ما هو التناجش وحكمه من القرآن والسنة وأنواعه

أ / ايه السيد جبر

الكثير من المسلمين لا يعلمون إجابة سؤال ما هو التناجش؟ ولا يحاولون التعرف على معناه وما حكمه في الدين الإسلامي، على الرغم من كونه أحد الأفعال المنتشرة بين الناس بصورة كبيرة، وهو ما يزيد من ضرورة التعرف على التناجش وكل ما يخصه سواء كان الحكم الشرعي الخاص به، والدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأنواعه حتى يكون المسلمين على دراية كاملة به ويحذرون من الإقدام على فعله، إن كان محرماً.

ما هو التناجش في الإسلام

أجاب الكثير من أهل العلم على سؤال  ما هو التناجش في الإسلام؟  حيث عرفه كلاً منهم بطريقته الخاصة، ولكن قبل توضيح تلك التعريفات يجب أن نشير ألى معنى التناجش في الفقه الإسلامي بصورة مبسطة, كما هو معتاد من موقعنا. فنجد أن معنى التناجش، هو: “أن يقوم شخص بالمغالاة في سعر سلعة ما لا يريد شرائها. إنما يفعل ذلك من أجل إغواء المشتري بشرائها، ويكون ذلك إما بعلم البائع أو بدون علمه”.

يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: «النجش: أن يحضر الرجل السلعة تباع، فيعطي بها الشيء، وهو لا يريد شراءها ليقتدي به السوام، فيعطون بها أكثر مما كانوا يعطون لو لم يسمعوا سومه». (فتح الباري: 4/ 417).

عرف الإمام الترمذي -رحمه الله- النجش، قائلاً: «النجش هو أن يأتي الرجل الذي يفصل السلعة إلى صاحب السلعة. فَيستام بأكثر مما تسوى، وذلك عندما يحضره المشتري، يريد أن يغتر المشتري به (أي بما قاله ثمنا للسلعة) وليس من رأيه الشراء، وإنما يريد أن يخدع المشتري بما يستام». (سنن الترمذي: 3/ 588).

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: « النجش: هو الزيادة في ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها ليقع غيره فيها، وقد سمي تناجشاً؛ لأن الناجش يثير الرغبة في السلعة، ويقع ذلك بِمواطأة البائع فَيشتركان في الإثم». (فتح الباري: 4/ 416).

قال الجرجاني -رحمه الله-: «النجش: أن تزيد في ثمن سلعة، ولا رغبة لك في شرائها». (التعريفات: ص 259).

ما هو التناجش

ما هو مرادف التناجش لغوياً

وضحنا خلال الفقرة السابقة معنى التناجش اصطلاحاً وفقاً للفقه الإسلامي. أما  مرادف التناجش لغوياً،  فإن المقصود منه معنى في اللغة العربية، وكما جاء في المعاجم المختلفة الخاصة باللغة، والتي يوجد فيها أن كلمة التناجش مصدر والفعل الخاص به نجش، والذي يأتي بأكثر من معنى وفقاً للاسم الذي يأتي بعد، فمثلاً:

  • نجش الشيء:  استخلصه واستخراجه.
  • نجش الحديث:  قام بِإذاعته.
  • نجش النار:  أوقدها.
  • نجش الدابة:  نغزها حتى يحثها على السير بأسرع ما لديها.
  • نجش فلان في البيع:  أي أنه زاد في ثمن السلعة من أجل المزايدة على المشتري.

ما هو حكم التناجش شرعاً

من خلال مفهوم التناجش سواء كان اصطلاحاً أو لغوياً. فإنه يمكن التعرف على إجابة سؤال  ما هو حكم التناجش شرعاً؟  وهو أنه لا يجوز شرعاً. إلا أن الحكم الشرعي لِلتناجش في الدين الإسلامي لا يقتصر على كونه غير جائز فقط. بل أنه  محرم شرعاً.  أي أن مَن يفعله فإنه يأثم، وأن الناجش يكون عاصي وسوف يحاسبه الله سواء كان في حياته الدنيا أو في الآخرة، لأن النهي عن التناجش في الشريعة قد أتى في كلِِ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

شاهد أيضاً: النجش في البيع ممنوع وحرام.

دليل تحريم النجش من القرآن الكريم

التناجش محرم شرعاً، وقد تعرف أهل العلم على حكمه من خلال  دليل تحريم النجش من القرآن الكريم،  والذي ورد في أحد الآيات القرآنية، التي جاء فيها معنى التناجش في البيع وجزاء من يقدم على فعل ذلك في حياته وفي آخرته، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 77].

وقد تم ربط الآية الكريمة بِالتناجش في البيع، وأن بها أمر التحريم مباشرةً، بناء على تفسير أهل العلم من سبب نزول هذه الآية ، حيث جاء لها تفسيران، هما كالتالي:

  • جاء في فتح الباري: 4/ 417): أن رجلاً كان يبيع سلعة له،وقد  حلف بالله، أنه قد دفع فيها ثمناً لم يدفعه حقاً. فنزلت هذه الآية محرمةً فعل هذه الرجل وكل ما ينطبق عليه من الخداع في البيع من أجل المزايدة في سعر بعض السلع.

“أن رجلاً أقام سِلعتَه فحلف بالله لقد أُعْطِيَ فيها ما لم يُعطَ، فنزلَت هذه الآية”.

  • تفسير الإمام الطبري -رحمه الله-:  وضع رجل سلعته بدايةً من أول النهار من أجل بيعها، فلم تباع حتى آخره، ولما جاءه رجل حتى يشتريها. حلف البائع أنه قد منع بيعها بسبب قلة السعر المعروض عليه، وأنه لولا أتيان الليل عليه ما باعها.

“أقام رجلٌ سلعته أول النهار، فلما كان آخره جاء رجلٌ يساومه، فحلف: لقد منَعها أولَ النهار مِن كذا وكذا، ولولا المساء ما باعَها به”.

حكم التناجش

حكم التناجش

دليل تحريم النجش من السنة

مثلما ورد في القرآن الكريم دليلاً قطعياً على تحريم التناجش في الإسلام. فإنه يوجد  دليل تحريم النجش من السنة،  ولم يأتي هذا الدليل في حديث نبوي واحد. بل ورد عن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلوات الله عليه وتسليمه-، أكثر من حديث ينهى فيه عن النجش ويحرمه على المسلمين.

أخرج البخاري من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش».

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيع حاضر لباد، (ولا تناجشوا، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها)»..

عن قتادة -رضي الله عنه-: أن عمران بن حصين كان يقول: «(من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه فليتبوأ مقعده من النار). فقال له قائل: شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال لهم: إنكم ستجدون ذلك (في كتاب الله)، ثم قرأ هذه الآية: ﴿إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا…﴾ [آل عمران: 77].

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يتلقى الركبان لِبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا، ولا يبع حاضر لباد، ولا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها؛ فإن رضيها أمسكها، وإن سخطها ردها وصاعا من تمر)).

وأخرج الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبيع بعضكم على بيع بعض، ونهى عن النجش، ونهى عن بيع حبل الحبلة، ونهى عن المزابنة، والمزابنة بيع الثمر بالتمر كيلاً، وبيع الكرم بالزبيب كيلاً».

أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والظن. فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا –أو لا تحسسوا -، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا».

وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يسم المسلم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته».

أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا؛ فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف».

حكم التناجش

حكم التناجش

حكم التناجش

حكم التناجش عند المذاهب الأربعة

لم يختلف  حكم التناجش عند المذاهب الأربعة  عن الحكم الشرعي المتعارف عليه بين أهل العلم جميعاً؟ لأن هذا الحكم قد ورد نصح صريحاً في كلِِ من الكتاب والسنة, كما سبق وأن وضحنا في الفقرة السابقة. فقد اتفق الأئمة الأربعة على أن الناجش عاص وآثم وسوف يحاسبه الله. بينما اختلفوا في حكم البيع الذي تم وما إن كان صحيحاً أم محرماً طالما تم بناء على التناجش.

  • المذهب الحنبلي:  قال الإمام أحمد -رحمه الله- أن البيع يكون باطل لأن النهي عن التناجش واضح، وما قام على ما تم النهي عنه فهو فاسد، حتى وإن لم يعلم البائع بفعل الناجش وهذا الرأي هو ما قال به معظم أهل الحديث
  • المذهب الحنفي:   البيع صحيح إلا أنه يوجد به أثم، ولكنه لا يقع على المشتري بل على الناجش سواء كان البائع نفسه أو مَن نجش على السلعة المباعة.
  • المذهب الشافعي:   أن البيع جائز ولا يكون محرماً حتى إن نجش فيه، لأن الناجش غير البائع وغير المشتري. أي أن البيع يكون جائز، ولكنه يكون به أثم على مَن قام بِالتناجش، وهو ما قال به الإمام الشافعي -رحمه الله-.
  • المذهب المالكي:   يى أصحاب هذا المذهب أن المشتري له حق الإختيار إن علم سواء بإتمام البيع أو رفضه، وهذا الرأي قد قال به بعض من الشافعية.

حكم التناجش

سبب تحريم النجش من السنة

كما سبق وأن التناجش على أنه أن يقوم أحد برفع قيمة سلعة ما وليس في نيته أن يقوم بشرائها؟! من أجل أن يجعل المشتري يقوم بشرائها، وهو ما يدخل ضمن أساليب الخداع والغش وعدم الأمانة، وكل هذه الصفات غير مستحبة في الدين الإسلامي وحذر منها الخالق -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في سنته النبوية الشريفة.

لذلك قال العلماء أن  سبب تحريم النجش من السنة، هو أنه  أساليب من الخداع والغش وعدم الأمانة،  ودليل تحريم كل هذه الصفات على المسلمين قد ورد في السنة النبوية في العديد من الأحاديث النبوية. بِجانب تلك الأحاديث التي تحرم التناجش بصورة مباشرة.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من غشنا فليس منا».

أخرج الطبراني والحاكم والبيهقي في “شعب الإيمان”عن قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال: «لولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (المكر والخديعة في النار) ؛ لكنت من أمكر الناس».

أخرج البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رد».

تحريم التناجش

تحريم التناجش

سبب تحريم النجش عند العلماء

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحرم الخديعة والغش في ديننا الإسلامي، وباعتبار النجش من الخديعة. فإنه محرماً, كما جاء في  سبب تحريم النجش عند العلماء، من خلال أقوال الكثير منهم.

  • قال الإمام البخاري -رحمه الله-: “هو –أي: النجش –خداع باطل لا يحل”. (كتاب البيوع).
  • قال الإمام الترمذي -رحمه الله-: “هذا –النجش –ضرب من الخديعة”. (سنن الترمذي: 3/ 589).
  • قال أيوب السختياني -رحمه الله-: “يخادعون الله كأنما يخادعون آدميا، لو أتوا الأمر عيانا كان أهون علي”.
  • قال ابن حجر -رحمه الله-: “سالك المكر والخديعة حتى يفعل المعصية أبغض عند الناس ممن يظاهر بها، وهو في قلوبهم أوضع، وهم عنه أشد نفرة”. (المصدر السابق: 12/ 352).
  • قال ابن أبي أوفى -رحمه الله-: “الناجش آكل ربا خائن”. (فتح الباري: 4/ 416).

عقوبة التناجش في الإسلام

اهتمت الشريعة الإسلامية بالبيوع المختلفة، حتى تحث المسلمين على ضرورة الأمانة عند البيع والشراء. لأن عدم الأمانة كانت سبباً في الخسف بقوم الأيكة الذين كانوا يبخسون في الميزان. ومن خلال الإجابة على سؤال ما هو التناجش؟ وما هو حكم التناجش؟ يمكن المعرفة بأن التناجش لا يختلف كثيراً عما كان يفعله قوم النبي شعيب -عليه السلام- ومدى جرم هذه المعصية. لذلك حُرم التناجش في الشريعة الإسلامية وبات الناجش عاص وآثم.

أما عن  عقوبة التناجش في الإسلام.  فقد وردت في القرآن الكريم، في الآية التي تحرم مثل هذه البيوع التي يحدث فيها خديعة للمشتري، وأوضحت هذه الآية عقوبة ذلك في الآخرة, كما ورد في السنة النبوية الشريفة عدد من الأحاديث توضح عقوبة التناجش، التي سوف ينالها الناجش في حياته الدنيا وفي الآخرة.

  • لا ينتظر إليهم الله يوم القيامة ولا يكلمهم، وسوف ينالوا عذاب أليم.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 77].

أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا؛ فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف».

  • جزائه في الآخرة نار جهنم خالداً فيها.

أخرج الطبراني والحاكم والبيهقي -رحمهم الله- في “شعب الإيمان”عن قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال: «لولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (المكر والخديعة في النار) ؛ لكنت من أمكر الناس».

عن قتادة -رضي الله عنه-: أن عمران بن حصين كان يقول: «(من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه فليتبوأ مقعده من النار). فقال له قائل: شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال لهم: إنكم ستجدون ذلك (في كتاب الله)، ثم قرأ هذه الآية: ﴿إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا…﴾ [آل عمران: 77].

  • ينزع الله بركته من تجارة الناجش، ويكون أكله باطل.

عن   حكيم بن حزام، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:  «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما».

 التناجش

التناجش

تحريم التناجش

شاهد أيضاً: جزاء البخس في الميزان من سورة المطففين.

أنواع التناجش في الفقه الإسلامي

بعد أن وضحنا حكم التناجش والمعنى الخاص به. يجب أن نوضح  أنواع التناجش في الفقه الإسلامي،  لأن النجش لا يقتصر على البيع والشراء فقط، وأن يأتي أحد ويرفع من قيمة السلعة حتى يخدع المشتري لشرائها. بل توجد أنواع لِلتناجش، أو بمعنى آخر توجد أكثر من طريقة يتم فيها النجش وخداع المشتري. يجب أن يتعارف عليها جميع المسلمين حتى يتجنبوا فعل ذلك.

  1. البائع يكون هو الناجش:  أن يغوي البائع المشتري لشراء السلعة. بأن يخدعه بأنه لا يرغب في بيعها مثلاً لولا الوقت. مثلما حدث في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزلت الآية رقم 77 من سورة آل عمران، أو أنه يقول أنه قد اشتراها بثمن أعلى من ثمنها وهكذا، بما يكون فيه خديعة للمشتري.
  2. حدوث النجش بدون علم البائع:  أن يأتي شخص آخر ويرفع من قيمة السلعة حتى يخدع المشتري، دون علم البائع بذلك ودون الإتفاق معه.
  3. اشتراك البائع والناجش معاً:     المقصود هنا أن يتم النجش باتفاق كل من البائع والناجش. بأن يأتي شخص آخر لا يريد شراء السلعة التي يبيعها البائع ويرفع في سعرها حتى يُخدع المشتري ويقوم بشرائها.
  4. المدح والذم من أجل الخداع:  أن يقوم البائع أو شخص آخر بمدح سلعة ما بما ليس فيها حتى يتم بيعها أو ذمها من أجل عدم بيعها وركودها حتى يبخس من سعرها، ويمكن أن يكون الناجش في هذه الحالة، هو الشاري.
  5. النجش في النكاح:   أحد أنواع النجش الذي لا يلتفت إليه الكثير من المسلمين، هو النجش في النكاح. بأن يقوم ولي الأمر برفع قيمة المهر حتى يستغل الخاطب ويمدح فيها ويقول فيها ما لا يتواجد فيما، أو أنه يذمها. فلا يخطبها الخاطب، والدليل على ذلك، قد جاء في السنة النبوية الشريفة.

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيع حاضر لباد، (ولا تناجشوا، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها)».

وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يسم المسلم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته».

تحريم التناجش

تحريم التناجش

شاهد أيضاً: قول البائع: أعطيت في السلعة كذا وهو كاذب.

إجمالاً لما قدمناه من معلومات عن التناجش في هذا التقرير. فإننا قد أجبنا على عدد من الأسئلة بالتفصيل، أولهم: ما هو التناجش؟، ثم: ما هو حكم التناجش؟ ودليل ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, كما أوضحنا حكم البيع الذي تم فيه النجش عند المذاهب الأربعة، وسبب تحريم النجش من السنة، ومن خلال أقوال العلماء، وفي الختام أشرنا إلى عقوبة التناجش في الدين الإسلامي, كما وردت في الكتاب والسنة، وأنواع التناجش سواء كان في البيع أو في النكاح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *