بالإشارة إليه من خلال البحث عن ملك حفني ناصف.

لكنَّ هذا وعلى جانب آخر استطاعت ملك حفني من حياتها في البادية أن تتعرف على حياة المرأة المتدينة، فوازنت ملك عقلها وتفكيرها ما بين تحرير المرأة وبين حدود هذا التحرير وفقًا للتقاليد والدين، فلا كبت ولا استهتار، إذًا تُصبح دعوة للإصلاح والمساواة في حدود الشريعة الإسلامية دون انفتاح لا طائل منه.

مع ذلك، لا تخلو الحياة من فترات المأساة والضغوط، فقد تمت معاملة ملك ناصف على أساس معاملة المرأة العاقر في مجتمع البادية، ذلك لكونها تأخرت عن الإنجاب بعد زواجها لبعض سنوات.

فنالت نصيبها من السخرية وجرح الكبرياء، مما أزاد من صدمتها وهي امرأة مثقفة مُتحضرة بتقاليد البادية التي تشهد آثارها بنفسها، وما جعلها تطفح الكيل هو جرح زوجها لها بعد هده السنوات.

فما كان من زوجها عبد الستار إلا أن يقوم برد زوجته الأولى التي كان قد انفصل عنها ولكنه له منها ابنة، فتحملت ملك معاناة سبع سنوات جعلت منها ثائر ساخطة على كل تقاليد المجتمع الجامدة والتي لا تحترم المرأة.

فظهرت كتاباتها في تلك الفترة مُعبرة عن الحزن والألم الذي تتذوق منه الكثير…فكانت كتاباتها ناتجة عن تجربة فعلية خاصة، لذا عملت على تكريس فكرها للمرأة، خاصةً المرأة العاقر والمرأة المطلقة، وغيرهنّ ممن يعانين من نظرة المجتمع القاسية.

لا يفوتك أيضًا:  بحث عن دور العلماء والمفكرين في المحافظه على الامن

الحياة المهنية لملك ناصف

ملك حفني ناصف

قررت ملك حفني ناصف أن تنفذ أفكارها حول صلاح حال المرأة في المجتمع بأن تجعله على أرض الواقع جليًا أمام الأعين، لذا فقامت بإنشاء اتحاد النساء التهذيبي ، والذي قام باستيعاب عدد كبير من السيدات المصريات وغير المصريات.

مَن منّا لا يعرف “الهلال الأحمر”؟ فهذا يرجع بدوره إلى جمعية كانت ملك قامت بإنشائها من أجل إغاثة المنكوبين من المصريين والعرب…وهي جمعية للتمريض ، وهذا من أهم إنجازاتها.

فكان يقع على عاتق هذه الجمعية تقديم المساعدات من أدوية وملابس لضحايا العدوان الحادث وقتها وهو اعتداء إيطاليا على طرابلس.. علاوةً على قيام ملك بتعليم الفتيات مهنة التمريض، وقدمت من مالها الخاص كل ما يكفل تلك المدرسة من احتياجات.

لم تقتصر إنجازات ملك ناصف على ذلك فحسب، وإنما ساعدت الفتيات في الدراسة والتعلم، فأسست ملجأ من أجل المحتاجين، ومشغل للفتيات لتعلم أمور الحياكة، كما أنها كانت تفكر في تخصيص قرابة 35 فدان لإنشاء المشروع.. لكن القدر منعها من ذلك، فتوفيت قبل التنفيذ.

كانت آخر عمل تقوم به ملك ناصف قبل أن تلقى حتفها هو قيامها بكتابة المصحف على الرسم العثمانيّ، والذي كاد أن ينطمس لذا سعت لكتابته، واستغرق منها ذلك سبع سنوات.

اهتمامها بتعليم المرأة

كانت ملك حفني من أوائل من يدعون لنوال المرأة حقوقها، فشرعت في الإعلان عن ذلك غير مهتمة بالنقاد، وكان ذلك في صحيفة المؤيد التي شهدت أول إعلان عن رأي ملك حفني في إعطاء المرأة حقوقها ومساواتها بالرجل.. لكن بعد ذلك تتابع نشر مقالاتها في صحيفة الجريدة.

في حديثنا عن سرد قصة ملك حفني ناصف ، نشير إلى أنها ألقت ملك ناصف اهتمامًا بالغًا بضرورة تعليم المرأة ، فلم لا يسمحون لها بالتعليم والتعرف على الثقافات المختلفة كما الرجال؟ هل يوجد دين أو شرع يحبذ ذلك؟ أم هي تقاليد جامدة صنعها بعضهم وباتت مرجعًا لعقول الحمقى من الناس؟

فملك حفني استطاعت أن تثبت وهي مثال حيّ على ذلك أن تعليم المرأة هو الوسيلة الوحيدة التي تساعدها على مواكبة الحياة وصعابها، علاوةً على تقويم أخلاقها وتحرير عقلها من الخرافات والأفكار الباطلة.

يجب أن تدرك المرأة ذاتها ضرورة حقها في التعليم والمعرفة بأن ذلك غير قاصرًا على الرجال فقط، فالتعليم كالمصباح الذي ينير لنا في الغرفة المظلمة حتى نتمكن من السير بسلام.

تمثيل المرأة في المؤتمر المصري الأول

كانت ملك ناصف خير من يُمثل المرأة المصرية في المؤتمر المصري الأول الذي عُقد في عام 1911م، وكانت مهتمة بحث وسائل إصلاح المرأة، فقدمت فيه مطالبها التي ترغب في تقديمها لإصلاح حال المرأة المصرية.

من ضمن المطالب التي سعت ملك ناصف لتقديمها في المؤتمر.. وارتباطًا بحديثنا عن البحث الذي يتناول أعمال ملك حفني ناصف ، تتلخص في نقاط معينة منها:

  • ضرورة تعلم بعض الفتيات للطب، حتى يقمن بكفاية النساء في مصر في هذا المجال.
  • يجب التزام السيدات بالحجاب، وكان هذا المطلب نظرًا لما كان في المجتمع المصري سابقًا من عدم انتشار ظاهرة الحجاب رغم أنه فرض على السيدات.. إلا أن الانفتاح في عصور الاحتلال جعل الناس تدريجيًا يبتعدن عن أمور دينهم وتقاليدهم.
  • علاوةً على طلبها الحثيث على اتباع الطريقة الشرعية في الخٍطبة.
  • ضرورة تعليم الفتيات أمور تدبير المنزل، وكيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة، علاوةً على الاهتمام بأمور الصحة.
  • مع ذكر مطلب معين له أهمية قصوى وهو تعلم الدين الإسلامي الصحيح، وعدم التهاون مع مخالفة تعاليمه.

فظهر بذلك إلحاحها على ضرورة ذهاب النساء في المدن والقرى على السواء بحضور الصلاة وسماع الدروس الدينية في دور العبادة.. علاوةً على ذكرها للحريات التي يجب أن تحصل عليها المرأة:

  • حرية الإمساك بالمعروف، والتسريح بالإحسان.
  • حرية التصرف في الأموال الخاصة بها.
  • ألا يتزوج الرجل من غيرها أو يطلقها إلا بإذن من المحكمة الشرعية.
  • التمسك بضرورة محاسبة الرجل الذي يتجاوز حدود الأدب مع الفتيات في الشوارع.

كما أنها طالبت بمنع النساء من السير في الجنازات، وما يرتبط بذلك من سلوكيات اللطم والصراخ، تلك العادة التي لا توجد إلا في مصر…كما أنها طالبت بتعيين الرشيدات من السيدات في كل مدرسة لمراقبة سلوكيات وأخلاقيات الفتيات الناشئات.

المجادلة حول مسألة الحجاب

بصدد أمر مناداة ملك ناصف بضرورة ارتداء الحجاب ، تسلحت ملك ناصف بسلاح الثقافة الواسعة والنشأة المعتدلة، والعقل الراجح الحكيم.. واستخدمت معرفتها بأحكام الشريعة الإسلامية وتعلمها إياها بشكل صحيح، من أجل الرد على دعاة خلع الحجاب في ذلك الوقت.

لم يكن الأمر غريبًا لتواجد مثل هؤلاء، ففكرة خلع الحجاب جاءت إثر دعوة قاسم أمين بتحرير المرأة، فربما أدرك البعض هذا تحريرًا من كل القيود بما فيها الحجاب أيضًا.

كما أن أولئك المنادين بخلع الحجاب أردّوا سبب تأخر المجتمع الشرقي إلى عدم محاكاة المرأة المصرية للسيدات في البلاد الغربية، لكن ملك ناصف قد ألقت في نقدهم كلمة مأثورة عنها تقول فيها:

“إن الأمم العربية تساوت في السفور، ولم يكن تقدمها في مستوى واحد، فمنها الأمم القوية ومنها الأمم الضعيفة، فلمَ لم يسوّ السفور بينها جميعًا في مضمار التقدم؟ إذا كان الأساس للرقي الحضاري كما يزعم هؤلاء” .

من خلال البحث المُقدم عن السيدة المصرية ملك ناصف ، نستنتج من ذلك أن ملك ناصف كانت من دعاة ونصرة الحجاب.

الروح الوطنية

قد ساعد الحس الديني لملك ناصف على تجنب الانزلاق في موضع غير موضعها وهو الخصومة مع الرجل، فكما أشرنا القضية ليست بين رجل ومرأة، بل هي قضية مجتمع وعادات، فمناداتها بحرية المرأة لا تجعلها في ندٍ وخصومة مع الرجل.

أما بالنسبة للحس الوطنيّ دفعها إلى الذهاب نحو حرية الشعب بأكمله لا المرأة فقط، وتجلى ذلك مبكرًا تأثرًا بوالدها الذي كان يناصر سعد زغلول.. فكان معه في جمعية الانتقام وتم اضطهاده.

نجد أن النزعة الوطنية لملك ناصف ظهرت في القصائد الوطنية التي قامت بكتابتها.. وعن اهتمامها بالمرأة نادت بالوعي السياسي للسيدات فلا يُقتصر على الرجال، بل هي مسألة وطنية وانتماء.

فكانت ملك ناصف من أوائل المناضلات، كما أنها تأثرت بالحركة الفكرية التي قادها الإمام محمد عبده .

نشير في هذا الصدد إلى كتاب “شتاء امرأة في أفريقيا” وهو المؤلف الخاص بالكاتبة الإنجليزية “شرلوت كمرون”التي تناولت فيه سيرة ملك حفني ناصف واهتمامها بالقضية المصرية.

شاهد أيضًا:  موضوع تعبير عن الإمام الشافعي

كتاب النسائيات لملك ناصف

نتحدث من خلال بحث عن ملك حفني ناصف أنها عملت على تجميع مقالاتها في كتاب أسمته “النسائيات”مكون من جزأين، فكان ذلك خلاصة عملها فيما يخص المرأة والاهتمام بتعليم المرأة.

قامت ملك بالبدء في نشر الكتاب في عام 1910م، وكان ذلك نشر الجزء الأول الذي يضم بدوره 24 مقال، علاوةً على خطبتين، وقصيدة واحدة، وكل هذا يتناول مواضيع مختلفة خاصة بالمرأة.

أما عن الجزء الثاني من الكتاب، والذي يتضمن أيضًا عدة مقالات متنوعة، تم الاحتفاظ به كنوع من المخطوطات…وبالتالي لم نراها حتى يومنا هذا، فلم تُنشر بعد.

في إطار الحديث عن موضوع البحث عن ملك حفني ناصف، جدير بالذكر أن لملك ناصف كتاب آخر قد حمل اسم “حقوق النساء”، ولكن جاء موتها مرة أخرى ليمنع تنفيذ عمل آخر من أعمالها وهو إنجاز ذلك الكتاب.

على وجه العموم تدور أعمال ملك ناصف حول كيفية تربية البنات، مع توضيح نصائح حول توجيه آراء لما يجب أن تكون عليه المرأة، ودورها في المجتمع، علاوةً على تناولها مشاكل الأسرة التي من الممكن تواجدها مع إمكانية وضع حلول مناسبة لها.

كما نجد أن ملك اتجهت إلى فن الخطابة لفترة من عمرها فأبدعت فيه كعادتها، وقامت بإلقاء المحاضرات على السيدات والفتيات في الجامعة المصرية…تسقيهنَّ من علمها وخلاصة تجربتها وأفكارها.

بالإضافة إلى حرصها على إلقاء المحاضرات العامة في دار الجريدة وأيضًا في الجمعيات النسائية، والتي كانت عضو دائم فعال فيها، حتى تتمكن من إفادة أكبر عدد من النساء اللاتي يحرصن على طلب العلم.

تأثر “أحمد ذكي باشا” شيخ العرب بملك ناصف، وقد أثنى عليها بشكل كبير، فهي أعادت العصر الذهبي للخطابة والكتابة.

مقولات مأثورة لملك حفني ناصف

في إطار حديثنا عن بحث عن ملك حفني ناصف، نشير إلى أن هناك عدة أقوال لها قد ذكرتها في مؤلفها النسائيات، وكان ذلك في بدايات القرن العشرين.

  • “لو توافرت للمرأة ما يتوافر للرجل لكانت سبقته”

  • “نحن نعترف لرجال الاختراع والاكتشاف عظيم أعمالهم، لكنى لو ركبت المركب مع خريستوف كلومبس لما تعذر عليّ أنا أيضًا أن أكتشف أمريكا”!

كما نشير إلى أن كتابات ملك ناصف في عموما اتسمت بالبساطة رغم صعوبة التعبير، وبالنسبة للمرأة فهناك حداثة في التعبير، إلا أن ملك ناصف تمكنت من إظهار السلاسة والوضوح…مراعاةً منها لاختلاف العقول.

كما أن القارئ لكتاب النسائيات يُدرك أن ملك ناصف كانت تشتبك مع جميع أفكار عصرها، ما يتعلق بالتعليم والتربية والهوايات والحجاب وغيرها، لذا فكانت لا تُرسل أفكارها هباءً.. إنما عن وعي منها بأعلام عصرها فتُجري حوارات وأحاديث معهم رجالًا ونساءً.

فكانت لا تهاب النقاشات مع الأعلام الكبار والمخضرمين، ذلك رغم صغر سنها، لكنها امرأة مقاومة للتقاليد المُحطمة لعظام النساء.. في ظل بكورة الحركة الفكرية والأدبية والنسائية.

شاهد أيضًا:  بحث عن يأجوج ومأجوج

أهم الإنتاجات الشعرية والنثرية

علاوةً على كتابها النسائيات، فإن لها كتابًا آخر وهو “آثار باحثة البادية”يحتوي على العديد من القصائد المختلفة التي نظمتها.

نجد أن لها شعر في الرثاء، كما أنها كتبت المطارحات الشعرية العائلية، وهي الحوارات التي تدور بينها وبين والدها.. ويُذكر أنها كتبت مطارحة مع أحمد شوقي ردًا على قصيدته “بين الحجاب والسفور” .

كما أنها نظمت شعرًا يدور حول الدعوة إلى الاقتصاد، مع رفض الظلم وتعطيل القانون، كما أنها تمتاز بوضوح ويسر اللغة وتغليب الجانب الفكري، علاوةً على أن لها كتاب آخر عن حقوق النساء، وآخر عن المرأة المصرية.

لها قصائد بعناوين:

  • تعدو العوادي.
  • رأيي في الحجاب.
  • قانون مطبوعات جائر.
  • أسلم أبي.
  • خير النساء.

كما أن حبها لجمال الطبيعة وشغفها بالعزلة والحياة الريفية، أثر على أفكارها وكتاباتها، فهي كانت لا تُحبذ الضوضاء التي تغلب على حياة المدينة، وما بها من تكلف وتعقيد.

وفاة باحثة البادية

أنهينا بحثنا حول ملك ناصف بأن نالت ملك ناصف نصيبها من مرض الحُمى الإسبانية ، إلى أن لقت حتفها في عام 1918م في 11 محرم، عن عمر يُناهز 32 سنة، فكانت كل هذه الإنجازات في خلال ثلاث عقود.

كما أنها توفيت في منزل والدها في القاهرة في حي الجمالية، وتم دفنها في مقابر أسرتها الواقعة في “الإمام الشافعي”.. وكانت أول امرأة يُقام لها حفل تأبين في جامعة القاهرة.

لم يكن مرضها المبكر سوى نتيجة المجاهدة العنيفة في الحوارات المثيرة في عصرها، فلا أحد يؤازرها سوى أولئك أصحاب الاستنارة والعلم.

قام حافظ إبراهيم وخليل مطران برثاء السيدة المصرية الراحلة ملك حفني ناصف، وتم إطلاق اسمها على العديد من المؤسسات والشوارع المصرية، كشارع ملك حفني، وكمدرسة ملك حفني ناصف.

ذلك إكرامًا لها ولدورها في مجال المرأة، وإسهاماتها المتعددة في الاهتمام بالتعليم وحقوق المرأة.

سيظل اسم ملك حفني ناصف مرفوعًا كواحدة من الرائدات الأوائل في الدفاع عن قضية حرية المرأة ، القضية الجللة منذ قرون عدة.

لا يفوتك أيضًا:  بحث عن مهارات تحديد الأهداف الشخصية

  خاتمة بحث عن ملك حفني ناصف

“إن قلبي ليتصدع من أحوال هذا المجتمع الفاسد”هي المقولة التي تُنسب للسيدة المصرية التي نتحدث عنها من خلال البحث عن ملك حفني ناصف، والتي نشهد آثار إنجازاتها اليوم في العديد من السيدات الذين ساروا على غرار أفكارها ونهجها في الحياة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *