هل يجوز صيام يوم الجمعة في المذهب المالكي

أ / سارة رزق

حسب الإشارات الفلكية أُثبت أن الجمعة هو يوم عرفة فـ هل يجوز صيام يوم الجمعة في المذهب المالكي منفردًا فقط دون صيام اليوم الذي يسبقه، علمًا بأنه مكروه صيام يوم الجمعة فقط وذلك على اتفاق أهل الفقهاء حول ذلك، أما عن ذلك اليوم على الوجه الأخص ففيه اختلاف بينهم، لأن يوم الجمعة هو بمثابة عيد للمسلمين.

حكم صيام يوم الجمعة في المذهب المالكي

الصيام من أهم العبادات المستحبة وخصوصاً صيام يوم عرفة ففيه كفارة سنة سابقة وسنة قادمة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بجانب أنه يمنع الجسم من الإصابة بأي أمراض، ولكن هناك اختلاف حول صيام يوم الجمعة منفرداً بين العلماء، فعن رأي مذهب المالكية يكون كالتالي:

ورد عن علماء المذهب أنه يجوز صيام يوم الجمعة على إنه يوم استثنائي لكونه سُنة مؤكدة وهو صيام يوم عرفة ، فقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم بصيام ذلك اليوم، وليس على أن ذلك اليوم هو يوم الجمعة بذاته.

كثير من الأوقات يصادف يوم الجمعة منتصف الشهر الهجري أو صيام أيام متتالية في الأشهر الحرم كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الحالة يتم الصيام واستكمال الأيام الهجرية فلا بأس من الصيام، ولكن لا يمكن التعمد على صيام يوم الجمعة بذاته دون غيره من الأيام الواجب الصيام فيها لان ذلك مكروه وغير مستحب القيام به.

أكد العلماء على صيام يوم قبل يوم الجمعة أو بعده في الأيام العادية، ولكن في حال مجيء يوم عرفة فقد أجازوا صيامه منفرداً، وذاك لما ورد عن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم: “يكفر السنة الماضية والسنة القابلة”.

صيام يوم الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة منفردًا

هناك اختلاف بين آراء أهل العلم والفقهاء حول هذا الحكم وتتمثل آرائهم على النحو الآتي:

أولاً مذهب الحنابلة والشافعية:

ثبت عن أهل المذهبين أنه يكره صيام يوم الجمعة منفردًا فقد استندوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم-: (لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ)، لذلك يجب إتيان يوم قبله أو بعده وفي حال إتيان يوم الجمعة يوم عرفة يفضل ومن المستحب صيام يوم الخميس معه، لأنه لا يجوز صيام أيام صيام بعده لأن بعده يوم العيد وأيام التشريق ولا يجوز صيام أيام التشريق نهائياً والله اعلم.

ثانياً مذهب الحنفية:

أغلبية أهل المذهب أجازوا صيام يوم الجمعة فقط دون صيام يوم يسبقه، وورد عنهم بأن ليس فيه كراهة في صيام اليوم، ولكن بعضهم خالف الرأي وفي النهاية أثبت الرأي على كراهية صيام يوم الجمعة بشكل منفرد دون إتيان يوم معه بالصيام.

أقسام الصيام

الصيام هو ركن أساسي من أركان الإسلام وهو الركن الرابع منها، وهذه الأقسام متمثلة في التالي:

الصيام المفروض هو صيام شهر رمضان المبارك لأنه فرض وليس فيه حكم أخر لما ورد في كتاب الله تعالى:- أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، مع التأكيد على صيام ما فاتك من أيام أو صيام نذر حلفت به لما تحقق من أمنية ما.

الصيام التطوعي وهو صيام السنن المؤكدة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل صيام يوم عرفة.

صيام النوافل المطلقة وهي صيام النوافل مثل صيام يوم الإثنين والخميس ومنتصف الشهر الهجري؛ علمًا بأن الصيام على وجه العموم من أفضل الأعمال الصالحة والمستحب عند الله تعالى.

كل الأعمال الصالحة ترفع من شأن المسلم عند الله تعالى ويزيد هذه الأعمال الصيام فجزاؤه لله كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ “«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، رواه البخاري ومسلم.

اقرأ أيضاً: حكم من شرب ناسيًا في صيام يوم عرفة

فضل الصيام

الصيام على الوجه العام هو من أفضل العبادات والأعمال الصالحة فمَيزه الله تعالى بأنه لله وليس للعبد، ولم يحدد الله تعالى أجر الصيام، فهو لله يجزي به ويضاعف لمن يشاء نسأل الله تعالى أن يتقبلها من عباده الصالحين الصائمين.

كرم الله تعالى الصيام وكرم كل مسلم مداوم على الصيام، فقد جعل الله تعالى لمن يصوم ويخلص النية والآجر لله سبحانه يكتب عند الله تعالى من الصائمين ويدخل الجنة من باب الريان وذلك الباب خاص بالصائمين اللهم اجعلنا من أهل باب الريان يارب العالمين.

كل الأعمال الصالحة تعود على المسلم بالنفع والخير في الحياة الدنيا والآخرة، والصيام يعد أول مفاتيح الفرج والسعادة والبعد عن الحزن والهم وغيرها.

لا يعلم أجر الصيام إلا الله تعالى، لذا يجب على كل مسلم أن يكون عنده إخلاص النية لله حتى ينال الثواب، فَسائر العبادات أجرها معروف ويضاعف الله لمن يشاء أضعاف مضاعفة حتى تصل إلى حتى سبعمائة ضعف، أما عن ثواب الصيام فقد اختص الله تعالى له لنفسه من أجل أن يتبين له من يصوم من أجل ابتغاء وجه الله أم من يصوم لأداء الفرض الذي عليه فقط.

ينال الصائم أجر عظيم لأنه يمتنع عن شهوات الدنيا كالطعام والشراب ونِكاح الزوجة وغيرها من الأمور التي احلها الله لها في غير وقت الصيام، على أن هذه الأمور لا يمكن فعلها أثناء قيام هذه العبادة، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عنه أنه جُنة أي بمعنى أن الصيام هو الحماية والوقاية، فهو يحافظ على المسلم من ارتكاب المعاصي وفعل الذنوب بشكل عام.

اقرأ أيضاً:  حكم صيام يوم عرفة يوم الجمعة

تم إيضاح الإجابة الخاصة بسؤال هل يجوز صيام يوم الجمعة في المذهب المالكي؟ فقد استدل المذهب على بعض الأحاديث الصحيحة، وقد اتفق بعض العلماء على مذهب المالكية وساروا على نهجه نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، حتى ينال العبد الجزاء من الله تعالى.

قدمنا لكم أهم المعلومات عن هل يجوز صيام يوم الجمعة في المذهب المالكي، نتمنى أن نكون قد افدناكم راسلونا من خلال التعليقات أسفل المقالة وسوف يتم الرد عليها في أقرب وقت.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *