تجربتي بالتفصيل مع منظار القولون بدون تخدير

أ / عمرو عيسى

تجربتي مع منظار القولون بدون تخدير تُعد من التجارب التي ربحت من خلالها بعض المعلومات الهامة عن منظار القولون، كما أن نتائجها كانت مُجدية لي على عكس الأشخاص الآخرين الذين قد نصحتهم بإجراء تلك العملية تخلص من ألم القولون، ومن خلال ما يلي سوف أوضح لكم أهم المعلومات عن تلك التجربة وعرض تجارب أخرى لصديقاتي يتبين الاختلاف في نتائجها.

تجربتي مع عملية منظار القولون دون الخضوع لمخدر

تجربتي مع منظار القولون بدون تخدير

في البداية أود أن أعلمكم أن تلك العملية لا يتم اللجوء إليها إلا من أجل التخلص من المشكلات التابعة للقولون، والتي تظهر في الألم خاصةً في فترة الليل عند الاستلقاء، ووجود بعض التعليمات التي يجب السير عليها طوال الحياة.

كان اختيار الطبيب لتلك العملية هو الاختيار الصائب، فقد ربحت كثيرًا بعد إجرائها، بالفعل لم أشعر بالراحة إلا بعد إجراء تلك العملية، ولكن ماذا عن اليوم الذي أخبرني به الطبب أنني سوف أخضع لها.

ذهبت إلى الطبيب بعد فقد الأمل من تلك الادوية التي استخدامها طوال الوقت ولم أجد منها النتائج المرجوة، لم أجني من خلالها أية فوائد سوى الألم المتزايد والشعور بالغثيان والرغبة في القيء مرارً وتكرارً.

لم يجد لي الطبيب حلًا سوى إجراء منظار القولون، ولكن لم تكن هنا الصدمة، الصدمة أنه أخبرني أنني لا يمكنني الخضوع إلى التخدير على الإطلاق، فحالتي الصحية لا تسمح ولو بنسبة بسيطة من المُخدر، بجانب ذلك الخوف المتمكن بداخلي من التخدير بكافة أنواعه لما لي معه من تاريخ سيئ مُسبق، فقرر الطبيب أن يجريها لي دون تخدير.

كانت الصدمة في ذلك، وكنت أشعر بالخوف الفائق فأعلم أن الأمر أكثر ألمًا مما أتوقع، ولكن بخضوعي للعملية وجدت أنها سهلة ولا يوجد ذلك الألم الفائق الذي كنت أتخيله، نعم يوجد ولكنه يُحتمل.

أما عن صديقاتي فهناك واحدة قد خضعت للعملية لتلك العملية بدون تخدير ولم تواجه المشكلة في التخدير وإنما واجهت المشكلة في الألم التابع للعملية ومن خلال ما يلي سوف أوضح لكم بعض التفاصيل الهامة التي مررت بها وصديقتي في تلك العملية والتي يجب عليها الحذر منها عند الخضوع لمثلها.

لا يفوتك أيضًا:  علاج ضيق التنفس بسبب القولون العصبي

التحضير لتنظير القولون

وددت أن أبرز لكم أهم الخطوات التي مررت بها في تجربتي مع منظار القولون، والتي من أهمها عملية الإعداد والتجهيز التي خضعت لها قبل التنظير، ومن خلال ما يلي سوف أشرح لكم كيف تم تجهيزي للعملية:

  • في البداية طلب مني الطبيب وبمجرد أنه قرر إجراء تلك العملية لي فقد قام بوصف نظام غذائي من الواجب عليَّ اتباعه في اليوم السابق للعملية، والذي كان يعتمد على السوائل بكافة أنواعها ما عدا التي تحتوي على اللون الأحمر لعدم الخلط بينها وبين الدم في العملية.
  • طلب مني استخدام الملينات التي تساعدني على تفريغ المعدة لحجب كافة البقايا الموجودة بها قبل الخضوع للمنظار، وقال إنه يمكن استخدام ملين على شكل أقراص أو في صورة سائلة، ولكني التزمت بتناول أقراص الملين التي قام بوصفها لي.
  • قال لي الطبيب إذا كان هناك حاجة لاستخدام حقنة شرجية في اليوم السابق للعملية سوف يقوم بذلك وإذا لم يجد حاجة لها فلن يتم ذلك، وبالفعل ذهبت إليه في اليوم السابق للعملية ولم يجد لديَّ الحاجة إلى تلك الحقنة ، والتي هدفها إفراغ القولون السفلي لكي يتم تفريغه بشكل كامل والتهيؤ للعملية.
  • سألني عن كافة أنواع الأدوية التي استخدمها في العلاجات الأخرى، ليتم وقف ما يجب وقفه وضبط جرعات الأدوية الواجب ضبطها.

أثناء عملية تنظير القولون

تجربتي مع منظار القولون بدون تخدير

الكثير من الأشخاص الذين سوف يخضعون إليها يميلون إلى العيش في أجواء العملية لعدم الاندهاش مما سوف يمرون به، وأنا قررت من خلال تجربتي مع الخضوع لتنظير القولون بدون تخدير أن أعرض تلك الحالة التي يكون عليها المريض في الغرفة، وخاصةً أنه لا يوجد تخدير فقد كنت أشعر بكافة الأمور التي تدور حولي، وكانت كما يلي:

  • في البداية يقومون بإعطائك رداء لا بُد لك من لبسه، وهذا ما فعلته، ولكن ما فاجئني بالداخل أن الطبيب أعطاني قرص مُهدئ ساعدني على الارتخاء لأنه يمنع شد العصب أثناء تلك العملية.
  • يبدأ التنظير والمريض مستلقي على جانبه فوق طاولة، ويتم شد الركبتين إلى الصدر وهو الوضع شبيه القرفصاء، ويقوم الطبيب بإدخال المنظار في المستقيم.
  • ذلك الوقت الذي شعرت به بالألم ولكن المهدئ كان يساعدني في الارتخاء ولم يتفاقم الألم بالحد الذي يزعجني.
  • أما عن تلك الأداة التي تسمى المنظار والتي تستخدم في الكشف على القولون فهي تأخذ شكل طويل بها ضوء، يقول الطبيب إن هذا الضوء يُشبه التصوير الإشعاعي الذي يصور الجسم من الداخل ليتبين من خلاله الأمراض الموجودة في القولون وما إذا كان هناك أمور خطيرة أم ما غير ذلك.
  • أما عن طبيعة نقل الصورة فيتم ضخ الهواء إلى القولون، وهذا ما يؤدي إلى تضخم حجمه مما يساعد على إظهار كافة التفاصيل الموجودة به ومعرفة ما يوجد من أمراض في بطانته، وهذا بالتفصيل مت نقله الطبيب لي عند رؤية التصوير.
  • لكن الألم الذي شعرت به عند إدخال المنظار لا يُمثل شيئًا مقابل ذلك الألم الذي شعرت به عند تحريك المنظار بداخلي وشعور التشنج الذي كنت أشعر به في تلك اللحظات، بل وكنت أشعر برغبتي المُلحة في التبرز ولكني أعلم أنه مُجرد شعور فحسب.
  • مكثت في تلك العملية فترة لا تقل عن 30 دقيقة، أكاد قد وصلت إلى 45 دقيقة تقريبًا.

لا يفوتك أيضًا:  سباسكولون Spascolon لعلاج اضطرابات المعدة والقولون

نتائج تنظير القولون

اعتمدت النتائج الإيجابية التي حصلت عليها من تنظير القولون وشعور الراحة والتقليل من آلام المعدة التي كنت أشعر بها بسبب القولون على التجهيزات التي تمت قبل العملية، وهذا ما ساعدني على معرفة السبب الرئيسي وراء هذا الألم وتلقيت العلاج المناسب مما أذهب عني شعور ألم القولون الحاد.

