ما هو حكم صيام القضاء قبل رمضان بأيام

إن صيام القضاء قبل رمضان بأيام من الأحكام الشرعية التي ينبغي الاطلاع عليها.. لكي لا تقع في المحظورات، كما يتوجب عليك معرفة بعض الأحكام الفقهية الأخرى المتعلقة بالصيام وشهر رمضان.. والتي وردت على النحو الآتي.

حكم صيام القضاء قبل رمضان بأيام قليلة

من المتعارف عليه أن الله -عز وجل- أحل الإفطار خلال الشهر الكريم في بعض الحالات.. ولكن في بعض الأحيان قد يضطر الفرد إلى الإفطار في حال أن تعرض إلى إحدى مبطلات الصيام ؛ ومن ثم فسيكون عليه الإفطار والقضاء وإخراج الكفارة فيما بعد.

أما عن حكم صيام القضاء قبل حلول الشهر الكريم بأسبوع واحد، فقد أجمع جمهور العلماء والفقهاء على أنه لا حرج على الفرد المسلم فعله، ولكن من الأولى أن يتم التعجيل في قضاء ما فاته من الصيام في الشهر الكريم.

الجدير بالذكر أن الكثير من أهل العلم قد اختلفوا على أمر القضاء وموعده، وخاصةً إن تزامن ذلك مع منتصف شهر شعبان .. وعليه فقد توصلوا إلى أنه لا يجوز أن يتم القضاء من الصيام قبل حلول شهر رمضان بيوم واحد أو يومين.

مع العلم أن ذلك الفعل لا يندرج على قائمة الأمور المحرمة.. لأن الكثير من الأشخاص قد اعتادوا بالفعل على صيام يوم الإثنين ويوم الخميس و الأيام البيض ؛ مما يعني أنه من الجائز قضاء الأيام الفائتة من رمضان المنصرم قبل بدء الشهر الكريم في العام الجديد بأيام معدودة.

تجدر الإشارة إلى أن النوافل هي التي تم النهي عنها.. إذ ينبغي أن يتم صوم القضاء فقط في تلك الأيام السابق الإشارة إليها؛ لكي لا يقع العبد في الخطأ.. ولينال الأجر والثواب الذي يسعى له في الأساس.

اقرأ أيضًا: حكم الصيام على جنابة

أحكام الصيام المتعلقة برمضان والقضاء

إليك المزيد من الأحكام التي تتعلق بصيام القضاء قبل حلول الشهر الكريم.. والتي وردت على النحو الآتي:

• حكم صيام القضاء قبل رمضان بيوم : من الأمور التي تم النهي عن فعلها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.. وعليه فإن صيام القضاء قبل رمضان بيوم واحد لا يجوز.. ولكن يتم الأمر في حال أن كان الصيام واحدًا من النوافل التي يرغب في القيام بها الفرد المسلم على الوجه الذي يحصل من خلاله على رضا الخالق -جل وعلا-.
• حكم صيام القضاء في النصف الثاني من شعبان : من الأفعال المشروع القيام بها في الدين الإسلامي.. على الرغم من أنه من المستحب الإسراع في صيام القضاء، ولكن هذا لا يعني أنه لا حرج على الفرد المسلم إذا قام بقضاء صيام تلك الأيام التي أفطر فيها، مع العلم أن صيام النوافل هو المستحب بصورة أكبر آنذاك.
• حكم تأخير صيام القضاء لرمضان التالي : من المفترض على الفرد المسلم المبادرة بصيام القضاء فور انتهاء الشهر الكريم.. وتجنب التأخير فيه، ولكن إن لم تسنح له الفرصة لذلك فمن المقرر أن يقوم بإطعام مسكين.. وفي حال إن منعه من الصيام المرض أو ما شابه، فبإمكانه إتمام صيام القضاء في الوقت الذي يكون مستعدًا فيه، ويراعى في ذلك تجنب التساهل أو التأخير قدر المستطاع.
• حكم صيام يوم الشك : هو اليوم الأخير من شهر شعبان المبارك.. وهي الليلة التي من المفترض أن يترقب فيها المسلمون استطلاع الشهر الكريم والتأكد من بدئه، وعلى الرغم من أن صيام تلك الليلة من الأمور التي نهانا عنها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه لا حرج في صيام القضاء خلالها؛ خوفًا وحرصًا على الفوز بطاعة الله -عز وجل- ومغفرته.
• حكم صيام الدين للمرأة : من الممكن أن تفطر المرأة خلال الشهر الكريم بالتزامن مع نزول دم الحيض أو النفاس أو الولادة.. ولكن هذا يعني أنه عليها دين يتوجب عليها قضائه، وهو صيام القضاء في الأيام التي فوتتها في صيام الشهر الكريم.. لذا فينبغي عليها الإسراع في قضاء تلك الأيام عقب انتهاءه، وتجنب التأجيل فيها.

اقرأ أيضًا: حكم لمس الفرج أثناء الصيام

الإفطار في صيام القضاء

إلى جانب الأحكام السابق الإشارة إليها.. نجد أن الله -عز وجل- قد أحل لبني آدم رخصة الإفطار في حال أن مروا ببعض الحالات التي تندرج تحت بند مبطلات الصيام، ومن هنا نشير إلى أن الإفطار خلال صيام القضاء من الأمور المكروهة وغير المستحبة في الدين الإسلامي .

تلك الحالة تنطبق على من يهم بالإفطار دون وجود عذر شرعي أو مبرر منطقي لذلك.. وعليه فمن الممكن الاكتفاء بصيام يوم واحد فقط، بدلًا من الأيام الأخرى.. ولا حاجة لصيام القضاء في حال أن شعر الفرد بالمرض.

في سياقٍ متصل نجد أن آراء المالكية قد أشارت إلى وجوب صيام يومين.. في حال أن عزم المرء على الإفطار خلال صيام القضاء يوم عن اليوم الذي فاته خلال الشهر الكريم، إلى جانب يوم آخر عن يوم القضاء الذي أفطر فيه.. مما يعني أن صيام القضاء وأيامه باتت تعامل بنفس الطريقة التي يتم اعتبارها مع صيام الشهر الكريم.

اقرأ أيضًا:  حكم صيام الحامل والمرضع

حكم تقديم صوم رمضان

من الغريب أن تسمع بتقديم صيام الشهر الكريم بيوم أو يومين.. ومن هنا نشير إلى أن البعض قد يلجأ لهذا الفعل في حال أن عزم على قضاء الأيام التي لم يتمكن من صيامها في شهر رمضان من العام الماضي.

لكن تجدر الإشارة إلى أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن القيام بهذا الفعل.. فعن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلى الله عيله وسلم: “لا تُقدِّموا رمضانَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ إلا أن يُوافقَ ذلك صومًا كان يصومُهُ أحدكم”. صدق رسول الله -صلى الله عيله وسلم-.

الجدير بالذكر أنه توجد بعض الحالات التي يمكن استثنائها من هذا الحديث الشريف.. فعلى سبيل المثال هناك العديد من الأشخاص ممن اعتادوا على صيام بعض الأيام التطوعية في سبيل الله؛ بغرض التقرب له على النحو الذي يرضيه.. ويجعلهم يحصلون على الأجر والثواب.

كما يمكن قضاء الأيام التي أصبح الفرد مديونًا بها من رمضان الفائت خلال تلك الفترة.. مع العلم أن الحالة الأخيرة من الأمور الغير مستحبة؛ لذا فمن الأفضل التعجيل في قضاء تلك الأيام.. وتجنب صيامها في أيام قريبة من بدء الشهر الكريم .

الدليل على ذلك الرأي هو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد نهانا عن صيام ليلة الشك .. أي تلك الليلة التي تسبق الشهر الكريم مباشرةً، والتي تتزامن مع انتهاء شهر شعبان.. مع مراعاة الحالات الاستثنائية التي سبق وأشرنا لها.

على كلٍ بات من المتفق عليه أنه من الأفضل صيام أيام القضاء في أسرع وقت عقب انتهاء الشهر الكريم ؛ لكي لا تكون عرضة إلى الوقوع في الخطأ.. ولتنال الأجر والثواب.

أشرنا إلى حكم صيام القضاء قبل رمضان بأسبوع فيما سبق.. وتعرفنا كذلك على بعض الأحكام الفقهية التي من الواجب وضعها في الاعتبار خلال الشهر الكريم؛ في سبيل الحصو على الأجر والثواب.