ما صحة قراءة سورة يس لقضاء الحوائج

أ / عمرو عيسى

ما صحة قراءة سورة يس لقضاء الحوائج؟ وما هي الأحاديث التي وردت في السنة النبوية بخصوص ذلك الأمر؟ فسورة يس لها وقع طيب على نفس فئة كبيرة من المؤمنين، ويتداول بعض من الأمور عنها وأنها جالبة للرزق ومهدئة للنفوس وتساعد في قضاء الحوائج كذلك، وهو ما سنتناول صحته من عدم صحته فيما يلي وفقًا لرأي الفقهاء والسنة النبوية.

سورة يس لقضاء الحوائج

ما صحة قراءة سورة يس لقضاء الحوائج

قراءة القرآن الكريم من شأنها زيادة رفعة المرء عند الله تعالى، كما أنها تنقي قلب العبد وتصفيه من شوائب الدنيا والآلام التي يشعر بها نتاج المُلهيات وكثرة الذنوب أو المعاصي، ولكن انتشر منذ زمن بعيد الكثير من الأقاويل التي لا تصح بخصوص قراءة بعض من سور القرآن الكريم لقضاء الحاجة، أو بعض الآيات لكي يتم تسريع الزواج وفي ذلك اختلف الفقهاء.

إلى أن أوضح الفقهاء أنه لم يُرد عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أي من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح أن قراءة سورة يس تساهم في قضاء الحاجة ، وذلك ما يجعل من قراءتها وفقًا لتلك النية اعتقاد خاطئ.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء سورة يس مكتوب يستجاب في الحال

أحاديث عن سورة يس

يس من السور المكية التي يبلغ عدد آياتها 83 وما يمكن أن يكون السبب في ذكرها بين الناس بأنها تساهم في قضاء الحوائج وأن لها وقع طيب وقوي على النفوس المؤمنة، حيث تساهم في انشراح الصدر فور سماعها.

قد وُرد عن تلك السورة الكثير من الأحاديث المكذوبة والضعيفة التي انتشرت بين الناس بخصوص قراءة سورة يس، وهو ما لا يصح نقله عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أو الاقتداء بها.

كالمنقول عن معقل بن يسار: “- يس قلبُ القرآنِ لا يقرؤها عبدٌ يريدُ اللهَ والدارَ الآخرةَ إلا غُفِرَ لهُ ما تقدمَ من ذنبِه فاقرؤوها على موتَاكم”.

فإن الله تعالى يغفر لمن يشاء من عباده بكثير من الأعمال الصالحة والنفحات، وكل حرف في القرآن الكريم يعطي المسلم النفع والحسنات التي تذهب السيئات وليس سورة يس فقط.

حكم قراءة سورة يس على الظالم

ما صحة قراءة سورة يس لقضاء الحوائج

من ضمن الأمور التي لا تصح المنتشرة ما بين الناس هي قراءة سورة يس للدعاء على الظالم أو لكي ينتقم الله تعالى منه، حيث إن الله تعالى أنزل القرآن الكريم رحمة للعالمين وللهداية لا الأذى أو أن يقرأه أحد لكي يؤذي به غيره.

لكن في قراءة القرآن الكريم والطلب من الله تعالى المغفرة وإبعاد الأذى عن الشخص أمر مقبول، ولكن لا تعد سورة يس هي السورة الوحيدة التي يمكن قراءتها من أجل ذلك الغرض.. لا بأس في ذلك في حالة كانت نفس المؤمن تشعر بالرضا إن تمت قراءتها.

كذلك هناك بعض الأحاديث الأخرى التي لا تصح عن سورة يس ولم تُرد عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومنها:

  • “من داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدًا”.
  • “من قرأ سورة ( يس ) في ليلة أصبح مغفورا له”.
  • “إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن ( يس ) ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات”.
  • “من دخل المقابر فقرأ سورة ( يس ) ، خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات”.

لا يفوتك أيضًا:  فضل تلاوة سورة يس على المحتضر

حكم نصح أحد بقراءة يس لقضاء الحاجة

لا ينصح المسلم أخاه المسلم بأي من الأمور الغير صالحة أو الغير موجود له دليل بالسنة النبوية أو الأدلة القرآنية، ولذلك فمن الهام ألا يتم تداول نصيحة قراءة سورة يس لأجل قضاء الحاجة، حيث إن الأحاديث التي ورد بها ذلك الكلام لم يتم تصديقها ولا يجوز نسبها لأشرف الخلق.

تجارب ناجحة لسورة يس في قضاء الحاجة

لا يعني أن هناك بعض الأمثلة التي قرأت وواظبت على قراءة سورة يس أنها تساهم في قضاء الحاجة أو أن تلك الأحاديث صحيحة، حيث إن تلك التجارب الناجحة ما هي إلا اجتهادات من العلماء والفقهاء في الدين ونصحوا بها الناس لكي يتم الحصول على الأجر.

فعلى صعيد آخر من الممكن أن يقوم العبد بالتضرع لله تعالى للحصول على حاجته دون قراءة يس كل يوم، كما أن أي من سور القرآن الكريم يمكنها أن تشرح نفس المؤمن بالتدبر فيها ولكن لكل شخص آيات معينة محببة إلى قلبه وتزيل عنه ضباب مساوئ الدنيا.

على هذا فلا يمكن التسليم بأن سورة يس من السور التي يمكنها قضاء الحاجة أو نسب ذلك الكلام إلى رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ، فإنه من الاجتهادات والتجارب التي ينصح بها الناس بعضهم البعض ليس إلا.

لا يفوتك أيضًا:  علاج القرين بسورة ق وفضلها

دعاء لقضاء الحوائج

قد قال تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة الآية 186].

إن الله تعالى قريب من العباد مجيب لأي من الدعوات التي يطلبونها بنية سليمة منه سبحانه وتعالى، وهو أحق أن يلبي طلب عبده منه، ويذلل كل ما في السماوات والأرض لأجل رضا العبد المؤمن، وهذا ما يمكن اللجوء إليه بالفعل مع قراءة ما تيسر من القرآن الكريم كسورة يس بغرض قضاء الحاجة، وفيما يلي بعض من تلك الأدعية:

  • “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، يا بديع السماوات والأرض واذكر اسم حاجتك”.
  • يا رب إني أسألك باسمك الأعظم أن تلبي لي حاجتي وتجبرني يا كريم.
  • اللهم إني أتيقن أنك قريب مجيب، وتعلم ما يخفى في الصدور فقرّب ما بيني وبين حاجتي إنك تقدر ولا أقدر يا رب.
  • ربِ إني أسألك الخير كله عاجله وليس آجله، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله
  • “لا إله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين”.

التضرع إلى الله تعالى بتلك الأدعية بنية صادقة وحسن ظن فيه يجعل من حاجتك مقبولة ومستجابة بإذن الله، ومن الممكن أداء صلاة الحاجة وفقًا لتعاليم تأديتها كما نصحنا الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فهي صحيحة وتجعل الحاجة مُجابة.

لا شك أن تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم بالقلب الصادق والنقي من أعظم الأسباب التي من الممكن الأخذ بها لأجل تحقيق الأماني وقضاء الحوائج، ولكن لا يمكن تخصيص سورة عن غيرها بهذا الفضل طالما لم يُذكر في السنة النبوية ما يؤكد ذلك.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *