في أي سورة ذكر شهر رمضان

أ / عمرو عيسى

في أي سورة ذكر شهر رمضان؟ وكم مرة وُرد ذكر شهر رمضان في القرآن الكريم؟ فهذا الشهر الفضيل من أعظم الشهور التي كرمها الله بذكرها في القرآن الكريم لما به من عبادات وأجر عظيم، وما يحرص عليه المُسلم من التقرب إلى الله به، ومن خلال ما يلي سوف نوضح أهم المعلومات عن هذا الشهر الكريم.

ما هي السورة التي ذُكر بها شهر رمضان

في أي سورة ذكر شهر رمضان

شهر رمضان من أفضل الشهور التي تمر على المُسلم طوال السنة، وكرمه الله بذكره في كتابه العزيز لما يكمن به من عبادات مُستحبة تُقرب المُسلم من ربه، حيث إنه الشهر الذي أنزل الله سبحانه وتعالى به القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم.

تم ذكره تحديدًا في الآية 185 من سورة البقرة، وكان في قوله تعالى:

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.

أكد الله سبحانه وتعالى على أهمية هذا الشهر العظيم، ومدى عظمة العبادات التي يقوم بها المُسلم للتقرب من الله ـ عزَّ وجلَّ ـ به يتزود الإنسان في الطاعات راغبًا في المزيد من الرحمة والمغفرة التي يكرمه بها الله، ويجعله على مشارف الجنة من خلالها.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء الصائم قبل الإفطار مستجاب في رمضان مكتوب

كم مرة ذُكر شهر رمضان في القرآن

معرفة عدد المرات التي ذُكر بها الشهر الفضيل في القرآن لا يقل أهمية عن معرفة السورة التي ذُكر بها رمضان في القرآن، والجدير بالذكر إنه لم يرد ذكره سوى مرة واحدة في القرآن بسورة البقرة، أما عن الصيام فقد ورد ذكره في العديد من الآيات.

أما تلك المرة فقد كانت كافية بالحد الذي ساعد كافة المُسلمين على معرفة أهمية هذا الشهر، بل وقد جعلتهم على حد كافي من العلم بكافة الطاعات التي يجب أدائها به، والتي منها الصيام، وفي غيرها من الآيات وُردت أهمية الصيام وما يحصل عليه المُسلم من وراء تلك العبادة العظيمة.

ذُكر في الآية الوارد بها شهر رمضان أهمية هذا الشهر والواضحة في أنه من أخير الشهور وبه الليالي المُباركة، والدليل على ذلك وجود ليلة القدر به والتي هي خيرٌ من ألف شهر، وفيما يلي سوف نستكمل توضيح أهميته بعرض الآيات المذكور بها الصيام وأهميته.

لكن قبل توضيح ذلك لا يوجد إجابة عن سبب ذكر رمضان في القرآن مرة واحدة على الرغم من عظمة ذلك الشهر، فلم يتوصل الفقهاء حتى الآن إلى السبب وراء ذكره.

ذِكر كلمة الصيام في القرآن الكريم

وُرد ذكر كلمة الصيام في القرآن الكريم الكثير من المرات على عكس ذِكر شهر رمضان في القرآن بسورة واحدة، ومن خلال ما يلي سوف نوضح لكم الآيات الوارد بها ذكره:

قال تعالى:

(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [سورة البقرة، الآية 187] صدق الله العظيم.

في تلك الآية أوضح الله سبحانه وتعالى ما يجب على المُسلم مع زوجته في هذا الشهر المُبارك، وأوضح كيفية إقامة العلاقة على أسس من المودة والرحمة والتي يجب أن تُقام وفقًا لها كافة العلاقات الزوجية.

كما أوضح للمُسلمين الصائمين لهذا الشهر المُبارك متى يجب عليهم تناول الطعام، ومتى يتوجب عليهم التوقف عن ذلك، وما يجب على المُسلم فعله في حال الاعتكاف في المسجد بشأن علاقته مع زوجته.

كما ورد غيرها من الآيات الأخرى التي ذُكر بها كلمة الصيام، وفيما يلي سوف نوضحها:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة، الآية 183].

قال تعالى: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً) [سورة مريم، الآية 26].

قال تعالى: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة المجادلة، الآية 4].

في كافة الآيات المذكورة يتم توضيح الأسس التي يُبنى عليها الصيام، وما يجب على المُسلم فعله في بعض الحالات الاستثنائية التي لا يستطيع بها الصيام.

أحاديث شريفة عن شهر رمضان

على الرغم من عدم ذكر شهر رمضان في القرآن سوى مرة واحدة فقط، إلا أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تم بها ذكر كلمة رمضان والحديث عن هذا الشهر الفضيل، ومن خلال ما يلي سوف نوضح تلك الأحاديث:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”وفي ذلك الحديث أوضح النبي فضل صوم شهر رمضان، وما يجنيه المُسلم من عِظم ثواب ومغفرة للذنوب نتيجة صومه.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ”وهو من أشهر الأحاديث النبوية والتي توضح موسم الخير والمغفرة للمُسلمين، والأيام التي يُلجم بها الشياطين لكي يكون شهر للعبادة وكسب الحسنات لا غير ذلك.
  • عن أبو هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ”، وبه يتضح فضل شهر رمضان، وليلة القدر التي لا تقل عنه أهمية، والتي تأتي في العشر الأواخر من الشهر.
  • عن أبو أيوب الأنصاري، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صامَ رَمَضانَ ثمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”وهنا يتضح ما يُمكن للمُسلم فعله في حال كان يُريد أخذ ثواب صيام الدهر كله.

فضل صيام شهر رمضان

ذكرنا الكثير والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي أوضح لنا من خلالها النبي صلى الله عليه وسلم عِظم القدر والثواب الذي يحصل عليه المُسلم من صيام هذا الشهر العظيم، بجانب ذِكر الآية القرآنية التي ذُكر بها شهر رمضان، والتي توضح أيضًا أهميته، ومن خلال ما يلي سوف نوضح كافة تلك الفضائل التي يجنيها المُسلم من هذا الشهر الجليل:

  • يُضاعف به العمل الصالح للمُسلم، وبه يزداد ثواب عمله، ومن خلالها تتضاعف حسناته.
  • يكفر الله بهذا الشهر الأعمال السيئة التي ارتكبها المُسلم طوال حياته، ويبدلها بالحسنات.
  • يقي الله المُسلم من خلاله نار جُهنم.
  • تزداد درجة الإيمان والتقوى لدى الإنسان.
  • من يستقبل هذا الشهر بما يتناسب معه من الإيمان والتقوى يكون على قدر كبير من التقرب من الله سبحانه وتعالى.
  • تُفتح في هذا الشهر أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار.
  • فرصة الإنسان للتعرف على حقيقة نفسه، وما إذا كانت الأفعال السيئة نابعة من نفسه أم من وسوسة الشيطان، فبه تُلجم الشياطين.
  • يساعد الإنسان على التخلي عن صفاته السيئة، وما يعانيه من تسرع، به يتخلى المُسلم بالصبر وحُسن الخُلق.

لا يفوتك أيضًا:  فضل وخصائص شهر رمضان أحاديث

معلومات عن شهر رمضان

في أي سورة ذكر شهر رمضان

طرح الإسلام لنا بعض المعلومات عن هذا الشهر الكريم وفقًا لما جاء بذكر كلمة رمضان في إحدى سور القرآن الكريم، والحديث عنه في أحاديث نبينا مُحمد، ومن خلال ما يلي سوف ننقل لكم تلك المعلومات:

سبب المكانة العظيمة لشهر رمضان نزول القرآن الكريم به على الرسول.
معنى كلمة رمضان سُمي بذلك لأن وضعه وافق الرمض، وهو وضع حدة الشمس على الرمل.
مكانة ليلة القدر في شهر رمضان هي إحدى الليالي التي ذُكرت كونها خير من ألف شهر.

شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل به الله الكتب السماوية تعظيمًا له ولمكانته، وحثنا ديننا الإسلامي على اغتنام فرصة هذا الشهر واستغلال ساعاته في العبادات والصلاة والتقرب من الله.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *