ما هي تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي؟ وما آداب توزيع الأضحية

ماريهان أحمد

ما هي تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي؟ وما آداب توزيع الأضحية؟ تُعرف الأضحية على أنها اللحم الذي يوزع في عيد الأضحى المبارك، وهي من شعائر الإسلام التي أحلها الله عز وجل، والذبح يمكن في أولى أيام عيد الأضحى حتى آخر يوم من أيام التشريق، وأجمع الأئمة في الدين الإسلامي أن تلك الشعائر من الأشياء المفضلة لدى الله سبحانه وتعالى، وسنتعرف على التفاصيل الصحيحة لتوزيع الأضحية وفقًا للشريعة الإسلامية.

تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي

تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي

إن توزيع الأضحية من الأشياء التي لها أكثر من رأي جاء من قِبل الفقهاء والمذاهب المختلفة، وانقسمت الثلاثة أقوال كالتالي:

  • قول الحنفية والحنابلة: في ذلك المذهب يتم تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء فقط، الثُلث الأول يذهب إلى الفقراء، والثلث الثاني يذهب للمضحي، أما الثلث الأخير فإنه يكون للإهداء سواء للأقارب أو غيرهم، وقال الحنفية “ إنّ الأفضل للمُضحّي إن كان مُوسِراً أن يتصدّق بالثُلثَين، ويأكل الثُّلث”.
  • قول الشافعية: يقول الشافعية أنه يُفضل توزيع الأضحية على كلًا من المحتاجين والفقراء، ولا يأكل المضحي منها إلا القليل.
  • قول المالكية: جاء هذا المذهب ينص على أنه لا يوجد أي قسمة معينة عند توزيع الأضحية، حيث إن المضحي له كامل الحرية في تقسيمها وتوزيعها وأكل ما يشاء منها ويهدي ما يشاء ويتصدق بما يشاء، وذلك وفقًا لِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان مولى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ).

لا يفوتك أيضًا:  أحاديث عن الأضحية والحكمة من مشروعيتها

آداب توزيع الأضحية

بعد أن تمكنا من التعرف على تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي وفقًا للمذاهب المختلفة، سوف نتطرق إلى ذكر الآداب الواجب اتبعها عند توزيع لحم الأضحية ، وتلك الآداب يتم اتباعها اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتأتي تلك الآداب على النحو التالي:

  • يجب على المضحي أن يهتم بنظافة اللحم جيدًا قبل توزيعه، وذلك حتى لا يُصاب أي شخص بمرض من تناوله من لحم تلك الأضحية.
  • من الضروري أن يتحلى المُسلم بابتسامة أو بشاشة الوجه عندما يقوم بتوزيع لحم الأضحية، بالإضافة إلى عدم إظهار أي شيء من التكبر والاستعلاء.
  • الشكل الطيب للأضحية من أهم الأمور الواجب وضعه في الاعتبار عند توزيع لحم الأضحية، بحيث يكون محفوظ في ورقة أو كيس مُصنع، وذلك حتى لا ينفر الناس منه أو يشعرون بالخزي من تناوله.

حكم بيع جزء من الأضحية

لا يجوز للمُضحي أن يقوم ببيع لحم الأضحية أو أي جزء منه، وينطبق نفس الشيء على الشحم والجلد والقرن وكذلك الصوف، ولا يشترط إن كانت تلك الأضحية تطوعًا أو نذرًا، وذلك لاتباع ما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

من باع جلدَ أُضحيتِه فلا أُضحيةَ له” .

في صدد التعرف على تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي، يجب العلم أن هناك العديد من الأئمة ذكروا آرائهم في بيع لحم الأضحية، وكان كالتالي:

  • اتفق الأئمة الثلاثة المالكية والشافعية والحنابلة على أنه من المُحرمات بيع لحم الاضحية أو جلدها أو أي جزء فيها، وذلك وفقً لِم ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ ولا تَبيعوا لحومَ الهدْيِ والأضاحِي وتصدَّقُوا وتَمَتَّعُوا بجلودِها ولا تَبِيعُوها”.
  • يكره الحنيفة بيع أي جزء من أجزاء لحم الأضحية أو الجلد أو الصوف والوبر كراهية التحريم، ويحل بيع جزء منها بما يمكن الانتفاع به، ولكن مع بقاء عينه.
  • قال الإمام الأردني أبو يوسف أنه من غير الصحيح بيع لحم الأضحية، ويمكن استرداد المبيع مرة أخرى من المشتري، ومن لم يستطيع فعل ذلك فيمكنه أن يتصدق بالثُمن.
  • الإمامين أبو حنيفة ومحمد ذهب رأيهم إلى نفاذ البيع مع التصدق بثُمن المبيع.

لا يفوتك أيضًا:  6 أحاديث عن الأضحية وفضلها

هل يمكن توزيع لحم الأضحية مطبوخ؟

إن تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي كثيرة ويحدث عليها جدل كبير، وهناك العديد من الأشخاص يتساءلون حول حُكم توزيع لحم الأضحية مطبوخًا، والجدير بالذكر أن حُكم الشرع في توزيع لحم الأضحية مطبوخًا جاء بالتحريم، حيث إنه يجب توزيع المقدار نيئًا، وذلك وفقًا لشما ورد عن دار الإفتاء الأردنية، وتم الاعتماد في ذلك على قول الأئمة كما يلي:

  • الحنابلة: ذهب رأي الحنابلة حول في أنه يجب توزيع لحم الأضحية نيئًا.
  • المالكية: لم يفرق الإمام مالك بين توزيع لحم الأضحية سواء كان نيئًا أم مطبوخًا، ولذلك فإنه يجوز توزيعه مطبوخ.
  • الشافعية: قال الإمام الشافعي أن لحم الأضحية يجب أن يتم توزيعه نيئًا.

  شروط الأضحية

لا يعرف الكثير من الأشخاص أن لحم الأضحية من الأشياء التي لها العديد من الشروط، سواء في الذبح أو التوزيع، وفي سياق الحديث عن تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي، يجدر بنا ذكر تلك الشروط كما يلي:

  • يجب أن يتم ذبح الأضحية في الميعاد المحدد لها، والذي يكون من بداية صلاة عيد الأضحى وحتى نهاية آخر يوم من أيام العيد أو أيام التشريق، ولهم أسم آخر أيضًا وهو أيام النحر.
  • من الضروري أن تكون الأضحية من الأنعام، أي تكون من الأبقار، أو الجاموس، أو الجمال، أو الأبقار، ولا يجوز أن تكون أي نوع من أنواع الطيور مثل الأرانب والدجاج وغيرها.
  • يلزم أن تكون الأضحية التي سيتم ذبحها سليمة ولا تعاني من أي مرض أو جرح في جسدها، أو هزيلة أو عمياء أو ضعيفة، أو مبتورة أو عاجزة، حيث إن كل تلك الأشياء من شأنها فساد الأضحية ولا يتقبلها الله عز وجل.
  • الأضحية يجب أن تكون آتية من مصدر حلال، بمعنى أنه لا يجب أن تكون مسروقة، أو مرهونة أو مأخوذة بالغصب من صاحبها.
  • يجب أن يتم الذبح وفقًا للطريقة الشرعية، والتي تتمثل في ذكر اسم الله عز وجل، ثم الذبح الحلال، ولا يجوز على المسلم أن يتطرق لاستخدام الطرق غير الشرعية في الذبح مثل الصعق بالكهرباء أو القتل أو التخدير، واستخدام أي طريقة من تلك الطرق يجعل الذبيح غير شرعية.
  • من أهم الأمور الواجب وضعها في الاعتبار أن تكون الأضحية قد بلغت السن الشرعي، والذي يقدر في الجمال بسن الخمس أعوام، أما في الأغنام فإنه يقدر بعام، والأبقار لا بد أن تكون وصلت لسن العامين وإن تم ذبحها في سن قبل هذا فإنها بذلك تكون غير شرعية.

لا يفوتك أيضًا:  شرح كيف تذبح الأضحية

مشروعية الأضحية

تفاصيل توزيع الأضحية الشرعي

إن الأضحية هي ما يقدم لله عز وجل من الأنعم، وتم تشريع الأضحية في السنة الثانية من الهجرة، والجدير بالذكر أن تلك السنة تم تشريع العديد من العبادات فيها، مثل الزكاة، والصلاة، وثُبتت مشروعية الأضحية في القرآن الكريم.

كما أن الأضحية هي سُنة عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وذلك وفقًا لِما جاء في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)، وقول الله أن الأضحية من شعائر الإسلام، قال تعالى:

(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ).

يمكن الاستدلال على مشروعية الأضحية من خلال ما ورد في السُنة النبوية المطهرة، وفقًا لِما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-:

(ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ).

إن عيد الأضحى من الأعياد التي تنتظرها الأمة الإسلامية كلها، كما أن الأضحية من شعائر هذا العيد ولها العديد من الشروط والآداب الواجب اتباعها لتكون الأضحية شرعية كما جاء في القرآن الكريم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *