تجربتي مع الفيبروميالجيا

أ / عمرو عيسى

تجربتي مع الفيبروميالجيا كانت من التجارب المؤلمة في حياتي، فهذا المرض يعد من الأمراض التي يصاحبها أعراضًا غير محتملة، وبالتالي جعلتي غير قادرة على القيام بأي شيء في المنزل، أو حتى القيام بأي عمل يومي، لذلك سوف أذكر لكم ما مررت به في تلك التجربة حتى يستفيد منها غيري.

ما مررت له في مرض الفيبروميالجيا

تجربتي مع الفيبروميالجيا

في الكثير من الأحيان تجد المرأة تشكو من بعض الآلام والأوجاع في مختلف أنحاء الجسم، فقد يعتقد البعض أنها لا ترغب في القيان بأعمالها اليومية، ويظن الناس أنها مدللة.

لكن في الواقع إن هذا الأمر يعتبر إصابة بمرض يطلق عليه الفيبروميالجيا، فبالنسبة إلى تجربتي مع هذا المرض، فأنا تعرضت إليه بعد أن واجهت العديد من المشكلات والأزمات النفسية في حياتي.

فقد بدأت الأعراض تظهر ثم تختفي مرة أخرى، ومع مرور الوقت كانت تتزايد وتتطور، وبالتالي أصبحت غير قادرة على القيام بأي عمل في البيت، وكنت دائمة الشعور بالإرهاق.

بعد أن شعرت أن الألم كاد أن يصل إلى القلب فاضطررت أن أذهب إلى الطبيب، وعلى الرغم من أنني شرحت كل الأعراض ولكن لم يظهر أي شيء عرضي في الفحوصات والتحاليل التي أجريتها.

لم أصل إلى نتيجة محددة وأكد الطبيب أن تلك الأعراض التي أعانيها كانت تشبه التهاب المفاصل الروماتيزمية ، والامراض المناعية وكذلك نقص فيتامين د في الدم، ولكن الفحوصات لم تشير إلى ذلك على الإطلاق.

لكن بعد أن ذهبت إلى الكثير من الأطباء وقرأت العديد من المقالات الأجنبية تبين لي أن هذه الحالة كانت نتيجة الإصابة بمرض الفيبروميالجيا، وأن هذه الإصابة نتيجة الحالة النفسية التي كنت أمر بها، كما قرأت أنه لا يوجد علاج له وهو فقط يعتمد على حالتي النفسية.

لا يفوتك أيضًا:  دواء ليفيبكس (Levepex) دواعي الاستخدام والجرعة الصحيحة

أعراض متلازمة الألم العضلي الليفي

في تجربتي مع متلازمة الألم العضلي الليفي أو ما يطلق عليها الفيبروميالجيا كان هناك الكثير من الأعراض التي أعانيها، ومن الجدير بالذكر أن تلك الأعراض تزداد خطورة في حالة إصابة كبار السن، وتتمثل تلك الأعراض فيما يلي:

  • آلام في مختلف الأماكن في الجسم تظهر بعد الاستيقاظ من النوم.
  • التعرض إلى الكوابيس والإصابة باضطرابات النوم.
  • الإصابة بألم قوي جدًا في مناطق محددة مثل: الكتفين، وخلف الرقبة، ومنطقة أعلى الصدر وجانبي الخصر.
  • خدر الأطراف.
  • الإحساس بالدوخة المستمرة.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • حدوث ضعف في الذاكرة.
  • الشعور بالتعب دون بذل أي مجهود.
  • التعرض إلى اضطرابات في المزاج.
  • الميل إلى الاكتئاب.
  • العزلة المستمرة.
  • اضطراب الدورة الشهرية.
  • حدوث انتفاخ في البطن.

أسباب الإصابة ب الفيبروميالجيا

تجربتي مع الفيبروميالجيا

من خلال ما قرأت في هذا المرض أثناء تجربتي أن السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى الإصابة به لم يحدد بعد ولكن أشار بعض العلماء إلى أنه مرتبط بوجود زيادة في مستوى أحد المواد الكيميائية الموجودة في المخ.

ذلك نتيجة تنشيط الأعصاب بصورة متكررة مما يؤدي إلى حدوث تغييرات في المخ وفي الحبل الشوكي أيضًا، ولكن هناك بعض العوامل التي من الممكن أن يكون لها علاقة قوية بهذا المرض وتتمثل تلك العوامل فيما يلي:

التعرض إلى الصدامات مثل فقدان شخص قريب أو الأزمات العاطفية.
العدوى مثل الإصابة بالأنفلونزا
الجينات قد يكون العامل الوراثي أحد الأسباب في الإصابة بهذا المرض.
الجنس أشار بعض الخبراء إلى أن النساء معرضات إلى الإصابة به أكثر من الرجال.

لا يفوتك أيضًا:  دواعي استعمال حقن بيتافوس betafos لعلاج الالتهابات

العلاجات المنزلية

تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بهذا المرض لا يمكن التخلص منه بالأدوية العلاجية وذلك لأنه يتعلق بالحالة النفسية للمريض، وبالتالي لا بد أن يجد طريقة لتحفيز النفسية وفيما يلي سوف نستعرض بعض الطرق التي تعالج هذه الحالة:

1- العناية بالحالة النفسية

من الضروري الحرص على محاولة الاهتمام بالحالة النفسية عن طريق الابتعاد عن التوتر قدر المستطاع وتجنب الأمور التي تزعجك وتجعل حالتك المزاجية سيئة.

2- التزام الراحة

من الجدير بالقول إن أخذ الوقت الكافي من الراحة والنوم والاسترخاء من أهم الأمور التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية وبالتالي التقليل التدريجي من أعراض هذا المرض والتخلص منه نهائيًا.

3- عدم تغيير الروتين اليومي

من المؤكد أن التغيير المفاجئ لروتين اليوم يؤثر بصورة سلبية على الحالة النفسية للمريض، وبالتالي يمكن أن تتدهور الحالة مرة أخرى.

لذلك لا بد من محاولة عمل تغيير جزئي لروتين اليوم حتى تحصل على قدر من التغيير ولكن في نفس الوقت عدم تعريض النفس إلى صدمة التغيير المفاجئ.

4- ممارسة الرياضة

إن ممارسة الأنشطة الرياضية تخلصك من الطاقة السلبية مثل رياضة السباحة أو المشي، فلا بد من الانتظام على الرياضة التي تفضلها ولا تتغافل عنها في يوم لكي تجعل نفسيتك تتحسن وبالتالي تختفي الأعراض.

5- الغذاء الصحي

مما لا شك فيه أن التغذية لها علاقة قوية جدًا بالحالة النفسية، وكذلك لها دور لا يستهان به في تقوية المناعة وتحسين الصحة.

فمن خلال تجربتي مع متلازمة الفيبروميالجيا يمكن القول إنه إذا تناولت الأطعمة التي تحتوي على المزيد من العناصر الغذائية الضرورية لبناء الجسم، فإنك سوف تحصل على حالة صحية جيدة وبالتالي تتخلص من الأعراض المزعجة له.

الأدوية العلاجية

على الرغم من أن المرض نفسه لا يمكن أن يعالج بالأدوية، فلا نجد للآن أدوية لعلاج الفيبروميالجيا، ولكن هناك بعض العقاقير التي من شأنها أن تعالج الأعراض مثل:

  • الأدوية المسكنة: يمكن اللجوء إلى بعض المسكنات القوية إذا كان الألم في الجسم غير محتمل مثل الأستامينوفين.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: فمن الممكن أن يكون تأثيرها على الصحة النفسية له دور في علاج هذا المرض، فيمكن اللجوء إلى دولوكستين أحد مضادات الاكتئاب أو بعض الأدوية التي تعمل على علاج الصرع مثل غابانتتين.

لا يفوتك أيضًا:  دواء سيبروجرام (Ciprogram) دواعي الاستخدام والجرعة

نصائح للتعايش مع الفيبروميالجيا

تجربتي مع الفيبروميالجيا

من خلاصة ما مررت به في الإصابة بمرض الفيبروميالجيا يمكن القول إنه حتى بعد اتباع العلاجات المختلفة فإن أعراضه تعود مرة أخرى.

بمجرد التعرض إلى صدمة نفسية أو أزمة ما لذلك من الأفضل معرفة كيفية التعايش معه وذلك يحدث باتباع بعض الإرشادات المتمثلة فيما يلي:

1- تجنب التوتر والإجهاد النفسي

من الجدير بالذكر أن الإجهاد يزيد من الأعراض المصاحبة لها المرض، لذلك لا بد من الابتعاد عن كل ما يتسبب في التوتر النفسي، ويمكنك ممارسة التأمل أو اليوغا للحصول على قدر كافِ من الاسترخاء.

كما أن التنفس بعمق من الأشياء التي تساعدك على تحقيق هذا الغرض، مع الحرص على ممارسة الأنشطة التي تجعل حالتك النفسية في أحسن حال.

2- الجلوس في الماء الدافئ

يمكن القول إن الماء الدافئ يعمل على استرخاء العضلات والتخفيف من التشنج والتقليل من الألم في الجسم، كما أن هذه الخطوة تساعدك في الحصول على حركة مريحة أكثر.

علاوة على ذلك فإن الحرارة الدافئة تعمل على زيادة إفراز الإندورفين وبالتالي تقل إشارات الألم وهذا الأمر يساعدك على النوم بصورة أفضل.

لا يفوتك أيضًا:  أبرز أسباب آلام اسفل الظهر العصعص

3- التحدث عن الأمر

إن التحدث عن تجربتي مع أعراض الفيبروميالجيا كان من أجل هذا الهدف، فإن التحدث عن الإصابة بهذا المرض يعمل على تقليل الضغط النفسي، فلا بد من مشاركة الأشخاص من حولك ما تشعر به من ألم أو حالة نفسية سيئة.

حاول أن تبحث عن حل المشكلة التي تزعجك مع من حولك، فإن الأشخاص المحيطون بنا لا يرغبون في رؤيتنا نتألم ويريدون مساعدتنا دائمًا فلا بد من إعطائهم تلك الفرصة.

إن متلازمة الألم العضلي الليفي من أكثر الأمراض صعبة التحمل، حيث لا تجد العلاج المناسب لها وفي نفس الوقت لا تستطيع تحمل الألم والشعور بالإرهاق، ولكن لا بد من المقاومة ومحاولة تحسين الحالة النفسية حتى لا تتعرض إلى مضاعفات وخيمة.