كيف واجهت السعودية القاعدة

ماريهان أحمد

كيف واجهت السعودية القاعدة هو الفيلم الوثائقي الذي يُظهر كم ذاقت السعودية ويلات هذا التنظيم الإرهابي الذي كان يسعى لفرض نفسه بالقوة، بالتزامن مع العديد من العمليات الإرهابية التي لم تهدد أمن المملكة فحسب، بل أهدرت دماء المدنيين الأبرياء إثر ذلك، فكان النزال طويلًا صعبًا حتى تم رصد التنظيم والقضاء عليه.

كيف واجهت السعودية القاعدة

كيف واجهت السعودية القاعدة

بناءً على مواجهة السعودية القاعدة بكافة التدابير الصارمة، بثت قناة العربية السعودية في عام 2015 في أول أيام شهر ديسمبر فيلمًا وثائقيًا يتكون من ثلاثة أجزاء، عنوانه “كيف واجهت السعودية القاعدة”.. نشير هاهنا إلى أهم التفاصيل الواردة عنه:

  • هو نتاج لما يقرب من ثلاثة سنوات من الجهود لفريق العمل بأكمله، الذي يتكون من فنيين وخبراء وباحثين أصحاب خبرات عالية في إنتاج الأفلام الوثائقية.
  • تطلب الإنتاج تصوير أكثر من 570 ساعة.
  • كان فريق العمل بحاجة إلى إجراء مقابلات مع العناصر التي شاركت في مواجهة التنظيم في الفترة 2003 إلى 2009م.
  • يعرض الفيلم ما يقرب من 47 حلقة لم تعرض من قبل في أي محطة أخرى، وهي مشاهد حصرية فعلية تحكي عن التنظيم.
  • عبارة “جاري التحميل”في الفيلم كانت تفصل بين كل عرض لعملية إرهابية وأخرى.. بتصوير وموسيقى ملائمة للحدث الإنساني قبل أن يكون سياسيًا دراميًا.

يُظهر الفيلم الوثائقي مجموعة من المشاهد الحصرية التي صورتها كاميرات القاعدة أثناء ارتكابهم لأعمال العنف والإجرام في مواجهة قوات الأمن السعودي، علاوة على مقاطع الفيديو التي صورها الانتحاريون لأنفسهم حين انتحارهم بعد تنفيذ العمليات الإرهابية.

لا يفوتك أيضًا:  قواعد العفو الملكي عن سجناء الحق العام

آليات القوات الأمنية السعودية في مواجهة القاعدة

تأسس تنظيم القاعدة في أواخر التسعينيات، تحت قيادة “يوسف العيري”وهو من يُعرف باسم “البتار”، وفي أوائل القرن الواحد والعشرين كان هذا التنظيم يمثل تهديدًا لا يُستهان به لاستقرار وأمن السعودية.

الأمر الذي تطلب من القيادة العليا بالسعودية أن تتخذ موقفًا حازمًا قبل أن تتفاقم الفوضى في المملكة.. لاسيما مع نتائج أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية حربها على الإرهاب واعتبار السعودية عنصرًا داعمًا له.

ما فعلته السعودية لمواجهة القاعدة كان بمثابة حربًا مفتوحة أمام هذا الفكر العنيف المتطرف الذي شن الكثير من العمليات الإرهابية.. تمثل فيما يلي:

  • ردت الأجهزة الأمنية على تلك العمليات باعتقالات واسعة ما كان لها إلا أن تفكك خلايا الإرهاب المرتبطة بالقاعدة.. فالضعف والتفكك هو منطلق الهزيمة.
  • تنفيذ زمرة من المداهمات المكثفة تستهدف معسكرات التنظيم خاصةً العناصر التدريبية فيه.
  • السيطرة على مخازن الأسلحة الخاصة بالتنظيم.
  • اغتيال زعيم القاعدة وهو “خالد الحاج”.. وكان ذلك بمخطط من القوات الأمنية السعودية، الأمر الذي استتبع نقل نشاط فرع القاعدة في السعودية إلى خارجها بالاندماج مع القاعدة في اليمن لتشكيل (القاعدة في جزيرة العرب).

أهم الأحداث التي تناولها الفيلم الوثائقي

من الأحداث الرئيسية التي عمل الفيلم الوثائقي “كيف واجهت السعودية القاعدة”على تغطيتها ما يتعلق بقصف التنظيم الإرهابي للمناطق السكنية باستهداف عناصر حماية الأمن السعودي.. إلى جانب الأحداث التالية:

  • يعرض الفيلم تأثر الأحداث بهجوم 11 سبتمبر وتبني القاعدة مسؤوليته عن الحادث.
  • بعض القصص العارضة لنجاح قوات الأمن السعودي في القبض على عناصر التنظيم وتتبع تحركاتهم.
  • محاولة اغتيال الأمير “محمد بن نايف”وهو في منصب نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية.
  • الحديث الذي دار بين محمد بن نايف وبين الانتحاري “عبد الله العسيري”قبل الاغتيال.
  • خطف المهندس الأمريكي “بول مارشال جونسون”وتعذيبه وفصل رأسه عن جسده.
  • مقتل العديد من المواطنين السعوديين الأبرياء في الهجوم الإرهابي عام 2004 على فندق بمدينة الخبر السعودية.
  • هجوم التنظيم على مصفاة بقيق شرق عاصمة المملكة في عام 2006م.

لتكون أجزاء الفيلم مقسمة على هذا النحو:

الجزء الأول استهداف المدنيين
الجزء الثاني استهداف رجال الأمن
الجزء الثالث استهداف النفط

إما فرض النظام أو ترك الفوضى العارمة

في ظل مواجهة التنظيم الإرهابي القاعدة كان رجال الأمن السعودي أمام خيارين فقط، إما أن يتركوا البلاد تنهار في ظل الفوضى العارمة أو فرض النظام والأمان، فألقوا على عاتقهم الواجب والمسؤولية تجاه المواطنين، هذا ما بني عليه الفيلم الوثائقي خطته الدرامية.

في إطار عرض كيف يعيش التنظيم وحياتهم الخاصة وتجنيدهم الأطفال ومدى تفكيرهم وارتباطهم بأسامة بن لادن، حيث كان القاعدة يستهدفون أولًا سر شوكة المدنيين خاصة الأجانب في المملكة، باستهدافهم من خلال الخلايا الإرهابية الممتدة في كافة أرجاء المملكة، ومع تتالي التفجيرات قد أودى التنظيم بحياة الكثيرين من الأبرياء.

إلى أن يمتد الاستهداف لرجال الأمن السعودي، الذي تجلى في استهداف الأمير محمد بن نايف بمنزله في جدة، هنا كان التنظيم بصدد مرحلة الاغتيالات، على أن القاعدة كانت تحاول حثيثًا إسقاط الحكومة السعودية، وحينما فشلت لجأت إلى استهداف محطات النفط السعودي.

فتطعن السعودية في اقتصادها، وكانت عملية “مصفاة بقيق”والتي عرضها الفيلم الوثائقي خير مثالًا على ذلك، لتكون النهاية الحتمية للفيلم هو انتصار صوت الحق وخسارة الصوت الذي يتحجج بالجهاد، لتكون مسيرة التنظيم التقهقر ثم الانصياع.. وما بعدها الهزيمة.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي دعوى تعويض عن حكم جنائي

عناصر بارزة في تنظيم القاعدة بالسعودية

كيف واجهت السعودية القاعدة

هنا نتحدث عن الأسماء البارزة التي كان لذكرها إدخال الرعب في نفوس المواطنين، إلا أنهم وبفضل مواجهة الأمن السعودي للقاعدة قد لقوا حتفهم، بخطط وكمائن مدبرة.. ومنهم:

تركي الدندني المسؤول عن تفجيرات الرياض
عبد الله العسيري من حاول اغتيال الأمير محمد
عبد الله الرشود أحد منظري القاعدة
عيسى العوشن أحد منظري القاعدة
عبد العزيز المقرن من زعماء الجناح العسكري للقاعدة

“من السهل قتل إرهابي ولكن من الصعب قتل فكره”.. كانت تلك المقولة التي ذكرها أحد الضباط السعوديين، للتأكيد على أن تنظيم القاعدة لم يكن مرتبطًا بوجود هؤلاء القادة من عدمهم، إنما مرتبط بالأيديولوجية الخطيرة التي ينشؤون عليها، تنغرس فيهم منذ الطفولة، ليستخدموا الإسلام ذريعة لهم مبررة للعنف في كل الأعمال الإرهابية.

رأى تنظيم القاعدة الإرهابي عمقًا استراتيجيًا لا يُستهان به على أراضي السعودية، إلا أنه قد تمت مواجهته بشتى السبل التي جعلت القضاء عليه حتميًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *