هل الميت يشتاق للأحياء

هل الميت يشتاق للأحياء يعد هذا التساؤل من أكثر التساؤلات التي تشغل بال كل من فقد عزيز لديه، لذا يبحثون بشكل عميق حول نوعية هذه الأسئلة للوصول لإجابة، كما يفكرون أيضًا في أحوال الميت من حيث شعوره واحساسه في ظلمة القبر، وهذا سوف نوضحه بعمق من خلال هذه المقالة.

هل الميت يشتاق للأحياء وأهله

نوضح من خلال حديثنا عن هل الميت يشتاق للأحياء الآراء التي وردت من قِبل أهل العلم ردًا على هذا التساؤل، والتي تتمثل في الآتي:

• عندما يتوفى الإنسان ينتقل إلى حياة أخرى في عالم أخر
• من خلال الكثير من آراء أهل العلم نجد أنه على الأغلب ينشغل الميت بحاله في القبر.
• وهذا يجعل تفكيره يتجه بعيدًا عن الأهل والأحباب بشكل عام.
• وينشغل الميت في هذه الأثناء بنفسه فقط من حيث سؤال الملكين وفتنة القبر.
• بالإضافة إلى ذلك نجد أنه أيضًا ينشغل بظلمة القبر وحياة البرزخ .
• كما أن حياة البرزخ لا يعرف عنها شيء سوى ما تم ذكره في السنة النبوية الشريفة.
• علاوة على أنه لا يوجد دليل من الأدلة الشرعية يشير على أن الميت يشتاق للأهل أو الأحياء بصفة عامة.

هل يشتاق الطفل الميت لوالديه؟

يعد هذا التساؤل من التساؤلات المهمة التي يتساءل عنها الكثير من الأشخاص؛ حيث نجد أنه بالنسبة للأطفال الوضع يختلف بشكل كبير حيث يكون الطفل المتوفى شفيع لأهله يوم القيامة، بالإضافة إلى ذلك نجد أنه ثبت أن يكون الطفل الذي يتوفى روضة عند سيدنا إبراهيم عليه السلام.

ودليل على صحة ذلك هو ما ورد في الصحيح عن أبو حسان الأعرج قال:

“قُلتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ : إنَّه قدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَما أَنْتَ مُحَدِّثِي عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بحَدِيثٍ تُطَيِّبُ به أَنْفُسَنَا عن مَوْتَانَا؟ قالَ: قالَ: نَعَمْ، صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ، أَوْ قالَ أَبَوَيْهِ، فَيَأْخُذُ بثَوْبِهِ، أَوْ قالَ بيَدِهِ، كما آخُذُ أَنَا بصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هذا، فلا يَتَنَاهَى، أَوْ قالَ فلا يَنْتَهِي، حتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الجَنَّةَ”.

هل يسمع الميت كلام الأحياء؟

من بين التساؤلات المتكررة من قِبل الكثير من الأشخاص هل الميت يشتاق للأحياء ويسمع كلامهم، وتكمن الإجابة عن هذا التساؤل من خلال السطور التالية:

• يوجد الكثير من أهل العلم يقولون أن الميت لا يمكنه سماع أصوات الأحياء.
• كما أن هذا الرأي يتوافق مع كلًا من السيدة عائشة وابن مسعود وابن عباس.
• وكان دليل على هذا الرأي أدلة من الكتاب والسنة، ومنها قوله تعالى “إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ”.
• لقد ورد أيضًا عن الشيخ الألباني أنّه قال لم أر من صرّح بأنّ الميت يسمع سماعًا مطلقًا كما كان في حياته ولا أظنّ عالمًا يقول به.
• هناك الكثير من الآراء التي أجمعت على أن الميت لا يسمع الأحياء.
• بل وهناك مجموعة أخرى تؤكد أن الميت يسمع كلام الأحياء لكنه لا يستطيع الانتفاع بما سمع.

هل يشعر الميت بمن يدعو له؟

على الرغم من تقارب الكثير من الآراء حول عدم سماع الموتى للأحياء أو الاشتياق لهم، ولكن نجد أن أجر الدعاء يصل إلى الشخص الميت، وإليكم ذلك كما يلي:

• يعد الدعاء من الأمور التي ينتفع بها الشخص بعد وفاته كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.
• ومنها ما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ”.
• ولقد تم التوضيح أيضًا إن الاستغفار نفس مرتبة الدعاء بالإضافة إلى يصل إلى الميت أيضًا الصدقة والعمرة والحج.
• ولا يسعنا إلا التأكيد على أن تلك الأمور لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى.
• كما أنه من واجب كل مسلم الدعاء للميت سواء كان هذا الدعاء يصل للمتوفى أم لا.

اقرأ أيضاً:  أهم 7 تفسيرات عن الحلم بالموت ورؤية الميت في المنام

هل يرى الميت أهله بعد الموت؟

بعد الاطلاع على إجابة هل الميت يشتاق للأحياء، سوف نوضح من خلال السطور التالية الإجابة عن هذا التساؤل، والتي تتمثل في الآتي:

• لا يوجد أي أدلة من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة تؤكد على أن الميت يرى الأهل بعد الموت.
• هناك بعض من أهل العلم أكدوا على أن الميت يشعر بالأشخاص الذين يزورونه من أهله.
• كما يعرف أيضًا الأشخاص الذين يزورنه في حالة كان يعرفهم في الحياة الدنيا.
• بالإضافة إلى ذلك نجد أنه من الواجب ان يدعو الشخص للميت ويترحم عليه.
• وذلك لأهمية الدعاء الكبيرة من حيث التخفيف عن الميت عذاب القبر.
• يوجد بعض الآراء التي أجمعت على أن الميت يسأل عن الأحياء.

اقرأ أيضاً:  دعاء الصبر على فراق الميت مكتوب

هل يشعر الميت قبل دفنه بمن حوله؟

استكمالًا لحديثنا عن هل الميت يشتاق للأحياء نجيب عن هل يشعر بهم من خلال السطور التالية:

• لقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أن الموتى يشعرون بمن حولهم وذلك عن طريق السمع والاستبشار بهم بالإضافة إلى سماع حديث من حوله عند تغسيله وتكفينه أيضًا.
• كما ذكرنا من قبل أن الميت يستفيد من دعاء الأهل له بالإضافة إلى ذلك يشعر الميت بالأشخاص الذين يزورونه عند القبر.
• علاوة على أنه يفرح أيضًا كثيرًا عندما يترحم عليه الأهل.
• أما في حالة البكاء والنحيب واللطم على الميت فهذا يعذب الميت في قبره ويؤذيه.
• ويعد من الأمور الهامة التي لابد من وضعها في الاعتبار هو عدم صحة زيارة المرأة للقبور وذلك لأنه مهما كانت درجة قرابة هذه المرأة والمتوفى فلا يجوز زيارتها للقبور.

هنا نكون قد انتهينا من موضوعنا عن هل الميت يشتاق للأحياء؛ حيث وضحنا بعض الأمور المتعلقة بالموتى، والتي تشغل بال الكثير من الأشخاص ممن فقدوا شخص عزيز، ولا يزال العالم الأخر يعلمه الله سبحانه وتعالى وحده، ولا ندرك منه سوى ما تم ذكره سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة.

أ / سارة رزق

اعمل كاتبة في بعض المواقع، أُجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية والتركية، حاصلة على ليسانس آداب قسم لغة فرنسية، الكتابة بالنسبة لي عالمي الخاص هدفها إيصال المعلومة لدي القارئ بشكل بسيط ومفيد تَجعله في حالة من المُتعة أثناء القراءة.