ما هو الجزء الوحيد الذي لا يصله الدم

أ / عمرو عيسى

ما هو الجزء الوحيد الذي لا يصله الدم ؟ وما هي الكيفية التي يحصل من خلالها هذا الجُزء من الجسم على الإمدادات اللازمة لعمله؟ قد يبدو لك الأمر غريبًا في بداية الأمر، وقد تظن أيضًا أن هذا السؤال يحتوي على خدعة ما، ولكن في واقع الأمر هُناك فعلا جُزء في الجسد لا يصله الدم ولا يعتمد عليه كمصدر للإمدادات، وعبر مقالنا هذا نُعرفكم عليه.

جُزء في الجسم لا تسري فيه الدورة الدموية

لا توجد خلية واحدة في جسم الإنسان ليست بحاجة إلى الأُكسجين وغيرها من صور المواد المُغذية، كما أن وصول هذه المُركبات إلى الخلايا بشكل دوري يعني أن الخلية تقوم باستنفاذ المُغذيات لتترك وراء ظهرها بعض المُخلفات التي لا بُد من التخلص منها.

يُمكنك القول إن هذه العملية تُعتبر عملية الهضم الخاصة بكل خلية، فنحن نقوم بتناول الطعام، نأخذ منه ما نحتاجه ونُخزن البعض الآخر ثُم نتخلص عن طريق عمليات التبول والتبرز وحتى التعرق مما لا نحتاجه منه

ما هو الجزء الوحيد الذي لا يصله الدم

والأمر سيان عمليًا بالنسبة لكل خلية من خلايا الجسم سواء ما كانت هذه الخلايا عضلية، عظمية أو غير ذلك.

فأنت تعلم أن الجهاز الهضمي هو المسئول عن العملية الرئيسية التي تُحول ما نأكله إلى مُغذيات عبر تحليله واستقلاب ما يُمكن استقلابه وامتصاصه لبدء عملية إنتاج الطاقة وتزويد الجسم بها وغيرها من العمليات الحيوية الأخرى، ولكن ما هو الجهاز المسئول عن تغذية الخلايا؟

هذه المُهمة يتكبد عنائها الجهاز الدوري أو الجهاز القلبي الوعائي، وهو ما يُشار إليه باسم الدورة الدموية، فللدم القُدرة على الانتقال إلى كافة أنحاء الجسم ليحمل الأكسجين من الرئة إلى كُل خلية في خلايا الجسم تقريبًا ويعمل على عكس العملية أيضًا.

على الرغم من كون الدورة الدموية تُعتبر الوسيلة التي يعتمد عليها الجسم كُله في الحصول على الأُكسجين والمُغذيات إلا أنه وكما نعرف لكل قاعدة شواذ ، فقرنية العين تُعتبر الجُزء الوحيد الذي لا يصله الدم، وهو أمر غريب للغاية بكل تأكيد.

فإن كان الدم هو ساعي البريد الذي يحمل المُغذيات من الأمعاء والأكسجين من الرئة إلى الخلايا لتخليصها من الكربون والفضلات بشكل دوري من أين للقرنية بذلك؟ ما هي آلية حصولها على هذه العناصر؟ وما هي الحكمة وراء عدم وصول الدم إلى قرنية العين؟

لا يفوتك أيضًا:  قطرة عين بينوكسينات Benoxinate مخدر موضعي لقرنية العين

ما لا تعرفه عن قرنية العين

القرنية هي الجُزء الأمامي شفاف اللون من العين، وهو ما يعمل على تغطية القزحية، الحدقة بالإضافة إلى الحُجرة الأمامية، ولهذا الجُزء الدقيق والصغير القُدرة بشكل كبير على توفير القوة البصرية للعين.

كما تشتمل القرنية على بعض النهايات العصبية التي تجعلها بشكل كبير حساسة تجاه اللمس، درجة الحرارة بالإضافة إلى المواد الكيميائية وغيرها من صور المُلوثات مثل الأتربة

وعلى الرغم من تسبب ذلك في كونها شديدة الحساسية إلا أن هذا يُمثل أبرز ميزة لها بعد الإبصار.

فلمس القرنية عن طريق إصبعك، بعض الأتربة، المياه وحتى الهواء يعمل بشكل فوري لا إرادي في غالب الأحيان على إغلاق الجفن وحماية العينين

ومع كُل العمليات التي يقوم بها هذا الجُزء بجودة وكفاءة عالية إلا أنه لا يحتوي على شُعيرات دموية ولا يصل إليه الدم على الإطلاق.

يرجع السبب في ذلك إلى كون الأولوية بالنسبة لقرنية العين هي الشفافية، فالسبب الرئيسي وراء كون القرنية الجُزء الوحيد الذي لا يصله الدم يرجع إلى كون الدم من المُركبات التي لها القُدرة على إعاقة الرؤية بشكل كبير لعدم اشتماله على درجة الشفافية المطلوبة.

على الجانب الآخر نجد أن هُناك طبقة شفافة اللون من السائل الدمعي تعمل على تغطية الجُزء الخارجي للقرنية شفاف اللون، وهذه المادة تتكون من ثلاث طبقات مُختلفة هي:

الطبقة الدُهنية هي الطبقة الخارجية للعين وتُشكل حاجز طارد للماء من الخارج

ويمنع تسرب الدموع الداخلية للعين على الخدين.

الطبقة المائية هي طبقة تُساهم في حماية العين من الجراثيم

وتُحفز على تمدد طبقة السوائل الدمعية للعين.

الطبقة المُخاطية هي طبقة تعمل على تغطية القرنية بشكل مُباشر

ولكونها جاذبة للماء تعمل بشكل مثالي على توزيع

وانتشار السوائل الدمعية فوق القرنية.

لا يفوتك أيضًا:  قطرة باتانول (Patanol) لعلاج حساسية العين

آلية وصول المُغذيات إلى القرنية

ما هو الجزء الوحيد الذي لا يصله الدم

من المؤكد أن كُل ما يدور في ذهنك من أسئلة حاليًا هو كيفية وصول الأُكسجين والمُغذيات إلى الجزء الوحيد الذي لا يصله الدم

وهو سؤال منطقة في الواقع، فعدم وصول الأُكسجين إلى جُزء مُعين يعني موته، تلفه وهلاكه، وبما أننا نرى حاليًا بسهولة يُمكن القول إن قرنية أعيننا ليست بتالفة.

في واقع الأمر تتلقى القرنية المُغذيات التي تحتاجها عن طريق عملية الانتشار، وهي العملية التي تتم بشكل تبادلي بين السائل المُسيل للدموع خارج القرنية وبين الخلط المائي أو ما يُعرف بالطبقة المائية السميكة بين العدسة والقرنية.

ما يعني أن الجسم يقوم بالفعل بإمداد القرنية بكل ما تحتاجه من مُركبات ومُغذيات ولكن بشكل مُباشر دون الحاجة لامتصاصه من الدماء، كما أن القرنية تستمد الأكسجين من السطح الخارجي لها، فهو مُلامس للهواء بشكل مُباشر.

عِلاوةٍ على كثرة الألياف العصبية التي تتصل بالقرنية، وهي تعمل على إيصال بعض المواد المُغذية في رحلتها لنقل الرسائل المرئية من العين إلى الدماغ وعكس العملية.

على الرغم من عدم اشتمال القرنية على أوعية دموية وكونها جُزء لا يصله الدم إلا أن هذا في الحالات الطبيعية فحسب

ما يعني أن للقرنية القُدرة على تكوين بعض الأوعية في حال ما تطلب الوضع القيام بذلك، وهذا يُلاحظ بشكل كبير عند ارتداء العدسات اللاصقة.

فهذه العدسات تُقلل بشكل كبير من إمدادات الأكسجين الخارجية للقرنية، وهذا يشمل العدسات المنفصلة بالغازات أيضا، وفي هذه الحالة تبدأ القرنية في تكوين بعض الأوعية الدموية على سطحها لتعويض ما ينقصها، فعلى الرغم من كون الأولوية للشفافية إلا أن عدم تلف القرنية يفوق الأولويات.

لا يفوتك أيضًا:  قطرة توبرين لعلاج العدوي البكتيرية التي تصيب العين Tobrin

على الرغم من اعتبار القرنية الجُزء الوحيد الذي لا يصله الدم في جسم الإنسان إلا أن هُناك بعض الأجزاء الأخرى التي تصل إليها المُغذيات بشكل غير مُباشر أيضًا، ومن أبرزها الشعر، الأظافر بالإضافة إلى الطبقات الخارجية للجلد ومينا الأسنان.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *