ما هو حكم إيلاج الذكر في الفم

أ / عمرو عيسى

من الأمور التي قد تشغل الأزواج حديثًا معرفة حكم إيلاج الذكر في الفم من الناحية الدينية.. حيث لم يرد النص الصريح الذي يحرم الأمر، لذا فإن هناك من يقول إنه حلال ما لم ينفي القرآن والسنة ذلك.. ومنهم من يحرمه لالتباس النجاسة في أمره.. وهذا ما سنوضحه في السطور القادمة.

حكم إيلاج الذكر في الفم

بعد أن يتزوج الرجل ويشرع في ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوجة للمرأة الأولى، تجده يطرح العديد من الأسئلة.. كون أمر العلاقة الحميمة من المستجدات بالنسبة له.

فهو يعلم أن ما حرمه الله في تلك العلاقة هما أمرين، ألا وهما جماع المرأة في دبرها، لما في ذلك من اقتداء بقوم لوط الملعونين.. فضلًا عن أنه مكان مخصص لخروج النجاسة.. ولم يجعله الله حلًا للإتيان.. مما قد يتسبب للمرأة في العديد من المشكلات إن عصت ربها وأتت الأمر.

أما التحريم الثاني فقد جاء من ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الدورة الشهرية .. لما في ذلك من أذى يصيب الرجل والمرأة، فقد قال الله تعالى:

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ”سورة البقرة الآية رقم 222.

أما عن حكم إيلاج الذكر في الفم فهو أمر غير محرم، كون الله قد شرع للمسلم الاستمتاع بزوجته على كافة الأنحاء مع تجنب الأمرين السابق ذكرهما.. حيث قال الله تعالى في كتابه:

نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ سورة البقرة الآية رقم 223.

فمص الزوجة القضيب لزوجها أمرًا غير محرم ما دام لم يقذف ماء شهوته، والذي يحول الأمر إلى التحريم القطعي كونه من النجاسات، فإن اتفقا الزوجين على ذلك فعليهما أن يحترسا من إصابة المرأة من المذي أو المني في ثغرها.. حتى لا تجني النجاسة .

فضلًا عن أن الجنس الفموي من شأنه أن يصيب المرأة بالعديد من الأمراض.

لا يفوتك أيضًا:  حكم من حلف بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه

مخاطر الجنس الفموي

إن الله لم يبعدنا عن شيء إلا وله الحكمة في ذلك، فممارسة الجنس الفموي بالكامل مما يؤدي إلى قذف الرجل من الأمور المحرمة، حيث تصاب المرأة بالعديد من المخاطر.

كما يجب عليها الابتعاد عن مص العضو الذكري دون الانتباه إلى النصائح التي تقي من مخاطر الجنس الفموي.. والتي سنذكرها عليكم فيما بعد.

حيث إنها من الممكن أن تقوم ببلع المذي أو المني وتدخل في الشبهة، والتي حرم الرسول -صلى الله عليه وسلم- اتباعها حين قال في رواية النعمان بن البشير:

سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ بهذا الحَديثِ، قال: وبيْنهما مُشَبَّهاتٌ لا يَعلَمُها كثيرٌ مِن النَّاسِ، فمَن اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأَ عِرْضَه ودِينَه، ومَن وَقَع في الشُّبُهاتِ وَقَع في الحَرامِ ”(صحيح).

فعلى الرغم من أنه من الأمور الممتعة في العلاقة الحميمة لكلا الزوجين.. إلا أن حكم إيلاج الذكر في الفم يجعلنا ننتبه إلى أضراره.. والتي تتمثل فيما يلي:

1- الإصابة بالكلاميديا

هي الإصابة بالعدوى الجرثومية التي تنتقل عبر ممارسة العلاقة الحميمة، وتنتقل إلى المرأة من خلال الممارسة الفموية فتسبب لها العديد من المشكلات الجسيمة.. حيث تستقر في الجزء الخلفي للعينين والحلق، مما يؤدي إلى المشكلات التي يصعب حلها.

كما أن انتقال الجرثومة إلى المعدة يتسبب في إصابتها بالالتهاب والانتقال إلى الرحم.. مما يؤدي إلى استقرارها في قناة فالوب، والذي يتسبب في العقم نتيجة ضعف الخصوبة .

هنا يتجلى لنا عظم الأثر الذي تجنيه المرأة من الجنس الفموي، لذا عليها أن تمتثل لاتباع حكم إيلاج الذكر في الفم وتتبع النصائح الخاصة بالأمر.

2 –مرض الزهري

هو من أنواع الأمراض التي تنتقل من خلال الاتصال الحميمي ، وتنتقل العدوى إلى المعدة عن طريق الفم.. فتتسبب في تقرح الجدار الخاص بها.. كما تؤدي إلى العديد في المشكلات في الجهاز الهضمي التي قد تظهر على هيئة الإمساك أو الإسهال.

فإن نالت المرأة نصيبها من تلك الإصابة.. ولم تدرك ذلك، مما جعلها تهمل الأمر.. انتقلت البكتيريا إلى الدم متسببة في حدوث المشكلات الصحية الجسيمة التي تصيب الغدد اللمفاوية والقلب.

لا يفوتك أيضًا:  حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الزعل

3 –مرض الإيدز

حكم إيلاج الذكر في الفم

من الأمراض الجنسية الشائع الإصابة بها هو مرض الإيدز الذي يقضي على الجهاز المناعي للمصاب.. مما يتسبب في وهن صحته بالشكل الملحوظ.

من الممكن أن ينتقل المرض إلى المرأة عن طريق الاتصال الفموي الجنسي، حتى وإن لم يتم الإنزال، فالعضو الذكري يحمل خلايا المرض، وهذا من شأنه أن يظهر في المذي الذي يسبق المني.. والذي من الممكن ألا تشعر المرأة بنزوله.

في تلك الحالة تكون المرأة عرضة لتهتك أنسجة الجهاز المناعي .. مما يجعلها بصدد مشكلة كبيرة يصعب حلها، وإن لم يتم تدارك الأمر على النحو الصحيح، فهذا من شأنه أن يودي بحياتها.. لذا عليها النظر في حكم إيلاج الذكر في الفم والتعرف على الحكمة من ذلك قبل الوقوع في المهالك.

4- مرض الهربس

من الأمراض الجنسية المزعجة التي تنتقل عن طريق الممارسة الحميمة فتتسبب في تقرح العضو التناسلي الخاص بالمرأة.. كذلك الأمر في الفم، فإن قامت الزوجة بممارسة العلاقة الحميمة الفموية.. مع الزوج الحامل للمرض، فهذا من شأنه أن يتسبب في إصابتها بالقرح في الفم.

كما أنها في تلك الحالة تعرض المريء والحلق إلى الإصابة المحدقة نتيجة بلع اللعاب الحامل للفيروس.

مخاطر أقل شيوعًا لممارسة الجنس الفموي

بعد أن تناولنا بعض الإصابات التي يتسبب فيها إيلاج العضو الذكري في الفم .. وذلك في إطار معرفتنا بحكم إيلاج الذكر في الفم، دعونا نتعرف على المخاطر الأخرى، والتي تتمثل فيما يلي:

  • مرض السيلان .. وهي العدوى التي تستقر في المعدة والجهاز الهضمي وتتسبب في المشكلات الجسيمة لدى العضوين.
  • الإصابة بفيروس الكبد.. وهو من أكثر الأمراض انتشارًا التي تنتقل عن طريق الجنس الفموي، حيث يتسبب له في الكثير من المشكلات التي تصل إلى حد الفشل الكبدي.
  • فيروس الأورام الحليمية ، وهو العدوى التي تنتشر في مكان انتقالها مكونة أكياس ممتلئة بالسوائل.. والتي تنمو وتنتشر بسرعة البرق، وتأخذ الوقت الطويل في المعالجة.

لا يفوتك أيضًا:  ما هو حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت أو الهاتف

نصائح لممارسة الجنس الفموي

حكم إيلاج الذكر في الفم

في حالة استماع الزوجين إلى حكم إيلاج الذكر في الفم.. وعدم رغبتهما في الإقلاع عنه، يمكنهما اللجوء إلى النصائح التي تفيد في الأمر.. حيث تتمثل فيما يلي:

  • في بداية الأمر على كلا الزوجين الاهتمام بنظافة الفم.. لعدم منحه الفرصة لتناول البكتيريا أو انتقال العدوى والجراثيم.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية من الأمور المهمة لممارسة العلاقة الحميمة بشكل عام.. والجنس الفموي بشكل خاص.
  • تجنب استعمال فرشاة الأسنان في تلك الفترة.. لأنها تعمل على وجود النتوءات التي من الممكن أن تسكنها الجراثيم وتنمو فيها.
  • استخدام الواقي الذكري من أهم العوامل الواجب توافرها لممارسة الجنس الفموي، حيث تحمي المرأة من مخاطر الإصابات السابق ذكرها.. كما لا تضعها في الشبهات مثل ما رأينا في حكم إيلاج الذكر في الفم.

أولًا وأخيرًا على المرأة المسلمة وزوجها أن يتنبها إلى أوامر الله عز وجل.. للحفاظ على صحتهما وعلاقتهما الزوجية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *