أواخر سورة الحشر مكتوبة

أواخر سورة الحشر مكتوبة تحتوي على عِدة دروس مستفادة، ويمكن استنباط الكثير من الحكم والإرشادات منها، والتي يجب أن يلتزم بها المسلم في حياته اليومية؛ ذلك لأن السورة لها فضل كبير جدًا يجب الحصول عليه من خلال قراءتها باستمرار، مما يبث الطمأنينة بالنفوس.

أواخر سورة الحشر مكتوبة

تعتبر سورة الحشر من أكثر سُور القرآن الكريم فضلًا، وتتكون من 24 آية، وترتيبها في المصحف هو التاسع والخمسين، وتقع في الجزء الثامن والعشرون، وفيما يلي أواخر سورة الحشر مكتوبة.

{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (23) هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

موضوعات سورة الحشر

تنوعت الموضوعات التي تضمنتها سورة الحشر بالأخص أواخرها، فقد وضحت لنا السورة كافة أحداث غزوة بني النُضير في بدايتها، كما عرفنا من خلال أواخر سورة الحشر كيف تم طرد اليهود من بيوتهم، وتم اكتشاف المنافقين الذين كانوا بين صفوف المسلمين، واتضحت خِصالهم، ووقع من فضلها:

1- بدء السورة بالتسبيح

من أهم الموضوعات التي جاءت في سورة الحشر هو بدايتها بالتسبيح، وذلك دلالة على أن كل من في السماء والأرض ينزهُ الله ويمجده ويقدسه، فالكون بما فيه من كائنات حية سواء حيوانات أو إنسان يوحدون الله.

كما بينت السورة آثار قدرة الله سبحانه وتعالى ومظاهرها من خلال إخراجه لليهود وإجلائهم من الأراضي المقدسة، فبعد أن كانوا محتمين بالقلاع والحصون في المدينة، واعتقادهم بأن لا أحد يقدر على مواجهتهم.

أصبحوا خارج كل ما كانوا يأتمنون به فقد ظنوا أن حصونهم المنيعة قد تحميهم من بأس الله، وتدفع عنهم عذابه الشديد، فقد ألقى الله الرعب في قلوب بني النضير مما جعل قوتهم تضعف.

2- موضوع الفيء والغنيمة

من أهم المواضيع التي سلطت السورة عليها الضوء هو موضوع الفيء والغنيمة، وذلك كان من أموال يهود قبيلة بني النضير، فقد بينت السورة الحكمة من تخصيص الفيء بالمساكين والمحتاجين.

كما وضحت الشروط والأحكام لكي يتحقق العدل والمساواة بين كافة طبقات المجتمع، ولا يستأثر به الأغنياء من كثرة فقر المساكين وضعفهم، وإذلالهم لأنهم قاموا بترك أموالهم وديارهم راغبين رضا الله.

3- ذكر الصحابة

كان من الضروري ذكر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والثناء عليهم، فهم المهاجرون الذين تركوا أوطانهم وديارهم فقط حبًا في الله ورغبةً منهم في إرضاءه، فالأنصار قد آثروا إخوانهم في الإسلام عن نفسهم من خلال أموالهم، وديارهم، وذلك بالرغم من حاجتهم وفقرهم المدقع، لكنهم كانوا مؤمنين بأن الغنى ليس غنى المال.

4- حال المنافقين

المنافقين الذين تحالفوا مع قوم اليهود ضد الإسلام والمسلمين، فقد ضرب الله لهم أبغض الأمثال، فقد مثلهم بالشيطان الذي يقوم بإغراء الإنسان للكفر والشرك بالله، ومن ثم تخلى عنه.

جاء ذكرهم بعد أن وضح الله عز وجل كافة صفات المؤمنين الصادقين، كما ذكر الفروقات الواضحة بين أصحاب النار وأصحاب الجنة.

5- موعظة للمسلمين

ذُكر وبالأخص في أواخر سورة الحشر حال المسلمين بلقائهم الحتمي بالله يوم الدين، ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه الإنسان سوى عمله، لا المال يُجدي ولا الجاه ولا النسب.

كما بينت الآيات مصير أهل النار ومصير السعداء من المؤمنين الصادقين التائبين، وأن الأشخاص الذين آمنوا بالله واليوم الحق سيكون لهم جنات تجري من تحتها الأنهار.

 6- ذكر صفات الله العليا

جاءت أواخر سورة الحشر مُعبرة عن تبرأ الله من صفات النقص، وأن له كافة صفات الجلال والكمال، كما تم ختم السورة بالتسبيح مثلما بدأت، هذا يشير إلى أن المقصد الأعظم من السورة هو تزيين عظمة الله.

لا يفوتك أيضًا:  السورة القرآنية التي ذكر فيها الذباب هي سورة؟

أسباب نزول سورة الحشر

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أثناء الهجرة قام بتنظيم بعض العلاقات بين المسلمين في محاولة لتوحيد صفوفهم؛ وذلك لأنها كانت تتكون من أكثر من طائفة.

في إطار تنظيمه للعلاقات.. قام بوضع وثيقة تنظيم بين اليهود والمسلمين، فقد أصدر عهد مُصالحة بينه وبين بني النضير على ألا يعاونوا أعدائه من الكفرة والمشركين، وأن يكونوا على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

لكن بعد غزوة أحد قام بنو النضير بنقض العهد، إذ خرج كعب بن الأشرب على مكة وتحالف مع قريش ضد الرسول، فقام جبريل بإخبار الرسول بذلك.

لم يكتفوا بخيانتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، فحين ذهب إليهم ليستعين بهم في دية المسلمين لبني عامر، حاولوا قتله بإلقاء الأحجار عليه، في ذلك الحين أمر الرسول بني النضير بالخروج من المدينة ومنحهم مُهلة 10 أيام؛ لنقضهم العهد والصلح الذي تم الاتفاق عليه.

سمع بذلك منافقي المدينة فقاموا بإرسال الأخبار إلى اليهود وأخبروهم بألا يخرجوا من المدينة مُقابل أن يقوموا بحمايتهم، وأن يقاتلوا معهم ضد الرسول، كما أضافوا أنهم لن يرحلوا من المدينة إلا معًا، وبسبب ذلك رفض يهود بني النضير الخروج من المدينة.

كما قاموا بالرد على الرسول بأنه إذا أراد القتال فليفعل، بالفعل قام الرسول بإصدار الأوامر بقتال بني النُضير ولكنّهم كانوا قد تحصنوا في قلاعهم المُشيدة، لكن الرسول بدأ بهدم كافة بيوتهم على رؤوسهم، وكلما نجح المسلمون في هدم أحد البيوت كان الرعب يطق قلوب اليهود وينتظرون مُعجزة تنصر المُنافقين على الرسول.

فلما يأسوا من نُصرتهم وفقدوا الأمل واقترب الرسول من البيوت الذين احتموا فيها خرجوا إليه وتوسلوا بأن يتركهم يرحلون عن المدينة، وافق الرسول ليبرهن على سماحة الدين الإسلامي وأخلاقه العالية، وخرج بني النضير على إبلهم تاركين منازلهم وأسلحتهم وكافة أمتعتهم.

في نهاية القصة استنكر اليهود أفعال المسلمين من هدم البيوت وحرق الأشجار، وقالوا إن المسلمين كانوا يزعمون بأنهم جاءوا من أجل السلام والإصلاح لا للإفساد، لذا نزلت سورة الحشر كي ترد بأن ما فعله المسلمون كان بأمر الله.

تسمية سورة الحشر

سورة الحشر من السور المدنية بالاتفاق، حيث نزلت في العام الرابع من الهجرة ونزلت في المدينة المنورة بعد أحداث غزوة أحد، كما أنها نزلت بعد سورة البينة، وقبل سورة النصر.

جاء سبب تسميتها ذلك إشارةً إلى حشر بني النضير من المدينة المنورة وجلائهم عنها إلى أريحا في بلاد الشام، كما يطلق عليها في بعض الروايات اسم سورة بني النضير بسبب تضمنها قصة هذه القبيلة.

لا يفوتك أيضًا:  معنى الفاحشة في سورة النور

الدروس المستفادة من سورة الحشر

هناك الكثير من الدروس والحكم المستفادة والتي نزلت سورة الحشر كي توضحها، فيما يلي أبرزها:

سورة الحشر من أبرز سور القرآن الكريم لفضلها الكبير، وكونها تتضمن موضوعات هامة مثل جلاء بني النضير عن المدينة المنورة لخيانتهم للرسول.