تعريف تعديل السلوك عند الأطفال ومعني الأساليب السلوكية؟

أ / عمرو عيسى

تعريف تعديل السلوك يختلف عن إدارة السلوك وعلاجه، على أن هناك عدة أساليب مُتبعة لتعديل السلوك، تعرضنا جميعًا في الصغر إلى العقاب نتيجة الأفعال السلبية، على الرغم من شعورنا المُحزن حينها إلا أن ذلك لم يكُن كُرهًا من آبائنا، بل وسيلة من وسائل تعديل السلوك السلبي إلى الإيجابي منعًا لتكراره مستقبلًا.

تعريف تعديل السلوك

تعريف تعديل السلوك

تعديل السلوك هو تدخل علاجي نفسي يُستخدم للقضاء على السلوك غير الجيد واستبداله بالسلوكيات الجيدة، باستخدام مبادئ التكييف، وتستخدمُه الكثير من الأكاديميات مؤخرًا في تعديل سلوك الأطفال، حيث إنه يُركز على تغيير عمليات التفكير التي قد تؤثر على سلوك الطفل سلبًا.

إن أول استخدام لمصطلح تعديل السلوك كان في عام 1911م من قِبل إدوارد ثورندايك، وكان ذلك في مقالات عِدة لمتلازمة السلوك، وكان تطوير تعديل السلوك من قِبل الأمريكي سكينر والذي تخرج من جامعة هارفارد علم النفس عام 1927، وضع الأساس لنظام السلوك الجديد من خلال بحثُه في مجال تعلُم الحيوانات.

قدم سكينر تعريف تعديل السلوك الفعال للجمهور في كتابه الأول بعد بحث طويل وتجارب على الفئران، وهو “سلوك الكائنات الحية”عام 1938م، وكان الكتاب مُلمًا بالعديد من الأفكار المؤثرة حتى أنشأت جمعية علم النفس الأمريكية قسم لدراساتُه وهو: “القسم 25: التحليل التجريبي للسلوك”.

لا يفوتك أيضًا:  أفضل عبارات عن تعزيز السلوك الإيجابي

تقنيات تعديل السلوك

إن الغرض من تعديل السلوك ليس فهمُه أو لماذا يصدر المرء هذا الفعل، بل يعتمد على استبدالُه بالسلوك المرغوب فيه، ومن هذا أُشير إلى أهمية توضيح تعريف تعديل السلوك، ومن التقنيات المُتبعة لإنجاز ذلك ما يلي:

  • التعزيز الإيجابي : هذا ما يُكافئ السلوك الجيد المُعدل، وهو المُتخذ على شكل المديح اللفظي على الفعل الجيد الذي قام بتعديلُه.
  • أسلوب الانقراض : ما يعني باتباع الوالدين أسلوب إيقاف التشجيع أو كبح السلوك الصادر من الطفل، يُشعره بأن تلك العادة ليست سيئة فيستمر في أدائها، وكذلك في حالة التجاهل، لذا يجب الحديث معهُ من خلال التعليق على سلوكه حتى يعلم الجيد منه، والابتعاد عن العادات السيئة.
  • التعزيز السلبي : هو العقاب المُتبع من أجل إضافة نتيجة لردع تكرار السلوك السيء مُستقبلًا، كمنع ذهاب الطفل إلى النزهة عقابًا على عدم تأدية الواجبات المدرسية وغيرها من الأفعال غير المرغوب بها.
  • التشكيل : العملية المُتبعة لتعزيز السلوكيات الجيدة، وفي بعض الأحيان يتم تطبيقُها للتغلُب على المخاوف غير المنطقية، أو إدارة اضطرابات القلق، كالإصابة برهاب العناكب بالنظر المستمر إلى صورة عنكبوت، وحمل العناكب اللعبة من أجل القضاء على مخاوفه.
  • التسلسل : ربط سلسلة السلوكيات الفردية من أجل تشكيل سلوك أكبر مرغوب فيه، لتقليل العامل المربك لرؤية السلوك النهائي، كعادة الذهاب إلى الصالات الرياضية يتم من خلال تسلسل بدايةً من الاشتراك في عضوية الصالة واقتناء المُستلزمات الرياضية حتى العادة اليومية للحضور.
  • التكييف : هي عملية سحب التعزيز الإيجابي تدريجيًا، فالكثير من الآباء يرغبون في حصول أبنائهم على الدرجة الكاملة في التقارير التعليمية ويتم تحفيزهُم من خلال وضع مُكافأة مالية، في عملية التكييف يتم استبدال التحفيز المالي تدريجيًا بالفخر للحصول على تقدير امتياز وتحقيق أقصى استفادة.

متطلبات تعديل السلوك

غالبًا ما يتم التفكير في تعديل السلوك من قِبل المعلمين وأولياء الأمور لأنه يُبدي نتائج فعالة مع الأطفال خلال المراحل الدراسية المختلفة، وأيضًا يتم استخدامُه من قِبل المعالجين والمتخصصين في الرعاية الصحية، ويُمكن أن يكون فعالًا في العديد من الظروف الأخرى.

في الواقع يُمكن لأي شخص استخدام تعريف تعديل السلوك واِتباع تقنياتُه من أجل الحد من العادات السيئة واستبدالها بالعادات الإيجابية، كالرغبة في الإقلاع عن التدخين وغيرها، لذا نظرًا لعدم وجود تشابُه بين الأشخاص فليس تعديل السلوك يُناسب الجميع، قد يحتاج البعض إلى تعديل عناصر مختلفة في الخطة المُتبعة، وأيضًا العلاج الدوائي يُبدي نتائج جيدة وفعالة مقارنةً بغيرها.

الكثير من الآباء يتبعون منهجية تعديل السلوك دون العلم بالضوابط اللازمة لنجاح الخطة المُتبعة، والتي جاءت على النحو التالي:

  • وضع الخطة المُناسبة التي تساعد على الوصول للهدف بأقل النتائج السلبية.
  • التسلسل في الإجراء المُتبع من الأقل شدة إلى الأكثر.. وليس العكس كما يتبع البعض.
  • منح البيئة المُناسبة التي تساعد على التعديل.
  • عدم الإسراع في ظهور النتيجة ، فيجب التأني في العملية المُتبعة.
  • لابُد من وجود خبرة علمية في الخطة المُتبعة باستشارة المُعالجين والمُتخصصين لتقليل العوائق الظاهرة.
  • عدم الرجوع عن قرار التعديل عند البدء في العملية، خاصةً إن كان الإجراء هو العقاب، فهذا له نتائج سلبية مستمرة.

لا يفوتك أيضًا:  موضوع عن الانضباط المدرسي كامل بالعناصر

مفاتيح تعديل السلوك الناجح

بالطبع لا يُمكن إجبار الشخص على تعديل سلوكُه ولكن يُمكن تغيير البيئة من أجل أن يكون لديه دافع أكبر للتغيير، لذا فالأمر يتعلق بتعديل البيئة من أجل أن يكون لديه حافز أكبر.

إن الاتساق مُهم عند اِتباع أساليب تعديل السلوك، ويكون الأمر فعالًا بشكل أكبر إن كان يتم استخدام دافع حتى يتم تأسيس الطفل على العادة الإيجابية، فإن كانت الأم تستخدم المُلصقات التحفيزية لمدح أطفالها على ترتيب السرير والغرفة يوميًا فيجب أن يحصلوا عليها صباحًا، ولكن عند نفاذ الملصقات قد يُفقد ذلك الدافع للحفاظ على تلك العادة.

أما بالنسبة للعقاب فيجب أن يُدار بتواتر يُمكن التنبؤ بنتائجهُ، فإن لم يتم تطبيقه بشكل مُتسق فبهذا الأمر يعلم الطفل أنه لن يحصل على العقاب إلا من حين لآخر عند القيام بهذا السلوك السيء فقط، لذا فيجب دراسة النتائج السلبية بشكل خاص قبل وضع العقوبة.

أيضًا لابُد أن يكون الاتساق في كافة النواحي، بأن تكون النتائج والمكافآت ممنوحة من قِبل الوالدين والأجداد والمعلمون في المدرسة، وأيضًا مقدمي الرعاية الصحية، سيساعد هذا على الإسراع من تعديل السلوك.

على الرغم من صعوبة إنشاء نمط سلوكي جديد في حياة الطفل إلا أن الأمر يحتاج إلى استمرارية للبقاء عليه لمدى طويل بمجرد الوصول إليه.. ويحدث كثيرًا الرجوع إلى العادة السلبية، ولكن الأمر يحتاج إلى تجديد العزيمة في التخلُص منها أو تعلُم عادة جيدة أخرى.

أهداف تعديل السلوك

تعديل السلوك لا يقتصر فقط على تغيير العادة السلبية إلى إيجابية، بل له أهداف أخرى متعددة، وهي:

  • التقليل من السلوكيات غير المرغوب بها والتي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية مستقبلًا.
  • التكيف مع المحيط والبيئة الاجتماعية.
  • الحد من مشاعر القلق والإحباط والخوف.
  • منح الطفل القدرة على حل المُشكلات التي تواجهه.

لا يفوتك أيضًا:  اسباب العنف المدرسي وطريقة العلاج

الفرق بين إدارة وتعديل السلوك

تعريف تعديل السلوك

على الرغم من اعتقاد البعض بأنهما مُتشابهان، إلا أن هناك فرق جليّ جاء على النحو الآتي:

إدارة السلوك تعديل السلوك
التحكُم في البيئة التي نشأ بها السلوك وبالتالي سيتغير. هو تغيير السلوك دون محاولة التحكُم في البيئة.

  الفرق بين تعديل السلوك والعلاج السلوكي

يتعامل كُلًا منهُما مع حالات مُختلفة، وهي:

تعديل السلوك العلاج السلوكي
يُستخدم مع المشكلات التي تتعلق بالانحراف النمويّ. يُستخدم مع الحالات التي تُعاني من اضطرابات نفسية.

إن استراتيجيات تعديل السلوك تختلف فاعليتها من طفل لآخر، لذا يجب الاستشارة من قِبل المتخصصين في العلاج السلوكي لتخصيص الخطة الفعالة لتعديل السلوك وفقًا للحالة.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *