سبب صيام عاشوراء عند السنة واليهود

أ / سارة رزق

يقوم المسلمين من السنة بصيام يوم عاشوراء وذلك أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن اليهود تصوم يوم عاشوراء وذلك لارتباط هذا التاريخ بنبي الله موسى عليه السلام الذي أنزل عليه التوراة وجاء لهداية بني إسرائيل لدين الله الحق.

ما هو سبب صيام عاشوراء عند السنة واليهود ؟

كان اليهود قديماً يصومون يوم عاشوراء في اليوم العاشر من شهر تشري وهو شهر من الأشهر الفارسية وذلك فرحاً بيوم نجاة نبي الله موسى عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل من بطش آل فرعو ن

حيث انشق البحر أمامهم بقدرة من الله سبحانه وتعالى وعاد ينغلق ويغرق الطاغين من فرعون وأتباعه.

أما سبب صيام المسلمين لعاشوراء وهي اليوم العاشر من شهر محرم أو شهر في العام الهجري فيعود لرؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم اليهود في المدينة يصومون عاشوراء فرحا لنَجاة موسى عليه السلام

ليقول أن المسلمين أحق بموسى من اليهود،: ”نحن أحق بموسى منهم”، فدأب الرسول والصحابة على صوم عاشوراء.

وجاء ذلك عن رواية ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال:

”قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال:”ما هذا”، قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال”فأنا أحق بموسى منكم”فصامه وأمر بصيامه”أخرجه البخاري.

وكان صيام يوم عاشوراء فرض لأول عام ليصبح بعد ذلك سنة بعد فرض صيام رمضان على المسلمين، وقد صام عليه أفضل الصلاة والسلام يوم عاشوراء تسعة أعوام، وفي آخر عام قال:”لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع”وذلك بهدف مخالفة اليهود.

وقد صام الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء اتباعاً لرسول الله موسى عليه السلام حيث صام هذا اليوم لشكر الله بعد أن نجاه ومن معه من بطش الجبارين، ولم يأتي صوم هذا اليوم اتباع لليهود من أهل الكتاب.

صيام عاشوراء عند السنة واليهود

سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية

كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت”كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه”رواه البخاري.

وكان يوم عاشوراء يوم احتفال بالنسبة لقريش فيعودون كسوة الكعبة، وكان سبب الصيام اقتراف قريش ذنباً في الجاهلية فعظم الأمر عليهم، وليَكفروا عن ذنبهم صاموا هذا اليوم لشكر الآلهة لرفع الذنب وكان ذلك يوم عاشوراء.

فضل صيام يوم عاشوراء في الإسلام

ذهب مجموع علماء المسلمين إلى قول أن صيام اليوم العاشر من محرم أو عاشوراء سنة مؤكدة حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بصيام هذا اليوم وورد الحديث في صحيح البخاري

أما فضل صيام هذا اليوم فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلاً جاء سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب صيام عاشوراء فقال: ”احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”رواه مسلم.

كما أن من صام هذا اليوم أخذ أجر اتباع سنة النبي صلى الله عليه، وأجر الاقتداء بأنبياء الله فقد صامه موسى عليه السلام لشكر الله على نجاة المؤمنين واهلاك الجاحدين، وكذلك اقتداءً بالصَحابة عليهم رضوان الله لصيامهم هذا اليوم وتعليمهم أولادهم صيامه.

وقد قال جمهور الفقهاء أنه من صام عاشوراء مستحب يثاب فاعله ولا يأثم تاركه، ففي الشرع أن صيام عاشوراء تطوع فإذا أفطر المسلم عامداَ فلا شيء عليه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن المتطوع أمير نفسه.

أما الحنفية فقد ذهبت لقل أن من يصوم النفل لا يجوز له الفطر لقول الله”ولا تبطلوا أعمالكم”، فمن أفطر عليه القضاء، أما من أفطر ناسياً فصومه صحيح ولا شيء عليه.

سبب صيام عاشوراء

تحديد يوم عاشوراء

اختلف علماء المسلمين في تحديد يوم عاشوراء لكن الأرجح أنه يوم العاشر من شهر محرم، وعاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان أما عاشوراء فهو يوم العاشر من محرم وتاسوعاء اليوم التاسع من محرم وهو ظاهر الحديث ومعروف عند أهل اللغة حسب ما ورد عن الإمام النووي.

وقد أصبح المستخدم اسم عَشوراء بإزالة الألف بعد حرف العين لتحقيق الاختلاف عن العاشوراء الخاصة باليهود لاختلاف مغزاها الديني الخاص في حياة المسلمين، ويعود سبب التسمية أن يوم العاشر من الشهر يطلق عليه عاشوراء حسب ما ورد في معاجم اللغة.

حكم صيام يوم عاشوراء

صيام يوم عاشوراء هو سنة باتفاق أهل العلم والفقهاء فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر”.

ويجوز صيام يوم عاشوراء لوحده، ويستحب صوم يوم قبله أو يوم بعده لمُخالفة اليهود وذلك لقول النبي صلى الله عليه :”لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”دلالة على أن صيام التاسع مع العاشر من السنة النبوية.

اقرأ أيضاً:  افضل 20 دعاء يوم عاشوراء مكتوب اجمل ادعية صيام عاشوراء

يتساءل العديد من الأشخاص بداية كل عام هجري عن سبب صيام عاشوراء عند السنة واليهود، حيث يُعد من السنة صيام هذا اليوم الذي له فضل كبير من تكفير للذنوب للسَنة التي قبله وأخذ أجر اتباع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.