حكم الصيام بعد ممارسة العادة في الليل؟

محمد حسني

البعض يتساءل هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل؟ نظرًا لظهور العديد من الآراء الفقهية بهذا الخصوص.. والتي يمكن أن يتعرض لها الفرد المسلم ويشعر بالحيرة نتيجة لكثرتها، وإليك أهم ما ورد بهذا الشأن فيما يلي.

هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل؟

هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل

من المتعارف عليه أن العادة السرية من الأفعال التي تتنافى مع الفطرة التي خلق الله عليها البشر.. والتي تدعو إلى الزواج بدلًا من العبث بالجسد وإثارة الشهوة، ولكن توجد العديد من الآراء بخصوص ممارسة العادة في ليل رمضان والصيام في اليوم التالي.. وإليك تلك الآراء:

  1. البعض يشير إلى أن ممارسة العادة السرية في الليل والصيام في النهار من الأمور الجائزة في الدين الإسلامي.. في حال أن عزم على التوبة وقام بالاغتسال والتطهر من المني.
  2. يرى البعض الآخر من الفقهاء وأهل العلم أنه لا يجوز الصيام في حال أن مارس الفرد المسلم العادة السرية في الليل.. وأنها من الأفعال المحرمة التي تفسد الصيام.

اقرأ أيضًا:  الاستمناء أو العادة السرية

حكم الاستمناء في الدين الإسلامي

توجد العديد من الآراء حين يتعلق الأمر بالاستمناء في الدين الإسلامي .. والتي وردت كما التالي:

الاستمناء في نهار رمضان من مفسدات الصيام التي لا يصح الصيام بعدها.. والتي تتمثل في العبث بالعضو الجنسي حتى الإنزال

وفي تلك الحالة ينبغي إخراج الكفارة واستكمال اليوم دون إفطار.

خروج المذي لا يُعامل معاملة المني؛ لأنه يخرج دون إرادة من الفرد..

وفي حال أن ظهر فإن الصيام صحيحًا ولا داعي إلى إخراج الكفارة عقب ظهوره أو صيام القضاء .

خروج المني دون الاستمناء لا يتم محاسبة الفرد على أمر وقع له دون إرادة منه..

خاصةً خلال النوم أو غياب الوعي بشكل عام، ولكن في حال أن تعمد الاستمناء فينبغي عليه إخراج الكفارة.

ممارسة العادة السرية حرم الله هذا الفعل على الرجال والنساء على حدٍ سواء..

وحينها من المقرر لهم الاستمتاع بأزواجهم كما يشاؤون في الإطار الذي وضعه الله وشرعه لهم.

رأي الفقهاء بخصوص العادة السرية

لا زال الحديث عن ممارسة العادة السرية ومدى مشروعيتها في الدين الإسلامي قائمًا.. وإليك المزيد من الأحكام عبر الآتي:

  • استخدام وسيلة للاستمناء : النتيجة في تلك الحالة واحدة وتتشابه مع طريقة الاستمناء باستخدام اليد.. ففي حال أن استخدم الفرد وسيلة أخرى بخلاف اليد للاستمناء ووقع الإنزال بالفعل فقد أفسد الفرد صيامه وسيتوجب عليه الاستغفار وإخراج الكفارة في المقابل.
  • ممارسة العادة السرية دون اغتسال : بعض الآراء الفقهية تشير إلى أنه لا أثر للجنابة على صحة الصيام.. وبالاستناد إلى هذا المبدأ فإن صيام الشخص الذي مارس العادة السرية في ليل الشهر الكريم ولم يتبعها باغتسال، ونوى الصيام لليوم التالي فإن صيامه صحيحًا.. ولكن ينبغي عليه التوبة عن هذا الفعل والاستغفار.
  • العادة السرية للفتيات : من الرفث الذي نهى عنه رب العباد في شهر رمضان.. ومن العادات السيئة التي حرمها الله -عز وجل- في الأيام الأخرى؛ لذا في حال أن قامت المرأة أو الفتاة بهذا الفعل إلى الإنزال في الشهر الكريم فإن صيامها ليس صحيحًا.
  • ممارسة العادة السرية دون إنزال : ذكر بعض الشيوخ والفقهاء أنه في حال إن تمت ممارسة العادة السرية في شهر رمضان دون إنزال فإن صيام الفرد صحيحًا.. مع العلم أنه لن يحصل على الأجر والثواب كاملًا في تلك الحالة؛ حيث إن فريضة الصيام قائمة في الأساس على ترك الشهوات.. والتركيز على أداء الطاعات والعبادات التي ترضي الله عن العبد؛ وعليه فينبغي عليك إخراج الكفارة والاستغفار والتوبة إلى الله -جل وعلا-.

اقرأ أيضًا:  هل ممارسة العادة السرية تمزق غشاء البكارة

العادة السرية في الشرع

العادة السرية في الشرع

هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن ممارسة العادة السرية .. من الأمور التي حرمها رب الكون -جل وعلا- وقد وردت تلك الأدلة على النحو التالي:

  1. سورة المؤمنون : بسم الله الرحمن الرحيم: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ). صدق الله العظيم.
  2. عن عبد الله ين مسعود -رضي الله عنه- قال : “ كُنْتُ مع عبدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بمِنًى، فَقالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَوَا، فَقالَ عُثْمَانُ: هلْ لكَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ في أنْ نُزَوِّجَكَ بكْرًا، تُذَكِّرُكَ ما كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عبدُ اللَّهِ أنْ ليسَ له حَاجَةٌ إلى هذا أشَارَ إلَيَّ، فَقالَ: يا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يقولُ: أمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلكَ، لقَدْ قالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ “.
  3. عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت : “جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ يُدرِكُني الصُّبحُ وأنا جُنبٌ أفأصومُ يومي ذلك ؟ فسمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (ربَّما أدرَكني الصُّبحُ وأنا جُنبٌ فأقومُ وأغتسِلُ وأُصلِّي الصُّبحَ وأصومُ يومي ذلك) فقال الرَّجلُ: إنَّك لسْتَ مِثْلَنا إنَّك قد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم مِن ذنبِك وما تأخَّر فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنِّي أرجو أن أكونَ أخْشاكم لله وأعلمُكم بما أتَّقِي)ِ”.

اقرأ أيضًا:  هل العادة السرية تؤثر على المبايض

أثر العادة السرية على الوازع الديني

كان في تحريم تلك العادة في الدين الإسلامي حكمة من الله -جل وعلا-.. وإليك تأثيرها على الفرد فيما يلي:

  1. الشعور بالندم والحسرة.. وفي بعض الأحيان قد يرغب الفرد في الابتعاد عن ممارسة الأعمال الصالحة والطاعات في سبيل الاختلاء بالنفس.
  2. تزرع في قلب العبد حب البعد عن الله -جل وعلا- فهو يمارسها وهو على علم بأنها من الأفعال التي حرمها رب الكون.
  3. تقود إلى ضعف الإيمان والانجراف إلى المعاصي.. وفي بعض الأحيان قد تكون أول الطريق للوقوع في الزنا، على الرغم من أن بعض الفقهاء قد حللوا اللجوء لها لكي لا يقع الفرد في الزنا.
  4. تعمل على تحليل المعصية والاستخفاف بكل النواهي التي أقرها الله -عز وجل-.
  5. الافتقار إلى التوفيق من الله -جل وعلا- واستحباب المعاصي وترك الطاعات.
  6. الرغبة الدائمة في فعل العادة السرية وعدم كبح النفس عنها.. والابتعاد عن الله شيئًا فشيئًا نتيجة لقضاء الوقت في ممارستها.
  7. يمكنها أن تكون السبب في تحول الفرد إلى الانطوائية.. لأنه يفضل قضاء الوقت بمفرده؛ وعليه فإن تلك العادة يمكنها أن تكون السبب وراء تدمير علاقته بمن حوله من الناس.

إلى هنا نكون قد أشرنا إلى إجابة هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل؟ وتعرفنا على بعض الأحكام المتصلة بصحة الصيام.. لتحصل على الأجر كاملًا في هذا الشهر الكريم، ولكي تتجنب الوقوع في المعاصي والذنوب.