دعاءٌ في جوْف اللّيل اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

أ / عمرو عيسى

دعاءٌ في جوْف اللّيل اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ كثيرًا ما يتم اعتبارها صيغة الدُعاء والذكر المسائي الأجمل والأبهى، فالتعوذ بالله من شرور الحياة الدُنيا وتقلباتها التي تتمثل في الهم، الحُزن، الضعف وغيرها من الاضطرابات الحياتية يُعد سبيل النجاة الإلهي الذي يهب الله لمن آمن من عباده.

دُعاء اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

دعاءٌ في جوْف اللّيل اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

الأجزاء الأخيرة من الليل هي أكثر الفترات التي يتعبد فيها المؤمنون ويطلبون من خالقهم وبارئهم ما يُحبون ويبتغون، ويرجع السبب في ذلك إلى كون الله تبارك وتعالى ينزل في كُل ليلة إلى السماء الدُنيا حتى يستجب لعباده ما يرجون وما يطلبون منه.

هذا ما جاء على لسان الصحابي الجليل أبو هُريرة رضي الله عنه وأرضاه، إذ قال خليل المُصطفى في شرح ابن ماجه بتخريج كُل من البُخاري، مُسلم، أبو داوود والتُرمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

لولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي؛ لأَمَرْتُهم بالسِّواكِ عندَ كُلِّ صَلاةٍ، ولأخَّرتُ العِشاءَ إلى ثُلُثِ اللَّيلِ الأوَّلِ، فإذا مَضى ثُلُثُ اللَّيلِ الأوَّلُ، هَبَطَ الربُّ جَلَّ ثناؤُه إلى سَماءِ الدُّنيا، فلم يَزلْ هنالك حتى يطلُعَ الفَجرُ، يقولُ قائِلٌ: ألَا سائِلٌ يُعطى، ألَا داعٍ يُستجابُ له، ألَا سَقيمٌ يَستَشْفي فيُشْفى، ألَا مُذنِبٌ يَستغفِرُ فيُغفَرُ له؟”[صحيح المسند].

من أجمل ما يُمكن أن يدعو المرء به الله تبارك وتعالى في هذه الفترة من الليل هو دُعاء “ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال ”ففي صيغة الدُعاء المذكورة يستعيذ المرء من أكثر شرور الدُنيا التي لها القُدرة على أن تتغلب على المرء وتجعل حياته بائسة إن صح التعبير.

لا يفوتك أيضًا:  أفضل 100 دعاء في الليلة الأخيرة من رمضان

أذكار جوف الليل والمساء

في واقع الأمر تُعتبر صيغ الأدعية التي يُمكن استعمالها في جوف الليل مُتعددة ولا حصر لها، فكلُّ امرئٍ يدعو الله بما ينقصه ويبتغيه، ومن أبرز الأدعية التي يتكرر الدُعاء بها في جوف الليل غير التعوذ بالله من كافة صور الهم والحُزن كُلُ مما يلي:

  • اللهم إن كان رزقي مُعلقًا في السماء فأنزله لي في الأرض، وإن كان بعيدًا في الأرض فقربه مني ويسر لي، اللهم ما لي من إله سواء، وليس لنا ملجًأ في الحياة الدُنيا والآخرة إياك.
  • اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، اللهم عافني في بدني وديني ودُنياي، اللهم أنت ربي، وإني أعوذ بك من الفقر والكُفر، وأعوذ بك ربي من عذاب القبر، فلا إله إلا أنت ولا يُدعى ويُطلب منه سواك.
  • اللهم إني لا أسألك غير العفو والعافية في الدُنيا والآخرة، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، فأصلح لي يا الله شأني كُله ولا تكلني لنفسي طرفة عين أو ما هو دونها، اللهم دبر لي أمري فإني لا أُحسن التدبير، ويسر لي الخير ووجهني فأنت تعلم أني أجهل الكثير.
  • اللهم إني أعوذ بك من أن أُغتال من تحتي، فاللهم آمن روعاتي واستر عوراتي، اللهم احفظني وأهلي من خلفي وعن يميني وعن شمالي، فأنت الحافظ، اللهم ارزقني فليس سواك مُعطٍ ولا رازق.
  • اللهم إنا أمسينا وأمسى المُلك كُله لك يا مالك المُلك، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شرها، اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامات واسمك الأعظم الذي إذا نوديت به لبيت وإذا دُعيت به أجبت من شرور الحياة الدُنيا والآخرة.

أجمل أدعية المساء اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

ليس هُناك ما هو أجمل من التضرع لله تبارك وتعالى في الليل بعد الانتهاء من الفروض الخاصة بك وقراءة ما تيسر من كتاب الله الحكيم، وهذا ما يُعرف بقيام الليل، وقد جاء على لسان أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ ”[صحيح المسند].

فالتقرب إلى الله تبارك وتعالى يتشكل في أجمل صورة وأبهاها خلال الفترة التي يكون فيها الجميع نيام، فأنت لم تترك نومك وراحتك إلا ابتغاء مرضاة الله وطلب الدُعاء منه، والله تبارك وتعالى أعلم بنواياك وحاجتك للنوم والراحة، لذا يمن على عباده بالاستجابة، ومن أبرز ما يُمكنك أن تستخدمه كدعاء في جوف الليل ما يلي:

  • اللهم في هذه الليلة المُباركة صلِّ وسلم وبارك على نبينا ومولانا خير البرية مُحمد صلى الله عليه وسلم، واللهم ارزقنا شفاعته يوم القيام، اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال، وغلبة الدين، والجُبن والبُخل، اللهم لا تجعل الكسل والعجز يمسنا، ولا تجعل الحُزن يعرف لنا سبيلًا.
  • اللهم إنك حسبي ووكيلي، فاللهم أخرجني من شتات الأمر، ووفقني يا الله إلى دربٍ لا يمسني فيه ضيقُ صدرٍ ولا ضر، اللهم يسر لي أمري ووفقني إلى ما تُحبه وترضاه لعبدك أبد الدهر.
  • اللهم إني أسألك يا فرد يا صمد، يا أحد يا من لم تلد ولم تولد أن تجعل خير عملي آخره، وخير عُمري خواتمه، وخير أيامي يوم لقائك، اللهم لا تحرمني من رؤية وجهك الكريم، اللهم إنك عن تعذيبي لغني، وفي المغفرة لي لكريم.

لا يفوتك أيضًا:  أفضل 9 ادعية في جوف الليل مكتوبة | دعاء اخر الليل مستجاب

أبهى صيغ الدُعاء في المساء

الثناء على الله تبارك وتعالى في كُلِ وقتٍ وحين يُعتبر من أجمل الأعمال التي يُمكن للمرء أن يقوم بها في سبيل نيل ما يرغب ويبتغي، فسبيل استجابة الدُعاء كما جاء في السُنة النبوية الشريفة يتمثل في الثناء على الله حق ثنائه، ومن ثُم الصلاة على رسول الله وطلب الحاجة من الله، ومن أبرز صيغ الثناء والدُعاء كُل من:

  • اللهم إني لم أعصك حين عصيتك لكوني بربوبيتك جاحد، اللهم إن نفسي غلبتني فكُن لي مُعين، إلهي أنت تعلم أني لست بوعيدك متهاون، ولكن سولت لي نفسي وغلبني هواي، اللهم ما أنا بأمرك مُستخف، ولكن خطيئة عُرضت وأعانني عليها شقوتي.
  • اللهم إنك تعلم أنني أُحبك حتى وإن لم يكُن في أفعالي من الحُب شيء، اللهم أنت الغني عن عبادتي ولكنني إن تخليت عني أضل ضلالًا لا هادي لي فيه سواك، اللهم لا مُنجي من المهالك إياك، فاحفظ اللهم قلبي ويسر لي أمري وأصلح شأني وجنبني سُبل الضلال وطُرق الهلاك.
  • إني أسألك سيدي وبارئي من المعرفة بكرمك، اللهم إني أبتغي سعة رحمتك، اللهم لا أبرح من بابك ولا أكف عن تملقك فأنت تعلم أنني رغم المعاصي مؤمنٍ بك، مُطيعٌ لك، فدبر لي أمري وأصلح لي شأني ولا تكلني لنفسي طرفة عين أو أقل من ذلك.
  • اللهم إنك خالق الخلق بقدرتك ولا مثيل لك، اللهم إنك المُنعم على عبادك ولا يهبهم ويعطيهم الحاجة إلاك، اللهم إنك المُتعال عن إفك المُفترين، وإنك الغني عن تعذيب المُبتلين والمُذنبين، فالطف بنا يا الله، واغفر لنا ما تقدم وما تأخر من ذنوبنا، فأنت القوي ونحن الضعفاء، ولن يجبر قلوبنا سواك يا جبار.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء ليلة القدر اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

دعاء جوف الليل في سُنة نبي الهُدى

دعاءٌ في جوْف اللّيل اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صوامًا قومًا يُكثر من الصلاة والدُعاء، وذلك على الرغم من كون الله قد غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه، وجعله شفيع الأُمة الأوحد، لكن النبي المُصطفى لم يكُن يتعبد إلا شُكرًا لله وطمعًا في غُفرانه لعباده وهدايتهم.

فقد كان الهادي البشير يدعو في آناء الليل وأطراف النهار كثيرًا، وقد ثبُتَّ في سنته النبوية الشريفة كما جاء على الصحابي الجليل ابن عم رسول الله عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين قال:

كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ خَاصَمْتُ، وبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ ”[مُتفقٌ عليه].

كما ورد في التوحيد بتحديث ابن خزيمة وغيرها من المصادر الأخرى أن أبو هريرة الصحابي الجليل وخليل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – إذا أوَى إلى فراشِه قال: اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ وربَّ الأرضِ، وربَّ كلِّ شيءٍ، فالقَ الحبِّ والنَّوَى، مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ، أعِذْني من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، أنت آخِذٌ بناصيتِه، أنت الأوَّلُ فليس قبلك شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ، وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك شيءٌ، اقْضِ عنِّي الدَّينَ وأغْنِني من الفقرِ”[صحيح المسند].

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *