تجربتي مع الزوجة الثانية

ماريهان أحمد

تجربتي مع الزوجة الثانية لم تكن بالتجربة المألوفة على مسامعكم لتخبركم أن الزوجة الثانية هي خاطفة الرجال ومُخربة البيوت العامرة.. جاءت تجربتي لتؤكد على أن الأمر لا يُمكن أن يُعمم، بل هو أكثر ارتباطًا بالتفاصيل التي تختلف من علاقة لأخرى ورجل لآخر، ولم أعني أنها بغير المألوفة أنه كُتب لها النجاح، بل جررت من ورائها خيبة أمل وخسارة لم أكن لأتوقعها.

تجربتي مع الزوجة الثانية

تجربتي مع الزوجة الثانية

أتمنى لو أعود إلى الوقت الذي يُمكنني فيه إعادة التفكير في أمر زواجي.. لكنتُ أفكر قليلًا في قبول هذا الارتباط من عدمه، حقًا كنتُ سأتراجع عن تلك الخطوة مهما كانت دوافعي، أنا من أقول هذا وكنت في أوجّ عزمي للزواج ثانية، فلم يُحالفني الحظ لا في زواجي الأول ولا في الثاني، وخرجت من تجربتي مع الزوجة الثانية وحيدًا شارد الذهن فاقدًا لكل شعور يجعلني استشعر لذة الحياة.

1- سبب زواجي الثاني

لم تكن تسير الأمور على ما يُرام مع زوجتي الأولى، ولم أتوقع أنني كنتُ سأشهد راحة معها، وهي التي استنزفت الكثير من مشاعري، رغم أن زواجي منها جاء مُكللًا لقصة حب جيّاشة، فقد انتظرتني سنوات، وكانت هي هدفي ومُرادي، وربما هذا ما يُدهش البعض من زواجي الثاني، وكان يُدهشني أنا أيضًا.

كانت عنيدة إلى الحد الذي لا أمد له، كنت أعتقد أن تلك الطباع سوف تذهب سُدى عندما يجمعنا سكن واحد، لكن ما كان بها إلا التزايد في الأمر.. مواقفٌ كثيرة جعلتني استشيط غضبًا منها، ولم يكن الخلاف يُحل، فكان يتراكم ويُنشئ معه حواجز بيننا، لم نقدر على حلّها معًا فقد افتقدنا التفاهم والوصال، وبات بيننا الهجر والخصام.

إلا أنها في كل خلاف، كانت تُشعرني أنني بلا قيمة، لم تكن تحزن وتبكي كغيرها من النساء، لم تكن تمنحني العاطفة التي أرضخ لها بها وأعتذر أنا لها عمّا بدر منها من خطأ! بل لم تعترف بخطأها قط، ولا يظهر عليها ألم فراقنا.. كنتُ أسأل نفسي دومًا لم ذلك الجفاء وأنا أعلم أنها تُحبني؟

قدمت لها أعذارًا كثيرة في غير مرة، ربما كانت آلام الحمل تجعلها أشد عندًا وعصبية، إلا أنني كلُما مهدت لها طريق المحبة ما وجدت منها إلا الجفاء والجفاء.. إلى أن طفح بي الكيل وعزمت في قرارة نفسي على كسر حد كبريائها.

لا يفوتك أيضًا:  متى يندم الرجل على زواجه من الثانية؟

2- قرار متسرع في زواجي الثاني

أعلمُ أن التعدد مشروع، إلا أنه يُكلل بأسباب واضحة أمام الرجال، خشية من الظلم والإجحاف، إلا أن سببي لم يكن كافيًا للزواج.. فأنا لم أجرب أن أتحدث مع زوجتي الأولى قليلًا قبل تجربتي مع الزوجة الثانية، لن يجدي حتمًا حديثي الآن فلم أكن أفكر فيه لوهلة من قبل.

نسيت أن أخبركم أنني أدير شركة صغيرة كانت طموحي منذ الصغر، ونجحت في إدارتها لسنوات.. وفي مرة كان الحزن يدب بقلبي إثر معاملة زوجتي السيئة، سمحت لنفسي أن أقوم لأول مرة بفتح مجال الحديث مع فتاة من فريق السكرتارية كانت تعمل لدينا منذ فترة ليست بالطويلة، لطالما كنت ألاحظ تفوقها في العمل ولم أكن مهتمًا.. إلا يومها فقد سمحت لي نفسي بالاهتمام أكثر من الحد المسموح.

علمت أنها فتاة يتيمة، تعيش مع والدتها وتساعدها في أمور المنزل، تخرجت من الجامعة وها هي تكافح مع الزمن في عملها.. أعجبت بهمّتها وعزيمتها القوية، وما أعجبني حقًا تلك الرقة الجاذبة التي استشعرها كلما تحدثت معها، ذات صفات مغايرة عن زوجتي تمامًا إن لم تكن على النقيض، سمحت لنفسي أن أقارن بينهما، ومرت الأيام ووجدت أنني أتقدم إليها لخطبتها!

فاجئها الأمر، ولم تكن على استعداد بالزواج من رجل متزوج، إلا أنني في نظر والدتها كنتُ لا أُرفض، رجل ما زال في ريعان شبابه وعمله مستقر، وما عزز من موافقتهما أنني أخبرتهما أنني على خلاف مع زوجتي، وأنا ميّسر بالقدر الذي يجعلني أتزوج ثانية وأعدل بينهما.

تزوجت.. وكان لي نصيبًا من السعادة لم أنكره مع تلك الزوجة الحانية، التي أغدقت عليّ بمشاعر فياضة كدت أن أنساها، ومرّ الكثير على زواجي دون علم زوجتي الأولى، ولم أكن لأجرؤ على إخبارها.. هي ما زالت تعني لي الكثير.

لا يفوتك أيضًا:  ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

3- ندم بعد فوات الأوان

لم أكن أعلم لمَ كانت سعادتي ناقصة؟ هل لأنني لم أخبر رفيقة عمري بزواجي الثاني؟ أم لأنني أشعر بالندم قليلًا ينتابني بين حين وآخر، كادت رأسي تطيح بي من الأفكار التي تجعلني أخشى كوني تسرعت في أن أكون مسؤولًا من أخرى لم ترتكب ذنبًا إلا أنها أحبتني وقبلتني زوجًا وأمانًا لها.. كانت تعلم أن زوجتي الأولى ليست على علم بزواجنا، لكن ما كان يعزيها هو إصراري وصدق نواياي.

ما جعلني أندم حقًا بلا هوادة، أن زوجتي الأولى قد انصلح حالها معي، وتخلّت عن كبريائها الجامح المتسبب في إتعاسي، وإشعال فتيل الخلافات بيننا.. لم أدري بحالي إلا وأنا أخبرها بزواجي الثاني، وما كان منها إلا الانهيار الجارف الذي سحق بي وبآخر ما كانت تكنّه لي من مشاعر.لا يفوتك أيضًا:

4- البقاء لمن؟ الزوجة الأولى أم الثانية

ها أنا ذا في حيرة من أمري وعجلة منذ بدء تجربتي مع الزوجة الثانية، وقد شعرتم بذلك بطبيعة الحال.. بعدما وضعت الحاجز الهادم بيدي مع زوجتي الأولى حينما أخبرتها بزواجي.

قررت المكوث في بيت أهلها لرفضها التام ما حدث باعتبار أنه يطعن كرامتها.. رغم كل ما قدمته لها من دواعي إلا أنها اعتبرتها واهية، وربما الحقّ معها.

فكرت قليلًا أن أصلح من خطأي لأجل حبي الأول، تلك التي علمت كم أنا أحبها حينما استشعرت خيانتها، وما كان زواجي الثاني إلا انبهارًا بما كنت محرومًا منه، دون إدراك مني أنني ظلمت فتاة أخرى معي.. ذهبت إليها وحاولت أن أصل معها لحل تقنع به، بأن زوجتي الأولى هي الأولى بالبقاء، لأنني أمتلك منها أطفالًا، وأخبرتها مشاعري تجاهها بصدق، فلم أعتد على الزيف معها منذ زواجي منها.

حلّت الصدمة على وجهها، وولّت تلك الابتسامة التي كانت ترافقها دومًا.. لتخبرني بصمت أنها حامل في شهرها الأول، وقع عليّ الخبر كالصاعقة، فأنا أصبحت بصورة “الرجل الندل”، والتي كانت أقسى عليّ مما اقترفت.

لا يفوتك أيضًا:  زوجي يهددني بالزواج بأخرى ماذا أفعل؟ (6 حلول فعالة)

نهاية تجربة فاشلة للتعدد

تجربتي مع الزوجة الثانية

علمت أن تجربتي مع الزوجة الثانية كانت فاشلة حينما لبيّت رغبات زوجتي الأولى في الطلاق بالحُسنى لأنها لا يُمكنها العيش معي مجددًا، وحينما علمت أيضًا أن زوجتي الثانية راغبة في الطلاق لأنها لن تنسى فقدان جنينها حزنًا إثر حديثي الأخير معها.. وبين هذه وتلك فقدت نظرتي لنفسي واعتبرت أنني رجلٌ أناني لم يُقدر يومًا نعمة، ولم أسعَ إلا وراء أهوائي.

في الزواج الأول أو الثاني، لابد من النظر إلى الأمور بعين المنطق والعقل.. لنا أن نترك العاطفة قليلًا حتى لا نحصد من الخيبات الكثير.