قصة واقعية عن المخدرات (قصة المليونير)

أ / مروة سامي الجندي

تعد المخدرات أكبر خطر يهدد الشباب ويدمر مستقبلهم، وهو الأمر الذي جعل الدول تنتفض وتنشئ مراكز لعلاج الإدمان والتأهيل النفسي الوقوع في البئر المظلم للمخدرات لا يعني عدم الخروج منه، فباب التوبة مفتوح دائماً وكثيراً ما سمعنا عن قصص حدثت بالفعل عن المخدرات أصحابها نجحوا في الإقلاع عنها، وأخرى انتهت بأصحابها الى الموت، ويقدم لكم موقع محتوى قصة واقعية عن المخدرات، تابعوها.

قصة واقعية عن المخدرات

سافر صديقان يدعيان خالد وأسامة إلى إحدى دول الخليج لأن أحدهما كان يشتكي من بعض الآلام في ظهره، وبمساعدة أصدقائهما نصحه البعض بالذهاب لاستشارة طبيباً مختصاً في علاج آلام العظام في دولة البحرين.

سكنا خالد وأسامة في أحد الفنادق بمجرد وصولهما الى أرض البحرين، وبعد طريق سفر شاق ومتعب غلب على أسامة النوم فغفا الى سريره بغرفة الفندق، بينما خرج خالد للبحث عن مطعم أو مكان يشبع فيه جوع بطنه.

وبينما كان خالد يسير بين ممرات ومحلات السوق، لفت انتباهه مطعم صغير المساحة ذو تشطيبات وواجهة فخمة، أكثر ما جذب انتباهه هو ازدحام هذا المطعم بالزبائن رغم صغر حجمه، ففكر في نفسه وربط بين تميز الخدمة وجودة الطعام في هذا المطعم وبين تكدس الزبائن فيه.

تقدم خالد الى المطعم ليبحث عن مكاناً خالياً ليجلس به فيقول: بينما كنت أبحث عن طاولة لأجلس بها، فوجئت بمدير المطعم يأتي إلى مرحباً ومبتسماً ويقول: هل ترغب في طاولة خاصة أمام المطعم؟ فقلت بسرعة: نعم سيدي إذا تكرمت.

تاجر المخدرات في المطعم

قصص واقعية عن المخدرات4 2

وأثناء جلوس خالد في انتظار الطعام، توقفت أمام المطعم سيارة كبيرة فارهة نزل منها شخص يبدو للناظرين أنه من أثرياء البلد، وما إن وطأة قدمه المطعم حتى هرع الموظفين لاستقباله والترحيب به، وبعد دقائق قليلة رمقه ذلك لشخص بعينيه وتقدم الى طاولة خالد وجلس أمامه بعد أن استأذنه في الجلوس.

يقول خالد: لقد فاحت من فمه رائحة كريهة جداً أشبه بالنتنة جعلتني ابتعد بالكرسي الى الوراء قليلاً فلاحظ الرجل نفور خالد منه فقال: يبدو وكأنك متضايق من رائحة فمي.

فقال خالد بإحراج: نعم بالفعل الرائحة تصلني.

فقال الرجل: يا هذا أنا مُبتلى منذ أثني عشر عاماً بشرب الخمر، وللأسف بعد أن أصبحت تجري في عروقي لا أستطيع مفارقتها ابداً…صمت خالد قليلاً وبدت على وجه علامات الاستعطاف، وبعد قليل بدأ الرجل يتأفف، فقال خالد: استغفر الله يا أخي، اذكر الله وادعوه أن يفرج عنك ضيقتك يبعد عنك الشيطان ويعينك على هذا الابتلاء.

فقال الرجل: أتعلم يا هذا أن الذي أمامك هذا لديه ملايين لا تُعد وأراضي وعقارات لا حصر لها، تزوجت ورزقني الله بخمسة أولاد، إلا أنهم قاطعوني كلهم، لا أحد منهم يزورني ولا حتى يتصل بي عن طريق الهاتف، لعنة الله على المخدرات.

فقاطعه خالد مستعجباً: وما علاقة المخدرات بما حدث لك؟!

فقال الرجل: يؤسفني أن أقول لك إني من تجار المخدرات.

ساد الصمت بينهما لحظات حتى أتى عامل المطعم بالعشاء، فأكلا حتى شبعا، وعاد الجرسون مره اخرى بالفاتورة، فقال المليونير: جميع أموالي من حرام، فرجاءاً أن تدفع لي حتى يكون هذا أول طعام من الحلال الطيب.

فدفع خالد الفاتورة، واستعد للقيام، فأبدى الرجل رغبته في أن يصادقه حتى يهديه الله على يده، وبالفعل أعطاه أرقام هواتفه أملاً في لقاء أخر صباح اليوم التالي، وذهب كلاً منهما الى حال سبيله.

تعرف علي: قصة قصيرة عن المخدرات في المدرسة

بداية الصداقة

عاد خالد إلى أسامة بالفندق وحكى له ما حدث، فتعجب أسامة واقترح أن يعزماه على الفطور سعياً منهما الى سحبه للهداية.

وبالفعل التقوا جميعاً على الفطور، وبدأ خالد وأسامة في الحديث معه ونصحه بالكلام الطيب المؤثر حتى خر الرجل باكياً مستغفراّ، وهنا عرضا عليه الذهاب للعمرة للاغتسال من الذنوب وتحدث أسامه معه عن فضل العمرة، مؤكداً أنه من الضروري ألا يدفع فيها ولا درهماً من أمواله التي جناها من المخدرات.

اقتنع الرجل ووافق على الذهاب للعمرة، وبعد أن تلقى أسامة العلاج الذي سافر الى البحرين أجله، ذهبوا جميعاً الى مكة وعند الميقات خلع الرجل كل ثيابه التي اشتراه بأموال المخدرات وأرتدى لباس الإحرام.

توبة تاجر المخدرات

قصص واقعية عن المخدرات3

ارتبط الرجل بالجلوس في الحرم ورفض أن يتحرك معهما الى أي مكان، اغتسل بماء زمزم وبقي أمام الكعبة، بينما ذهب الصديقان الى السكن للاستراحة قليلاً، وبعد أن عادا الى الحرم وجدا الرجل في مكانه مصمما على أن يلتقي بأحد أئمة الحرم، وبعد صعوبة استطاعوا أخذ موعد معه، وعند لقاء الشيخ قال له الرجل: لقد توبة الى الله اليوم وأنبت إليه، ولكن كان لدي ثلاثين مليون دولار من المال الحرام.

فقال الشيخ الإمام: تبرع بها الى الفقراء والمساكين.

فرد المليونير: يا شيخ هذا المبلغ كبير ولا أعرف كيف أصرفها ولا أين؟

فقال الشيخ: سوف أدلك على بعض فاعلي الخير سيساعدونك.

شاهد أيضا: قصة مدمن مخدرات تائب قصيرة

رجل الأعمال عامل نظافة

قصص واقعية عن المخدرات1

وبالفعل عاد الثلاثة الى البحرين وقاموا بتصفية الأموال وتحويلها الى أحد البنوك السعودية، ثم عادوا مره اخرى الى مكة وهناك أضطر خالد وأسامة الى السفر للكويت مدة أربعة أيام، فأبدى الرجل رغبته في المكوث بمكة.

وبعد أن عادا الصديقين الى مكة بعد انتهاء عملهما في الكويت، بحثا كثيرا عن صديقهما الثالث الذي تركاها بالحرم، وفي النهاية تفاجأ بأن الرجل الذي كان مليونيراً يعمل بالحرم في فريق عمال النظافة ممسكاً بمكنسة ينظف بها الممرات.

أخبرهما الرجل أنه توظف بالحرم عامل نظافة بمرتب 600 ريال شهرياً، كما أنهم بالحرم يوفروا له السكن والمواصلات، لاحظا أن الرجل يتحدث والنور يشع من وجهه وهو في غاية السعادة.

ويذكر أنه الى الآن لا يزال هذا الرجل يعمل بالحرم المكي الشريف، وهو الآن يحفظ كتاب الله كاملاً، وعلى علاقة طيبة بجميع أئمة الحرم .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *