ما هو سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم

ما هو سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم؟ وما حكم صلاتها في المنزل؟ فقد شارف شهر رمضان المبارك على المجيء، وذلك ما يجعل من الهام التثقف في الدين والاستزادة في العلم بشؤونه، ولهذا سنتناول صلاة التراويح من حيث كيفية أدائها وركعاتها وغيرها من النقاط الهامة.

صلاة التراويح

قد شارفت أجمل أيام السنة على المجيء.. أيام شهر رمضان المبارك الذي يكثر فيه البركات والخيرات، فهو الذي يكون فيه النفحات العطرة التي تعطي للحياة معنى مرة أخرى، بعدما ملأها الحزن والضيق طيلة الأيام، فتأتي العبادات فيه كأنها تزيل عن القلب كل ما هو مؤرق ومؤذي.

أكثر ما ينتظره العبد في رمضان هي صلاة التراويح التي لا تزيد اليوم سوى جمالًا وهدوءً، وتملأ القلب بالسكينة والسّلام، ولها بعض التقاليد حيث يخرج الأطفال من المنازل بالرداء الخاص بالصلاة مع القبعات الجميلة.

كذلك النساء التي سعادتها بالدنيا تلك السنة لأن وزارة الأوقاف قد أتاحت إمكانية أداء السيدات للصلاة في المساجد مرة أخرى بعد منعها بسبب وباء كورونا.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء صلاة التراويح مكتوب ادعية التراويح في رمضان مستجابة

تسمية صلاة التراويح

أولى الأمور التي يجب عليك الإلمام بها في حالة الرغبة بفهم كل ما يتعلق بنفحات تلك الصلاة الجميلة هي سبب التسمية الخاص بها من البداية، ففي اللغة يقول الفقهاء أنها جمع ترويحة، وهي الاستراحة ما بين كل أربع ركعات من الصلاة.

ترويحة جاء منها تراويح كما جاءت تسليمة من السّلام، وذلك ما يجعلك قادرًا على فهم صلاتك بدايةً من تسميتها، وفيما يلي سوف نتناول سويًا كل ما يتعلق بتلك الصلاة من حيث أدائها وركعاتها.

أقاويل في تسمية التراويح

هناك عدد آخر من العلماء أوضحوا أن تلك الصلاة قد تمت تسميتها بذلك الاسم نسبة لأن أهل مكة يقومون بأداء أربع ركعات من ثم يقومون بالطوّاف حول الكعبة، وبعدها يرجعون ليكملوا الصلاة، ومن ثم يطوفون مرة أخرى وهكذا.

لهذا قد تمت تسمية صلاة التراويح بذلك الاسم من وجهة نظر البعض، وفي كلتا الحالتين فإن الأمر لا يوجد به خلاف كبير، فهو يكمن في معنى الراحة بين كل عدد من الركعات.

فضل صلاة التراويح

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”[صحيح النسائي].

قد جاء في السيرة النبوية الشريفة معنى كبير لفضل صلاة التراويح، حيث إن النفحات التي يمكننا الحصول عليها من أداء تلك الركعات قد تكفر عنّا ذنوب لا يمكن حصرها، وترفع من الدرجات في الجنان العليا.

ففي الحديث الشريف يوضح الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن من يقوم الليل في رمضان يكون له مغفرة من الله تعالى كبيرة لكل الذنوب التي ارتكبها أو ما سيرتكبها، وأجره يزداد وله في الدنيا الخير الكثير والبركة في العمر، الصحة والوقت، ويكفي أن الحثّ عليها قد جاء في السنة النبوية.

المذاهب الأربع وحكم صلاة التراويح جماعة

إن صلاة الجماعة لها أجر عظيم يعود على المسلم في دينه ودنياه، وهوما حثّ عليه النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ، والجدير بالذكر ان هناك مختلف الآراء بين المذاهب بخصوص ذلك الأمر.

يرى الحنفية أن صلاة التراويح جماعة سنة عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كفاية، بينما يرى المالكية أن التراويح يجب أن تكون في المنزل فردية، حيث إن السنة النبوية قد فضلت أن يتم الصلاة في المساجد ما دام تركها ليس تكاسلًا.

بينما يرى الشافعية أن الجماعة سنة مؤكدة في التراويح، والحنابلة كذلك يذهبون إلى تفضيل أداء تلك الصلاة في جماعة بدلًا من الفردية، وهو ما يوضح أن جمهور الفقهاء قد رأوا أن التراويح جماعة، ويجوز أن يتم تأديتها في المنزل ما دام ليس تكاسلًا، وهو بالطبع جائزًا للنساء.

لا يفوتك أيضًا:  صفة صلاة التراويح بالتفصيل

عدد ركعات صلاة التراويح

نظرًا لتعدد الأقاويل للفقهاء بخصوص عدد ركعات الصلاة فيحدث خلط بين بعض من الناس بخصوص عدد الركعات للتراويح، وجدير بالذكر أن الأفضل بدلًا من التنويه على كل رأي بخصوص تلك الركعات أنهم 11

فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “…. ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً….”[صحيح البخاري].

لكن يجب التنويه هنا أنه في حالة تم زيادة عدد الركعات عن ذلك فلا يعد الشخص مخطئًا أو آثم، فإن العلماء قد أجمعوا أنه لا يمكن أن يتم حصر عدد ركعات التراويح في عدد معين، ولكنهم اختلفوا فقط في إمكانية الزيادة وعددها.

ما وقت صلاة التراويح

بعض من الناس قد يجدون أنفسهم بعد الإفطار غير قادرين على أداء صلاة التراويح نظرًا لضيق الوقت لوجود عزيمة، أو للإصابة بالتعب والإعياء، وفي ذلك يتواجد رأي للفقهاء.

حيث قالوا إن وقت صلاة التراويح من بعد أداء العشاء حتى الوقت الذي قبل طلوع الفجر، بل وأفضل وقت لأدائها في الثلث الأخير من الليل، وعلى هذا فإنه يمكن أداء الصلاة خاصةً للنساء من بعد الإفطار إلى وقت السحور .

بينما في رواية أخرى لفقهاء الحنفية قالوا إنه يكرّه أن يتم أدائها بعد منتصف الليل، لأنها تابعة لصلاة العشاء والأصحّ أن يقوم العبد بأدائها في وقتها، وتصحّ قبل الوتر كذلك، ويرى الشافعية جواز الأمر ولا يوجد فيه كراهية.

لا يفوتك أيضًا:  ما هو حكم صلاة التراويح في المنزل

كيفية أداء الصلاة

بعد التعرف على عدد ركعات التراويح وسبب تسميتها بهذا الاسم، فهنا نأتي للشق الأهم وهو كيفية أداء 11 ركعة الصلاة، وفي ذلك قد جاء تعليم عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ نقلته عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ:

“ .. يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قالَ: تَنَامُ عَيْنِي ولَا يَنَامُ قَلْبِي “. [صحيح البخاري]

، أي أنه يتم أداء الصلاة بصلاة 4 ركعات في البداية ومن ثم التسليم، وبعدها يتم أداء أربع ركعات أخرى والتسليم، ومن بعدها ثلاث.

كما يمكن أن يتم أدائها مثنى، أي ركعتين ركعتين والتسليم حتى يتم أداء 11 ركعة كاملة، وذلك ما تم نقله عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في قول عمرو بن عبسة ـ رضي الله عنه ـ: “ صلاةُ الليلِ مثْنَى مَثْنَى وجوفُ الليلِ الآخِرِ أوجبُه دعوةً” [صحيح الألباني].

قد سُميت التراويح بذلك لأن العبد فيها يستريح بين الركعات، وهي من أفضل نفحات الشهر الكريم التي يحصل العبد منها على الأجر العظيم والبركة في الصحة، وغفران الذنوب.