كيف أعزي شخص عزيز؟ وما هي آداب التعزية

ماريهان أحمد

كيف أعزي شخص عزيز؟ وما هي آداب التعزية؟ من المعروف أن الموت حق وكُلنا إلى الله صائرون، ولكن موت أحد الأقارب أو الأهل أو غيرهم من المُحيطين من أصعب الأمور التي لا يتحملها الإنسان فلا يتمكن من استيعاب عدم وجود هذا الشخص مرة أخرى، وهُناك بعض الأمور المشروعة التي يُمكنها التخفيف من حدة ألم الفراق .

كيف أعزي شخص عزيز ؟

كيف أعزي شخص عزيز

التعزية في الإسلام من الأمور المشروعة التي يحرص عليها المُسلمون عند فقد أحد الأشخاص لشخص مُقرب منه، ولا بُد من معرفة إجابة كيف أعزي شخص عزيز؟

تحصل التعزية بترغيب أهل الميت بالصبر على الابتلاء والدُعاء لهم بالصبر والدُعاء للميت وذكره بالأمور الطيبة، ويجوز تعزية المُسلمين وغيرهم من أجل تأليف القلوب والدُعاء لهم بالهداية وتخفيف أحزانهم.

كما تكون التعزية بكافة الأقوال التي تُساهم في إلهام الصبر لأهل الفقيد حيث إن هُناك الكثير من الألفاظ المشروعة التي نُرددها في العزاء مثل: “البقاء لله”أو “اصبر واحتسب”أو “عظم الله أجرك”.. وغيرها من الأقوال الشائعة بين الناس، ويجب تجنب الألفاظ التي حرمها الشرع مثل:

“البقية في حياتك”؛ فهي غير جائزة شرعًا، حيث إنه من المعروف أن لكل إنسان أجل فإذا جاء أجله لا يزيد عُمره عنه ساعة أو ينقص.

يُعد أحسن ما يُعزى به هو دُعاء الرسول في الحديث الذي ورد عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- أنه قال:

“كنَّا عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ جاءه رسولُ إحدى بناتِه يدعوه إلى ابنِها في المَوتِ، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ارجِعْ، فأخْبِرْها أنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ، وله ما أعطى، وكُلُّ شيءٍ عنده بأجَلٍ مُسَمًّى، فمُرْها فَلْتَصبِرْ ولْتَحتسِبْ، فأعادتِ الرَّسولَ أنَّها أقسَمَتْ لَتَأتِيَنَّها

فقام النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقام معه سعدُ بنُ عُبادةَ، ومعاذُ بنُ جَبَلٍ، فدُفِعَ الصبيُّ إليه ونَفْسُه تَقَعقَعُ كأنَّها في شَنٍّ، ففاضَتْ عيناه، فقال له سعدٌ: يا رسولَ اللهِ! قال: هذه رحمةٌ جَعَلَها اللهُ في قلوبِ عِبادِهِ، وإنَّما يَرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحَماءَ”.

كما أن هُناك العديد من الآيات التي يُمكن الاستعانة بها عند تعزية أهل الميت فهي أفضل ما يُمكن أن يُدخل السكينة على قلوبهم ويُخفف عنهم حُزنهم، ومن الآيات التي وردت في العزاء والمواساة قوله تعالى:

“وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ”.

كما قال الشيخ الألباني رحمه الله أن العزاء يكون بما يُسلي أهل الميت ويُخفف من أحزانها، ويدعمهم حتى يتمكنوا من الصبر والرضا، والذي يُمكن أن يكون بكُافة الأقوال الثابتة عن الرسول في حالة استحضارها، وفي حالة عدم معرفتها يُمكن اللجوء إلى كُل ما يليق بالتعزية والذي يُحقق المقصود منها بما لا يُخالف الشريعة الإسلامية.

لا يفوتك أيضًا:  افضل 9 عبارات التعزية والرد عليها بجميع اللغات

عبارات تعزية شخص مقرب

هُناك بعض عبارات التعزية التي يُمكن الاستعانة بها حيث لا يعرف الكثير صياغة التعزية بالشكل الصحيح، لذا يجب الحرص على اختيار العبارات المشروعة وتجنب العبارات التي تدل على الجزع حيث إنه من الأمور المُحرمة التي نهانا عنها الرسول.

فالمقصود من التعزية هو إلهام أهل الفقيد الصبر على الابتلاء، والتخفيف من مُصابهم، ومن أبرز العبارات التي يُمكن التعبير بها، والتي تُعد أحد الإجابات عن كيف أعزي شخص عزيز؟ ما يأتي:

  • “عظم الله أجركم، وأحسن الله عزاءكم، وغفر لميتكم، وأسكنه فسيح جناته”.
  • “إنّا لله وإنا إليه راجعون”.
  • “اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله”.
  • “اللهمّ افسح له في قبره مُدّ بصره”.
  • “رحم الله فقيدكم، وأحسن الله عزاءكم”.
  • “اللهم ارحم ميّتنا رحمة واسعة”.
  • “عظّم الله أجركم، وغفر لميّتكم، وربط على قلوبكم، وألهمكم الصبر والسلوان”.
  • “اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عن سيئاته ونقه من ذنوبه وخطاياه كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس إنا لله وإنا إليه راجعون”.
  • “اللهم ارحمه واغفر له وثبته بالقول الثابت وارفع درجاته في جنات النعيم واغفر خطيئته التي أنت أعلم بها منا، وثقل موازينه يوم لا ينفع مالًا ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم”.
  • “إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار”.
  • “اللهم إني أسألك يا أرحم الراحمين أن يكون المتوفى ممن بشر عند الموت بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان”.
  • “البقاء والدوام لله، أوصيكم بالصبر والاحتساب والدعاء للمتوفى نسأل الله أن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة”.
  • “نتقدم بخالص التعازي إليكم وإلى أفراد العائلة الكريمة كافة بمناسبة وفاة فقيدكم تغمد الله الفقيد بواسع رحمته”.
  • “اللهم إنّه نَزَل بك وأنت خير منزول به وأصبح فقير إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه”.

لا يفوتك أيضًا:  أفضل 10 كلمات تعزية ومواساة لوفاة شخص عزيز

حُكم التعزية

تُعد التعزية من الأمور المُستحبة التي اتفق عليها العُلماء، وهي من الأمور التي يحث عليها الإسلام والرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد شُرعت من أجل تهوين المُصاب على أهل الميت والشعور بالدعم والمُساندة من الآخرين.

وهُناك العديد من العبارات التي وردت في أحاديث الرسول والفُقهاء، كما أن هُناك العديد من العبارات الشائعة بين الناس في التعزية والتي يُمكنها الإجابة عن كيف أعزي شخص عزيز؟

كما تُعد التعزية واجبة في بعض الأحيان على المُقربين من أهل الميت ولها فضل عظيم وثواب كبير عند الناس لذا لا بُد من الحرص على مُساندة أهل الميت وتقديم واجب العزاء حيث إنها أحد أبرز الأمور التي تساهم في الكثير من الخير في الدُنيا والآخرة كما أنها تترك أثرًا طيبًا في نفس أهله وتحد من الشعور بألم الفقد.

وقت التعزية

يبدأ وقت التعزية من وقت الوفاة واختلف العُلماء في آخر وقت للعزاء على النحو التالي:

القول الأول القول الثاني
المذاهب الأربعة الشافعية وبعض الحنابلة
من بعد وقت الوفاة من وقت الوفاة
يستمر بعد الدفن لمُدة ثلاثة أيام لا يوجد لآخرها وقت مُحدد
حيث إن المقصود بالتعزية التخفيف عن أهل الميت، لذا لا يُستحب الزيادة فوق ثلاثة أيام لعدم تجديد الحُزن في قلوبهم مرة أخرى حيث إن المقصود من التعزية مواساة أهل الميت وتقويتهم والدعاء للميت، ويحصل ذلك في مُدة طويلة.

لا يفوتك أيضًا:  تعزية : عظم الله اجركم واحسن عزائكم وغفر لميتكم

آداب التعزية

كيف أعزي شخص عزيز

من أهم الأمور التي ترتبط بإجابة السؤال كيف أعزي شخص عزيز؟ هي آداب التعزية حيث إن هُناك بعض الأمور التي يجب مُراعاتها عند تعزية أهل الميت والتي حثت عليها القيم الدينية والأخلاق المُجتمعية، لذا لا بُد أن نحرص عليها حتى الا نُثقل على أهل الميت بما يزيد عليهم مُصابهم، وتتمثل آداب التعزية فيما يأتي:

  • إظهار الحُزن والتأثر لفقدهم، وتقديم التعزية من خلال العبارات المشروعة في التعزية، والدُعاء للميت بالرحمة والمغفرة ولأهله بالصبر والسلوان.
  • يجب تعزية أهل الميت أنفسهم فلا يُفضل الاقتصار على الشخص الذي تعرفه من أقارب الميت دون بقية الأهل.
  • ذكر الميت بالكلام الحسن، وتذكر المواقف البارزة التي تجمعك مع الميت والتي تترك في نفسك الأثر الكبير سواء كانت المواقف سعيدة أو حزينة فأهل الميت بحاجة إلى سماع كُل ما يخص فقيدهم.
  • الاستماع إلى أهل الميت فهُم بحاجة كبيرة للتعبير عما يشعرون به من حُزن وألم لفُقدان أحد المُقربين لهم.
  • سؤال أهل الميت عن أحوالهم وكيف يشعرون ومُساعدتهم في تخطي الحُزن والتعامل معه.
  • الحضور بنفسك لتعزية أهل وأقارب الميت وعدم الاكتفاء بالرسائل والمُكالمات عبر الهاتف، إلا في الحالات القصوى.
  • يُستحب صُنع الطعام وإحضاره لأهل الميت حيث إنهم في أمس الحاجة إلى الرعاية، قهم ينشغلون في بلائهم ويسهون عن أنفسهم، وذلك امتثالًا لفعل الرسول، فقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في وفاة جعفر -رضي الله عنه: “اصنَعوا لآلِ جَعفرٍ طعامًا فقَدْ أتاهم ما يشغَلُهم أو أمرٌ يشغَلُهم”.
  • استمرار التواصل مع أهل الميت بعد نهاية العزاء، ومُساعدتهم بقدر المُستطاع.

وفاة أحد الأشخاص المُقربين من أكثر المشاعر القاسية التي يمُر بها الشخص في حياته، لذا شرع الله لنا التعزية حيث إنها أحد الأمور التي تُساهم في تخفيف الأحزان والشعور بالدعم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *