تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية وأهم النصائح بعد الخضوع للجراحة

تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية وأهم النصائح بعد الخضوع للجراحة سوف أنقلها لكم هنا نظرًا لعلمي كم هي تجربة صعبة وتثير الخوف والقلق من الخضوع لها، وهو ما قد يؤخر من وقت إجرائها ويزيد من مضاعفة الأعراض المؤرقة؛ ففيما يلي أتناول معكم خطوة بخطوة إجراءاتها والإرشادات الوقائية بعد ذلك الإجراء الجراحي.

بغض النظر عن عمري فأنا أود أن أشارككم تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية، ولن أدخل في تفاصيل بداية مرضي التي قد عانيت فيها بأعراض مؤرقة مختلفة، وقد تم تشخيصي بالمعاناة من فرط نشاط الغدة الدرقية، وفي تلك الفترة قد عانيت بشدة مع حالتي النفسية، فالقلق، الخوف والتوتر كان يلزمني.

فعلى الرغم من استمراري في تناول العقاقير الطبية التي قد وُصفت لي إلا أن الأعراض الجانبية المؤرقة لم تخف، بل إن الأمر كان يزداد سوءًا، ومن هنا بدأت رحلة تشخيصي مرة ثانية، فقد كان شعوري بالتعب ملازمني ويشتد.

أخبرني الطبيب بعد إجراء الفحوصات الطبية أنني بحاجة إلى استئصال الغدة الدرقية، والتي لا تُمثل صعوبة أو ما شابه، فإنها من العمليات الشائعة والسهلة الآن فهي تتم بواسطة الليزر.

ولا أخفيكم سرًا كان الطبيب يتحدث أمامي ولكني غير قادر على سماعه، فصوت القلق والتوتر كان الأعلى برأسي، وفيما يلي أتناول معكم أسماء تلك الفحوصات:

لا يفوتك أيضًا:  نسبة الغدة الدرقية السليمة

إجراءات استئصالي للغدة الدرقية

قبل خضوعي لإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية قد قرأت قليلًا عن تلك العملية وكيف يتم إجراؤها، وتمكنت من معرفة أنها بسيطة وتتم تحت تأثير المُخدر.

وبالنسبة لمن يعاني من فرط نشاط الغدة مثلي فإن الطبيب يعطيه دواء يعمل على تنظيم مستوى هرموناتها في الجسم قبل الإجراء الجراحي مباشرةً.

أما من يعانون من ضعف المناعة فإنه يتم وصف بعض الأدوية التي تحمي من الإصابة بالعدوى، وفي يوم العملية بالفعل قد خضعت إلى تناول الأدوية المنظمة للهرمونات، وبالنسبة لنوعيّ الجراحة الذين قد عُرضوا عليّ فهما ما سوف أتناول كل منهم معكم فيما يلي:

1- استئصال الغدة التقليدي

الإجراء التقليدي والذي قد خضعت له هو التواجد في غرفة العمليات في وضع مشابه للجلوس، مع إمالة الذقن للخلف ودعم كل من الرقبة والكتف، وفيها يقوم الطبيب بعمل شق صغير في الرقبة تحت التخدير الكلي، ويتم قطع جزء من العضلات لكي يتم الوصول للغدة.

من ثم يزيل الطبيب الفص الذي به مشكلة الخلايا الخبيثة، بالإضافة إلى أي عقد ليمفاوية قريبة منه قد تكون أصيبت بالعدوى، ومن ثم يتم إعادة العضلات لمقدمة العنق، وإغلاق الجلد بالخيوط.

2- استئصال الغدة بالليزر

من إحدى أشكال التدخل الجراحي البسيط والحديث هو استئصال الغدة الدرقية بالليزر، ولكن بسبب تكاليفه الباهظة فلم أخضع له وكانت تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية تقليدية، ولكن بالنسبة لمزايا تلك العملية فهي تتم بواسطة توجيه إبرة دقيقة إلى الغدة الدرقية وبأدوات بسيطة وصغيرة الحجم.

التعافي بعد عملية استئصال الغدة الدرقية

في الواقع قد أخبرني الطبيب أن خروجي من المستشفى يعتمد على حالتي بعد إجراء العملية الجراحية، فهناك بعض الحالات التي تخرج في نفس اليوم، والأخرى التي تظل ليلة، حتى يتم الاطمئنان على توازن هرمونات الغدة الدرقية واستقرار الحالة.

بعد الانتهاء من العملية الجراحية قد كان لديّ ضمادة وشاش على رقبتي، وقد طلب مني الطبيب بعض من الإرشادات التي عليّ الالتزام بها في فترة التعافي سأتناولها معكم في الفقرات التالية.

في الغالب ما تكون النصائح الخاصة بالعناية بالجرح هي الأهم بعد إجراء أي من العمليات الجراحية، فقد خرجت بالخياطة وضمادة خفيفة على رقبتي.

بالنسبة للشرائح المعقمة قد بقيت على رقبتي لأسبوع كامل، أما عن إزالة الغرز فقد كانت بعد أسبوع ونصف من وقت إجراء العملية الجراحية.

أهم النصائح بعد الخضوع لجراحة استئصال الغدة

هنا أتطرق معكم للحديث عن الشق الثاني من تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية ألا وهو أهم النصائح التي من الهام اتباعها بعد الإجراء الجراحي لعدم التعرض لأي من المضاعفات السلبية أو المخاطر، وتتمثل فيما يلي:

1- ألم الجرح

قد وصف لي الطبيب بعض من الأدوية التي عليّ الالتزام بها في فترة التعافي من العملية الجراحية، فبالنسبة للألم بعد إزالة الضمادة بحوالي 48 ساعة من وقت الجراحة فكتب لي مضادات الالتهابات الغير سيترويدية للتخفيف من حدته، دواء النابروكسين.

2- نظامي الغذائي

أهم ما شدد عليه الطبيب هو الانتباه لما أتناوله بعد العملية الجراحية، فأرشدني أنه لا بد من البدء في تناول المشروبات الباردة وتجنب أي من المشروبات الحمضية، مع تناول الأطعمة اللينة والبعد عن الصلبة.

ما كان يؤرقني في تلك الفترة بخصوص الطعام هو الشعور بوجود كتلة في حلقي عند محاولة بلع الطعام، ولكنه اختفى مع مرور بعض الوقت.

لا يفوتك أيضًا:  اعراض وعلاج الغدة الدرقية بالتفصيل

3- ضرورة الراحة

مما أرشدني له الطبيب هو ضرورة الحصول على الراحة الكافية بعد العملية الجراحية، وتجنب القيام بأي من المجهودات البدنية الصعبة، وذلك ما استمررت عليه لعدة أسابيع لحين سمح لي الطبيب.

وما نصحني به من مجهود هو المشي بشكل يومي كي يتم تعزيز التدفق للدماء في الجسم وتجنب الإصابة بالإمساك أو الالتهاب الرئوي .

4- طريقة الاستحمام

بالنسبة للاستحمام فقد نوه الطبيب إلى أنه لا بد من تجنب لمس المياه لأي جزء في الرقبة، ويمكن الاستحمام بعد العملية الجراحية بيوم على الأقل، مع ضرورة إبقاء مكان الجرح جافًا لتجنب الضرر.

35- كيفية النوم

أهم النصائح التي يمكنني تقديمها من تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية هو أنه عند النوم لا بد من استخدام وسادتين أو ثلاث تحت الرأس، لكي يتم الحفاظ على مستواه مرتفعًا لمدة أسبوعين بعد الإجراء الجراحي.

6- تناول أدويتي بعد الاستئصال

مما أرشدني إياه الطبيب هو الاهتمام بتناول الأدوية التي تم وصفها بعد العملية الجراحية بانتظام وفقًا للجرعات التي تم وصفها، وتمثلت فيما يلي:

• فيتامين د: وهو ما يساعد في تنظيم مستوى الكالسيوم في الجسم.
• بديل هرمون الغدة الدرقية: فبعد العملية الجراحية يساهم ذلك الدواء في إمداد الجسم بالهرمون بدلًا من الغدة الدرقية، وكنت أتناول حبة قبل الإفطار.
• الكالسيوم: فبعد عملية الاستئصال تكون نسبة الكالسيوم منخفضة في الجسم، وهو ما يحتاج تناول المكملات التي تعطيه لأجل منع الضرر.

علامات خطيرة بعد استئصال الغدة

من ضمن ما زاد قلقي من تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية هي المخاطر التي أخبرني الطبيب بضرورة زيارته في حالة مواجهة أيًا منها بعد الإجراء الجراحي، وتمثلت فيما يلي:

• ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.
• ملاحظة انتفاخ بمكان الجرح.
• ملاحظة الخدر أو الشعور بوخز باليدين، القدمين أو الوجه.
• في حالة التعرض لنزيف بمنطقة الجرح.
• احمرار أو سخونة منطقة الجرح.

لا يفوتك أيضًا:  هل الغدة الدرقية تسبب ألم في الحنجرة

زيادة وزني بعد استئصال الغدة

مما تعرضت له بعد استئصال الغدة الدرقية هو ملاحظة البدء في كسب الكيلو جرامات الزائدة بالوزن، وهو ما جعلني أستشير الطبيب وعلمت أن الأمر طبيعي نظرًا لانخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، فهو المسؤول بدوره عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي.

إن تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية قد بدأت بالألم والخوف وانتهت بالراحة والتخلص من الألم، وأرغب في القول بأن الندبة التي قد توجد على الرقبة بعد العملية هي بالأمر الطبيعي.