أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية

ماريهان أحمد

إن يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسُمي ذلك اليوم بهذا الاسم نظرًا لأن الحُجاج يرتوّن من الماء، وهناك العديد من الأعمال التي أمرنا بها الله عز وجل يجب فعلها في ذلك اليوم .

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية

يبدأ يوم التروية من غروب شمس اليوم السابع من ذي الحجة، وعلى الحجاج القيام ببعض الأعمال الهامة في هذا اليوم، وتلك الأعمال جاءت بالاستناد إلى السُنة النبوية المطهرة، والقرآن الكريم، وهي كالتالي:

  • من الأمور المستحبة أن يتوجه الحجاج إلى منى في ضحى اليوم الثامن، وذلك للتلبية بالحج.
  • في حال أن يوم التروية كن يوافق اليوم الثامن من ذي الحجة فإنه من المستحب أن يحرموا من أحلوا بعد العمرة بالحج ضحى من منازلهم، أما المفرد والقارن الذين لم يحلوا من إحرامهم فإنهم يكونوا باقين على إحرامهم اولًا وذلك وفقًا لقول جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم:

«فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج» مسلم (2137).

  • الذهاب إلى جبل عرفات مع بداية طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة.
  • يُستحب تأدية صلاة الفجر في اليوم التاسع بمنى.
  • يلزم تأدية صلاة الظهر، والعصر، وكذلك المغرب والعشاء في وقتها ويُفضل في منى، بالإضافة إلى قصر الصلاة الرباعية.
  • الذهاب إلى منى.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء للأب المتوفي في العشر من ذي الحجة مستجاب

سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم

قد لا يعلم الكثير من المسلمين شيء عن يوم التروية أو إلى ماذا يرمز، والجدير بالذكر أن هذا اليوم هو اليوم الذي يبدأ فيه الحجاج الاستعداد لكي يقوموا بتأدية مناسك الحج، بالإضافة إلى أنهم يتأهلون للوقوف بين يد الله عز وجل، حيث إنه يوم الغفران والعتق من النيران.

بعد أن تمكنا من التعرف على أعمال اليوم الثامن يوم التروية، يجب العلم أن يوم التروية سًمي بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا فيه يروون من الماء، وهناك آخر حول تسمية هذا اليوم بهذا الاسم وهو أن العلامة البابرتي قال

“العناية شرح الهداية”وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى.

كما قيل إنه سُمي بهذا الاسم نظرًا للحصول على التروي فيه من قِبل سيدنا إبراهيم عليه السلام في ذبح ولده سيدنا إسماعيل عليه السلام لقوله تعالى:

“إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروي”.

لا يفوتك أيضًا:  فوائد صيام العشر من ذي الحجة

شروط وجوب الحج

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية

إن الحج من أركان الإسلام التي لها العديد من الشروط الواجب فعلها، ولا يقصر الأمر على أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة المستحبة فقط، بل إن هناك مجموعة شروط واجبة أو مُستحبة مثل تلك الأعمال، وهي كالتالي:

  • يوم التروية: إن هذا اليوم من الأمور الهامة التي يجب أن يبلغها الحُجاج، وذلك وفقًا لشما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف (أقيموا حلالاً، حتّى إذا كان يومُ الترويةِ فأهلُّوا بالحجِّ).
  • دخول الإسلام: حيث إن الحج آخر ركن من أركان الإسلام، ولا يمكن لأي شخص ينتمي إلى دين آخر أن يذهب إلى الحج ويؤدي مناسكه.
  • القدرة المالية: إن الله عز وجل وضع شرط وجود المال من الشروط الأساسية للذهاب للحج، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول “حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”لذلك فمن غير الجائز الحج بنقود تم اقتراضها أو سرقتها أو ما شابه.
  • الحُرية: حيث إنه كان قديمًا يُباع الأشخاص في سوق العبيد، وكان من غير الجائز ذهاب إلى العبد المملوك إلى شخص أن يتصرف بدون إذنه، ويمكن تطبيق ذلك في تلك الآونة على الأشخاص الذي يرتكبون جرائم أو خاضعين إلى قضايا تجعلهم سُجناء.
  • البلوغ: إن الحج شأنه شأن الصلاة، لذلك فإنه من غير الجائز ذهاب طفلًا إلى الحج، حيث إنه يجب على الحاج أن يكون مُسلمًا عاقلًا بالغًا، يعلم ما يفعله جيدًا.
  • القدرة البدنية: إن الحج من الأشياء التي يلزمها ان يتوافر في الشخص القدرة البدنية الكبيرة التي تجعله قادرًا على أداء جميع المناسك من دون الشعور بألم أو الوفاة من شدة الإرهاق والتعب، ويكون قادرًا على الطواف، والسعي والوقوف على جبل عرفة.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة ؟ وماذا يمثل 9 ذي الحجة

حكم صيام يوم التروية

على غرار التعرف على أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة، يجب العلم إن يوم التروية شأنه شأن يوم عرفة، وحُكم الصيام في تلك الأيام يشير إلى أنه مُستحب الصيام فيهم ولكن لغير الحجاج، وذلك لكي يستطيعون أن يواصلوا مناسك الحج، كما ان يوم التروية من العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ولذلك فتلك الأيام يُستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة.

يمكن الاستدلال على ذلك من قول أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها:

«أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا (أي اختلفوا) عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ، فَشَرِبَهُ» متفق عليه.

من خلال الحديث السابق يجب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إنه عندما كان ذاهبًا لأداء مناسك الحج والوقوف بجبل عرفة لم يكن صائمًا.

إن أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة تعتبر واحدة من الأعمال المُستحبة اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا اليوم من شروط الحج ويجب بلوغه ليكون الحج مشروعًا.