محتوى المقال
فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها تختلف عند تطبيقها من بلد لآخر، إن الخصخصة بذاتها لا تعد هدفًا بقدر كونها وسيلة تستهدف تطبيق برنامج إصلاحي للعملية الاقتصادية، مواكبةً تغييرات جذرية في إدارة الاقتصاد بالدولة.. هذا ولا تخلو من بعض السلبيات جنبًا إلى جنب مع آثارها الإيجابية التي لا تُنكر.
من المصطلحات الحديثة نسبيًا، أشير إليها بأكثر من مسمى في الكتابات الاقتصادية.. فهي تعزو إلى التحول إلى القطاع الخاص وانتقال الملكية إليه بدلًا من القطاع العام.. وهي في معناها الأكثر شمولًا تعني بإدخال قوى العرض والطلب والمنافسة إلى الدولة.
ظاهرة هي.. غير محددة بتعريف بعينه على مستوى الدول إنما يتفاوت مفهومها من بلد لآخر حسب ما يتم تطبيقه على أرض الواقع، فيمكننا القول إنها فلسفة اقتصادية تسعى في المقام الأول إلى تحويل بعض القطاعات -التي لا ترتبط بسياسة الدولة العليا- من القطاع الحكومي إلى الخاص.
من الممكن أن يجني الموظفين من تطبيق الخصخصة بعض المميزات، وهي:
لا يفوتك أيضًا: شروط تمويل الأسرة من بنك التسليف للموظفين
شقٌ آخر في موضوع فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها.. حيث نتطرق هاهنا إلى ما يُذكر في عيوب تطبيق الخصخصة بالنسبة للموظفين، إيجازًا كما يلي:
طالما استحوذت الخصخصة على اهتمام الدول، المتقدمة منها والنامية.. لأنها في الواقع بمثابة سياسات متكاملة موضوعة من أجل الاعتماد على آليات السوق بشكل أكبر، في إطار تحقيق التنمية الاجتماعية.
بيد أنها وبأي حال لا تنطوي على انتقال وحدات القطاع العام إلى الخاص فحسب، بل تتجاوز ذلك لتكون أشمل مضمونًا في تحقيق أهداف الترشيد الاقتصادي وزيادة المنافسة والكفاءة والإنتاجية وكذلك الحد من القيود البيروقراطية.
أثبتت بعض الدلائل الموضوعية أن الخصخصة من شأنها أن ترفع من مستوى الأداء الاقتصادي، بل والسياسي، وهذا لا يقتصر على الدول المتقدمة فقط، بل في الدول النامية أيضًا، وهنا نشير إلى مثال حيّ في ذلك الصدد..
في الدراسة الصادرة عن البنك الدولي في أواخر القرن العشرين تم تقييم المكاسب والخسائر الناجمة عن تطبيق الخصخصة في 12 شركة تعمل في أسواق غير تنافسية في 4 دول (المملكة المتحدة، المكسيك، ماليزيا، تشيلي)، وكانت النتيجة تؤول إلى أن كفة المكاسب تفوقت على الخسائر بشكل ملحوظ، وهذا ما ينم عن تعدد فوائد الخصخصة للموظفين والدولة.. وعيوبها محدودة.
من الجدير بالذكر.. كلما كانت الأهداف واضحة، كلما كان برنامج الخصخصة في طريقه إلى النجاح، فمثلاً:
ربما تكمن إيجابيات تطبيق الخصخصة في دولة ما في كونها تساهم بشكل كبير في عملية التحول الوطني، من خلال:
لا يفوتك أيضًا: معنى الخصخصة في التعليم
للخصخصة منظورين، عنينا بهما في موضوعنا عن فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها، فهي من رؤية اقتصادية تهدف إلى استغلال الموارد لتحقيق الإنتاجية الأعلى، من خلال حصر تدخل الدولة في العملية الاقتصادية في حالات الضرورة فحسب، بيد أن المنظور الآخر وهو السياسي يتضمن اختزال دور الدولة وتأثيرها في المجالات الأساسية كالأمن الداخلي والدفاع وما إلى ذلك.
رغم ذلك إلا أن قرار تطبيق الخصخصة يحمل في طياته مخاطرة للدولة، لأنها بمثابة سياسة تنموية جديدة، يجب أن تلقى التأييد والرضا الشعبي، وبطبيعة الحال لا تنجح كافة السياسات الجديدة وتأتي بنتائج كما تتوق الحكومات..
من هنا نجد أن أولى عيوب الخصخصة للدولة تكمن في كونها سياسة وفلسفة جديدة ربما تلقى الرفض والمقاومة، كذلك من سلبيات الخصخصة في الدولة ما يلي:
هناك عدة إشكاليات تواجه الدول النامية خاصةً عند تطبيق الخصخصة، فبغض الطرف عن فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها إلا أن الأمر يختلف عند الدول النامية في مواجهة بعض العقبات عند التطبيق.. نشير إليها فيما يلي:
صعوبة إقناع المواطنين بجدوى الخصخصة | فمثل تلك السياسة بحاجة إلى ثقافة ومبادئ ومبادرات. |
سيطرة القطاع العام على النشاط الاقتصادي | الأمر الذي يؤدي بدوره إلى بعض الصعوبات الاقتصادية، علاوةً على تدني مستوى الإنتاج. |
افتقار مقومات اقتصاد السوق | وهو من أهم شروط الخصخصة، مما يعني وجود اختلال في الأسعار نتيجة تحكم الحكومة في الموارد. |
تكاليف تطبيق الخصخصة | تتعدد تكاليف سياسة الخصخصة وتتنوع، الأمر الذي لا يتناسب قط مع حال الدول النامية. |
مشكلة اختيار أنشطة تبقى في يد الحكومة | ما يتعلق بأولوية اختيار المشروعات الاحتكارية.. لأن الخصخصة من المفترض أن تنطوي على التدرج لا التسرع في التحول من العام إلى الخاص. |
مشكلة تقييم المشروعات الخاضعة للخصخصة | الأمر الذي يعود إلى عدم ثبات القوة الشرائية الناتج عن التضخم، فلا مجال للتقييم الدقيق للمشاريع. |
التصرف في فائض العمالة | تلك المشكلة الناجمة عن معارضة بعض الموظفين على سياسات الخصخصة خوفًا من فقدان وظائفهم. |
نعلم أنه ليس من السهل التحول من القطاع العام الذي تستند إليه الدولة في نهجها إلى القطاع الخاص، إلا أنه لا زالت تلك العقبات قابلة للعلاج بالشكل الذي يجعل برنامج الخصخصة في طريقه إلى النجاح.
لا يفوتك أيضًا: مفهوم الخصخصة الاقتصادية
ربما يعترينا عند النظر إلى فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها أن نلقي الضوء على تلك العيوب ووضع المزيد من الحلول لمنع وجودها من الأساس.. حتى يكون نظامًا ناجحًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لذا تنج الخصخصة من خلال ما يلي:
إعادة هيكلة الإنتاج | جنبًا إلى جنب مع الدورات التكنولوجية الصاعدة، لتعزيز دور الخدمات الإنتاجية. |
قواعد محاسبية صارمة.. في حصيلة البيع | أي عدم إدراج حصيلة بيع وحدات القطاع العام في بند إيرادات الموازنة العامة للدولة. |
ميزان المعاملات الرأسمالية | من خلال قدرة الدولة على بناء تكتل اقتصادي كشرط مسبق لنجاح الخصخصة، هذا لأن الاستثمارات الأجنبية لا تتوجه إلى بلد بعينه بقدر ما تتوجه إلى إقليم. |
ضمانات وقائية في سوق العمل | لأن سوق العمل في ظل الخصخصة يفقد أطره المؤسسية، فيكون هناك مجالًا لتراجع الأجور والاعتماد على العمالة الوقائية.. الأمر الذي يتطلب تنظيم الضمانات الوقائية. |
شركات الإدارة المحترفة | هي بمثابة مفتاح للأداء المنشود، باعتبار أن عقود الإدارة ستكون من أهم أشكال الخصخصة في القطاع السلعي. |
احتواء الفقر والبطالة | حيث تلكما الظاهرتان تخلقان فئات اجتماعية مهمشة، تنسلخ من النسيج الاجتماعي لتمزقه، من هنا يتوجب احتوائهما حتى لا تمزق معه وحدة السوق. |
لا يجدي أن نربط نجاح الخصخصة بمؤشرات الأداء المالي والموازنة، لكن الأحرى أن نطرح عدة معايير مرجعية عند الاستناد إليها يُمكن أن تشهد الدولة نجاحًا محققًا من تلك السياسة.. الأمر الي يتسنى بالوعي أن الخصخصة هي استراتيجية تعزز من القوة الاقتصادية.
لا ينبغي التطرق إلى فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها دون الأخذ في الاعتبار تلك العوامل التي يجب توافرها عند تطبيق تلك السياسة، ألا وهي:
تحرير الأسعار وسوق العمل | بإعطاء الفرصة لقوى العرض والطلب حتى تعمل على تخصيص الموارد وفقًا لآليات السوق. |
تعزيز المنافسة في السوق | في إطار تحقيق الكفاءة الإنتاجية، والتوزيع الأمثل للموارد، وتوفير فرص متكافئة. |
تحرير النظام النقدي والمالي | حتى يتم تحرير الاقتصاد وتحرير الأسعار، وزيادة استقلالية البنك المركزي. |
تحرير القطاع الخارجي | من خلال الاعتماد على التعريفة الجمركية حسب نوع السلعة، وتخفيف القيود.. |
جملة القول في حديثنا عن فوائد الخصخصة للموظفين والدولة وعيوبها، نشير إلى أنها نظام جديد يحمل مجموعة من المميزات والعيوب، ففي حال تفوق العيوب عن المميزات يكون النظام فاشلًا ولا يستدعي التطبيق وفقًا لظروف الدولة ومتغيراتها، بيد إن تفوقت المميزات، يشهد هذا النظام نجاحًا إن تكللّ باتباع بعض الاعتبارات والمعايير.
المزيد من المشاركة للقطاع الخاص.. كان ذلك هو الهدف الذي سعت إليه سياسات الخصخصة بما تنطوي عليه من آليات، فكان إثر ذلك زمرة من المميزات والعيوب التي لا يجب إغفالها.
متى تبدأ خصخصة التعليم؟
عندما تنتقل بعض مسؤوليات التعليم إلى القطاع الخاص وفقًا لشروط متفق عليها مع الحكومة.
هل راتب الموظفين يزيد بعد الخصخصة؟
يعتمد الأمر على أداء الموظف، فلن تتغير الرواتب بالشكل الملحوظ.
ما مصير الموظف الحكومي بعد الخصخصة؟
كل موظف سيجتاز التقييم الفعلي بعقود ومرتبات مرضية.. كما الحال في المملكة العربية السعودية.
تعليقات (0)