ما هو حكم السمع والطاعة لولي الامر في المعروف

أ / سارة رزق

يريد بعض الموحدين معرفة حكم السمع والطاعة لولي الامر في المعروف والأمور الحسنة التي يطلبها، وفي الواقع يتعين على كل حاكم أن يكون عادلاً ولا يخرج عما أمر به الإسلام حتى لا يتردد أي مسلم في طاعته، والعبد التقي هو من يريد الإصلاح ويتخلى عن إثارة الفتن والمشكلات بين أبناء جيله، ويبتعد عن الأزمات التي تزعزع البلاد وتجلب المشاكل.

حكم السمع والطاعة لولي الامر في المعروف

يجب أن يلتزم المسلم بكتاب الخالق العظيم ويسير وفق سنة المختار، وقد أوجب الله على العباد طاعة ولي الأمر، وجاء ذلك في القرآن والسنة؛ كالتالي:

  • يتعين على المسلم طاعة ولي الأمر في المعروف، ولا يطيعه في أي معصية أو حينما يطلب منه عمل لا يليق بالإسلام والمسلمين.
  • قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا”.
  • عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يأمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة”.
  • لا يجوز منازعة من يتولى أمر البلاد أو مخالفته فيما فيه النفع والسداد للمسلمين، لأن كثرة النزاع فيه مفسدة وعصيان.

السمع والطاعة لولي الامر في المعروف

ضوابط طاعة ولي الأمر

حكم السمع والطاعة لولي الامر في المعروف له ضوابط، فلا يجوز طاعة أحد على وجه الأرض بصورة مطلقة إلا الخالق جل وعلا ونبيه الكريم، وتتمثل الضوابط في التالي:

طاعة تابعة لله طاعة ولي الأمر تكون وفقا لما أمر به خالق الكون، فإن أمر بما يغضب الله فلا طاعة له، وفي حالة حدوث نزاع يتم العودة إلى كتاب الله وسنة المصطفى.
لا طاعة لمخلوق لا يجوز طاعة أي إنسان بعصيان الخالق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”إنما الطاعة في المعروف”أي في الأمور الصحيحة البعيدة عن المعاصي.
طاعَة البر يتعين على الأبناء طاعة الأب والأم وهما ولي أمره برا بهم، وكذلك تطيع الزوجة زوجها لأن الرحمن أمر بذلك، وطاعة هؤلاء تكون في غير معصية للخالق.

فوائد طاعة ولي الأمر في المعروف

يتعين على كل عبد يحب رسول الله ويسعى من أجل رضى الخالق جل وعلا، أن يعرف منافع السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف، وفي الواقع فإن الطاعة له فيما يرضي الرحمن لها فوائد كثيرة أبرزها ما يلي:

وحدة الأمة

  • قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم”  وقد بين العلماء أن أولى الأمر هم حكام البلاد وعلمائها، فإن تم عصيان هؤلاء سوف تحدث فرقة وزعزعة في المجتمع علاوة على كثرة الانقسامات.

الأمن والأمان

  • يسير الناس على خط واحد وتحت قانون محدد حينما يطيعون ولي الأمر، وينتج عن ذلك الاستقرار النفسي والأمن والأمان لكل فرد، علاوة على ذلك تزداد البلاد قوة ولا يتمكن العدو من التسلل إليها.

صلاح المجتمع

  • ينصلح حال المجتمع إن كانت الرعية تسير وفق الضوابط التي يفرضها المجتمع، ومن الجيد الابتعاد عن الأشخاص الذين يميلون للجدال والفتن والنزاعات التي تهدد حياة الأمة.

صلاح الفرد

  • يأخذ كل فرد في المجتمع حقه حينما يُطاع ولي الأمر وتمضي القوانين الفعلية التي فرضتها البلاد على الوجه الصحيح، وبذلك ينصلح حال كل فرد ينتمي إلى هذا المجتمع.

إصلاح الشئون العامة بطاعة ولي الأمر

السمع والطاعة لولي الامر في المعروف من الأمور الواجبة على كل مسلم في البلاد التي يعيش فيها، فصلاح البلاد وبقائها بوضع أفضل يتوقف على طاعة المواطنين للقائد، حيث يصير وضع المواطن أفضل وكذلك الشؤون العامة للبلاد، كالتالي:

البناء والعمران

  • يتفرغ جميع المواطنين للبناء والإصلاح والسير نحو الأفضل، علاوة على الابتعاد عن المعضلات والفتن التي تجلب القلق في البلاد.

زوال الخوف

  • تصير البلاد آمنه ويطمئن العباد، بالإضافة إلى ذلك يزول الخوف من النفوس ويعيش الجميع بطمأنينة.

الاستقرار الاقتصادي

  • تستقر أمور البلاد الاقتصادية وتصير حركة التجارة بصورة أفضل، وينتج عن ذلك تحسن الحياة المعيشة لكل أفراد المجتمع.

تماسك البلاد

  • تكون البلاد أكثر تماسكا وتبتعد عنها الفوضى حينما يكون الصف موحد بين الرئيس والمرؤوسين، بالإضافة إلى ذلك يستطيع كل شخص أخذ حقوقه كاملة، ولا يستطيع أصحاب المصالح الشخصية نيل المكانة التي لا يستحقونها.

حكم الخروج عن نظام ولي الأمر

السمع والطاعة لولي الامر في المعروف أمر واجب على كل العباد الذين يريدون حياة مستقرة داخل بلاده، ويشمل ذلك كل المصالح العامة التي تقوم عليها الدولة وفيها مصلحة عامة للمسلمين جميعا، والخروج عن القوانين المنظمة للدولة يعد من المنكرات التي تساعد على زعزعة أمن الوطن، وقد بين علماء المسلمين أنه غير جائزة لما فيه من مفاسد.

اقرأ أيضاً:  ما حكم النذر لله تعالى

شروط ولي الأمر في الإسلام

السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف أمر مهم لابد من تنفيذه، وفي الواقع يجب أن تتوافر في الحاكم أو ولي الأمر الذي يحكم البلاد العديد من الشروط، وهي كالتالي:

الإسلام

  • حاكم الدولة لابد أن يكون مسلم وينتمي إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يتبع أي ديانة أخرى.

العدل

  • يجب أن يتمتع الحاكم بالعدل ولا يطلق الأمور وفق الأهواء الشخصية التي يراها، علاوة على ذلك عليه أن يساوي بين الناس في المعاملة ولا يفضل شخص على آخر.

البلوغ

  • لا يجوز تولية الصبي الصغير الحكم، ولابد أن يكون الحاكم تخطى سن الوصاية، علاوة على ذلك يجب أن يكون حر وليس مملوك.

حفظ الدين

  • يتعين على ولي الأمر إخراج الأحكام من الشريعة الإسلامية، وأن يجعل لكتاب الله وسنة المصطفى الأولوية في تطبيق كافة الشرائع.

الذكورة

  • يفضل أن يكون الحاكم رجلا وليس امرأة، لأن السلطة والحكم تستدعي الاختلاط والتعامل بكثرة مع الرجال.

العقل

  • يجب أن يكون الحاكم ذو عقل ووعي كامل، ولا يجوز تولية فاقد الأهلية الحكم، لأنه في الحقيقة غير مكلف.

العلم

  • تولي الحكم يتطلب شخص لديه قدر جيد من العلم، حتى يتمكن من تأدية المطلوب منه على أكمل صورة يطلبها أمر الولاية.

اقرأ أيضاً:  ما هو حكم لعن الشيطان ولعن شخص معين

حق الرعية على ولي الأمر

السمع والطاعة لولي الامر في المعروف من أهم الأمور التي يجب على جميع الرعية تطبيقها، وفي الحقيقة هناك الكثير من الواجبات على الوالي أن يفعلها من أجل استقرار بلاده؛ وهي كالتالي:

حماية البلاد

  • تعيش الرعية في ظل الحاكم المسلم وهم مطمئنين، لذا يتعين عليه حفظ أمن البلاد وتجنب أي مشاكل تدخلها في حروب مع الأعداء.

إعطاء الحقوق

  • يتعين على الحاكم إعطاء كل فرد حقه وتطبيق القوانين على الجميع دون استثناء، علاوة على صيانة الحرمات والأعراض.

مباشرة شؤون الدولة

  • يباشر أمور البلاد بنفسه حتى يتعرف على كافة المشكلات التي تدور بها، ولا يترك الأمر للمضللين الذين يزيفون الحقائق.

حماية الأموال

  • ولي الأمر مسؤول عن حماية أموال الزكاة وتوزيعها وفقا لما فرضته الشريعة.

تصفح الأحوال

  • يتعرف على أحوال المسلمين وما وصلوا إليه ويبحث عن أصحاب الحاجات ويراضِيهم.

اقرأ أيضاً:  ما هو حكم صوت المرأة العالي في الاسلام

السمع والطاعة لولي الامر في المعروف واجبة على كل مسلم يعيش في ظل دولة آمنة يهتم حاكمها بشؤون البلاد والرعية، ولا يجب الخروج عن ولاة الأمر طالما يسيرون وفق الشريعة الإسلامية، لأن مخالفتهم يؤدي إلى زعزعة الأمن وإصابة البلاد بحالة من عدم الاستقرار، ومن أهم الشروط التي يجب توفرها في الحاكم الإسلام والعدّل والبلوغ، علاوة على حفظ الدين والعقل والعلم.

قدمنا لكم أهم المعلومات عن ما هو حكم السمع والطاعة لولي الامر في المعروف، نتمنى أن نكون قد افدناكم راسلونا من خلال التعليقات أسفل المقالة وسوف يتم الرد عليها في أقرب وقت.

أ / سارة رزق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *