خطبة عن ليلة القدر قصيرة مكتوبة وزكاة الفطر

أ / عمرو عيسى

خطبة عن ليلة القدر قصيرة مكتوبة وزكاة الفطر من أعظم الخطب التي يمكن أن يستمع لها المسلمون في تلك الليالي المُباركة، والتي ننتظرها جميعًا في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، ونظرًا لما يوجد بها من وعظ للمسلمين وأهميتها سوف نعرضها لكم فيما يلي، آملين من الله أخذ الفائدة والوعظ منها، ومعرفة فضل تلك الليلة العظيمة واهمية زكاة الفطر.

خطبة عن ليلة القدر مختصرة

خطبة عن ليلة القدر وزكاة الفطر

قول الخُطب في العشر الأواخر من رمضان جميعها تُبرز فضل ليلة القدر، وعظمتها ورفعة شأنها عند الله وأهمية أن يؤدي بها الإنسان الأعمال الصالحة ويدعو بها لنيل فضلها، لذا وفي السطور التالية سوف نعرض لكم إحدى الخُطب التي تُسرد في هذه الأيام.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا مُحمد أشرف الخلق أجمعين، أما بعد:

في الصحيحين: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الَله صلى الله عليه وسلم قال: “ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ”ويقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [سورة القدر].

يا إخوة الإسلام، ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم دليل على تمجيدها وعِظم شأنها عند الله سبحانه وتعالى، فهي من أفضل الليالي المُنزل بها القرآن الكريم الذي أهدانا به الله سبحانه وتعالى عن الضلال وأرشدنا نحو الصراط المستقيم.

تلك الليلة المُباركة المغفور بها ما يتقدم خطبة عن ليلة القدر وزكاة الفطرللمُسلم من ذنوب وما تأخر، في قيامها إيمانًا واحتسابًا بالصلاة والدعاء والذِكر وقراءة القرآن الكريم، وبها يتم أداء كافة وجوه الخير والإحسان لله سبحانه وتعالى.

تُرفع بها الأعمال الصالحة، فالعمل الصالح بها خيرٌ من كافة الأعمال التي تؤديها طوال الشهور السابقة، وهذا من فضل الله على عباده، بأعمالنا تُعتق رقابنا من النار، لذا على المُسلمين تعظيمها بإحياء العبادة منا أمر الله بها.

بحلول العشر الأواخر من رمضان يتأهب المسلمون لاستقبال ليلة القدر، للنيل من بركتها وفضلها، ويتسابقون على الحصول على مغفرة الله بها، ففي جميع الأمور الحياتية يصطفي الله الأعظم والأفضل دائمًا ليضع به الفضل والبركة، من الملائكة كان اصطفاء الرُسل، ومن الأرض اصطفى المساجد، أما عن الشهور فقد اصطفى شهر رمضان بليلة القدر، والأيام كان الاصطفاء ليوم الجُمعة المُباركة.

والأمة التي اختصها بالفوز بفضل تلك الليلة كانت أُمة مُحمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي خير الليالي في العام على الإطلاق، والعبادة في تلك الليلة تختلف عن كافة العبادات التي يقوم بها المُسلم طوال أيام السنة.

ففضائلها كثيرة وعظيمة، وفي صلاة قيام الليل بها مغفرة للذنوب كافة:

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ من قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه ”ومن حرمها فقد حُرم.

عن أنس بن مالك قال: دخل رمضان، فقال رسول الله: “ إنَّ هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرمها، فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا مَحروم”.

لا يفوتك أيضًا:  خطبة فضل العشر الأواخر من رمضان وَمَا يشرع فيها

فضل طلب ليلة القدر والتماسها

في خطبتنا عن ليلة القدر يتضح لنا فضلها العظيم الكامن في التماسها وطلبها والذي يكون دليل على إيمان المُسلم، ففيها دليل على تحرك نفس المؤمن بالله إلى عبادته والرغبة في أدائها على الوجه الأمثل لها.

بطبيعة الحال العبادة تتطلب من المؤمن المصابرة والعزيمة القوية التي تُصر على أدائها كما أمر بها الله، فعلى كل مُسلم أن يُكابد نفسه من أجل نيل الرضا الإلهي، هذا الرضا هو ما يتسبب له في الشعور بالراحة والعيش حياة هانئة ومستقرة خالية من الذنوب.

المصابرة لنيل هذا الرضا تحتاج يا إخواني إلى ترك اللهو والتكاسل جانبًا، فقال تعالى في كتابه العزيز:

(قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سورة الجمعة، الآية 11].

هذه هي فرصتك لاغتنام أكبر كم من الحسنات والثواب التي تأخذ بك إلى طريق الجنات، هذه الليلة وقدوم العشر الأواخر من رمضان موسم من مواسم فضل الله على المسلمين، وإذا كنت يا أخي المُسلم ممن يريدون اتباع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الأيام الجليلة فلك ما كان يفعله.

امتثالنا برسولنا الكريم من أفضل الأعمال التي يُمكن أن يقوم بها المُسلم كنوع من التقرب وعبادة الله بالطريقة الصحيحة، وفي تلك الأيام كان يعتكف النبي، راجيًا في هذا الاعتكاف صواب ليلة القدر، فهي ليلة شريفة وعظيمة.

لم يكتفِ النبي بالاعتكاف، وكان له طرق الإحياء الخاصة به والتي كان قدوةً لنا بها، فكان صلى الله عليه وسلم:

أولًا: يعتكف في المسجد ليُدركها.

ثانيًا: كان يقضي العشر الأواخر كاملةً في عبادة وكان ينقطع عن كافة الأمور التي تُشغله عن تلك العبادة على الوجه الأمثل منها.

ثالثًا: يحث أهل بيته على اغتنام فرصتها، كما جاء في الصحيحين:

عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – “إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”.

أما عن مظاهر العادة التي كان يقوم بها النبي في تلك الليلة فكانت بقراءة القرآن، والدعاء، والصدقة وأداء ما غير ذلك من أعمال يتقرب بها إلى الله، وكان له دُعاءً يدعوه في تلك الليلة المُباركة، توارثناه نحن أمته عنه، فكان يقول:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي “.

لا يفوتك أيضًا:  جدول للعشر الأواخر من رمضان

خطبة كيفية التماس ليلة القدر

استكمل معكم يا إخواني خطبة ليلة القدر بإيضاح العلامات التي تؤكد لنا المسلمين إذا كانت هي ليلة القدر أم لا، فجميعنا يسأل ويرغب في معرفتها ونتمنى لو أن الله كان يكتب لنا في كتابه العزيز تاريخًا لها لنؤدي بها العبادة على أكمل وجه.

لكن لا يتوافر هذا التاريخ، فقد قصد الله وضعنا في تلك المكانة العظيمة من التعبد والتقرب له 10 أيام متواصلة، يكاد بها من منَا ضعيف الإيمان يقوى قلبه ويُعمَر به، ومن منِّا يُعاني من غلبة النفس الفاحشة عليه السيطرة على بغضاء نفسه والتخلي بقوة الإيمان.

لكن هناك بعض العلامات التي قد ذُكرت في الأحاديث، وهي:

العلامة الأولى منها ثبُت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لاَ شُعَاعَ لَهَا”.

 

أما عن العلامة الثانية منها تكون كما جاءت فيما ورد عن ابن عباس عند ابن خزيمة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“ليلة القدر ليلةٌ طَلْقة، لا حارَّة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراءَ ضعيفة”.

 

في العلامة الثالثة ورد عن الطبراني بقول وائلة بن الأسقع ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“ليلة القدر ليلة بَلْجة – مضيئة – لا حارَّة ولا باردة، لا يُرمَى فيها بِنَجم”.

تمتاز تلك الليلة بالسكينة وراحة القلب، وما يشعر به الإنسان من نشاط تجاه أداء الطاعات يكون دليل على كونها ليلة القدر، بها يتلذذ المرء بالعبادة عن غيرها من مُختلف الليالي الأخرى، فبها تنزل الملائكة بالسكينة على المُسلمين، فاغتنموا تلك الليلة وأدوا بها العبادات كما أمرنا الله وامتثالًا برسولنا الكريم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

لا يفوتك أيضًا:  فضل وخصائص شهر رمضان أحاديث

خطبة عن زكاة الفطر

خطبة عن ليلة القدر وزكاة الفطر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشرف النبيين والمرسلين، أما بعد، يا عباد الله.

شرع لنا نبينا في نهاية الشهر المُبارك صدقة الفطر، فما أعظمها صدقة، فرضها علينا الله سبحانه وتعالى، فهي من الصدقات الواجبة على كل مسلم ومسلمة، صغيرًا كان أو كبير.

ففي الصحيحين عن ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – “زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ،أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ،وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ،وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ”.

وفي سنن أبي داود “عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ”.

فُرضت تلك الصدقة على من يجد ما يزيد عن قوت يومه وليلة العيد، وإذا لم يجد ما يزيد عن قوت يومه فعليه إدراك إن الله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، فتأديتها واجبة على النفس، وعلى من يُنفق عليه من أولاد وزوجة وخدم.

يا إخوة الإسلام أتحدث معكم اليوم في خطبة الجمعة عن فضل زكاة الفطر وأهميتها والغاية منها لمعرفة عظمة ديننا الإسلامي، وإلى أي مدى يُدبر الله لإحداث التوافق المادي بين عباده في هذه الأيام العظيمة، لكي تعم على الجميع بالفرحة والبهجة والسرور.

فبها حِكمة، وهي أولًا تكون كامنة في شُكر الله على إتمام العبادات من صيام وقيام طوال الشهر العظيم، وثانيًا بها يتطهر المُسلم عن كل ما قد يكون صدر عنه من ذنوب أيام الصيام، سواءً كانت في لغو أو رفث.

بها يغتني المسكين عن السؤال في يوم العيد، وفي هذا يستطيع أن يشعر بفرحة وبهجة العيد دون حمل الهم، فيقول ابن عباس رضي الله عنهما:

“فرض رسول الله زكاةَ الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.

تلك الزكاة واجبة في وقت مُحدد يتم إخراجها به، وتكون بغروب شمس آخر أيام شهر رمضان، أما عن السُنة فكان يتم إخراجها يوم عيد الفطر وذلك قبل صلاة العيد، ويمكن لكم أيها المسلمين إخراجها قبل العيد بيومين وهذا ما كان بالفعل يقوم به ابن عُمر ومن غيره من الصحابة.

التهاون بتلك الزكاة غير جائز، فهي من الفرائض التي يجب على المُسلم القيام بها، لذا لا يُمكن لأيًا منَّا الاستخفاف بها، ويجب إعطائها لمن يستحقها من الفقراء، ويُمكن منحها لمن عليهم ديون لا يستطيعون تسديدها، ويتم احتسابهم ضمن المساكين والمحتاجين فيتم إعطائهم منها بقدر ما يحتاجون.

اللهم إنِّي أسألك العافية في الدُّنيا والآخرة، اللهم إنِّي أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أنْ أغتال من تحتي”

أسأل الله لي ولكم تقبل صالح الأعمال، وأن يعتقنا جميعًا من النار.

في نهاية مقال خطبة عن ليلة القدر سماع الخُطب في العشر الأواخر من شهر رمضان يساعدنا على معرفة كيفية أداء العبادات بالشكل الموثوق والصحيح منها دون الوقوع في ارتكاب الأخطاء في تلك الليالي المُباركة، لذا قدمنا لكم خطبة عن زكاة الفطر وليلة القدر.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *