ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد وما مفهوم الروابط ؟

أ / عمرو عيسى

ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها أفراد المجتمع؟ إن الروابط الاجتماعية ما هي إلا مجموعة من العلاقات التي يكونها أفراد المجتمع

ويتم ربطهم معًا بمجموعة من المؤسسات والمنظمات الاجتماعية المختلفة، ولكن قد يتفكك أفراد المجتمع وفقًا إلى مصالحهم الخاصة.

الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد

هناك العديد من الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع، وفي حال فقد أي رابط منها فلا يمكن أن يطلق عليه مجتمعنا بالمعنى الحرفي، من هنا تكمن الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد، فيما يلي:

ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد

1- اللغة المشتركة

الإنسان اجتماعي بطبعه فهو دائمًا يفصل العيش وسط آخرين، ولا يحب البقاء منفردًا بنفسه، لذا نجد أن أسعد الأوقات التي يقضيها تكون إما مع رفقائه، أو أقاربه.

وهذا التفاعل الواضح يشير إلى وجود وسيلة تواصل قوية تجعلهم قادرين على التكيف مع بعضهم البعض،

وتلك الوسيلة هي اللغة، حيث إنها واحدة من الأشياء التي لا يمكن فصلها عن الإنسان بشكل أو بآخر.

منذ أن ظهرت اللغة وهي تتشعب بشكل كبير جدًا، حيث إنها بدأت ببعض الرسومات أو الرموز كلًا منها يحمل كلمة، ولكن نظرًا إلى قلة الرموز مع تعدد الكلمات تم استبدالها بحروف أو نقوش ثابتة .

ولم يقف الإنسان عاجزًا عند لغة واحدة، بل ظهرت مع مر العصور مجموعة كبيرة من اللغات واللهجات تربط بين أفراد المجتمع الواحد.

أصبحت اللغة الآن بمثابة وسيلة يمكن لها تحديد الهوية الجماعية، حيث بمجرد أن تتحدث إلى شخص ما يمكنك التنبؤ بجنسيته بسهولة، الأمر الذي يؤكد أن المجتمع واللغة ما هما إلا وجهان لعملة واحدة، فلا يوجد هناك لغة دون مجتمع أو العكس.

لا يفوتك أيضًا:  تعبير عن الوقت واهميته في حياة الفرد والمجتمع

2- رابطة الدين

منذ بداية الخلق ويبحث الإنسان عن سبب وجوده في الدنيا، وعند الوصول إلى جوهر الدين أصبح جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، حيث يعتبر بمثابة الدرع الواقي لأفراده

لأن الحياة البشرية لا يمكن أن تقوم إلا بالتعاون، وهو ما تحث عليه جميع الأديان السماوية، لذا فيتمتع أفراد المجتمع بحب الخير والتعاون وفقًا إلى ما نقلته الأديان إلى عقيدتهم.

كلما حاد أفراد هذا المجتمع عن الدين كلما أصبح المجتمع أسوء، وانتشر الضلال والحيرة والشك والشقاء، لذا فيمكننا القول إنه لا يوجد أي قوة بإمكانها ربط أفراد المجتمع أفضل من الدين.

يمكننا الاستدلال على أهمية الأديان من خلال النظر إلى المجتمعات التي لا تؤمن بوجودها، لنجدها مشتتة وضائعة ولا شيء يربط أفرادها ببعضهم سوى الأفعال المُشينة،

ولهذا يمكننا القول إن الدين هو عقيدة إيمانية تساهم في تهذيب الأرواح وتزكية الجوارح، بالإضافة إلى طمأنة القلب.

3 العادات والتقاليد

في نطاق الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد تأتي العادات والتقاليد واحدة من الأشياء التي تساهم في تعزيز هذا الترابط، فمن الصعب أن تجد مجتمع لا يتبع تقاليد معينة سواء في الطعام، أو طريقة ارتداء الملابس، أو الحفلات والزواج والعديد من الأمور الأخرى.

نجد أن كل مجتمع منغلق له عادات تميزه عن غيره وفقًا إلى تاريخه، ويصعب أن يتخلى أي مجتمع عن العادات والتقاليد التي اكتسبها بمرور الزمن، فهي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد هوية الفرد..

وفي حال حدوث أي تغيير في تلك العادات والتقاليد قد يتحول المجتمع وينقسم، مثل المجتمعات العربية التي يتصف بعض أفرادها بصفات المجتمعات الغربية ويحاكونها.

لا يفوتك أيضًا:  بحث عن الأسرة أساس المجتمع

4- الروابط الإنسانية

تلك الروابط ما هي إلا مجموعة من الأخلاقيات التي تميز كل مجتمع، وهي من الروابط الأساسية التي ينشأ عليها الفرد منذ ولادته إلى وفاته،

هي المبادئ والقواعد الهامة التي يجب أن يتعامل بها الأفراد مع بعضهم البعض، وهناك العديد من المبادئ الإنسانية التي يتبعها أفراد المجتمع الواحد.

على غرار المساواة، والحرية، والكرامة، والعدل، والرحمة، والعطف، والجدير بالذكر أن هذه المبادئ لها أثر كبير جدًا على الفرد والمجتمع لأنها تترك أثر عظيم على النفس،

مثل نشر الود والحب بين أفراد المجتمع الواحد، والحد من نشر الحقد، والشر، والكراهية.. وغيرها من الصفات المشينة.

على أن تلك الروابط تدعو إلى الالتزام بعدم التفرقة العنصرية من حيث الجنس، واللون، والدين، والعرق، من هنا تلعب دورًا هامًا في تقويم سلوك أفراد المجتمع.

القيم الاجتماعية

كما أشرنا إلى الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد، سوف نتطرق إلى ذكر جميع الصفات التي يجب أن يتمتع بها كل فرد المجتمع، وتتمثل تلك الصفات في الآتي:

  • التشابه: إن أفراد المجتمع الواحد متشابهين إلى حد كبير، مما يزيد من قوة الترابط، وبالتالي إتاحة فرصة تكوين صداقات جديدة، أو إقامة علاقات عاطفية.
  • الترابط: ذكرنا سلفًا الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد، لنعرف من خلالها أن هناك العديد من صور الترابط التي تلعب دورًا هامًا في التكامل.
  • العلاقات الاجتماعية: تقوم في الأساس على التبادل واعتراف كل فرد أن الآخر مساوي له في القيمة، مما يجعله عضوًا أساسيًا في هذا المجتمع.
  • الاختلافات البيولوجية: تكمُن في اختلاف القدرات، والآراء، والاهتمامات، وبالتالي فإن تلك الاختلافات تساهم في بناء المجتمع وتقسيم كل دور تبعًا للبراعة، وتكوين العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع، والتي تقوم في الأساس على مبدأ التكامل.
  • تقسيم العمل وفقًا للكفاءة: لا يمكن أن يتقدم أي مجتمع اقتصاديًا، إلا إن قام كل فرد بأداء وظيفته التي كُلف بها، ويتيح تقسيط العمل فرص جديدة تساهم في اكتشاف الأفراد لذواتهم.
  • التعاون: لا شك أنه من الصفات التي يجب أن يكتسبها كل فرد في المجتمع، ويقوم على أساس العمل على حل كل المشكلات سويًا، والحد من الكوارث، ويعمل على توطيد العلاقات بين أفراد المجتمع.
  • الشعور بالانتماء: يؤدي ذلك إلى نموه بشكل أسرع، والانتماء له العديد من الصور مثل الانتماء إلى الأصدقاء، والعائلة، والزملاء.
  • ديناميكيّة المجتمع: فهو دائمًا يتغير ويتحرك وفقًا لتحركات أفراده، بالإضافة إلى العلاقات المتجددة.
  • الثقافة الخاصة: تعبر تلك الثقافات عن طريقة حياة أفراد المجتمع، وتنتقل من جيل لآخر.

لا يفوتك أيضًا:  تعبير عن دور الفلاح في المجتمع

عناصر المجتمع

تحتوي جميع المجتمعات على مجموعة من العناصر الهامة، والتي تميزها عن غيرها من المجتمعات الأخرى،

فتختلف بذلك الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد.. سوف نتعرف على أبرز عناصر المجتمعات من خلال النقاط التالية:

  • يلزم تواجد مساحة جغرافية أو منطقة تسمح لأفراد المجتمع الواحد أن يعيشوا سويًا.
  • أن يكون المجتمع على أتم الاستعداد لتوفير جميع الاحتياجات التي يحتاج إليها أفراده.
  • إدراك جميع الأفراد أنهم يعيشون في وحدة واحدة، وتفككهم يعني تفكك المجتمع.
  • يجب توافر نظام وبناء اجتماعي محدد.
  • وجود نظام يمكن أن يستغله جميع أفراد المجتمع لكي يقوموا بالتفاعل وإبداء جميع آرائهم.
  • امتلاك جميع أفراد المجتمع مجموعة من السلوكيات الاجتماعية التي تساهم في تعايشهم مع بعضهم بسهولة، ومن أبرز تلك السلوكيات التكافل الاجتماعي، والتعاون.

أنواع المجتمعات

ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد

هناك العديد من المجتمعات المختلفة، وكلًا منها له صفات خاصة تميزه عن غيره، وفي صدد التعرف على الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد، سوف نتطرق إلى ذكر تلك الأنواع من خلال الجدول التالي:

مجتمعات ما قبل الصناعة المجتمعات الريفية التي جاءت قبل ظهور الصناعة.
مجتمعات الصناعة ظهرت بعد الثورة الصناعية.. القرن السادس عشر.
المجتمعات الرقمية تهتم بإنتاج المعرفة فضلًا على السلع المادية.

المجتمع مصطلح يشير إلى جماعة من الناس، لذلك فإن الأفراد جزأً لا يتجزأ من المجتمع، يربط بينهم وبينه العديد من الروابط المشتركة يؤثرون فيه، ويؤثر فيهم.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *