ما هو أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية

أ / عمرو عيسى

لا يقتصر أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية فحسب، بل هنالك من الآثار السلبية الناجمة عن لفافة التبغ ما تتفاقم يومًا بعد يوم، تتعلق بصحة الإنسان وتهديد عناصر الحياة البرية والبحرية، هناك جدل بين كون التدخين عادة أم إدمان، ولكن ما هو منافي للمنطق أن يستمر أحدهم على التدخين وهو يعلم مدى أضراره الجسيمة.. والتي من شأننا تسليط الضوء عليها.

أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية

عندما تحترق السيجارة، فإنها تطلق جزيئات دخان ملفوفة بكميات ضئيلة من الزيت والقطران، ثم تلتصق هذه الجسيمات بأي سطح تهبط عليه، تاركة وراءها بقايا ملطخة، تستغرق إزالة هذا الضرر وقتًا وجهدًا ومالًا، إليك ما تحتاج إلى معرفته في أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية تفصيلًا فيما يلي:

  • لا يقتصر الأمر على أن رائحة المنزل الذي يتضرر منه الدخان تكون كريهة فحسب، بل إن الرائحة العالقة يمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان أيضًا، ذلك لأن الدخان السلبي -الروائح والجزيئات المتبقية من السيجارة- يمكن أن يحتوي على جزيئات وغازات سامة..
  • تلك البقايا اللزجة ذات اللون الأصفر البني التي خلفها الدخان غير المباشر تسمى دخان التبغ البيئي، ووفقًا لوكالة حماية البيئة، تحتوي هذه البقايا على أكثر من 7000 مركب، بما في ذلك العشرات المرتبطة بالسرطان.
  • يلتصق دخان التبغ بالأسطح، بما في ذلك الجدران والنوافذ والأثاث، كما يعمل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في المنزل على نفخ هذه الرواسب والرائحة في جميع الأنحاء، مما ينتج عنه هواء فاسد، نظرًا لتراكم هذا الدخان السلبي مع كل سيجارة يتم حرقها، فيمكن أن يظل متخلفًا لأشهر أو سنوات.
  • الدخان الحمضي يحتوي على جزيئات وغازات صغيرة تمتصها الأسطح الصلبة والناعمة، تاركةً وراءها الراتنج والقطران، وكذلك يمكن للنيكوتين أن يلوث الغبار، لذلك يكون أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية كبير وبالأخص على من يتعامل مع هذه الأسطح الصلبة مباشرةً.
  • لا يتسرب دخان السجائر إلى الأرضيات والجدران والأسقف فحسب، بل يمكنه أيضًا اختراق السجاجيد والأثاث والفراش والملابس وأي سطح ناعم.. حتى الغرف التي لم يدخن فيها سجائر مطلقًا يمكن أن تشم الرائحة لأن نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء يحمل مواد كيميائية ورائحة في كل مكان.

لا يفوتك أيضًا:  أثر المواد الكيميائية المسرطنة في انقسام الخلايا وتكاثرها

كيف يؤثر التدخين على الأطفال

أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية

من ضمن أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية يعنينا ذكر مخاطرة على الأطفال، حيث يواجه الأطفال والشباب الذين يتعرضون للتدخين السلبي خطر أكبر للتعرض لمشكلات صحية ونمائية خطيرة..

لذا يُمكنك اكتشاف ماهية هذه المخاطر وما يمكنك القيام به لتقليلها، حيث يتنفس الأطفال بشكل أسرع من البالغين ويستنشقون المزيد من المواد الكيميائية عند تعرضهم للدخان غير المباشر.. لذا هم أكثر عرضة للإصابة بما يلي:

  • يزيد التدخين السلبي من خطر الإصابة بالربو وأعراضه.
  • المشكلات السلوكية، وتشمل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والسلوك المعادي للمجتمع.
  • التهابات الأذن الوسطى، حيث يمكن أن تسبب ضعفًا مؤقتًا في السمع وفي الحالات الشديدة يمكن أن يكون الضرر دائمًا
  • ضعف نمو الرئة، فلا تزال رئتا الأطفال تتطوران.
  • المستويات المتزايدة من أول أكسيد الكربون الناتج عن التدخين السلبي تؤدي إلى تفاقم الحساسية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
  • التهاب القصيبات والالتهاب الرئوي هي الأسباب الأكثر شيوعًا للوفاة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم.. والناتجة عن التدخين.
  • متلازمة موت الرضع المفاجئ، بالنسبة للأطفال المعرضين للتدخين غير المباشر.
  • قد يعاني الأطفال أيضًا من صعوبات في التعلم ونمو أبطأ.
  • هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مدخنين فيما بعد، مما يعرض صحتهم على المدى الطويل للخطر.

أفضل شيء يمكنك القيام به لأطفالك هو إقلاعك عن التدخين.. هذا يقلل على الفور من تعرضهم للتدخين غير المباشر وسلبياته المحققة.

أضرار التبغ على البيئة المحيطة

لا يؤثر التبغ سلبًا على صحة الأفراد فحسب، بل يعرض صحة البيئة أيضًا للخطر، فعندما لا يتم التخلص من نفايات السجائر بشكل صحيح، فإنها تشق طريقها إلى البيئة حيث ينتهي بها الأمر بتلويث المياه والهواء والأرض بالمواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والنيكوتين.. يتجلى هذا فيما يلي:

  • غالبًا ما يتم التخلص من أعقاب السجائر في البيئة والشوارع والأرصفة والأماكن العامة الأخرى، ويمكن بعد ذلك حملها كجريان تصريف في المصارف وينتهي به الأمر في نهاية المطاف إلى تلويث الأنهار والشواطئ والمحيطات، هذا نظرًا لأن أعقاب السجائر مصنوعة أساسًا من مرشحات بلاستيكية لا تتحلل بيولوجيًا، فإنها تتراكم ببساطة على الشواطئ أو في قاع المسطحات المائية.
  • المشكلة لا تقتصر على لفافة التبغ فقط! فقد زادت مبيعات السجائر الإلكترونية بأكثر من الضعف، فنكون بصدد أطنانًا من نفايات السجائر الإلكترونية لتسبب مشكلة متنامية.. ومن المحتمل أن تشكل النفايات المرتبطة بالسجائر الإلكترونية تهديدًا بيئيًا أكثر خطورة من أعقاب السجائر لأنها تحتوي على خراطيش بلاستيكية ودوائر تستخدم مرة واحدة وبطاريات ومواد كيميائية سامة في السوائل الإلكترونية.
  • الحياة البحرية مهددة أيضًا بسبب التدخين، حيث تظهر الأبحاث أن بعض الطحالب تموت بعد تعرضها لمياه تحتوي على مركبات ضارة نتاجًا للسجائر، تقع هذه الطحالب في أسفل السلسلة الغذائية، وتتغذى عليها جميع الكائنات البحرية الأخرى وتتلقى نفس القدر من التسمم، وصولًا إلى الأسماك التي تعتبر في النظام الغذائي البشري بانتظام.
  • يحتوي الدخان السلبي على أكثر من 4000 مركب، معظمه سام وأكثر من 60 منه مسبب للسرطان، حيث يشكل التدخين القسري تهديدًا صحيًا كبيرًا لغير المدخنين وللحياة الحيوانية والنباتية
  • تطلق صناعة التبغ كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام مما يساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • بقدر ما هي سامة للإنسان، فإن أعقاب السجائر سامة للحيوانات كذلك.
  • أيضًا وعلى جانب آخر، يتأثر الكثير من الحيوانات التي تعيش في الغابات بصناعة التبغ، حيث تعني إزالة الغابات لهذا الغرض فقدان الموائل الطبيعية ويمكن أن يساهم ذلك بشكل خطير في تضاؤل ​​أعداد بعض السلالات من الحيوانات.
  • يعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية للحرائق السكنية حيث تحترق آلاف المنازل كل عام بسبب التخلص من أعقاب السجائر بشكل غير صحيح.
  • كما أن التدخين يساهم بشكل كبير في حرائق الغابات، حتى أعقاب السجائر المطفأة خطيرة لأن المواد البلاستيكية التي صنعت منها شديدة الاشتعال ويمكن أن تشتعل فيها النيران في ظل ظروف معينة.

لا يفوتك أيضًا: إذاعة عن التدخين والمخدرات

بعض الحقائق عن آثار التدخين

حول مدى الضرر البيئي الذي يخلفه التدخين نذكر ما يلي من الحقائق التي أشارت إليها بعض الدراسات:

يتم قطع 600 مليون شجرة كل عام بواسطة دوائر صناعة التبغ.
مقابل كل 15 علبة سجائر يدخنها مدخن، تموت شجرة.
تنتج صناعة التبغ الأمريكية 16 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في عام واحد، ويضاعف إنتاج التبغ العالمي أربعة أضعاف هذه الكمية.
يستخدم مصنعو التبغ أربعة أميال من الورق كل ساعة لتغليف السجائر وغيرها من المنتجات، مما يجعل الصناعة بأكملها مساهمًا في إزالة الغابات.
يتم قطع ما يقرب من 50 مليون شجرة كل عام لتجفيف أوراق التبغ.

علينا أيضًا أن نحسب التكاليف الرهيبة للقضايا البيئية الشاملة التي تساهم فيها صناعة التبغ.. وأن بعض حكومات العالم تنفق مبالغ ضخمة إثر ذلك.

لا يفوتك أيضًا: كلمات وأقوال عن التدخين وسلبياته  

أسباب الإقلاع عن التدخين

أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية

أنت تعلم أن تدخين السجائر يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب.. ويقلل من حاسة الشم والتذوق، كما تعلم أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية، ومع ذلك، ما زلت لم تتمكن بعد من الإقلاع عن التدخين..

حسنًا، في حالة استمرار إقناعك إليك أشياء أخرى هي الأخطر على الإطلاق يمكن أن تجنيها من التدخين والتي ربما لم تكن على علم بها:

  • يؤدي التدخين إلى مضاعفة احتمالية الإصابة بالصدفية.
  • من الممكن أن يؤدي التدخين على المدى البعيد إلى انقطاع الدم عن الأعضاء التناسلية، الأمر الذي يسبب الضعف الجنسي.
  • كذلك تزداد احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية نتاجًا للتدخين.
  • إن التدخين لفترات طويلة يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، الأمر الذي يتسبب في تقليل تدفق الدم، ومن الوارد أن يستتبع حدوث الغرغرينا .
  • يؤثر سلبًا على شبكية العين، مما يستتبع الإصابة بالتكنس البقعي.
  • أول ما يُمكن قوله في أسباب الإقلاع عن التدخين أنه يؤدي إلى سرطان الرئة في المقام الأول، وتزداد احتمالية الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، كالحنجرة والكلى.. وأيضًا اللوكيميا.
  • من المعروف أن التدخين مضر بالرئتين، لكن هل تعلم أن التدخين مسؤول عن حوالي 90٪ من حالات الوفاة بسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن؟ إلى جانب أنه يزيد من خطر الإصابة بالتهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئة.
  • يقلل التدخين من قدرة الدم على حمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، فيضيق الأوعية الدموية ويزيد من ضغط الدم، حيث إن الأضرار التي تلحق بجهاز الدورة الدموية تجعل القلب يعمل بجدية أكبر ويخلق بيئة مثالية لتجلط الدم، لذا فنجد أن المدخنون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ويموت حوالي 34000 من غير المدخنين بسبب أمراض القلب كل عام بسبب التعرض للتدخين السلبي.
  • يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعديد من اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يضعف الصمام العضلي الذي يمنع حمض المعدة من العودة إلى المريء، مما يسبب حرقة المعدة.
  • يتسبب التدخين أيضًا في حدوث تقرحات هضمية مؤلمة في المعدة.
  • يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد ومرض كرون وحصوات المرارة.
  • أظهرت دراسات متعددة أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والاضطرابات العقلية الأخرى مقارنة بغير المدخنين، حيث ينتقل النيكوتين الموجود في السجائر بسرعة إلى العقل ويؤثر على طريقة عمله، مما يجعل المدخن يشتهي المزيد منه، وهذا هو سبب صعوبة الإقلاع عن التدخين.
  • يمكن أن يؤدي التدخين أيضًا إلى تشوش الرؤية والتأثير السلبي على القدرة على التذوق والشم.
  • ثبت أن المدخنين لديهم كثافة عظام أقل مقارنة بغير المدخنين، حيث أثبتت دراسة حديثة أن أولئك الذين يدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، هذا ما يزيد من خطر الكسور وقد يبطئ عملية شفاء العظام .

لا يؤثر التدخين على رئتيك فقط؛ بل يؤثر على جسمك بالكامل.. جنبًا إلى جنب مع الشيخوخة، وقمع المناعة، وتقليل الخصوبة، حيث يتسبب التدخين في إحداث فوضى في كل جهاز من أجهزة الجسم، لذا كان من المهم اكتشاف أثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية وعلى الجسم واتخاذ إجراءات للإقلاع عنه.