لماذا منع الأنصار من زيارة المسجد الحرام؟

لماذا منع الأنصار من زيارة المسجد الحرام؟

إن كنت تتساءل لماذا منع الأنصار من زيارة المسجد الحرام؟ فتجدر الإشارة أولًا إلى المسجد الحرام هو أحد الأماكن المقدسة التي نالت الشهرة على وجه الأرض.. نتيجة لوجوده على مقربة من الكعبة الشريفة.

من هنا نشير إلى أنه أول بيت وضع للناس على الأرض.. وكان الغرض منه آنذاك هو عبادة الله الواحد الأحد،؛ وعليه فهو قبلة المسلمين التي يتم الاتجاه إليها في الصلاة وخلال أداء العبادات.

أما عن سبب منع الأنصار من زيارته.. فيتمثل في وقوع حادث المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والذي نتج عنه هروب المهاجرين تجنبًا للأذى الواقع عليهم من قبيلة قريش.

حيث تم استقبالهم من الأنصار.. ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شعر بالخوف عليهم من الأذى المتكرر الذي قامت به قريش، لذا فقرر منعهم من زيارة المسجد الحرام.. أي أن سبب المنع تجلى في السعي وراء حمايتهم من الأذى.

الجدير بالذكر أن الأنصار كانوا أكثر الأشخاص تصديقًا للرسول -صلى الله عليه وسلم- لذا فقد شاركوه في الأموال والأعمال.. وكانوا بمثابة الأخوة بالنسبة إليه، وإلى المسلمين.. ومن بين الشخصيات الهامة التي ظهرت في الفترة السابقة من الأنصار سعد بن عبادة والذي كان أحد قادة الأنصار.

حيث بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على حياته وكل ما يملك.. بالإضافة إلى الصحابي أسعد بن زرارة.. وعبد الله بن رواحة، وكذلك أبي بن كعب.. ونسيبة بنت كعب وسعد بن الربيع، ناهيك عن عبادة بن الصامت وأبو سعيد الخدري وزيد بن أرقم.

يوجد كذلك حبيب بن زيد بن عاصم.. ولا سيما أبو مسعود البدري وتميم بن زيد وسهل بن سعد -رضي الله عنهم- حيث كان لهم دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية في شتى بقاع الأرض.. علاوة على تصديهم للكفر والظلم في تلك الفترة.

اقرأ أيضًا: شروط التسجيل في خدمة الاعتكاف بالمسجد الحرام

مواضع ذكر الأنصار في القرآن الكريم

عقب الانتهاء من التعرف على إجابة لماذا منع الأنصار من زيارة المسجد الحرام؟ توجب الإشارة إلى فضل تلك الطائفة في الإسلام.. وإليك المواضع التي ورد ذكرها فيها عبر الآتي:

التوبة بسم الله الرحمن الرحيم: (لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
الحشر (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). صدق الله العظيم

اقرأ أيضًا: أسئلة دينية صعبه واجابتها

أحاديث نبوية عن مكانة الأنصار

إلى جانب المواضع التي ورد ذكرها عن الأنصار في القرآن الكريم.. نجد أنه قد ورد ذكرهم في السنة النبوية الشريفة، والتي وردت كالآتي:

السنة النبوية الشريفة : عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّه قال: “لَمَّا كانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ قَسَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَنَائِمَ بيْنَ قُرَيْشٍ، فَغَضِبَتِ الأنْصَارُ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أما تَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالدُّنْيَا، وتَذْهَبُونَ برَسولِ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – قالوا: بَلَى، قالَ: لو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا أوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنْصَارِ أوْ شِعْبَهُمْ” صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

حديث شريف : قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في الحديث: “خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَرَضِهِ الذي مَاتَ فِيهِ، بمِلْحَفَةٍ قدْ عَصَّبَ بعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ، حتَّى جَلَسَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ ويَقِلُّ الأنْصَارُ، حتَّى يَكونُوا في النَّاسِ بمَنْزِلَةِ المِلْحِ في الطَّعَامِ، فمَن ولِيَ مِنكُم شيئًا يَضُرُّ فيه قَوْمًا ويَنْفَعُ فيه آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ فَكانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ به النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-“.

حديث من السنة النبوية الشريفة : عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “حُبُّ الأنصارِ آيةُ الإيمانِ، و بُغضُ الأنصارِ آيةُ المنافقِ”. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

حديث شريف : عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، رَأَى صِبْيَانًا وَنِسَاءً مُقْبِلِينَ مِن عُرْسٍ، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُمْثِلًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِن أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ يَعْنِي الأنْصَارَ”.

حديث شريف عن مكانة الأنصار في الإسلام : قال البراء بن عازب -رضي الله عنه-.. أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ” لا يُحِبُّ الأنصارَ إلا مؤمنٌ ، ولا يُبْغِضُهم إلا منافقٌ ، ومَن أَحَبَّهم أَحَبَّهُ اللهُ ، ومَن أَبْغَضَهم أَبْغَضَه اللهُ” صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

اقرأ أيضًا: أسئلة دينية إسلامية للمسابقات

مواقف الأنصار في الإسلام

مواقف الأنصار في الإسلام

لا زال الحديث عن إجابة لماذا منع الأنصار من زيارة المسجد الحرام؟ مستمرًا.. وإليك أشهر المواقف التي قام بها الأنصار في عقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من خلال السطور الآتية:

  • المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار : حين وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة.. عزم على بناء المسجد.. ودعوة اليهود إلى الدين الإسلامي.. كما كان يرغب في التأليف بين المهاجرين والأنصار، وذلك في بيت أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث كان هناك 90 رجلًا نصفهم من المهاجرين بينما النصف الآخر من الأنصار.. حيث إن تلك المعاهد اشتملت على تحقيق المساواة والتعاون والتوارث عقب الوفاة؛ وعليه فقد عزم الأنصار بدورهم على تنفيذ تلك المعاهدة.. وقد كانت من أفضل المواقف التي تُحتسب لهم آنذاك.
  • موقف الأنصار من القتال يوم بدر : بايع الأنصار الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة عرفت باسم بيعة العقبة.. إذ كان الغرض منها هو نصرته داخل المدينة، وعليه فقد أراد اختبارهم في غزوة بدر التي وقعت خارج المدينة.. وعليه فقد وافقوا وبايعوه وعاونوه على الفوز بالمعركة.
  • الأنصار وفتح مكة : تم فتح مكة المكرمة وعليه فقد عاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى بلده وعشيرته.. ومن ذلك الحين وقد استقرت الأوضاع عليها واسلم العديد من قادة المشركين.. ومن بينهم معركة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو، ولكن في تلك الأثناء شعر الأنصار بالقلق كون الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيفكر في الرحيل عنهم وتركهم؛ ومن ثم فقد طمأنهم أشرف المرسلين بأنه لن يتخلى عنهم وأنه يعترف بفضلهم الكبير وبتلك المواقف الجليلة التي تحتسب لهم وقت الحرب وفي الشدة.

من خلال الفقرات السابقة أشرنا إلى إجابة لماذا منع الأنصار من زيارة المسجد الحرام؟ كما تعرفنا على أهم المعلومات الدينية المتاحة بهذا الخصوص.. والتي من الممكن الاعتماد عليها في إصقال الحصيلة الدينية لديك.

إغلاق