أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال

أ / عمرو عيسى

تعد أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال من الأمراض الشائعة في الفترات التي يتغير فيها الطقس، فهي تزداد عند أصحاب المناعة الضعيفة.. لذلك في السطور القادمة سنعرض لكم تلك الأمراض عند الأطفال، وبعض أسبابها، وطرق العلاج، وطرق الوقاية الممكنة لتقليل أعراضها.

أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال

إنَّ الأطفال هم الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، نظرًا لأن الأجهزة المناعية ما زالت قيد التكوين، ويحدث ذلك خاصةً في فصل الشتاء ، فهو بيئة خصبة للعديد من الفيروسات التي تصيب الأطفال.. مثل الأنفلونزا.

توجد بعض الأمراض الأخرى مثل أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال.. وفي أغلب الأحيان تكون الإصابة بأي من هذه الأمراض متسببة في إصابة العضو الآخر.. كونها مكونة للمجاري التنفسية العليا، حيث تبدأ مجاري التنفس العليا من الأنف حتى الشعب الهوائية الكبرى.

من الشائع إصابة الأطفال بالتهابات المجاري الت ن فسية العليا، وترجع الإصابة بها إلى العديد من الأسباب.. ومن أشهرها:

  • الإصابة ببعض الفيروسات الأنفية.. مثل فيروس نظير الأنفلونزا “Parainfluenza”، والفيروس المخلوي التنفسي “Respiratory syncytial virus”.. أو المعروف اختصارًا بفيروس “RVS”.
  • الإصابة ببعض أنواع البكتيريا التي تنتشر في الجهاز التنفسي.. ومن هذه البكتريا.. الخناق “Diphtheria”، بكتريا الشاهوق “Pertussis”.
  • بعض أنواع الحساسية .

أما عن أعراض التهاب المجاري التنفسية العليا فهي:

  • الحمى التي تسبب في بعض الأحيان في آلام الصداع.
  • تهيج الأنف .. بالإضافة إلى تهيج الجلد الموجود حول الأنف.
  • السعال الجاف، أو سعال مع بلغم.
  • ألم في فتحة واحدة فقط من الجيوب الأنفية.
  • التهاب العيون.
  • تضخم اللوزتين .. واحمرار الحلق.. مع ألم شديد في الحلق.
  • صوت شخير من الأنف عند التنفس، أو سماع صوت صفير يمكن ملاحظته دون الحاجة إلى سماعة الطبيب.

على أن علاج هذه الحالة يعتمد على أكثر من أسلوب.. منها استخدام الأدوية التي تخفض الحرارة، وتناول الأطعمة الغنية بالزنك، وفيتامين ج، واستخدام جهاز البخار لتقليل ألم الحلق.

لا تقتصر مشاكل الأطفال على ما سبق فقط حيث يوجد العديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على الأطفال بشكل كبير، لذا سنعرض أشهر أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال بشيء من التفصيل فيما يلي:

1- التهاب الحلق عند الأطفال

يعد الحلق هو أول مستقبل للهواء في مجرى التنفس العليا، ولذلك يعد من أكثر الامراض عند الأطفال شيوعًا.. وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أسباب التهاب الحلق عند الأطفال وطرق علاجه.

التهاب الحلق يتسبب في الولايات المتحدة في أكثر من اثنتي عشر مليون زيارة للطبيب، وذلك بسبب تعدد أسباب الإصابة به.. ومن أشهرها:

  • الإصابة ببعض الفيروسات، فالنسبة الأكبر (60% تقريبًا) من التهابات الحلق الفيروسي لا يجدون أي علاج فعال.. على الرغم من استعمال المضادات الحيوية.
  • نوعان من البكتيريا قد يتسببا في الإصابة بالتهاب الحلق، وهما البكتيريا العقدية “ Streptococcus “، بالإضافة إلى بكتيريا الأركانوباكتيريوم “Arcanobacterium haemolyticum”.
  • التهابات اللوزتين أشهر الأسباب في الإصابة بالتهاب الحلق.. وقد تؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الطفل، والصعوبة في البلع.

قد تتسبب هذه الأعراض إن لم يتم علاجها إلى بعض المضاعفات الخطيرة، مثل:

  • الحمى الروماتيزمية .
  • أعراض أولية لمرض الإيدز.
  • ظهور خراج حول اللوزتين.
  • التهاب لسان المزمار.

أعراض التهاب الحلق تختلف من شخص إلى آخر حسب سبب الإصابة بالتهاب الحلق.. وقد يصاب الطفل بالحمى وصعوبة البلع في حال كان سبب الإصابة التهاب اللوزتين .. أو ظهور بقع بيضاء على اللوزتين، أو احمرارهما.. أو قد تكون من أعراضه:

  • ألم البطن.
  • الشعور بالتقيؤ.
  • انتفاخ الخد، وخلف شحمة الأذن بسبب انتفاخ الغدد الليمفاوية.

أما علاج التهاب الحلق فيكون باتباع بروتوكول العلاج الآتي:

  • مسكنات الألم الفموي.
  • أقراص استحلاب .. للتقليل من ألم الحلق.
  • الغرغرة بالقليل من الماء الدافئ مع الملح، ويفضل إضافة محلول غرغرة إليه.
  • شرب القرفة، أو الزنجبيل .. مع تحليتهما بالليمون.
  • تناول فص من الثوم يوميًا.. لما في الثوم من خصائص مضادات الالتهاب.
  • عسل النحل، فهو يكافح التهاب الحلق عند الأطفال، ويقلل من الألم.. علاوةً على كونه أكثر استساغة بالنسبة لهم.

لا يفوتك أيضًا:  علاج السخونة عند الأطفال بالأدوية

2- حمى القش عند الأطفال

أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال

تتنوع أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال.. منها ما قد يتم الشفاء منه لحظيًا، ومنها ما يصبح ملازمًا للطفل حتى كبره، ومن هذه الأمراض حساسية الأنف أو المعروفة باسم “حمى القش”.

يجب في البداية معرفة الفرق بين حساسية الأنف ونزلات البرد .. حيث إن أشهر الاختلافات بينهما مدة الإصابة، فالمصاب بالأنفلونزا أو البرد تستمر إصابته حتى أسبوع على أقصى تقدير.

بالإضافة إلى كون المخاط الخارج من الأنف في حالة البرد يكون سميكًا، بينما في التهاب الجيوب الأنفية يكون المخاط سائلاً شفافًا.

أما حساسية الأنف فهي عبارة عن التهاب في الأغشية المخاطية التي تبطن الأنف، ويزاد الشعور بهذه الحساسية عند استنشاق أحد المواد التي تهيج جدار الأنف المخاطي.. وتظهر الأعراض على المصاب بحساسية الجيوب الأنفية في دقائق، وهي:

  • العطس المتواصل.
  • الإصصابة بالسعال.
  • الحكة في الأنف، أو العينين.. أو يكون الاحتكاك في الجلد المحيط بالأنف.
  • رشح الأنف.
  • في بعض الحالات يحدث انسداد في الأنف.
  • انتفاخ منطقة تحت العينين.. في بعض الحالات تؤدي جعل العيون تدمع.. أو احمرارها أو تورمها.
  • التهاب الحلق.
  • الشعور بالصداع.

إن لم يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية فقد يتسبب في الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة.. منها الإصابة بالربو أو بالأكزيما.. أو التهابات في الأذن الوسطى، وعلاج حساسية الأنف يكون عن طريق تناول بعض الأدوية التي يصفها الطبيب، وأشهر مركباتها:

  • مضادات الهستامين “antihistamines”
  • بخاخ الستيرويد “steroid”
  • مضادات الاحتقان

كما يفضل غسل الأنف بالمحلول الملحي.. ويجب الإشارة إلى أن هذه العلاجات لا تقضي على حساسية الجيوب الأنفية ، بل تقلل من أعراضها، أما عن طرق الوقاية.. فمثلها مثل سائر طرق الوقاية من الحساسية وهي الابتعاد عن المواد التي تهيج الأنف.

3- التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال وعلاجه

التهاب الأذن الوسطى يعتبر السبب الأول لزيارة طبيب أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال، بسبب أعراضها الصعبة عليهم، والتي تجعل الطفل في انزعاج دائم، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم ما هو التهاب الأذن الوسطى، وأنواعه وعلاجه.

الأذن الوسطى عبارة عن تجويف يقع خلف طبلة الأذن ، ويتصل التجويف بالبلعوم وقناة “استاكيوس”.. وهي عبارة عن أنبوب رقيق يصل بين الأنف ونهاية الأذن، وتختلف أسباب التهاب الأذن الوسطى باختلاف أنواعه.

  • التهاب الأذن الوسطى الحاد الذي ينتج بسبب الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.. وعلى الأغلب تكون مضاعفات لعدوى سابقة في الجهاز التنفسي العلوي، أو الجيوب الأنفية.
  • التهاب الأذن الوسطى مع رشح الأذن نتيجة انسداد قناة “استاكيوس”، وتتجمع فيها الإفرازات المخاطية داخل الأذن، وفي الأغلب تكون هذه الإصابة بسبب الشق الحلقي .
  • التهاب الأذن الوسطى المزمن.. والذي يتم تصنيفه أحد المضاعفات الناتجة عن تأخر علاج التهاب الأذن الوسطى الحاد.

أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال هي أكثر ما يثير قلق الأم.. وأشهر هذه الأعراض:

  • صعوبة في النوم .
  • ألم في الأذن.. خاصة عند النوم أو الاستلقاء.
  • ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من (℃38).
  • فقدان الشهية.
  • البكاء بشكل غير معتاد.
  • عدم الاستجابة إلى الأصوات.
  1. أما عن علاج التهاب الأذن الوسطى فهي المضادات الحيوية، وتكون في حالة تفاقم الأعراض وزيادة الالتهاب.. لكن في حالة الالتهاب الحاد “النوع الأول”.. يلاحظ الطيب الطفل مع وصف بعض الأدوية التي تعمل على خفض حرارة الجسم.

4- التهاب عام في الأذن عند الأطفال

أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال

يصيب هذا النوع من الالتهابات كلتا الأذنين، ويعد أكثر الشكاوى عند أطباء أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال، وفي هذه الفقرة سنعرض التهاب الأذن والأسباب وطرق العلاج.. بالإضافة إلى المضاعفات التي تنتج عنه.

أحد الأسباب الأساسية لالتهاب الأذن كونه من المضاعفات التي يسببها التهاب الأذن الوسطى.. وقد يكون الالتهاب بسبب الجراثيم التي تصيب الأنف، أو نزلات البرد، أما أعراض التهاب الأذن فهي:

  • ألم الأذنين ، ويتراوح هذا الألم بين الألم الخفيف الذي يزعج الطفل.. وفي بعض الأحيان يصل الألم بالطفل إلى حد البكاء والصراخ.
  • الاضطراب في النوم .
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم .. وهو أمر طبيعي في حالة وجود التهاب.
  • بعض مشاكل السمع .
  • في بعض الحالات يصل الأمر إلى خروج سائل أصفر لزج من الأذن.

أما عن علاج التهاب الأذن ففي أغلب الأحيان يشفى من تلقاء ذاته.. لكن يجب اتباع بعض أساليب العلاج .. مثل تدفئة الأذن باستخدام بعض الوسائد أو كوفيات، مع ضرورة أخذ قسط كافي من الراحة، وللوقاية من التهاب الأذن عند الأطفال يجب اتباع الإرشادات الآتية:

  • غسل اليدين بشكل مستمر.
  • عدم ترك الأطفال يستخدمون أعواد تنظيف الأذن القطنية.
  • إعطاء الأطفال جرعات التطعيم الدورية.
  • تجنب التدخين في أماكن تواجد الأطفال.
  • عند إطعام الطفل.. يجب الحرص على اتخاذ وضعية سليمة له.

إن لم يعالج التهاب الأذن عند الأطفال فقد

لا يفوتك أيضًا:  أسباب حدوث برودة اليدين والقدمين عند الأطفال

5- فقدان السمع وأسبابه وطرق علاجه

لا يعتبر الأطباء هذا المرض من أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال.. بل يعدونه عارضًا لأحد الأمراض التي تصيب أذن الأطفال.. وفي سطور هذه الفقرة سنعرض لكم العوامل التي تؤدي إلى فقدان السمع عند الأطفال .. وهل يمكن علاجه أم لا.

فقدان السمع له العديد من الأسباب التي قسمها الأطباء إلى نوعين من العيوب.. عيوب خلقية ومنها.. (استخدام الأمينوغليكوزيدات Aminoglycosides ، أو إصابة الطفل بأعراض مرض اليرقان “الصفرة”، إصابة الأم بالزهري أثناء الحمل).

النوع الثاني من العيوب هي الأمراض المعدية مثل الإصابة بالحصبة.. أو التعرض لالتهاب الأذن الخارجية، أو التهاب الأذن الوسطى.. الإصابة في الأذن أو الرأس.. التعرض للأصوات العالية لفترات زمنية طويلة.

أما عن أعراض فقدان السمع لدى الطفل تظهر أغلبها عند التأخر في الكلام.. ويمكن ملاحظة ذلك في الطفل عبر بعض الاختبارات الأساسية عبر زيارة طبيب الأطفال حسبما تنصح بها منظمة الصحة العالمية.

أما العلاج يكون حسب تحديد الطبيب لحالة فقدان السمع أو ضعفه، فقد يحتاج الطفل إلى سماعة أذن فقط.. وقد يحتاج إلى زراعة قوقعة.

أمراض الأنف والأذن عند الأطفال لا يستهان بها.. فقد تتسبب في مضاعفات بالغة قد تصل إلى فقدان السمع.. لذلك ينبغي حماية الأطفال من مسببات تلك الأمراض.. واتباع تعليمات الطبيب.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *