تجربتي مع تأخر الزواج

أ / آية أحمد زقزوق

تجربتي مع تأخر الزواج، حيث إن الزواج أحد الأمور الهامة لكل فتاة فهو بوابة الاستقرار والعيش السعيد، والرزق بالأطفال وبناء أسرة تعيش في مودة ورحمة وسلام، وإذا تأخر الزواج قد تشعر الفتاة بالقلق وينتابها الحزن وتبدأ الوساوس والمخاوف تطرأ على بالها، كأن لم تتزوج أبدًا أو لن تصبح أم، ولكن كل شيء في النهاية نصيب والله سوف يرزق عباده بما يرضيهم في النهاية.

تجاربكم مع تأخر الزواج

فيما يلي بعض التجارب للفتيات التي تأخر زواجها وتزوجت في النهاية واستطاعت تكوين أسرة:

التجربة الأولى

تقول أحد الفتيات عن تجربتي مع تأخر الزواج، أنني كنت بلغت الثالثة والثلاثين من عمري، ولم يتقدم أحد لخطبتي برغم أني على درجة من الجمال ولدي مؤهل دراسي رفيع المستوى، ولكني من طبقة بسيطة اجتماعيًا، كما أنني كنت أشعر بأن قطار الزواج فاتني ودخلت ف حالة من الاكتئاب والعزلة، حتى أنني فقدت شغفي للعمل أو القيام بأبسط عاداتي التي تسعدني.

حتى زارتني صديقة قديمة من أيام الدراسة وبدأت أخبرها بوساوسي وعادت صداقتنا من جديد، ونصحتني أن أداوم على الاستغفار وقراءة الأذكار في الصباح والمساء ، كما قالت لي أن الدعاء بعد صلاة الفجر له تأثير السحر، وبالفعل ظللت مواظبة على كل نصائحها، وفي يوم وأنا في عملي زارتني عمة صديقتي ومعها أبنها في عملي، وأخبرتني أنها من طرف صديقتي وجاءت لطلب بعض المستلزمات.

وبعد أسبوعين أتصلت صديقتي واخبرتني أنهم يريدون زيارتنا في المنزل، وجاء أبن عمتها لطلب الزواج مني، وبالفعل تمت الخطبة وكانت سعادتي لا توصف، وبعد عام تزوجت منه تقول أنه خير رجل، وعلمت أن الله ما أجل عنها شيء إلا ليرزقها خير رجل يستحقها وتستحقه.

التجربة الثانية

تقول صاحبة التجربة أنها بلغت الأربعون من عمرها، ولم تتزوج ولكن تمت خطبتها سبعة مرات، حتى بدأت أن تشعر بأنها لم تصبح أم، وكان دائمًا يخطر ببالها أفكار سوداوية ، كما أنها بدأت تعاني من وساوس كثيرة، ولكنها كانت تتصدق كثيرًا بنية الزواج، وكانت تدعي ليل نهار بأن يرزقها الله صبيان وبنات وكانت تقول دائمًا أنها تظن بالله خير.

وعلى الرغم من تأخرها في سن الزواج إلا أنها كانت ترفض أي رجل تشعر أنه غير مناسب، لأنها كانت تعمل في منصب مرموق ولديها قدر من العلم والثقافة والقيمة المجتمعية، وفي يوم وهي في أحد المؤتمرات طلب أحد المشاركين في المؤتمر رقم هاتفها بحجة العمل، وفي المساء تحدث إليها وطلب أن يتقدم لخطبتها دون مقدمات، حتى ظنت أنه يمزح أو يحاول التلاعب بمشاعرها.

بعد التعارف علمت أنها تكبره بسبعة سنوات، ولكنه تجاوز الأمر ولم يقف عنده، وبالفعل تمت الخطبة وكان الزواج سريع للغاية، وتقول أنها لم تستوعب كل هذه الأحداث السريعة، وبعد فترة بسيطة من الزواج رزقت بحملها الأول وأنجبت ولد وبنت ثم حملها الثاني وكان ولد.

وبعد مرور عشرة سنوات من الزواج كانت تروي قصتها بكل سعادة وكأنها معجزات وأرجعتها للصدقات التي كانت تتصدق بها في وقت الكرب والعسر.

شاهد أيضًا: افضل 50 دعاء تيسير الزواج

قصص الصبر على تأخر الزواج

دائمًا ما تكون نهاية الصبر جبر ، فالله تعالى يرزق عباده بما يراه خير لهم، وفيما يلي قصة ترويها أم عن تأخر أبنتها في الزواج:

تقول إحدى الأمهات أن أبنتها تأخرت في الزواج حيث تخطت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج، مما كان يشعرها بالريبة والخوف بأن لا تتزوج أبنتها الوحيدة.

كما أن بعض الأقارب والجيران كانوا يلاحقوها بنظرات الشماتة، والبعض الأخر بنظرات العطف والشفقة، كما أن صديقات أبنتها كانوا لا يحدثوها عن زيجاتهم ولا سعادتهم خوفًا من الحسد.

تقول الأم أنها بدأت لا تحب التجمعات ولا الخروج ولا زيارة أحد، كما أنها باتت تشعر بأن أبنتها صارت معقدة ولديها شعور بالدونية وعدم الثقة بالنفس ، حتى ضاق صدر الأم وكانت تدعوا الله من قلبها أن يسعد أبنتها ويرزقها الفرح والفرج، حتى تقول أنها في ليلة خرجت إلى شرفة منزلها وباتت تدعوا الله وتبكي بشدة وحرقة.

وبعد يومين أتصلت صديقتها في العمل وقالت لها أن أحد أقاربها أنفصل عن زوجته ويريد أن يتزوج من فتاة على خلق ودين وقالت أنه ذو طبائع لطيفة ومصلي، فتقول الأم أنها في البداية أبدت رفضها ولم تشعر بالارتياح، حيث تتمنى لأبنتها رجل لم يسبق له الزواج، ولكن الفتاة قالت لا مشكلة في ذلك فقد يكون هو الخير، فاستخارت الأم الله ووافقت على المقابلة.

وبعد ذلك شعرت الأم والأبنة بارتياح وتزوجت منه الفتاة وأنجبت أربعة أطفال وعاشت حياة سعيدة، فتقول الأم كان لله حكمة لا يعلمها إلا هو، وبات الجميع يتعجب لمعاملة زوج أبنتها لها ولأبنتها فكان خير زوج وخير أبن وخير أب لأطفاله.

شاهد أيضًا: أدعية لتعجيل الزواج

الحكمة من تأخر الزواج

الزواج رزق ييسره الله لمن يشاء ويؤخره عمن يشاء، ولعل تأخير الزواج فيه خير كثير، حيث إن العبد دائماً ما يكون عجول يتمنى الأشياء ولا يعلم الخير من الشر، فيقول الإمام ابن القيم [1]

“والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه، وحكمته ولطفه، لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا”

الله تعالى خلق كل شيء مقدر، فقد يكون هناك حكمة عظيمة من تأخر الزواج، حتى يلقى الشخص ما يناسبه، أو حتى يتثنى له الوقت المناسب للزواج، أو ليحجب الله عنه شر كثيرًا، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز [2]

“وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا”

بذلك نكون وصلنا لنهاية مقال تجربتي مع تأخر الزواج وعرضنا قصص تأخر الزواج ونهايتها السعيدة، حيث أشار أصحاب القصص أن الفضل في تيسير أمورهم كان للصلاة والذكاة وقراءة الأذكار والتقرب لله عز وجل، فكل الأمور تصبح أكثر لطفًا ويسر حين يفوض العبد أمره لله الذي يختار لعباده دائمًا وأبدًا الخير الكثير.

المراجع
  1. https://www.islamweb.net/ar/fatwa/205576/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC
  2. سورة الفرقان آية 2
أ / آية أحمد زقزوق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *