محتوى المقال
الأصدقاء هُم النِّصف الثّاني مِن حياة كُلّ شخص فينا ، فمِن المُمكِن أن نعتبِر أنّنا نقضي مع الأصدقاء وقت أكثر بِكثير مِن الوَقت الّذي نقضيه في المنزِل ومع الأهل ، الأصدقاء في الدِّراسة ، وفي العمل ، وفي أى مكان يتعرّض فيه الإنسان لِلتّعامُل مع النّاس فيَبدأ بِتكوين صداقات جديدة .
الصّداقة الحقيقيّة ليْست بِالقوْل أو بِالتّظاهُر بِالحُبّ ، وإنّما الصّداقة بِالمواقِف الّتي يتعرّض لها الشّخص ويَجِد مِن حوْله يُسانِده وقت الضّيق ، وقت الفرح والحزن ، فالمُشاركة في كُلّ الحالات الإجتماعية هي صورة أُخرى مِن صور الأُخوّة ، وعادة ما تكون علاّقتنا بِالصّديق أقرب وأقوَى مِن علاّقتِنا بِالأُخوّات .
الصّداقة هي حبل قوّي يعتمِد على معدِن كُلّ شخص ، فالصّداقة الحقيقيّة تتطلّب معدِن نقيّ ونضيف ، حيْث انها ضرورة مِن ضروريات الحياة ولا يوجد شخص يعيش بِدون أصدقاء ، كما اِنه تبادُل محبّة وثقة وإخلاص ومواقِف تُؤكِّد كُلّ هذِه المشاعِر إنّ كانت حقيقيّة أم مُزيّفة .
الصداقة عامل من العوامل المهمة التي تساعد في تحسين نفسية الفرد، فكل منا يحتاج إلى من يحكي له أسراره ويخفف عنه ألآمه أو يحكي له أفكاره ومخططاته المستقبلية دون القلق من إنه يحقد عليه أو يكره الخير له أو يتمنى له الأذى أو الشر والفشل، بل يساعده في تحقيق طموحه والوصول إلى ما يهدف ويطمح إليه.
في الإسلام شروط لأختيار الصديق فكلما كان صالح وتقي وكلما كان محباً ومخلصاً لصديقه كان أعظم منزلة عند الله عز وجل، فالصديق هو من يشاركك الوحشة والمشاعر وتستعين به في الشدائد، كما قال بعض العلماء أن اختيار الصديق واكتسابه كنز لابد أن يحافظ الإنسان عليه، لأنها ايضاً نعمة صعب أن يجدها أي إنسان.
صداقات العمل والدراسة
كما أن الصداقات التي يكونها الإنسان في المراحل التعليمية تجعله يكتسب الكثير من الخبرات، بحيث يقابل أصدقاء الدراسة سواء في المدرسة أو في الجامعة يقابل منهم الصالح والطالح، منهم من يعينه في دراسته وفي حياته العلمية والعملية ويعينه على طاعة الله ورسوله، ومنهم الفاسق الخبيث ذو النية السيئة، والذي لا يتمنى الخير لأصدقائه و زملائه.
اختيار الصديق لابد أن يكون تحت مقاييس معينة وفي البداية لابد من الحرص الشديد وعدم التدلي بالأسرار الشخصية وإعطاء الثقة لأي شخص لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مشاكل، قد يكون شخص غير أهل للثقة ويستغل كل ذلك ضدك، لذلك لابد من التأني قبل اختيار الصديق لأن الشعور بالندم قاسي جداً.
تعليقات (0)