البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة

ماريهان أحمد

البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة أشار إلى بعض الآيات التي تتضمنها السورة الكريمة التي أنزلها الله لتوضيح العديد من الشرائع والأحكام، فسورة الأعراف من السور السبع الطوال في القرآن الكريم فللبحث فيها تم التمعن والاستقصاء في ثالث أطوال سورة في القرآن الكريم بعد الزهراوتين، لكن يكمن أهمية البحث فيها لتفقد ما تحتويه من شرائع ودستور تحتاجهم الأمة الإسلامية في الحياة الاجتماعية.

البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة

البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة

ورد في فضل سورة الأعراف عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ) ، كما أكد صلى الله عليه وسلم أن من أخذها هي ومجموعة السور الطويلة في القرآن نال فضل عظيم في قوله: (مَن أخَذَ السَّبعَ فهو حَبرٌ) .

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها صلاة المغرب وأنه كان يقول (مَا لِي أَرَاكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ السُّوَرِ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُول الله -عَلَيْهِ الصّلاة والسّلام- يَقْرَأُ فِيهَا بِأَطْوَلِ الطُّولَيَيْنِ، قَالَ مَرْوَانُ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أطول الطولين، قَالَ: الْأَعْرَافُ) ، فأثناء البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة يمكن تفسير قول الله تعالى ( قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ) .

حيث أنزل الله هذه الآية الكريم لبيان أن الأرض التي أنزل الله عليها البشر فيها كل حياتهم وموتهم وبعثهم إلى الله عز وجل، فحكمة الله من خلق الإنسان هي إعمار الأرض والحفاظ عليها وتحمل الأمانة الموجهة إليه، فالله منح البشر النفس والروح والعقل وكافة النعم في الكون أمانة يُسأل عنها.

كما جاء الله بقوله تعالى ( أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ الأعراف) ، التي تتضمن البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة لأنها تشير إلى النعم التي أنعم بها المولى عز وجل على الإنسان ويجب أن يشكره عليها.

لا يفوتك أيضًا:  فضل قراءة سورة الأعراف

أسباب تسمية سورة الأعراف

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسمي سور القرآن الكريم، كسورة البقرة والفاتحة وآل عمران، لكن لم يثبت أن رسول الله هو من سمى كل سور القرآن الكريم أم سمى بعضهم والبعض الآخر اجتهد فيه الصحابة رضوان الله عليهم، فقال الإمام ابن جرير (لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

فأثناء البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة تم التأكد من أن سورة الأعراف قد سماها الله عز وجل، فعرفها الصحابة رضوان الله عليه بذلك الاسم نسبةً إلى مجموعة العادات والشرائع والأحكام التي تشملها ويحتاجها المسلمين في حياتهم الاجتماعية، فالأعراف هي جمع كلمة عرف التي تشير إلى كل ما هو راقي ورفيع.

فترجع التسمية إلى كلمة عرف التي وردت في إحدى آياتها في قوله تعالى (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ) ، وكلمة الأعراف التي وردت في قوله تعالى (وَبَينَهُما حِجابٌ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيماهُم) ، والمقصود بالأعراف في تلك الآية هو سور يفصل بين النار والجنة يقف عليه من استوت الحسنات بالسيئات.

فقال أبو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن أصحاب الأعراف من لا تكفي حسناتهم دخول الجنة ولا تسمح أيضًا بدخول النار فيظلوا واقفين عند الأعراف حتى يقضي الله بينهم، حيث يمكن أن يدخلهم الله عز وجل برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء، وقيل أن الأعراف هي ما يفصل بين المؤمنين والمنافقين يوم القيامة.

سبب نزول سورة الأعراف

البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة

لم يروي الصحابة رضوان الله عليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يشير فيه إلى سبب نزول سورة الأعراف، فأثناء البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة تم الوصول إلى أسباب نزول بعض آياتها، وذلك ما يمكن تفصيله في الآتي:

1- قوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ).

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (كَانَتِ المَرْأَةُ تَطُوفُ بالبَيْتِ وَهي عُرْيَانَةٌ، فَتَقُولُ: مَن يُعِيرُنِي تِطْوَافًا؟…فَما بَدَا منه فلا أُحِلُّهُ فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ) ، فكان النساء يطوفون بالبيت الحرام عراة ويضعون فقط قطعة من القماش على عورتهم.

فأنزل الله تعالى الآية ليوصي أن يلتزم من يطوف بالبيت الحرام بما يصح من اللباس والكساء وألا يقوموا بتحريم ما صرح الله به وشرع لهم أن يقوموا به، كما منع أن يحرم أحد ما لم يحرمه عز وجل أو ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لا يفوتك أيضًا:  سبب تسمية سورة الأعراف بهذا الاسم وفضل تلاوتها

2- قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي).

قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

نزلت تلك الآية الكريمة للإشارة إلى عدم قدرة أي مخلوق على معرفة وقت الساعة حتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يعلمها إلا الله وحده عز وجل، حيث جاء رجل يُدعى جبل بن أبي قشير وآخر يُدعى شمول بن زيد وتوجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه عن موعد قيام الساعة، فلم يعرف رسول الله الموعد وأنزل الله عز وجل تلك الآية لبيان صحة قوله.

3- قوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)

كان بنو عامر لا ياكلون من الطعام إلا قليلًا وحتى في أيام حجهم لا يتناولن مزيد من الطعام خصوصًا الأطعمة الدسمة، فكانوا يعظمون من حجتهم بتلك البدعة التي كانوا يقومون بها، وعندما سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أنهم أولى بالتقشف للتقرب إلى وجه الله تعالى فأنزل الله تعالى تلك الآية لحثهم على تناول الأكل والشراب لكن بدون تبذير وإسراف.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي السورة التي تجلب الرزق والسعادة والمال

4- قوله تعالى (وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ)

كان رجل يُدعى بلعم بن باعورا وكان يعرف اسم الله عز وجل، وعندما بُعث موسى عليه السلام شعر بالخطر وأخذ يدعو أن يذهب الله موسى ومن معه من الجنود، ثم قال لهم “إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي” ، لكن عند إلحاحه في الدعاء سلخه الله عز وجل مما كان عليه وظهر على حقيقته.

لكن جاء أهل العلم في قول آخر وأن هناك رجل كان يقرأ في الكتاب ويعرف أن الله عز وجل سوف يرسل رسول للناس في تلك الزمان، فدعا أن يكون هو ذلك الرسول وعندما بعث الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم حقد عليه وحسده، فأنزل الله تعالى تلك الآية لبيان موقفه من حقده على رسول الله.

جاء القرآن الكريم بكل الأحكام والشرائع التي يحتاجها الإنسان لممارسة حياته الاجتماعية بطريقة لا تغضب المولى عز وجل، فمن يتبع ذلك الدستور الكامل ينال رحمة الله ورضوانه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *