افضل 3 خطب عن فضل العشر الأواخر من رمضان

أ / عمرو عيسى

خطب عن فضل العشر الأواخر من رمضان تساعد في حثّ المؤمن على الاجتهاد فيها وفهم مدى عظيم نفحاتها وبركاتها، فإن إدراكها خير وتركها حسرة وخسارة، وفيما يلي نتناول خطب عن فضلها وكيفية الاجتهاد بالأعمال الصالحة فيها.

خطبة الجمعة عن فضل العشر الأواخر

خطبة عن فضل العشر الأواخر من رمضان

تبدأ العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم بدايةً من مغرب اليوم 20 رمضان لعام 2023 وهي من أفضل أيام الله تعالى التي يحتاج فيها العباد إلى التقرب لنيل نفحاتها العظيمة، وكون الغد هو الجمعة فمن المستحب أن تكون عن فضل تلك العشر الأواخر من الشهر الكريم ، وإليك فيما يلي خطبة عن ذلك:

الحمد لله ذي الفضل والإنعام والذي أوجب الصيام على أمة الإسلام وجعله ركنًا من أركان ديننا العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام ، وخير من أطاع أمر ربه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.

أما بعد.. أيها الناس تأملوا في سرعة انقضاء أيامكم مؤذنة بانتهاء العشر الأول من الشهر الكريم وعشرة الثاني ونحن الآن في أفضل أيام الشهر الكريم، فاغتنموا تلك الأيام بالأعمال الصالحة وأسأل الله تعالى أن نختم ذلك الشهر المبارك بالخير فإنه شاهد لنا وعلينا.

أيها الأخوة اعلموا أن الصيام يجعل أجسادكم تصحّ، وأن تقوى الله تعالى تجعلها قادرة على النار، وأن خير من نتبع بالهدى هو محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.. عباد الله كان سيدنا وأشرف الخلق يجتهد في العشر الأواخر من الشهر الكريم ما لا يجتهد في أيام غيرها مثلها.

فكان يعتكف ويتحرى ليلة القدر التي هي أفضل من ألف شهر، فعن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَشَدَّ مِئْزَرَهُ وجَدَّ” [رواه مسلم]، وذلك ما يدل على الاستعداد والاجتهاد فيها زيادة بغير المعتاد.

فينبغي على المسلم الحق المتبع لسنة أشرف الخلق الجد والاجتهاد في تلك الأيام المباركة بدايةً من تلك اللحظة وألا يضيّع ذلك الأجر العظيم والفضل لتلك الليالي العشر باللهو أو العبث أو حتى التسوق، فلنحمد الله تعالى أننا أدركناها ولا نضيعها حتى يرزقنا الله تعالى إدراكها مرة أخرى.

أيها المسلمين اختطفوا من تلك الليالي المباركة ساعات تضرع لله تعالى ليحقق ما تريدون، تعبّدوا فإن التقوى تُحرّم الأجساد عن النار، واعلموا أن في تلك الأيام العشر الكريمة فضل ليلة القدر والتي خصّها الله تعالى بالعديد من الخصائص منها:

  • قد أنزل الله تعالى فيها القرآن الكريم جُملة واحدة إلى بيت العزة من السماء، ثم أنزله مفصلًا حسب الوقائع في 23 سنة على رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
  • وصفها في كتابه الكريم بأنها ليلة مباركة في سورة الدخان بالآية 3 قال عز وجل : ( إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) .
  • يكثر فيك تلك الليلة الكريمة الملائكة لكثرة بركتها لقول الله تعالى: (تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) [سورة القدر الآية 4].
  • ليلة سالمة لا يتمكن الشيطان فيها أن يؤذي وتكثر فيها السلامة من العذاب والعقاب لما يتعبد به المسلمون لله تعالى بأعمال صالحة.
  • يغفر فيها الله تعالى لمن يقيمها إيمانًا واحتسابًا لما تقدم من ذنبه.
  • اعلم أيها المسلم أن من عظمة تلك الليلة الكريمة قد أنزل الله تعالى فيها سورة تتلى ليوم القيامة وهي سورة القدر.

حسن العبادة في تلك الأيام المباركة أيها الأخوة الكرام خير من الدنيا وما فيها، ومن يدركها فكأنه أدرك الجنة بإذن الله، وفي وجود مثل ليلة القدر العظيمة النفحات في تلك العشر الأواخر لهو حثّ للمسلمين على ابتغاء وجه الله تعالى وزيادة العبادات الصالحة.

عباد الله.. على المؤمن أن يجتهد في أيام وليالي تلك العشر بالدعاء والتضرع لله تعالى، وإتيان ما يقوى عليه من الأعمال الصالحة نسأل الله تعالى أن يعفوا عنّا ويتقبل منّا صالح الأعمال، أقول قولي ذلك وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

لا يفوتك أيضًا:  30+ دعاء من ادعية العشر الاواخر من رمضان مكتوبة 

خطبة عن ليلة القدر

خطبة عن فضل العشر الأواخر من رمضان

الحمد لله رب العالمين على نعمة الإيمان والإسلام، وله الحمد أن جعلنا من أمة الإسلام ومحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله..

إخوة الإسلام من فضل العشر الأواخر من رمضان أننا نستعد فيها لتحرّي أفضل ليالي الشهر الكريم.. ليلة القدر لننال من بركتها وفضلها ونسعد فيها بمغفرة من الله تعالى فقد اصطفى سبحانه وتعالى من الكلام ذكره، ومن الملائكة رسلًا، واصطفى من الناس رسلًا، ومن الأرض مساجدًا.

كما اصطفى من الشهور شهرنا الكريم الذي لا بد للمسلم أن ينتبه لسرعة أيامه، ومن الأيام يوم الجمعة، لتكون اصطفايته سبحانه وتعالى من الشهر الكريم هي ليلة القدر.

قد منّ علينا الله تعالى وعلى أمة محمد أجمعين بأن اختص تلك الليلة الكريمة والتي هي خير الليالي الكريمة وأنزل فيها القرآن، وأن جعل العبادة فيها بمثل التعبد ألف شهر، كقوله الحق في آيات سورة القدر:

( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر). [الآيات 1-5].

  أيها المسلمون فضائل تلك الليلة كثيرة وعظيمة من أهمل فضلها فهو محروم حقًا، ومن وفقّه الله تعالى للقيام والذكر فيها هو الفائز في الآخرة بإذن الله بأجر عظيم.

فمن فضائل تلك الليلة أن قيامها سبب لغفران جميع ما تقدم وتأخر من الذنوب وفقًا لما جاء عن رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ على لسان أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ:

“من قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه” [صحيح الجامع].

إن أتعبتك كثرة الذنوب وجعلت قلبك يثقل من الدنيا فإن الله تعالى يقبل توبة التائب في تلك الليلة المباركة بأدلة نبوية، ففيها تفتح أبواب السماء بدايةً من غروب الشمس لمطلعها.

قد اختلف العلماء والفقهاء في موعد تلك الليلة المباركة اختلافَا كبيرًا، وجاءت الحكمة من عدم توضيح ميعاد تلك الليلة أن يستزيد المسلم من العبادات الصالحة ويتقرب إلى الله بالنوافل والفرائض، كما أخفى سبحانه وتعالى ساعة الإجابة بيوم الجمعة ليدعي المسلم في جميعها.

لكن الراجح في ليلة القدر أنها بالعشر الأواخر من الشهر الكريم، وفقًا لما نُقل على لسان عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ:

“كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” [صحيح مسلم].

إذًا أيها التائب والراغب في الطرق على باب الهداية ورضا الله تعالى فما يمنعك، ويا من ترغب في الغفران وسعة الرزق تلك فرصتك.. احرصوا عباد الله على التحري لعلامات ليلة القدر والتي أوضحها لنا رسولنا الكريم بجانب الاجتهاد في الأيام العشر كلها والتماسها وطلبها من الله تعالى.

أيها المسلمون من علامات تلك الليلة المباركة أن شمسها تكون بلا شعاع فتكون لطيفة غير حارة على العباد، وثاني العلامات أن الطقس بها يكون معتدلًا لا بارد أو حار، أما عن سمائها فإن نظرت لها تجدها صافية كأنها قمرًا.

تلك هي العلامات لليلة القدر المباركة التي ذُكرت ونُقلت عن نبينا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وما دون ذلك من علامات لا أصل لها، وأقول قولي وأستغفر الله لي ولكم .. وهنيئًا لمن اهتدى بهدى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ واجتهد في التماس أجر طاعة الله تعالى، وفقنا الله وأعاننا على شكره وذكره وحسن عبادته.

لا يفوتك أيضًا:  فضل الدعاء في العشر الاواخر من رمضان وأفضل الدعاء فيها

خطبة عن الاجتهاد في العشر الأواخر

خطبة عن فضل العشر الأواخر من رمضان

إن توجيه المسلمين في تلك الأيام الكريمة عن فضل الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان المبارك لمن أحسن الأعمال لدى الله تعالى، فمن أحياها كأنما أحيا الناس جميعًا، وفيما يلي خطبة عن الاجتهاد بتلك الأيام الكريمة تحثّ المؤمن على التماس فضل تلك الليالي:

“الحمدُ لله الذي مَنَّ علينا بإدراك شهرِ رمضان، ووفَّق مَنْ شاء فيه لنيلِ المغفرة والرضوان. وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه الحسان، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله. كانَ كلُّ دهرِهِ رمضانَ، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد أيها المسلمون هذا شهر رمضان الكريم يأذن بالرحيل.. عباد الله قد كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام صالح الأعمال وأن يتم إتقانه ومن ثم يهتمون بقبوله ويخافون ردّه.. الكثير منّا يحاول أن يجتهد في بداية شهر رمضان الكريم ويفعل ما يقوى عليه من الأعمال الصالحة.

لكن في نهاية الشهر الكريم يحدث الفتور بأفضل أيام المغفرة والطاعة، ومن فوّت نفحات تلك الأيام الكريمة فإنه محروم من خير كثير بالدنيا والآخرة، أما البعض الآخر قد يقضي ليله في السهر والاحتفالات أو اللغو والاجتماعات.

أيها المسلمون ذلك شهر رمضان الكريم أفضل أشهر السنة وأكثر أجرًا يأذن لنا بالرحيل، وها نحن قد دخلنا في العشر الأواخر منه وهي من أفضل أيام السنة بأكملها، فبها يعظّم الله تعالى من أجر المؤمن، وتزداد قيمة ورفعة الأعمال الصالحة.

تلك الليالي التي من فضلها عتق الرقاب من النار لمن يستحق وتاب من الذنوب واجتهد في تلك الأيام بالنية الصادقة والصالحة، لذا اجتهدوا عباد الله في تلك الأيام لإدراك ليلة خير من ألف شهر فيها.

ليلة القدر التي كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعتكف في المسجد بالعشر الأواخر طلبًا لأجرها من الله تعالى.. النبي الكريم يطلبها ويجتهد التماسًا لفضلها فما حالك أيها العبد المسكين الطالب لعفو الله ورضاه في الدنيا وسعة رزقه ورحمته.

اعلموا أن تلك الليلة تبدأ من غروب الشمس وتنتهي بطلوع الفجر، ومن قامها إيمانًا واحتسابًا لله تعالى يُكتب له أجرها العظيم حتى وإن لم يكن يعلم إنها هي، فقد أُخفي ميعادها لكي يجتهد المؤمن في العشر الأواخر جميعها.

ما أعظمها خسارة أن تمر تلك الأيام العشر وفضلها دون إدراك نفحاتها وبركتها.. أن تمر تلك الأيام على المسلم منّا ولا شأن لها في قلبه أو مكانة عنده فيُحرم من فضلها وبركتها، ما أشد خسارة المذنب إن لم يدرك رحمة الله ومغفرته في تلك الليلة ببعض الأعمال الصالحة.

عباد الله إن لم تتحرك القلوب إقبالًا على طريق الله تعالى بمثل تلك الأوقات المباركة والموسم العظيم من الخير والغفران.. فمتى عساها أن تتحرك! وإن لم نتُب إلى الله تعالى في تلك الأيام التي تكون فيها السماء مفتوحة فمتى تكون إنابتنا!

أيها المسلمون إن ما ينبغي الاهتمام به في تلك الأيام المباركة هو الإكثار من الدعاء والتضرع لله تعالى بمغفرة الذنوب، وأن يطلب المسلم من الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة والدين، وإقامة صلاة الليل والتهجد تقربًا من الله تعالى فوالله لفيها أجر عظيم لمن يترك شهواته، نومه وغفلته ويقاوم كسله لأجل وجه كريم.

اعلموا أن تلك الأيام فرصة تمر بكم لأجل إيقاظ القلوب من غفلتها، وتنقية ما يشوب القلب من تراكم للذنوب وصعوبة يواجهها في الحياة، واقتدوا بما كان يفعل نبينا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وما تركه لنا من وصية على لسان ابن تيمية أنه:

”إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له” [صحيح مجموع الفتاوى].

أيها المؤمنون اجتهدوا في تلك العشر المباركة بشهرنا الكريم بكل ليلة واحرصوا على التماس نفحاتها بأداء الأعمال الصالحة في كل يوم، واعلموا أن كلما يضاعف المؤمن عمله كلما كان ثوابه أعظم عند الله تعالى، وتحرّي ليلة القدر في تلك الأيام يجعلك تحصل على أجر يزيد عن التعبد لـ 83 سنة.

فأكثروا عباد الله من الاستغفار في تلك الأيام، ولتختموا بالأعمال الصالحة والنية الصادقة شهركم وتعوّضوا بها تقصيركم في الأيام السابقة، فالاستغفار ختام صالح الأعمال جميعها، فاتقوا الله واعتصموا بكتاب ربكم وسنة نبيه الكريم.

خير ختام الحديث الدعاء لسائر أمة الإسلام: اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ اشْرَحْ صُدُورَنَا لِطَاعَتِكَ وَأَعِنَّا عَلَى أَنْفُسِنَا الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ.

  اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى إِتْمَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى الوَجْهِ الذِيْ يُرْضِيكَ عَنَّا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً يَا رَب العالمين.”

في ختام خطب عن فضل العشر الأواخر فضل العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم عظيم، وعلى المسلم تحرّي كل ليلة فيها التماسًا وتضرعَا لله تعالى للحصول على ذلك الثواب الكريم، ليمحو الله تعالى كل ذنب ويوسع الرزق ويرضى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *