ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل

أ / عمرو عيسى

ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل؟ وما كيفية صلاة الوتر بعدها؟ فتقرب العبد إلى الله تعالى بالنوافل من شأنه زيادة البركة والفضل في حياته، كما أن أجره عظيم عند الله تعالى في الآخرة، وتعد صلاة القيام أفضل النوافل وهناك طريقة كان يؤديها بها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بها، وعلى المسلمين أن يقتدوا به فيها لذا نتناولها فيما يلي.

ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل

ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل

التقرب إلى الله تعالى في تلك الأيام المباركة بالأعمال الصالحة والعبادات التي تساعد في رفعة شأن الفرد عند ربه خير ما قد ينتفع به المرء في حياته، ويعد قيام الليل من خير تلك العبادات التي نصح بها رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ.

نظرًا لما ذُكر في كتاب الله العزيز: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) [سورة الإسراء: الآية 79].

فمن خير أعمال المسلم أن ينتفع ولو بالقليل من قيام الليل، والجدير بالذكر أن طرق القيام مختلفة ومتنوعة لا تكمن في الصلاة فقط، ولكنها تنحصر بين فئة كبيرة من الناس على ذلك العمل فقط.

أما عما كان الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقوم بقراءته في صلاة قيام الليل هو ما تيسر من القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة في قيام الليل، فلا يوجد آيات أو سور معينة على المسلم أن يقرأها في تلك الصلاة.

لا يفوتك أيضًا:  230 دعاء قيام الليل مستجاب ادعية قيام الليل في رمضان Pdf

متى تكون صلاة قيام الليل

تكون صلاة قيام الليل من وقت العشاء حتى قبل الفجر، وذلك حسب تعاليم الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ويكون عدد ركعاتها إحدى عشر تُقسم اثنتين اثنتين، ولكن يمكن للمسلم أن يصلي باثنتين فقط، ومن ثم يتبعهم بصلاة الوتر وهي ركعة واحدة.

بينما تكون الآيات المحددة هي ما تكون في ركعة الوتر بأقل تقدير، والتي ينبغي أن يقرأ فيها المسلم بعد قراءة سورة الفاتحة بسورتيّ الإخلاص، والناس.

عدد ركعات الوتر بعد قيام الليل

ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل

الوتر من السنن التي يغفل عنها بعض المسلمين أثناء تأدية صلاة القيام، فيقومون بعد الركعتين أو الإحدى عشر دون أدائها إلا أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يوتر بعدد ركعات متفاوتة بعد قيام الليل، وتكون إما واحدة، ثلاثًا، خمسًا أو تسعًا، أي أنها تكون أي من عدد الركعات الفردية.

ماذا كان يقرأ النبي في الوتر

قد ذكر الفقهاء أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يؤدي صلاة الوتر بعد قيام الليل ببعض من سور القرآن الكريم، والتي تتمثل فيما يلي:

  • أن يصلي المسلم الوتر ثلاث ركعات وتكون متصلة، وفيهما يقرأ سورة الأعلى، الإخلاص والكافرون، أو من الممكن أن يصلي اثنتين ومن ثم يسلم وبعدها يصلي ركعة.
  • أن يصلي المسلم خمس أو سبع ركعات ويقرأ فيها تشهد واحد اقتداءً بالنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
  • صلاة الوتر تسع ركعات ويجلس المسلم فيها للتشهد بالركعة الثامنة ومن ثم ينهي الصلاة بالتشهد في التاسعة ويُسلم.

من الممكن أن يصلي المسلم الوتر في أي وقت من الليل، وبعدها يُكمل صلاة القيام كما يشاء، على ألا يصلي الوتر مرة أخرى في نفس الليلة، فقد ذكر طلق بن علي الحنفي أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “لا يَكونُ وِترانِ في لَيلةٍ….” [صحيح الأرناؤؤط].

لا يفوتك أيضًا:  رسائل ومسجات عن قيام الليل

أفضل وقت لقيام الليل

قد ذكر فقهاء دار الإفتاء والعلماء في الفقه أن أفضل وقت لأداء صلاة القيام هو الثلث الأخير من الليل، وهو ما يبدأ من الساعة الواحدة صباحًا حتى الثالثة فجرًا، حيث إن الله تعالى يكون ناظر إلى العباد ليحقق لمن يدعو بالمغفرة مراده، ويهب النجاح لمن يريد.

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: ”إنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حتَّى إذا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، نَزَلَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ؟ هلْ مِن تائِبٍ؟ هلْ مِن سائِلٍ؟ هلْ مِن داعٍ؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ.”[صحيح مسلم].

  خلاف الفقهاء حول سنة قيام الليل

قد اختلف الفقهاء بخصوص حكم أداء صلاة القيام، منهم من قال إنه مستحب ومنهم من قال إنه واجب على المسلم تجاه ربه أن يؤدي على الأقل ركعتين، واستشهدوا بذلك بآية الله تعالى في سورة الإسراء رقم 79.

لكن مع كل ذلك الاختلاف بخصوص حكم أداء صلاة قيام الليل، إلا أن الفقهاء اتفقوا في النهاية أنها من السنن المؤكدة بالكتاب والسنة وإجماع الأئمة.

فضل قيام الليل

ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل

أداء صلاة قيام الليل ولو بركعتين من شأنه أخذ فضل عظيم من الله تعالى، كما أنه يقرّب ما بين العبد وربه بشكل كبير، وفيما يلي بعض من فضلها وفقًا لما قاله الأئمة والفقهاء طبقًا لكتاب الله تعالى وسنة رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ:

  • تنجي المسلم من عذاب يوم القيامة فهي تغفر الذنوب.
  • يساعد قيام الليل في تكفير الخطايا ويمسح الآثام.
  • يزيل تعب الدنيا من قلب المسلم وينقي قلبه تجاه الناس.
  • يرفع من درجة العبد عند ربه ويقربه منه.
  • تباعد ما بين العبد وبين المعصية.
  • تزيد من درجة إيمان المسلم.
  • يستشعر العبد مدى قرب الله تعالى منه.
  • تحقق الأدعية التي يتم ترديدها فيها.
  • الشعور بالسلام أثناء الخلوة بالنفس مع الله تعالى.

لا يفوتك أيضًا:  صيغة دعاء اللهم اعنا على صيامه وقيامه كاملة مكتوبة

دعاء صلاة القيام

لم يرد في السنة النبوية دعاء مخصص لصلاة قيام الليل، فإنها من أفضل الأوقات التي يخلو بها المسلم بنفسه مع الله تعالى، ويمكنه أن يتضرع فيها بما يحب ويرغب من الدنيا أو الآخرة دون عائق، فسبحانه وتعالى يكون سميع مجيب والثلث الأخير من الليل من الأوقات التي يمكن تحريها لقبول الدعاء.

لذا في حالة كنت ممن لا يقوى على ترديد ما يجول في خاطرك أو لا يمكنك التعبير عما يدور في دواخلك بالطريقة الصحيحة، إليك فيما يلي بعض الأدعية التي يمكن قولها في صلاة القيام:

  • ربِ إني أسألك الثبات في أمري، والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك.
  • اللهم إني أستودعك مستقبلي فأنت وحدك من تعلم الخير من الشر، فباعد بيني وبين كل ما قد يتسبب لي في الأذى، وقرب مني كل خير يا كريم وواسع العطاء.
  • ربِ وسّع رزقي ورزق أحبتي، وارزقنا الجنة مع الأبرار.
  • اللهم ارحمني وأخرجني من حولي إلى حولك ومن قوتي إلى قوتك يا كريم.
  • ربِ إني أسألك الخير كله عاجله وآجله وأن تبعد عني الشر كله عاجله وآجله.
  • ربِ إني أستودعك أهلي وصحتي وأحبتي فاحفظهم بحفظك الذي لا يرام، وأسألك أن ترزقهم السعادة والرضا.
  • اللهم إني أسألك الخير في الدنيا والآخرة وأن ترحم موتانا وموتى المسلمين.
  • ربِ إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وأن تباعد بيني وبين كل ما قد يؤذيني.
  • اللهم ارزقنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
  • ربِ إني أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، وأن تجمعني في جنات النعيم مع الأبرار الصالحين.
  • اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك، قابلين لها، وأتممها علينا.

لا يوجد آيات أو سور مأثورة من السنة النبوية يجب قراءتها في صلاة القيام، وعلى المسلم أن يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم فيها مع الخشوع والتأني.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *