ابحث في الموقع

حائط المبكى في القدس “الموقع والتاريخ والحقائق”

يعد حائط المبكى في القدس من أهم المعالم الدينية في القدس والوطن العربي كله.. كما أن هناك العديد من الحقائق حوله، والتي سنتعرف عليها وعلى موقعه الجغرافي وتاريخه من خلال الفقرات التالية.

حائط المبكى في القدس الموقع والتاريخ

الموقع بين باب المغاربة جنوبًا.. وحتى الحرم القدسي غربًا.
التاريخ 1870
الحقائق
  • يطلق عليه حائط البراق.
  • تعود تسميته لليهودية.
  • من المعالم الدينية المسيطر عليها اليهود.

ما هو حائط المبكى ؟

ما هو حائط المبكى؟

أطلق البعض على هذا الحائط اسم حائط البراق.. كما أن تلك التسمية تعود إلى اليهودية في الأساس، وتجدر الإشارة إلى أنه الحائط الغربي الذي يحد الحرم القدسي المعروف باسم جبل الهيكل من الجهة الغربية.

بينما يمتد بين باب المغاربة في الجنوب وقسم من الحائط الغربي للحرم.. محيط بمسجد الأقصى، وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة التنكزية تحده من جهة الشمال.. كما يصل طوله إلى 50 متر، على الرغم من أن ارتفاعه يعادل الـ 20 متر فقط.

اقرأ أيضًا: صور عن القدس والمسجد الأقصى

فرمانات صادرة بخصوص حائط المبكى

على مر العديد من السنوات صدرت فرمانات وقرارات بخصوص هذا الحائط.. من قِبل الحكام والتي تعهدت في الأغلب بالحفاظ عليه، ومن أهم الفرمانات ما يلي:

  1. فرمان عام 1560 الذي أصدره سليمان القانوني.. والذي كان ينص على الاعتراف بحق اليهود في أداء الصلاة على حائط البراق.
  2. في عام 1840.. أصدر إبراهيم باشا قرارًا بمنع اليهود من المرور أمام هذا الحائط، كما حذرهم فيما بعد من إقامة الشعائر والصلوات أو الكتابة على هذا الحائط.. إلا أنه سمح بزيارته من قِبلهم؛ نظرًا لكونه واحد من المعالم الأثرية الدينية العريقة.
  3. في عام 1889: في هذا الفرمان تعهد عبد الحميد الثاني بعدم التدخل في أماكن الزيارة والحج التابعة لليهود.. وذلك بالنسبة إلى المواقع التي سبق وأن تم تحديدها من قِبل الحاخامية العليا، مع مراعاة تجنب التدخل في أداء الشعائر كذلك.

مكانة حائط المبكى لدى اليهود

بالاستناد إلى تلك الفرمانات السابق ذكرها.. نجد أن حائط المبكى له مكانة عريقة لدى اليهود، لذا فإلى جانب الأهمية الدينية التي يحملها فإنه كان أيضًا جزء من مركز تسوق بالتزامن مع أيام حكم هيرودس.

لم يقف الأمر عند ذلك الحد إذ أن تلك البقعة تعد الأكثر قداسة بالنسبة إلى اليهود.. حتى أنهم زعموا أنه بمثابة الجزء الوحيد المتبقي من هيكل سليمان؛ ما يفسر تلك الصلوات التي يقومون بها بالقرب من هذا الجدار.

الجدير بالذكر أن هناك بعض الطقوس اليهودية التي يتم القيام بها عند هذا الحائط أيضًا.. والتي يغلب عليها طابع البكاء والعويل؛ بغرض تمجيد الأعمال المزعومة من قِبل اليهود.

حقائق هامة عن حائط البراق

بالعودة إلى الكتب التاريخية نجد أنه في عام 1967 كان هذا الحائط محاط بمجموعة لا بأس بها من المنازل القديمة.. والتي عرفت فيما بعد باسم حي المغاربة، ومن العادات الغريبة التي كانت تتم في ذلك الحين.. هو دخول اليهود إلى الحي والبدء بالبكاء الشديد أمام الحائط.

ما يفسر سبب تسمية هذا الحائط بهذا الاسم.. ولكن بعد النكسة التي تصادفت مع عام 1967 فقد حصل اليهود على نصيب كبير من هذا الحائط لهم، وفرضوا هيمنتهم عليه.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لجأوا كذلك إلى هدم المنازل السابق الإشارة إليها.

إلى جانب ذلك فتوجد أهمية دينية كبرى لهذا الحائط لدى المسلمين وليس اليهود فقط.. إذ توجد بعض المصادر التاريخية الإسلامية التي تفيد بأن هذا الحائط قد ربط فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- البراق بالتزامن مع ليلة الإسراء والمعراج.

تاريخ حائط المبكى عند اليهود

بالاستناد إلى ما ورد في تقارير المسافرين اليهود والقراؤون نجد أن هذا الحائط قد حصل على شهرته تلك بالتزامن مع القرن السادس عشر.. ولكن زادت أهميته مع حلول القرن التاسع عشر؛ حتى أنه أصبح بمثابة رمز وطني عريق لدى اليهود.

لذا فقد ذكر أحد المسافرين اليهود أن العديد من الطوائف اليهودية تجتمع بشكل سنوي أمام هذا الحائط.. ويؤدون تلك الطقوس الخاصة بهم، كما يجتمعون بشكل ملحوظ أمام حجر قريبة من السور المحد للحرم المقدس؛ ما جعله ينال تلك الأهمية الكبرى لدى المسلمين واليهود على حد السواء.

اقرأ أيضًا: خلفيات وصور القدس

المكانة السياسية لحائط البراق

المكانة السياسية لحائط البراق

بالتزامن مع الفتح الإسلامي لبيت المقدس.. وقد نال المسلمون السيطرة على الحرم القدسي، ما جعلهم يحصلون كذلك على الحق في إدارة حائط المبكى.. نظرًا لكونه يقع ضمن المنطقة التي حصل المسلمون عليها في الفتح.

بمرور الوقت ومع أيام الدولة العثمانية.. فقد تم إصدار العديد من الفرمانات من قِبل الحكام والتي كانت تشمل كذلك بعض القرارات السياسية الخاصة بهذا الحائط، حتى أن واحد من اليهود الفرنسيين قرر شراء هذا الحائط نظرًا إلى الأهمية الكبرى له.. ولكن قوبل طلبه بالرفض الصريح.

عقب مرور فترة من الزمان فكرت الأوقاف في زيارة هذا المكان.. والبدء بإيقاف كل الادعاءات الكاذبة التي تفيد بأن حائط المبكى ينتمي إلى ملكية اليهود، ولكن الأمر لم ينال استحسان اليهود وكان سببًا في إثارة حفيظتهم في المقابل.

لذا بدأت الحركات اليهودية في التوسع.. حتى تم وضع صك الانتداب على فلسطين في 22 يوليو من عام 1922، وكان الغرض منه الإعلان عن بعض الأماكن المقدسة والتي من بينها جاء حائط البراق.

صراع المسلمين واليهود على حائط المبكى

سبق وأن أشرنا إلى المعتقدات الدينية التي يملكها المسلمين واليهود بخصوص هذا الحائط.. ولكن ظهرت بعض الآراء التي تزيد من رصيد المسلمين بهذا الشأن، فالبعض يقول أن هذا الحائط يمثل المكان الذي أراد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- أن يضحي بابنه إسحق فيه.

على الرغم من ذلك إلا أن اليهود لم يلتفتوا لتلك المعلومات.. وظلوا متمسكين بالصلاة وأداء الطقوس اليهودية الخاصة بهم بالقرب من هذا الحائط، حتى أن الأمر وصل إلى أن ملايين الأفراد اليهوديين يقومون بزيارته كل عام.

اقرأ أيضًا: ما هي عاصمة فلسطين

موقف الإنجيل من حائط المبكى

لم يقتصر النزاع على هذا الحائط على اليهود والمسلمين فقط.. إذ كان لأتباع الديانة المسيحية حظ من هذا النزاع، فمع مرور الوقت بدأت النفوذ الصهيونية تتغلغل وتنتشر إلى أن وصلت إلى الديانة المسيحية.

الأمر الذي كان السبب ورائه هو انشقاق القس الألماني ـ مارتن لوثر عن الكنيسة الكاثوليكية.. ما أدى إلى ظهور نوع جديد من المعتقدات الذي عرف فيما بعد باسم الصهيونية المسيحية.

لذا فمن البديهي أن نتنبأ بأن المعتقدات والأفكار ستكون مشتركة بينها وبين اليهودية.. وهو ما يبرر المعتقدات التي تشير إلى أن حائط البراق هو بمثابة حق من حقوق اليهود ينبغي على العالم الاعتراف به.

على الرغم من ذلك إلا أن التاريخ والدراسات القديمة لا تتضمن أي دليل يمكنه أن يؤكد على صحة هذا الرأي.. ولكن هذا الأمر لم يضعف من عزيمة أصحاب هذا المعتقد، وإلى الوقت الحالي يظنون بأن حائط المبكى لا زال وسيظل حكرًا لهم.

هكذا نكون قد تعرفنا على كل ما يدور حول حائط المبكى من معلومات.. كما أشرنا إلى موقعه وأبعاده؛ حتى يتسنى لك إمكانية التعرف على علاقته بالأساطير اليهودية المنتشرة بين الناس منذ القدم.

إغلاق