كيف تتعامل مع الطفل الوقح

ماريهان أحمد

كيف تتعامل مع الطفل الوقح؟ وما هي أخطاء التربية التي تقع فيها الكثير من الأمهات؟ كثرت تلك الأسئلة مؤخرًا بشكل كبير مع الشعور بفقدان السيطرة تمامًا على سلوكيات الطفل فيشعرون بالفشل والإخفاق في تربية أطفالهم، ومنها كان من الضروري تقديم بعض الاستراتيجيات كحلول عملية تكون بمثابة شعاع الأمل وجسر التواصل مع الطفل مرة أخرى وعدم ترك الأمور لتتفاقم.

كيف تتعامل مع الطفل الوقح؟

كيف تتعامل مع الطفل الوقح

تختلف الإجابة على هذا السؤال باختلاف حالة الطفل النفسية والوجدانية ومدى استجابته وإذعانه لأي من الحلول التي من شأنها التعامل وفقًا لضوابط مُحددة وسوية مع الطفل، ترسم لهم برفق حدودهم والأخذ بأيديهم تدريجيًا لتعليمهم تلك الحدود وكيف يقومون باتباع تلك الخُطى والخضوع الكامل لكافة التوجهات السليمة الهادفة بشكل أساسي ليس لإعادة تقويم سلوك الطفل فقط، بل والعمل تباعًا على الحل الجذري لدوافع تلك السلوكيات، كما يُمكن أيضًا اتباع الطرق الآتية:

1- اتباع أسلوب الاختيارات

تُعتبر استراتيجية “وضع الاختيارات”أحد أهم الاستراتيجيات المُجيبة على سؤال كيف تتعامل مع الطفل الوقح، حيث إن أسلوب طرح اختيارات على الطفل تُبعدك تمامًا عن فرض الأوامر والقوانين التي تجعل الطفل مُعاندًا أكثر في ردوده الوقحة، لذا عند التعامل معه اطرحي عليه قائمة من الأفعال ليختار منها حينها لن تجدي منه أي رفض بل سيُفكر فيما يُريد اختياره والقيام به.

لا يفوتك أيضًا:  طرق معاقبة الطفل وفقا للتربية الاسلامية

2- ربط النتائج بالأفعال والسلوكيات

في هذا الأسلوب يتم فرض العقوبة على الطفل على ألا تكون مُتشددة فور ارتكاب السلوك السيئ حتى يستطيع الطفل الربط المُباشر فيما بين ما ارتكب من سلوكيات وما نتج عنها، ومنها يُمكن فرض مسئولية إصلاح ما تسبب فيه.

فإذا كان ذلك سلوكه ناتجًا عن ألفاظ سيئة يتم إلزام الطفل بتقديم الاعتذار، وإذا قام بكسر أو سكب شيءٍ ما يتم توجيهُه إلى إعادة إصلاح الأمر بنفسه ومنها سيكون أكثر حذرًا وتفكرًا في المرات القادمة بشأن ما يهرع إلى ارتكابه.

3- استراتيجية صرف الانتباه

تُعتبر من أكثر الاستراتيجيات الفعالة بالإجابة على تساؤل كيف تتعامل مع الطفل الوقح وفيها لا يتم التركيز على سلوك الطفل بشكل مُباشر كيما لا يُزيده ذلك عنادًا، فقط مُحاولة صرف الانتباه تمامًا عما يشرع الطفل في ارتكابه ومنها يُعاد توجيهُه إلى سلوك آخر من شأنه أن يُشغل انتباه ويحل محل السلوك الآخر.

4- التركيز على إشباع احتياجات الطفل

في الكثير من الأحيان يكون سلوك الطفل الوقح والمرفوض من الجميع ما هو إلا بمثابة لفت الانتباه إلى مدى حاجته للاهتمام، لذا كُن أكثر ذكاءً لفهم ما وراء السلوك وماهية الدوافع الداخلية العميقة التي تدفع الطفل إلى ارتكاب مثل تلك الأفعال، مع تسديد وتلبية كافة احتياجات الطفل سواء النفسية أو الجسدية والوجدانية التي ستُشعره بالشبع الداخلي وبأنه موضع حُبك واهتمامك حينها سيكون طائعًا مُحبًا لك بالأكثر.

5- العلاج المعرفي السلوكي

بالرجوع إلى الوسائل العلمية في التربية الحديثة فيُمكن إخضاع الطفل لبرنامج علاج معرفي سلوكي مُخصص، في حال كان كثير العصبية والغضب ووقحًا وأخذت سلوكياته العدوانية في الزيادة التدريجية وغيرها من الحالات التي قد يُلاحظ فيها على الطفل أي من الأعراض النفسية.

العلاج المعرفي السلوكي يختلف من طفل إلى آخر وفقًا لحالته من الأساس ومدى استجابته لأي من طرق العلاج، لذا يُشارك أولياء الأمور لمعرفة أنسب الطرق التي يُمكن اتباعها للتعامل مع هذا الطفل دون أن يتسبب له أي أذى أو الإساءات النفسية الناجمة عن التعامل مع الطفل بطريقة خاطئة بالاعتقاد الخاطئ في طرق التربية.

لا يفوتك أيضًا:  طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب

6- استراتيجية التفاوض

يريد أغلب الأطفال في هذا السن الشعور بالرغبة في السيطرة على الواقع المُحيط به وأنه يستطيع البلوغ إلى ما يُريد مع إذعان الجميع لرغباته، لذا فاستراتيجية التفاوض تلعب دورًا كبيرًا في نفسية الطفل بشكل ينعكس على سلوكُه.

يحدُث ذلك حينما تمنح الطفل فرصة للمناقشة والتعبير عن الرأي والإنصات إليه بشكل مُستمر وإبداء الاحترام الكامل لأفكاره والقبول التام لمشاعره ومساعدته بإعمال العقل على تحفيز طرق التفكير النقدي لتعليمه ما هو الصحيح وما الذي لا يصح.

أخطاء شائعة في طرق التربية

كيف تتعامل مع الطفل الوقح

الإجابة على سؤال كيف تتعامل مع الطفل الوقح تدعونا للحديث عن أبشع الأخطاء التي تقع فيها الكثير من الأمهات دون وعي أو إدراك كافي منها بمدى خطورة ما تقوم به، ومن تلك الأخطاء التي وجب تجنبها تمامًا ما يلي:

1- ضرب الطفل

يرتكب الكثير من أولياء الأمور خطأ فادحًا باللجوء إلى ضرب الطفل مُعتقدين أنها الطريقة الأنسب لتأديبه، إلا أنها ليست سوى طريقًا وجذرًا قويًا للأمراض النفسية التي سوف تحل بطفلك عاجلًا أم آجلًا، حتى إذا بدى لك أنها طريقة مُجديًا والطفل توقف فعلًا عن سلوكياته فإنه سيكون مكبوتًا خائفًا طيلة حياته.

لذا تقويم سلوكيات الأطفال وتأديبهم وفقًا لأسس التربية السليمة ليس لها علاقة نهائيًا بالتطرق لأي من وسائل الضرب والإهانة.

2- عدم السماح بالخطأ

الطفل في هذا العمر لا يزال يتعلم ويُدرك كيفية التعامل مع الواقع المُحيط به، لذا فإن الرغبة في الكمال والمثالية الكاملة بشكل دائم لا يسمح حتى للطفل أن يخطأ، ومنها يهرع دومًا بفرض العقوبات الكبيرة والتي غالبًا لا تتناسب في الأساس مع حجم ما ارتكب الطفل.

3- المدح على النتائج النهائية فقط

على الرغم من أن تلك الطريقة تبدو مثالية إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الأذى حينما يتم امتداح الطفل على النتيجة النهائية فقط دون الالتفات لمجهوداته ومحاولاته والتي وجب تقديرها مهما كانت النتائج غير كافية أو مُرضية لك.

لا يفوتك أيضًا:  كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 10 سنوات

4- الصراخ في وجه الطفل مهددًا إياه

من الضروري أن تكون على علم كافي بأن سلوكيات طفلك ما هي إلا انعكاس لسلوكك ومنها كان عدم الإدارة الكافية لأي من لحظات الغضب تنعكس بشكل أكثر سلبية على صحة الطفل النفسية.

يُعتبر سن الطفولة من أهم المراحل في حياة الطفل والتي يتم تأسيس بها كافة مبادئ وتوجهات الطفل التي يُتابع بناؤها في المراحل العمرية الآتية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *