مقدار كفارة الصيام بالمال في شهر رمضان

كفارة الصيام يدفعه عادةً الأشخاص الذين لم يقدروا على الصيام في رمضان، حيث اتفق أهل العلم على أنه من المستحب قضاء ما فاته المسلم من أيام صيام في رمضان، وهذا لأن يجب قضاء الواجب، كما تعددت الآراء حول كيفية القدرة على قضاء هذا الواجب، وكان كل رأي مستندًا على مجموعة من الأدلة الخاصة به.

مقدار كفارة الصيام بالمال في شهر

الصيام هو أحد العبادات التي فُرضت على المسلمين ولا يمكن التهاون بها، ولكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يقدم الأشخاص على الإفطار بها بسبب كون الشخص مريض ولا يتمكن من صيام شهر رمضان أو كان على سفر، وأكد الفقهاء أن الشخص يجب عليه أن يصوم الأيام التي أفطر بها في وقت لاحق.

ولكن هناك أيضًا بعض الأشخاص الذين لا يقدرون على الصيام مجددًا بعد انتهاء شهر رمضان، ولهذا السبب نزل الله كفارة الصيام، والتي كانت تدفع عن كل يوم لم يتم صومه في رمضان، وهذا الأمر يعتمد على حجم محدد وهو الصاع، والذي كان يعتبر مقياس تقليدي للحجم، وحدد الرسول الفدية بمقدار نصف حفنة من المواد الغذائية المعروفة التي يأكلها الأشخاص.

ولكن اليوم أصبح هذا الأمر لا يفيد كالسابق، فأكد الفقهاء المعروفين ومنهم أبو حنيفة وغيره أنه يمكن دفع الكفارة بالمال، وهذا بسبب وجود العديد من الأسباب الأخرى مثل الحاجة إلى المال أكثر من المنتجات الغذائية، وتكون الفدية بكل يوم عن عدم الصيام هي من 60 قرش: دينار والتي تعادل 10 جنيه يوميًا.

لا يفوتك أيضًا:  هل الأغاني تبطل الصيام؟

الحالات التي يمكن للشخص عدم الصيام بها بعذر شرعي

هناك فئات من الأشخاص الذين يمكنهم عدم الصيام باعتبار أنهم يمتلكون عذر شرعي كما ورد في القرآن الكريم والسنة، وهم من يجوز لهم دفع كفارة الصيام، ومن أهم هذه الفئات الآتي:

1- فئة من يفوتون الصيام لأسباب مؤقتة

هناك بعض الحالات التي يقوم فيها الأشخاص بعدم الصيام في أيام شهر رمضان لأسباب مؤقتة ويكون من الجائز شرعًا عدم السفر بها مثل الحمل أو الرضاعة أو السفر أو المرض، ويكون من الواجب على هؤلاء الأشخاص الاستفادة من هذا العذر الشرعي وأن يصوموا هذه الأيام بعد انتهاء شهر رمضان.

ويعرف بأنهم المعفيين لأنهم غير ملزمين بضرورة دفع كفارة بالمال لعدم الصوم، واستدال على هذا الأمر بالآية الكريمة :

{ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ } [سورة البقرة: الآية 184].

2- فئة عدم الصيام لأسباب مستمرة

الفئة الثانية المستثنية من الصيام هم الذين يفوتون أيام شهر رمضان لوجود أسباب مستمرة معهم مثل الهرم أو المرض الذي لا شفاء منه، مثل الأمراض المزمنة التي تمنع الشخص من الصيام، وهذه الفئة يلزم عليها دفع الكفارة وليس عليهم قضاء، والدليل على هذا الآية الكريمة:

{ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [سورة البقرة: الآية 184].

لا يفوتك أيضًا:  فدية تأخير قضاء الصيام ومقدارها

أنواع كفارة إفطار رمضان

بعد أن علمنا كيفية دفع كفارة الصيام بالأموال في شهر رمضان يجدر بنا التعرف إلى أنواع كفارة إفطار رمضان حيث لا يتوقف الأمر على وجوب الصوم أو دفع الأموال فقط، بل هناك أنواع مختلفة من الكفارة التي يمكن أن يعوض الشخص بها عن الصيام، ومن أهم هذه الأنواع الآتي:

متى يجب دفع الفدية

اختلف الفقهاء حول ضرورة التعجيل والتأجيل في أمر الفدية، فانقسمت الأقاويل إلى رأيين، وتتمثل في التالي:

1- قول الحنفية في مقدار كفارة الصيام بالمال

في هذا القول أجاز الفقهاء لكبار السن والأشخاص المرضى مرض لا شفاء منه بأنه يمكن إخراج الفدية عن شهر رمضان بأكملها في البداية، يمكن تأخيرها إلى آخر الشهر حسب مذهب الحنفية.

2- قول الشافعية في مقدار كفارة الصيام بالمال

قال الشافعية إن إخراج الفدية يجب أن تدفع كل يوم في يومه، فيتم دفعها عن اليوم الحاضر بعد طلوع فجر اليوم، وأجازوا أنه يمكن تقديمها في الليل أو دفعها بأكملها في نهاية شهر رمضان، وقالوا إنه لا يمكن دفعها بالكامل في بداية الشهر عن الأيام القادمة.

مقدار كفارة الصيام بالمال هو أحد أركان الإسلام التي لا يوجد خلاف عليها، ولكن توجد بعض الحالات التي يمكن ألا يصوم الشخص بها لوجود بعض الأسباب التي تمنعه ويكون عليه القضاء.