مساعدتي للطبيب في إفراغ المعدة بشكل صحيح هو ما ساهم في نجاح التنظير، أما عن صديقتي والتي لم تقم بتلك الخطوة الهامة كانت النتائج سلبية لها لما قد حدث من عدم وضوح في الرؤية للمنظار وعدم تصوير القولون بالشكل الصحيح له، مما أثر بالسلب على اكتشاف المرض.

بالتالي طلب منها الطبيب عملية التنظير مرة أخرى من أجل التعرف على المرض الذي تعاني منه والذي يؤدي إلى الشعور بألم حاد، وبكل تأكيد تشعر بالخوف لأنها خضعت لها في المرة الأولى بدون تخدير ولكن في المرة التالية سوف تخضع للتخدير.

أردت فقط من خلال إيضاح النتائج في تجربتي مع اختبار منظار القولون بدون مُخدر أن أوضح لكم الجانب الهام والذي يساعدكم على تلقي العلاج السليم وتجنب النتائج السلبية التي قد تظهر عن استخدام هذا الفحص.

أعراض ما بعد تنظير القولون

تجربتي مع منظار القولون بدون تخدير

الجدير بالذكر أن ما يجب أن يسأل عنه الأشخاص الذين سوف يخضعون لتنظير القولون بدون مُخدر هو ما بعد العملية وليس ما يتم داخل العملية، لأن ما يشعر به الشخص بعد العملية قد يكون أقوى من ذلك الذي تم الشعور به أثناء إجرائها، ومن خلال ما يلي سوف أوضح لكم بعض الأعراض التي تظهر في الأيام التالية لها:

  • انتفاخ.
  • غازات.
  • ألم في منطقة البطن.
  • بعد العملية بالقليل من الأيام وجدت دم مع البراز وعندما أخبرت الطبيب عنه قال إنه طبيعي الظهور ويمكن أن يستمر لمدة أقصاها أسبوعين.

لا يفوتك أيضًا:  فوار ابيماج (Epimag) لعلاج الأملاح وحالات الإمساك

سبب عدم خضوعي للتخدير في تنظير القولون

ذكرت لكم في بداية تجربتي أن خوفي من الخضوع للتخدير كان سببًا رئيسيًا في إجراء اختبار منظار القولون بدون تخدير، ومن خلال ما يلي سوف أقوم بعرض تلك الأعراض الخطيرة والمضاعفات التي تظهر على المريض الخاضع للتخدير بعد العملية والتي تُعد من أسوأ الأعراض التي واجهتها من قبل، وتكون كما يلي:

انخفاض مستوى ضغط الدم كان هذا الاضطراب يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض السيئة مثل الدوخة والغثيان والدوار
انخفاض التنفس حيث إن معدل نبض القلب كان أقل من 12 نبضة في الدقيقة الواحدة.
قيء وغثيان وهما أشد الأعراض إزعاجًا لي والسبب الرئيسي في الذهاب إلى الطبيب.
انخفاض معدل ضربات القلب يؤثر المخدر على معدل ضربات القلب بالسلب مما يؤدي إلى المعاناة من ضعف القلب.

بجانب تلك الموانع التي ُحذر الطبيب من استخدامها بعد التخدير، فوجدت أن الأمر لا يستدعي مواجهة تلك الصعوبات، خاصةً وأن الغالبية العظمى ممن خضعوا لذلك الاختبار نصحوا بالخضوع له دون تخدير لانه لا يحتاج إلى ذلك ويكفي الاستعانة بالمهدئ.

لكن الجدير بالذكر أن الأطباء لا يلجؤون لوصف المهدئات مع المرضى إلا في حال ملاحظة التوتر الزائد على الحالة والذي قد يؤثر على نتيجة المنظار.

هناك بعض الحالات التي تجعل إجراء تنظير القولون بدون تخدير من الأمور الصعبة، ومن بينهم النساء الخاضعات لجراحة الحوض ومن قاموا بعملية استئصال الرحم، لذا كان من السهل عليَّ المرور بتجربة منظار القولون بدون تخدير.