لماذا مدريد عاصمة إسبانيا؟ وليست برشلونة ؟

قد تتساءل لماذا مدريد هي عاصمة إسبانيا؟ لكي تتعرف على بعض المعلومات حول تلك المدينة.. التي نالت الشهرة على النطاق الواسع؛ لذا سنشير إلى بعض التفاصيل المتعلقة بهذه المدينة عبر السطور المقبلة بشيء من التوضيح.

سبب تحول مدريد لعاصمة إسبانيا

من المتعارف عليه أن مدريد هي عاصمة إسبانيا.. أما عن السبب وراء ذلك فيعود إلى عام 1556، حين أصبح فيليب الثاني إمبراطور لإسبانيا.. بعد تنازل والده المدعو ـ تشارلز الأول عن الحكم، ومنحه إلى المذكور أولًا.

تجدر الإشارة إلى أنه اختار أرض تعرف باسم قشتالة لتصبح الإمبراطورية التي من خلالها يمارس حكمه وسلطاته.. على الرغم من أنها اشتملت على عدد منخفض من السكان؛ لذا فقد كان من الصعب تقديم الدعم الكافي حينها للجنود الضروريين لكي يتمكن من بناء دولة قوية.

حتى يتسنى له إمكانية التغلب على تلك المشكلة.. انشأ البلاط الملكي في مدينة مدريد بالتزامن مع عام 1561، ولكن بعد مرور وقت قصير للغاية طرأت على المدينة التي نتحدث عنها الكثير من التغيرات.. ومنذ ذلك الحين وقد أصبحت أهم المراكز السياسية التي من خلالها يباشر الإمبراطور حكمه في النظام الملكي الجديد.

مع مرور الوقت تحولت إلى عاصمة إسبانيا الأولى والفعلية.. وبعد أن كانت تشتمل على نسبة منخفضة من السكان، صارت مزدهرة وتضم عدد كبير منهم.. وبحلول عام 1601 تم نقل البلاط الملكي بأكمله إلى مدينة بلد الوليد.

لكن استمرت مدريد في لعب دورها الهام كعاصمة للبلاد دون منازع.. وعلى مدار القرنين السادس عشر والسابع عشر تحولت الدولة برمتها إلى قوة عالمية لا يمكن قهرها أو السيطرة عليها.. وفيما بعد شاركت في التطور الثقافي الذي طرأ على المكان.

اقرأ أيضًا:  تاريخ عملة إسبانيا ومراحل تطورها

سقوط عاصمة إسبانيا

على الرغم من كل تلك التوسعات والإنجازات.. إلا أن الأمر لم يدم كثيرًا، ففي أواخر القرن السابع عشر، بدأت الإمبراطورية في التدهور وتضائل حجمها بصورة ملحوظة للغاية.

حيث انتهت سلسلة الأحداث آنذاك بالحرب الأهلية التي دامت إلى الفترة ما بين عامي 1936 – 1939.. مع العلم أن مدريد العاصمة كانت من أكثر المناطق التي تضررت في ذلك الوقت.

مع قدوم عام 1978.. انتهى الحكم الاستبدادي الظالم في إسبانيا، وتم الاتجاه إلى اعتماد دستور جديد في البلاد.. تم من خلاله التأكيد على المدينة كعاصمة للدولة الحديثة، وهو ما ساهم في أن تتحول فيما بعد إلى أهم المناطق مرة أخرى.

حيث صارت المركز الاقتصادي والثقافي والصناعي الأهم في القارة الأوروبية.. وإلى الوقت الحالي لا زالت من أهم المناطق التابعة إلى الدولة كلها، والتي يأتيها السكان والزائرين من كل مكان وعلى مستوى العالم.

اقرأ أيضًا:  ما هي عاصمة إسبانيا

موقع مدريد

البعض كان يشير إليها قديمًا باسم مجريط.. كما تعد العاصمة الأولى بالنسبة إلى إسبانيا وأكبر المدن التابعة لها، وبالاستناد لما ورد في آخر الإحصائيات.. نجد أنها تتضمن عدد سكان يصل إلى 3.2 مليون نسمة تقريبًا، على الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى كونها تتضمن قرابة الـ 6.54 مليون نسمة.

فيما تصل مساحة أراضيها لما يعادل الـ 607 كيلو متر مربع.. وتجدر الإشارة إلى أنها تقع على ضفاف نهر مانثاناريس، الذي ينتمي في الأساس إلى وسط الدولة.. علاوة على أنها تعد رابع أكبر المدن التابعة إلى الاتحاد الأوروبي بعد باريس وبرلين ولندن.

الجدير بالذكر أن مدريد تشتمل كذلك على مقر الحكومة الإسبانية والعائلة المالكة.. كما تتضمن أيضًا مقر أهم الشركات على مستوى الدولة، ناهيك عن أنها المقر الرئيسي لـ 6 جامعات حكومية ومعاهد عليا ذات أهمية كبرى للبلاد.

إلى جانب ذلك فهي تعد الأهم على المستوى الاستراتيجي والثقافي والاقتصادي.. إذ تتضمن أهم المراكز التي يمكن زيارتها من مختلف أنحاء البلاد، بالإضافة إلى أنها تمثل رابع أكبر المدن التي يقصدها السائحين من مختلف الأماكن في أوروبا بشكل عام.

فيما حصلت على المركز الأول من حيث أكبر المدن التي تتم زيارتها في إسبانيا.. حيث وصل عدد السائحين القادمين لها إلى ما يعادل الـ 7 مليون سائح، وذلك وفقًا لما ورد في الإحصائيات والتقارير الخاصة بعام 2006.

كما تعد المقر الرئيسي للمنظمة العالمية للسياحة الدولية ومعرض السياحة.. ما يمنحها المزيد من الأهمية في مقابل العديد من المدن الأخرى على الرغم من أنها تتبع في الأساس إلى إسبانيا أيضًا.

من هنا نشير إلى أنها توجد في قلب إسبانيا.. وتحديدًا في منطقة قشتالة التي نالت القدر الكافي من الأهمية على المستوى التاريخي، علاوة على أنه يحدها من ناحية الشمال الغربي سلسلة جبال سييرا دي جواداراما، والتي يصل ارتفاعها لقرابة الـ 2.429 متر فوق سطح البحر.. ومن الشرق يوجد وادي إيناريس الشهير.

اقرأ أيضًا: عدد سكان إسبانيا

أهمية العاصمة مدريد

إلى جانب كل المراكز الهامة التي سبق وأشرنا إليها.. والتي تقع في الأساس داخل مدينة مدريد، نجد أنها لا زالت تشتمل على العديد من المناطق الأخرى التي منحتها هذا القدر من الأهمية.. ومنها الآتي:

1. تشتمل على متحف ديل برادو ونادي ريال مدريد الشهير.. علاوة على أنها تتضمن أيضًا نادي أتلتيكو مدريد لكرة القدم وتضم مقر الحكومة والبرلمان الإسباني والوزارات.
2. تتضمن العديد من المؤسسات والوكالات.. إلى جانب ذلك فهي المقر الرسمي لإقامة ملوك إسبانيا، كما تتواجد بها عمدة المدينة ـ آنا بوتيينا.. التابعة إلى حزب يمين الوسط حزب الشعب، والتي فازت بهذا المنصب في 2011.
3. تعد مدريد المركز المالي الأهم على مستوى الدولة.. إذ تشتمل على العديد من الأسواق والمستوى المعيشي الجيد والحالة الاقتصادية المزدهرة؛ لذا فهي الأهم على مستوى شبه الجزيرة الأيبيرية.
4. تضم المقرات الرئيسية بالنسبة إلى أغلب الشركات الإسبانية.. بالإضافة إلى أنها تتضمن المقر الرئيسي لـ 3 شركات تعد من أكبر 100 شركة في العالم، ومنها تليفونيكا وريبسول وانديسا.
5. تمتاز مدريد بالبنية التحتية التي لا مثيل لها.. وقد تمكنت من الحفاظ على مظهرها ومبانيها وتصميمها الفريد على مر العصور، حيث تتضمن العديد من الشوارع والأحياء والمعالم التاريخية.. والتي يأتي في مقدمتها قصر مدريد الملكي وتياترو ريال مدريد الذي يعرف باسم المسرح الملكي.
6. تشتمل مدريد على دار الأوبرا وحديقة بوين ريتيرو.. والتي تم تأسيسها في عام 1631، ناهيك عن المكتبة الوطنية التي تأسست في 1712.. والتي تشتمل على عدد لا حصر له من المحفوظات التاريخية التي تعد بمثابة الكنز الذي لا يقدر بثمن بالنسبة إلى إسبانيا.
7. تحتوي على 3 متاحف هامة.. وهي متحف برادو للفنون، الذي يشتمل على واحدة من أعظم المجموعات الفنية على الإطلاق.. بالإضافة إلى المتحف الوطني للتجارة والذي يعد مركز الملكة صوفيا، ناهيك عن متحف الفن الحديث ومتحف تيسين الواقع في بورنميسزا.

مما سبق توصلنا إلى إجابة سؤال لماذا مدريد هي عاصمة إسبانيا ؟ لكي يتسنى لك إمكانية التعرف على كل التفاصيل حول هذه المنطقة.. التي تشتمل على العديد من المعالم السياحية والأثرية.