ما معنى الكفارة في مخالفة صيام رمضان

أ / شيماء عبد الفتاح

ما معنى الكفارة في مخالفة صيام رمضان إحدى الأسئلة الهامة التي تدور في أذهان معظم المسلمين خاصةً مع دخول شهر رمضان الكريم، لاسيما أن النزعة الدينية لدى المسلمين تجعلهم يبحثون عن الأمور التي يتشككون منها ومن الممكن أن تفسد صيامهم خلال نهار رمضان.

وعلى هذا يتساءلون عن مبطلات الصيام وكيفية القيام بدفع كفارة أو فدية لتعويض صيام هذا اليوم، حيث يحرص الأزهر الشريف وجميع المشايخ على تقديم العون لهم من خلال تقديم الحلول التي ذكرها نبينا الكريم من أجل التيسير على المسلمين في وجود عذر شرعي مثل المرض أو السفر أو غير ذلك، بجانب عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى إذا كان متعمد.

مفهوم الكفارة في مخالفة صيام رمضان

يوجد العديد من التفاصيل التي يغفلها العديد من المسلمين عن دينهم، أو يعرفونها ولكنه تكون مختلطة عليهم، لذلك نقدم لكم اليوم بعض المعلومات الدينية الصحيحة لسهولة التعامل مع الأخطاء التي نقع بها دون أن نعلم.

ما هي الكفارة لغويًا: هي الستر أو التغطية على شيء ما.
اصطلاحًا: هي دفع المعصية أو الذنب الذي قام به من خلال عتق رقبة أو إطعام مسكين أو صيام.
ما هي الفدية لا تختلف عن الكفارة ولكن لا يسبقها ذنب أو معصية.
أنواع الكفارة أربعة أنواع هي؛ كفارة اليمين، كفارة جماع نهار رمضان، كفارة الظهار، والقتل الخطأ.
أنواع الفدية ثلاثة أنواع هي؛ المُدّ أو الصاع، والمُدّان، الهدى أو الدم.

الكفارة في مخالفة صيام رمضان

شاهد أيضًا: أفضل 100 سؤال من أسئلة عن شهر رمضان واجابتها

ما هو تعريف الكفارة وأقسامها

  • كثيرًا منا يسمع كلمة الكفارة ولكننا لا نعرف المعنى الاصطلاحي واللغوي لها ومتى تستخدم وكيفية التعامل مع هذه الكلمة بشكل صحيح في تعاملاتنا بين بعضنا البعض.
  • ومن أجل معرفة المعنى الحقيقي فقد عرف العديد من اللغويين المعنى الأصلي لكلمة كفارة وهي:
  • أولَا المعنى اللغوي: تشتق كلمة كفارة من “كفر”، وكلمة الكفر في اللغة تأتي بالعديد من المعاني وفق تشكيل حروف الكلمة.
  • والكُفر بضم الكاف يعني الجحود وهو النقيض لكلمة الإيمان.
  • أما الكَفر بفتح الكاف وهي كلمة مفردة تشير بشكل مباشر إلى معنى الستر أو التغطية والتفكير عن شيء ما، ويقصد بها ستر الخطايا والذنوب التي يقع بها الإنسان.
  • ثانيًا المعنى الاصطلاحي: ينسجم المعنى الاصطلاحي في دلالاته مع المعنى اللغوي، إلا أن أهل العلم عرفها بعدة تعريفات مختلفة تتلخص في أنها اسم لأفعال مقصودة طلبها الشرع من الشخص المُكلف عند قيامه بارتكاب معصية أو ذنب أو مخالفة شرعية.
  • ومن خلالها يمكن أن يزول هذا الإثم ويكفر عن خطاياه وذنبه بها وفق لما حدده الشرع تبعَا لنوع الإثم الذي قام به الإنسان.
  • أما الحكمة في مشروعية الكفارة هي إلزام المسلم بالقيام بعمل صالح يدفع هذا الذنب والمعصية عنه، وفي نفس الوقت إرضاء لله.
  • ويتمثل هذا العمل الصالح في القيام لعبادة يحددها الشرع من أجل التقرب من الله سواء كان عتق الرقاب أو الصيام، أو الصدقة على الفقراء والمحتاجين.
  • أقسام الكفارة: تنقسم الكفارة إلى عدد من الأقسام منها:
  • المعنية: وهي الخاصة بـ كفارات الإحرام في الحج والعمرة.
  • المرتبة: وهي الكفارة الخاصة بـ كفارات الظهر، كفارة القتل الخطأ، كفارة من أفطر في قضاء شهر رمضان.
  • المخيرة: وهي كفارة من أفطر في نهار شهر رمضان وخلف النذر، بالإضافة زلي أنها كفارة صيد المحرم.
  • وما جمعت الترتيب فإذا عجز في التخيير فزن الكفارة هي كفارة حنث اليمين.
  • كفارة الجمع: الخاصة بـ كفارة من أفطر شهر رمضان الكريم على محرم، بجانب أنها كفارة من قتل مؤمن ظلمَا وعمدَا.

الفرق بين الكفارة والفدية

  • يخلط الكثير منا بين الكفارة والفدية وكيفية استخدامهم في الكثير من أمور الحياة التي نتعرض لها، إلا أن كل منهما تختلف في سبب القضاء بها.
  • لاسيما أن الإمام الزركشي رحمة الله عليه قال في كتابه المنثور أن “الفدية تفارق الكفارة أي مختلفة عنها، حيث أن الكفارة لا تجب إلا عند حدوث ذنب أو معصية من خلال الشخص العاقل البالغ.
  • على عكس الفدية فهي تجب على الشخص المكلف ولكن لا تتطلب قيام الشخص بذنب أو معصية أو مخالفة شرعية.
  • وفي بعض الأوقات يعجز عدد من الأشخاص عن الصيام خلال نهار رمضان سواء لأسباب مرضية أو سفر أو أي عذر شرعي.
  • وهذه الحالة يجب إخراج فدية عن الأيام التي أفطر بها، أما الكفارة يتقدّمها مخالفة شرعية مثل الإفطار بشكل متعمد في نهار رمضان.
  • أو ارتكاب محظور من محظورات رمضان مثل الجماع خلال نهار رمضان، أو محظورات الحج وغيرها.

ما هي أنواع الفدية

على الرغم من أن الفدية والكفارة تحمل نفس الهدف ولكن باختلاف السبب، أي أن الفدية هو صيام أو إطعام مسكين ولكن دون القيام بذنب أو معصية تسبقها أي عكس الكفارة، ويوجد أنواع ثلاثة للفدية وهي:

  • مُدّ : وتختص هذه الفدية بإفطار نهار رمضان بسبب الحمل أو الرضاعة، وذلك لقول الله عز وجل “وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين”سورة البقرة 184.
  • وتشمل بعد ذلك المريض والكبير في السن أذى لا يستطيع تحمل مشقة الصيام والعطش، كما أن فدية لمن أزال شعرة واحدة أو قلم ظفر واحد أو بعض منه في العمرة أو الحج.
  • بالإضافة إلى أنها فدية لمن ترك مبيت ليلة من ليالي منى بلا عذر، وأيضًا ترك رمي حصاة من الجمر أو قطع واصطاد أي شيء وهو محرم
  • مُدَّان: وهي فدية لمن أزال شعرتين أو ظفرين في الإحرام، ومحل إيجاب المد أو المدين إذا اختار الشخص الفدية تكون الدم.
  • أما إذا اختار الطعام أي إطعام مسكين يكون واحد منهم صاع واحد والآخر صاعين، وإذا اختار الصوم، يكون أحدهم صوم يوم والآخر صوم يومين.
  • كما جاء في قوله تعالى “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ”سورة البقرة 196.
  • ويكون المدان فدية للصيد في الإحرام أو قطع وتقليم الأظافر أو حتى ترك مبيت ليلتين من ليالي منى أو ترك رمى حصاتين من الجمار.
  • الهدي أو الدم: أما هذه الفدية فهي للوطء بعد إفساد الحج أو التحلل الأول، أو لقتل الصيد في الحرم، أو إزالة شعر دفعة واحدة، أو تقليم الأظافر دفعة واحدة أو لبس المخيط، أو ترك الإحرام من الميقات، وترك طواف الوداع ورمي الجمار آت، والمبيت بمزدلفة.

ما هي أنواع الكفّارات

  • الله سبحانه وتعالى رؤوف بالعباد، يعلم جيدًا انهم يخطئون ويصيبون، لذلك منحنا الله سبحانه وتعالى فرصة التوبة مرة أخرى من خلال القيام بالكفّارات.
  • حيث يوجد أربعة أنواع من الكفارة في مخالفة صيام رمضان وهم كفارة الجماع في نهار رمضان، وكفارة الظهار، وكفارة القتل، وكفارة اليمين.
  • ويذكر أن الخصال الثلاثة الأولى من الكفارات مرتبة، أما الرابعة فهي مرتبة مخيرة وتأتي على النحو التالي:
  • الواجب على الإنسان في الكفارات الثلاثة الأولى هي إعتاق رقبة مؤمنة.
  • وذلك لقوله تعالى “وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكَ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا”. سورة المجادلة: 3،4.

  • ووفق هذه الآية فإن الوجوب لعتق الرقبة ثم صيام شهرين متتابعين شرط ألا يكون فيه عيد أو أيام التشريق يوقف أو يبطل الصيام وإلا اضطر إلى بداية الصيام مرة أخرى.
  • قطع الصيام بعذر أو بغيره يقطع التتابع حتى إن كان عذر بسبب المرض أو السفر أو حتى إفطار في آخر يوم من الشهرين.
  • أما بالنسبة للمرأة فالأمر يختلف فإذا قطع الصيام الحيض أو النفاس فإنه لا يقطع التتابع.
  • ويجب أن تكون الكفارة بالتتابع كما ذكرها القرآن الكريم، أي في حالة عدم القدرة على الصيام يجب إطعام ستين مسكينًا، ويكون من نفس الطعام الذي يتناول.

وقد جاء ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة جماع نهار شهر رمضان، عندما أتى رجل إلى النبي فقال: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ، قالَ: ويْحَكَ قالَ: وقَعْتُ علَى أهْلِي في رَمَضَانَ، قالَ: أعْتِقْ رَقَبَةً قالَ: ما أجِدُهَا، قالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قالَ: لا أسْتَطِيعُ، قالَ: فأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قالَ: ما أجِدُ، فَأُتِيَ بعَرَقٍ، فَقالَ: خُذْهُ فَتَصَدَّقْ به فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أعَلَى غيرِ أهْلِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، ما بيْنَ طُنُبَيِ المَدِينَةِ أحْوَجُ مِنِّي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، قالَ: خُذْهُ فأطعمه أهلك”.

شروط الكفارة في مخالفة صيام رمضان

أكدت المذاهب الأربعة على وجوب وجود شروط من أجل القيام بالكفارة على المسلم المكلف، ولكن انقسمت المذاهب الأربعة إلى قسمين، حيث أن انحاز المذهب الشافعي إلى رأي الحنابلة، بينما انحاز مذهب الحنفي إلى المذهب المالكي في هذه الشروط، وتتمثل فيما يلي:

  • وجوب كفارة الجماع في نهار رمضان عند الشافعية والحنابلة: يرى المذهبان وجوب الكفارة على من يجامع زوجته خلال نهار رمضان حتى ولو كان هذا الجماع من غير إنزال وإذا لم يكن ناسيَا أو مكرهَا على ذلك.
  • وفي نفس الوقت لا تجب الكفارة على المخطئ الذي جامع امرأته ظنَا منه بقاء الليل وعدم طلوع النهار.
  •  كما أنها لا تجب على من صام من غير رمضان، ولا تجب أيضًا على المرأة التي يجامعها زوجها في نهار رمضان إلا إذا كانت راغبة وطائعة في ذلك، ففي ذلك الوقت فيجب عليها الكفارة والقضاء أيضًا.
  • أما شروط وجوب كفارة جماع نهار رمضان عند الحنفية والمالكية: تترتب على من أفطر نهار رمضان متعمدا بشكل عام سواء كان ذلك بسبب تناول الأكل أو الشراب أو حتى الجماع.
  • وبالنسبة للجماع في نهار رمضان فهم يرون لا كفارة ما إذا كان الجماع والإنزال دون الفرج ولكن يجب عليه القضاء، فهم يرون أن الكفارة تجب على ما يحدث ويتوجب الغسل
  • كما لا تجب الكفارة على من أفطر في غير رمضان، أما من أفطر في رمضان متعمدا بالأكل أو الشرب فيجب أن يصل الطعام والشراب إلى الجوف وليس الحلق فقط، فإذا وصل إلى الحلق فلا يوجد كفارة.

الكفارة في مخالفة صيام رمضان

شاهد أيضًا: فدية تأخير قضاء الصيام ومقدارها

أسباب ومقدار فدية الإفطار في نهار رمضان

اختلفت المذاهب الأربعة في تحديد أسباب الإفطار في رمضان، فبعض منهم أوجب فدية لهذا الإفطار والبعض الآخر رأى أنه يجب القضاء فقط، وتتمثل آراء المذاهب الأربعة في التالي:

  • الفدية عند مذهب الشافعية: يرى المذهب الشافعي وجوب الفدية على من أفطر نهار رمضان للأسباب الآتية؛
  • خوف المرأة على جنينها من التعرض للتعب نتيجة الصيام لفترات طويلة وحرمانه من الطعام والشراب وأيضًا خوف المرضع على رضيعَا من أن يتضرر بسبب هذا الصيام.
  • كما تجب على من قام بتأخير قضاء رمضان مع قدرته على صيامه حتى جاء رمضان التالي عليه.
  • وتجب على الشيخ الهرم الذي لا يستطيع الصيام، والذين لا يستطيعون الصيام أبدًا.
  • ومقدار فدية إفطار نهار رمضان هو مد من الطعام أي صاع من الطعام الذي يأكل منه الشخص نفسه عن كل يوم أفطرَه في شهر رمضان المبارك.
  • المالكية : وافق المذهب المالكي الرأي مع المذهب الشافعي في أسباب دفع فدية الصيام.
  • ولكنه أضاف إلى الشافعية الرجل العطش الذي لا يستطيع الصيام بسبب شدة عطشه الدائم.
  • واختلفوا في فدية المرأة الحامل فبعض منهم رأي وجوب الفدية والبعض الآخر رأي القضاء فقط دون الفدية.
  • ومقدار الفدية يكون مد واحد لكل مسكين وليس أكثر من مسكين، ولا يكون أكثر من مد لمسكين واحد.
  • مذهب الحنفية: اختلف هذا المذهب مع الشافعية والحنابلة في أسباب دفع الفدية للإفطار نهار رمضان، حيث ذهبوا بالقول بعدم وجوب دفع المرأة الحامل فدية عن إفطارها في رمضان، لأنها تخاف على نفسها وعلى جنينها.
  • كما لا تجب الفدية على المريض الذي لا يستطيع الصيام، وقام بتأخير القضاء حتى دخول رمضان التالي.
  • واتفقوا مع الشافعية والحنابلة على وجوبها على الشيخ الكبير.
  • ويكون مقدارها نفس مقدار الكفارات، ويجب أن تخرج من مال الميت الذي مات وترك الصيام بسبب العجز عن القضاء، ويكون مقدارها نصف صاع أو صاع من تمر أو شعير أو بُرٍّ.
  • الحنابلة: اتفقت الحنابلة على وجوب الفدية على الحامل التي تخاف على جنينها، ولكن تكون الفدية على ولي الطفل للمرأة الحامل أو المرضع، والتي تخاف على جنينها أو رضيعها دون التعرض لضرر بسبب الصيام.
  • أما إذا كانت المرأة سواء الحامل أو المرضع تخاف على نفسها فإن في هذه الحالة يجب عليها القضاء دون الفدية.

وبعد أن تعرفنا على إجابة ما معنى الكفارة في مخالفة صيام رمضان وننتظر من قرائنا الأعزاء استقبال كافة الاستفسارات عن مفاسد الصيام في شهر رمضان الكريم وذلك من خلال التعليق أسفل المقال.

أ / شيماء عبد الفتاح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *