ما هي عناصر القصة القصيرة

ماريهان أحمد

من المعلوم أنها نوع فريد من الأدب، كانت القصص الخيالية والأساطير القديمة أساسًا في نشأتها وتطورها، وتختلف بدورها عن الرواية، لأنها تتناول قطاع عرضي في الأحداث وتتوغل في أبعاد النفس بصورة جليّة.

ما هي عناصر القصة القصيرة

ما هي عناصر القصة القصيرة

سردٌ من الأحداث الخيالية أو الواقعية، شعرية تأتي أو نثرية.. هادفة في مغزاها إلى إثارة اهتمام القارئ وإيصاله لفكرة ما أو توجيه أفكاره لأمر معين.

ربما يُعتد من أغراض القصص الترفيه فقط، أو التثقيف إلا أنها في المجمل تتناول أحداث معينة وتعالجها بشكل منمق على أسلوب الحكاية والعناصر الدرامية.

إنّها نوع من الفنون الأدبية، أصبح له أهمية كبيرة في العصر الحديث، وهي عبارة عن قصة كُتبت من نسيج الخيال، لا تزيد في مُجملها عن 10 آلاف كلمة ورغم هذا لا تخلو من استيفاء بعض العناصر.

1- الحدث الأساسي

أي من القصص تدور حول حدث ما، وهو جوهر القصة ومحور ما تؤول إليه، فهو من أبرز عناصر القصة القصيرة، إلا أنه عادةً ما يتشكل من وقائع جزئية.

يتم ربط تلك الوقائع ببعضها البعض على نحو منتظم لتُشكل حدثًا.. ويُبنى الحدث على أكثر من طريقة وأسلوب.

طريقة الارتجاع يستخدمها الكاتب في رواية الحدث بدءًا بالنهاية ومنها يُكمل رواية القصة.
الطريقة الحديثة العرض منذ لحظة التأزم، وبعدها الرجوع للماضي لبداية الحدث، بأساليب فنية كالذكريات.
الطريقة التقليدية يسلك فيها الروائي أسلوب التدرج من المقدمة إلى النهاية.

بالنسبة لصياغة الحدث، يُمكن أن يقوم الروائي باستخدام طريقة السرد التي تترك له الحرية في تحليل الشخصيات.. كما أن الأحداث تروى بشكل دقيق.

يُستخدم على نحو أكثر شيوعًا طريقة الضمير الغائب، لأنها من أفضل طرق الترجمة الذاتية، حيث يستخدم الروائي أسلوب المتكلم.

لا يفوتك أيضًا:  تعرف على كيفية كتابة مقال صحفي

2- الحبكة الدرامية

من أهم ما يُميز الحدث هو تلك الحبكة التي تعبر عن التسلسل الموضوعي للأحداث، إلى الوصول لنتيح من الممكن للقارئ أن يستنج من خلالها الصراع الداخلي والخارجي في القصة.. وللحبكة أنواع في القصص القصيرة .

الحبكة الناجحة يلقى البطل الإخفاقات والمصاعب التي يحلها في نهاية القصة.
الصاعدة النجاحات والانتصارات تتتالى إلى النهاية.
النازلة الإخفاقات تظل في تزايد إلى أن تنتهي.
المقلوبة البدء بالانتصارات، والانتهاء إلى الدمار.
المتوازنة عرض الأحداث، وتأزمها، ثم حلها بالتدريج في النهاية.

3- بيئة القصة

كل ما له علاقة بين الواقع الزماني أو المكاني الذي يعكس أحداث القصة وتبدأ من خلاله، وهو عنصر هام في بنية القصة القصيرة، لأن البيئة ترتبط بالشخصيات.

حيث تؤثر في صفاتهم ومنهاجهم وطريقة تفكيرهم وما ينعكس على سلوكياتهم، على أن الراوي بقدر الإمكان لا يتنوع في تغيير البيئة الزمانية أو المكانية حتى يسيطر على الأحداث بوضوح.

هناك ما يُسمى بالضبط في القصة القصيرة، يُعبر عن الوقت والمكان والموقع الجغرافي بالتحديد.. إضافةً إلى الزمن والتاريخ وحالة الطقس، ووضع الشخصيات والجو العام في القصة.

4- الخبر القصصي

عنصر من عناصر القصة القصيرة يُعتبر هو الغاية من تأليفها، كما أنه ينطوي على الهدف المراد الوصول إليه، ولابد أن يحتوي الخبر على الوحدة والاتساق بين أجزاء القصة.

لابد أن يكون الخبر القصصي مشتملًا على المقدمة والحبكة والخاتمة، على أن تلك العناصر لزامًا أن تحتوي على أثر ما أو مغزى.. حتى يصل إلى المُتلقي ويترك لديه انطباعًا.

إنّ الحبكة هي التي تمثل اللبنة الأساسية للفكرة، ويكون في القصة القصيرة حبكة واحدة، تعتبر من عناصرها الأساسية (المقدمة، الأحداث، النتيجة).

5- أسلوب الروائي

هنا نشير إلى واحد من عناصر القصة القصيرة ألا وهو طريقة راويها في جذب انتباه قارئها، حيث لزامًا على أي قصة قصيرة أن تمتاز ببعض أنماط من الأساليب.

  • لا يكون الأسلوب مُقلدًا لغيره أو محاكيًا لما سبقه حتى وإن نال إعجاب الراوي.
  • يتسم بالدقة والبساطة والوضوح.
  • سلامة اللغة والمفردات المنتقاة.
  • يحتوي على العنصر التشويقي.
  • استخدام الأساليب القوية والمُناسبة لنمط الأحداث.
  • عدم إعادة تكرار الوصف أو اللفظ.
  • الابتعاد عن الرتابة والملل في الأسلوب.

6- النسيج القصصي

إنه الأسلوب اللغوي الذي من شأنه تحقيق الهدف المرجو من القصة، حيث تختلف الأساليب اللغوية وفقًا لاختلاف الشخصيات، ويجب أن كل شخصية تتخذ أسلوب لغوي يُميزها.

الأمر الذي يضفي عليها طابع المنطقية والواقعية، كما أن هذا النسيج يتكون من 3 عناصر.

السرد رواية الأحداث سواء خيالية أو حقيقية، مما يساعد على ترابطها
الحوار يركز على كسر حاجز الملل والرتابة، وجعل القصة واقعية ويتميز بالإيجاز.
الوصف يُركز على بيان ملامح بيئة القصة، من خلال الأساليب البيانية والبلاغية المختلفة مما يُحقق التناغم والانسجام.

على أن وصف الروائي للقصة يجب أن ينبع عن رؤيته الخاصة للشخصيات، بمنأى عن وجهة النظر الذاتية، علاوة على أن وصف القصة لا يعزو إلى تزيينها الأدبي أو الجمالي بقدر خدمة الأحداث وبيانها.

7- عدد الشخصيات

واحدة من أهم عناصر القصة القصيرة أن يكون هناك شخصيات هي الأساس والمحور في الأحداث، فمن خلال تلك الشخصيات المتنوعة يُمكن إيصال الأفكار.

إلا أن القصة القصيرة تمتاز بقلة عدد شخصياتها، ولكن لكل شخصية عدة أبعاد لا يجب أن يغفل عنها الكاتب.

البعد الاجتماعي ثقافة ونشاط ودين الشخصية، وطبقتها الاجتماعية.
البعد الجسدي وصفها الخارجي، كالوزن والعمر والطول.
البعد النفسي سلوك الشخصية وأفكارها ومشاعرها وحالتها المزاجية.

في كل قصة قصيرة يوجد أنواع من الشخصيات، بين الأكثر أهمية والأقل.. فهناك الشخصيات الداعمة للقصة وهناك من لها دور أساسي تُبنى عليه الأحداث بأسرها وهي محورها.

الشخصية النامية يرتبط نموها وتطورها بسير الحدث.
الشخصية البسيطة لا يطرأ عليها أي تغيير بتغير الأحداث.
الشخصية المُعارضة تتمتع بالقوة وتعرقل الشخصية الرئيسية، وتبني الحدث وتنميه.
الشخصية المساعدة أو الثانوية أقل أهمية من الشخصيات الرئيسية إلا أن لها أدوار هامة في تسارع الأحداث وتنميها.
الشخصية الرئيسية هي ذات النمو الدائم ومحور الحدث، تمتاز بالفاعلية وتجسد الأحداث.. وهي شخصيات صعبة التكوين.

8- الصراع بين الشخصيات

هو ما يُعبر عن التصادم بين الشخصيات، وهو ما يجعل الأحداث قابلة للنمو والتغيير.. لتكون بعيدة عن الرتابة والروتين، على أن للصراع أقسام.

صراع داخلي لدى الشخصية ذاتها.
صراع خارجي بين كل شخصيات القصة.

عندما يصل الصراع إلى أوجّه فإننا نكون بصدد ذروة التأزم التي تعبر عما يُسمى بالعُقدة، وهي من عناصر القصة القصيرة، لأنها تعبر عن علاقات السببية في الأحداث.

لأن تلك العقدة يتبعها حل، أو نتيجة منطقية لتلك المسببات السابقة لها، على أنها تعتمد دومًا في القصة القصيرة على العنصر التشويقي.

هذا وكلما زادت تلك العقدة في الصراع كانت الأحداث أكثر تشويقًا، لأن تشابك الأحداث مع بعضها يجعلها تصل إلى نقطة في مُخيلة القارئ بحيث لا يُمكنه توقع ماذا سيحدث بعد؟

9- نهاية القصة

في كل قصة قصيرة يجب أن تكون هناك نهاية للأحداث من خلال إعطاء حل وافي للصراعات الحادثة فيها، فبعد أن احتدت الأحداث وتشابكت إلى حد كبير لابد في نهاية المطاف أن يتم حلها.

يُعتبر الحل هو لحظة تنوير العمل القصصي، كما أنه يُمثل غاية الكاتب من القصة، ولا يُشترط أن تكون نهاية مُقنعة للقارئ، فمن الممكن أن يعتبرها البعض هي الأفضل والبعض الآخر ينتقدها.

هذا ومن الممكن من الأساس وضع نهايات ليس لها حل محدد، فتترك حسب وجهة نظر كل قارئ، وعليه يكون للنهاية أنواع.

نهاية مغلقة تكون مُحددة لا تترك مجالًا للتأويل الشخصي، فترضي الفضول في معرفة الغاية من تشابك الأحداث.
نهاية مفتوحة يُترك للقارئ تأويلها، وتثير الفضول وتنشط من الخيال.

أنواع القصة

ما هي عناصر القصة القصيرة

في شكلها انقسمت إلى أنواع عدة، إلا أن لها تقسيمًا شائعًا يُصنفها إلى 3 أنواع.

القصة القصيرة “الأقصوصة” تُعالج جانب واحد، تركز حول حادثة أو شخصية أو عاطفة.
القصة مجموعة أحداث يرويها الكاتب ويصور فيها قطاع من الحياة.. ذات موضوع مستقل.
الرواية أكبر الأنواع القصصية، يصور الروائي الجوانب الاجتماعية والإنسانية والنفسية خلال حقبة في بيئة بعينها.

أنواع القصة القصيرة

هناك أنواع في القصص القصيرة وفقًا للغرض الذي يكتبها الكاتب من أجله.

الأسطورة الجمع بين الواقع أو الأحلام والخيال.
الفانتازيا التجزئة أو التناقض لاستكشاف العلاقة بين المؤلف والقارئ.
الدراما الشكل السردي والتسلسل الزمني (مونولوجات داخلية وتيار الوعي).
السيرة الذاتية مشهد وصفي لا يحتوي على سرد أو حبكة كاملة، ينطوي على الكشف عن تفاصيل شخصية ما.
الملحمة نوع من القصص التي تعتبر تلخيصًا لرواية تاريخية حقيقية أو خيالية.. لا تتجاوز 50 كلمة.
الخيال العلمي لا تتجاوز 2000 كلمة، وتفتقر بنية الحبكة التقليدية، وعادة ما يأتيها مفاجأة أو تغيير جذري.
الحكاية التي تُقدم في نهايتها درس قيمي وأخلاقي، وتمزج بين الخيال والواقع.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي أعراف الكتابة (الأساسية والإضافية)

خصائص القصة القصيرة

كل عنصر من عناصر القصة القصيرة يُضفي عليها سمة ما، لتتميز عن غيرها من الأدبيات النثرية والأنواع القصصية الأخرى.

  • الوصف الدقيق للبيئة والشخصيات.
  • تُمكن القارئ من تخيل مجريات الأحداث والتفاعل معها.
  • إطلاق العنان للخيال.
  • تجنب استخدام التشبيهات الأدبية والفنية المُبالغ فيها.
  • الإيجاز في بعض التفاصيل الصغيرة.
  • طابع الواقعية يظهر في الأحداث.
  • التنويع بين ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.
  • خاصية التشويق تعتبر هي الدافع الأساسي لقراءة القصة القصيرة.
  • هدفها إحداث تغير فكري أو سلوكي في المجتمع.
  • حجمها صغير.
  • لغتها سهلة.
  • تُكتب باللغة العربية وتستوعب عدة لهجات.
  • القابلية للاعتماد على الرواية الحوارية أو السردية.