معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة

أ / عمرو عيسى

عندما نذكر معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة في البداية يجب أن نشير إلى أنه يعتبر من أحب وأقرب الصحابة لرسول الله، فقبل الإسلام تبناه الرسول الكريم ليُصبح زيد بن محمد كما سوف يخبركم موقع محتوى في السطور القليلة القادمة في الحديث عن بعض المعلومات عن زيد بن حارثة ونشأته، وعن دخوله الإسلام، وقصته كاملة وكيف وصل إلى رسول الله.

من أهم المعلومات عن سيرة زيد بن حارثة أن نعرف ماذا عُرف عنه، ولماذا ذُكر في القرآن الكريم.. فتبدأ قصة زيد بن حارثة عندما كان مع أمه في زيارة لأهلها، وبينما هي في طريقها هجمت عليهم خيل، وسرق منهم الكثير، وكان من ضمن ما سرقوه أم زيد بن حارثة، وفي حديث آخر سرق زيد من بين يد أمه.

قام من سرقه بعرضه في سوق عكاظ للعبيد، وقام حكيم بن حزام بشرائه وعرضه على خديجة بنت خويلد عمته كهدية ليصبح لها ولدًا.. ووهبته خديجة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك قبل هجرته، وأحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وجلس عنده مدة.

ثم رآه بعض الكلبيون من بلدته، فذهبه إلى أبيه حارثة بن شرحبيل ، وليتأكد سألهم عن أوصافه، وعندما وصفوه له قال (ابني ورب الكعبة) ، ووصفوا له مكانه في مكة المكرمة مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

لا يفوتك أيضًا:  من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته

كيف تبنى الرسول سعد بن حارثة ؟

معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة

ضمن التعرف على إجابة معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة ، يجب معرفة أن أبو زيد بن حارثة بن شرحبيل ذهب بصحبة أخيه كعب بن شرحبيل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فعندما وجد ابنه سعد عنده قال له: “ يا بن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله، وجيرانه تفكون العاني، وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه “.

فرد عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه سيخير زيد في الأمر، وأنه أراد الذهاب معهم فلا مانع لديه، وإن أراد البقاء فليتركوه.. وعندما جاء زيد سأله عن هذان الرجلان فأجاب: هذا أبي، وهذا عمي” ، فخيره رسول الله بين البقاء معه أو الذهاب معهم، فقال زيد : ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم” .

فرد عليه أبيه وعمه قائلين: ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك فأجاب زيد: نعم قد رأيت من هذا الرجل شيء ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبدًا” .

في تلك اللحظة وليخفف من حزن أبيه بأن ابنه اختار العبودية، وأيضًا لحسن خلقه وحسن تصرفه مع عمه وأبيه.

ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الكعبة، وأعلن أمام الناس جميعا بأن زيد أصبح ابنه من تلك اللحظة وليس عبدًا عنده، فقال: “يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه ومن بعدها أصبح يُنادى -رضي الله عنه- بزيد بن محمد.

لماذا ذكر زيد بن حارثة في القرآن الكريم ومتى ؟

من أهم المعلومات عن الصحابي زيد بن حارثة التي يجب أن نوضحها هي ذكر اسمه في القرآن، فعندما نزل في القرآن تحريم التبني، عاد الناس ينادونه بزيد بن حارثة بعد ما كان ينادى بزيد بن محمد، وحزن زيد حزنًا شديد لهذا السبب ولأن تلك المكانة العظيمة حرمت عليه، فلقد كان ينادى باسم الرسول صلى الله عليه وسلم.

لذلك ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أسمه ليخفف من حزنه وقال تعالى: “فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (الأحزاب الآية 37)، ولتلك الآية قصة لها علاقة بزواج الصحابي زيد بن حارثة سوف نذكرها لاحقًا.

اعتناق زيد بن حارثة الإسلام

يعتبر اعتناقه للإسلام من أهم المعلومات عن الصحابيّ زيد بن حارثة، حيث كان زيد بن حارثة أثناء بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد بلغ من العمر ثلاثون عامًا فقد كان شابًا ناضجًا.

عندما عاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بعثته كان أول من دعاه الرسول الكريم للإسلام هو زيد بن حارثة، واعتنق زيد الإسلام على الفور فهو عاشر الرسول لسنوات عديدة، ويعرف أنه لا يحب الكذب بين الناس، فكيف كان سيكذب على الله، فهو متيقن من صدقه وعفته.

أصبح زيد بن حارثة من اول الداعمين للرسول -صلى الله عليه وسلم- في رسالته وفي نشر الدعوة للإسلام بين الناس.. فلقد كان أمين لسر الرسول.

لا يفوتك أيضًا:  قصة حياة الصحابي الجليل سعد بن معاذ

زواج زينب بنت جحش من زيد بن حارثة

من أهم معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة هو زواجه، فهو أمر هام في حياة الصحابي زيد بن حارثة ، وتبدأ قصة حياة زيد بن حارثة في الزواج بهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، حيث كانت زينب بنت جحش ممن هاجروا معه.

لشدة جمالها أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخطبها لزيد بن حارثة.. فذهب ليخطبها لزيد وأجابت (لا أرضاه)، فقال لها الرسول أنه يرضه زوجا لها، وتزوج زيد بن حارثة من زينب بنت جحش.

في إحدى الأيام أشتاق الرسول لزيد وذهب إليه بيته، وعندما وصل لمنزله ونادى عليه، قامت زينب -رضي الله عنها- وقالت (هنا يا رسول الله)، فتوارى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة إلا سبحان الله العظيم.. سبحان الله مصرّف القلوب.

لما رجع زيد للبيت أخبرته زوجته زينب بقدوم الرسول إلى بيته ليسأل عنه، فذهب إليه وسأله: “يا رسول الله بلغني أنك جئت إلى منزلي فهلا دخلت، بأبي أنت وامي يا رسول الله، لعل زينب أعجبتك فأفارقها” .

فأمره النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأن يمسك عليها زوجة، وذهب زيد ولكنه لم يستطع، وعاد مرة أخرى للرسول وأخبره، فأمره مرة أخرى بأن يمسك عليها زوجة، ثم فارق زيد زوجته.

فنزل قول الله تعالى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا” (سورة الأحزاب الآية 37).

تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش بأمر من الله تعالى، واختار النبي زوجة أخرى لزيد وهي أم كلثوم بنت عقبة.

الغزوات التي شهدها زيد بن حارثة

تعتبر الغزوات التي شهدها من أهم المعلومات حول زيد بن حارثة شهد زيد بن حارثة العديد من الغزوات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم: غزوة بدر، غزوة أحد، الخندق، الحديبية، وخيبر.

كان زيد بن حارثة من أشهر الرماة، وقد أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- كأمير في سرية إلى الفردة، وتعتبر أول سرية كان قد خرج إليها زيد وهو أميرًا ومن بعدها ذهب في الكثير من السرايا مثل: الجموم، والعيص، والطرف، وحشمي، والفضافض…. والعديد.

لا يفوتك أيضًا:  اسم الصحابي الذي اشتهر بحسن صوته بالقرآن الكريم

استشهاد زيد بن حارثة

بعد التعرف على عدة معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة، يجب معرفة أن زيد بن حارثة استُشهد في غزوة مؤتة، فلقد كان اول القادة الذي وضعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغزوة.. فعندما ذهبوا لقتال الروم تفاجئوا بعددهم الذي بلغ مئتي ألف مقاتل، فتشاور القادة الثلاثة وقرروا القتال على أية حال، وعندما تقدم زيد بن حارثة حامل راية المسلمين انقض عليه الأعداء بالرماح واستشهد زيد.

عندما ذهب الرسول إلى بيته ليعزي أهل بيته.. انقضت عليه ابنته وتعلقت في رقبته وهي تبكي، فبكى الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حتى ارتفع صوته، وكانت هذه المرة الوحيدة التي بكى فيها الرسول بصوت.

من هنا يتضح كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحب زيد بن حارثة ومتعلق به، فوجب علينا أن نقص عليكم سيرة زيد بن حارثة لما له من مكانة في قلب رسول الله، ولأنه الصحابي الوحيد الذي ذُكر في القرآن الكريم، وذلك ضمن التعرف على معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *