ما هي الديدان المسببة لمرض الفيل؟

مريم درويش حسن

ما هي الديدان المسببة لمرض الفيل؟ وما هي أعراضه؟ حيث يعد من أكثر الأمراض شيوعًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، كما أنه من الأمراض المدارية المهملة، يُطلق عليه أيضًا داء الفيلاريات اللمفي، وانتقاله بين الأشخاص شائع ويتم من خلال البعوض، فما هي أسبابه، وكيف يمكن معالجته.

الديدان المسببة لمرض الفيل

ما هي الديدان المسببة لمرض الفيل؟

يعد داء الفيل من الأمراض التي يتسبب بها بعض الديدان الطفيلية، من نوع “نيماتودا”المشتقة من عائلة Filariodidea، وهي تنتقل عبر لدغات البعوض المصاب، كما يمكن لهذا المرض أن يصيب أي فئة عمرية، وهو شديد الألم وينشأ عنه عدة تشوهات بالأعضاء التي يصيبها وقد تتفاقم بعض الإصابات إلى إعاقة دائمة، ومن الجدير بالذكر أن الديدان المسببة للمرض تنقسم إلى 3 أنواع، كما الآتي:

دودة الواشيريريا أو الفخرية البنكروفتية، وهي مسئولة عن 90% من حالات الإصابة.
البروجية الملاوية هي السبب في إصابة أغلب الحالات المتبقية.
البروجية التيمورية تتدخل في جزء من الإصابات لكن ليس في كل المناطق.

لا يفوتك أيضًًا:  هل الديدان تسبب رائحة الفم الكريهة عند الصغار و الكبار

ما هي أعراض مرض الفيل؟

في بعض الأحيان قد يقتحم مرض الفيل جسم الأطفال فجأة دون ظهور أي أعراض سابقة، ثم من الممكن أن تشرع في الظهور بعد ذلك، ومن الجدير بالذكر أنه منتشر بكثرة في آسيا بمناطقها الاستوائية وشبه الاستوائية، أفريقيا، أجزاء من منطقة بحر الكاريبي، غرب المحيط الهادئ، وفي أمريكا الجنوبية، ومن أبز أعراضه:

  • التورم: وهو أكثر الأعراض شيوعًا ووضوحًا، والدلالة الأولى على داء الفيل، ويبدأ انتشار التورم من منطقة الصدر والأعضاء التناسلية، لكن تعد الأرجل هي أكثر المناطق عرضة للتورم، وتؤثر بشكل كبير على الحركة، كما ينتج عنها ألم شديد.
  • تأثر الجهاز المناعي: حيث يؤدي وجود هذا المرض في الجسم إلى اختلال أجهزته ويؤدي لظهور أعراض مثل، القشعريرة والحمى.
  • تغييرات جلدية: يؤثر المرض على العديد الجلد ويعتريه العديد من التغيرات، فيصير أكثر جفاف وسماكة، كما يصير لونه أغمق من المعتاد بسبب القرح.
  • العدوى الثانوية: حيث إن ضعف الجهاز المناعي يؤثر بشكل كبير على زيادة نسبة التعرض لأنواع أخرى من العدوى الثانوية.

توابع أعراض مرض الفيل

في حالة تم إهمال هذا المرض المؤلم، ولم يتم التدخل الطبي في الوقت الملائم، فإن هذا ينتج عنه مضاعفات قوية تؤدي إلى تدمير الجهاز الليمفاوي الذي له دور كبير في مقاومة العدوى والالتهابات، ومن أبرز هذه المضاعفات:

  • الإعاقة: تفاقم داء الفيل يؤدي إلى وجود إعاقة دائمة، تحد من تحريك أجزاء الجسم بسهولة نتيجة التورم، بل وإن مجرد الحركة تكون صعبة وثقيلة.
  • مشكلات نفسية: نظرًا للتغيرات التي تطرأ على الجسم من تغيير في شكل الجسم خاصةً في الأطراف، وفي مظهر الجلد، فإن هذا يؤثر بشكل كبير على نفسية المريض لحد يصل إلى الاكتئاب، فلا يستطيع أن يقوم بمتطلباته الأساسية بسهولة كما المعتاد.
  • التهابات ثانوية: نتيجة تلف الجهاز الليمفاوي فإن الالتهابات الفطرية والبكتيريا تنتشر بسهولة بين أجزاء الجسم المصابة.

تشخيص مرض الفيل

في أثناء التطرق للبحث عن موضوع ما هي الديدان المسببة لمرض الفيل، فمن الضروري التعرف على طرق التشخيص التي يتطلبها المرض، حيث يقوم الطبيب بعدة إجراءات كي يأتي التشخيص بشكل سليم، ومن ثم وصف العلاج وفق الحالة، وتتضمن طرق التشخيص ما يلي:

  • الفحص الطبي: يقوم فيه الطبيب بتفحص التاريخ الطبي للمريض، وطرح عدة أسئلة استفسارية حول الفترة السابقة، إذا ما تعرض المريض للدغات بعوض، ثم يتطرق للفحص السريري، والتأكد من وجود الأعراض الشائعة، مثل، تورم الساقين وما إلى ذلك.
  • التحاليل الطبية : من أهم طرق التشخيص للتيقن من الإصابة الطفيلية، ومن الجدير بالذكر أن عينات التحاليل يتم أخذها في الليل، نظرًا لنشاط أغلب الديدان الأسطوانية في فترة الليل.
  • الاختبارات البديلة: وهي للكشف عن الطفيليات، لكن في أغلب الأحيان تظهر النتائج سلبية، حيث إن الإصابة قد تتطور بعد سنوات من الإصابة الأولية.
  • إجراء الإشاعات: يُطلب من المريض أن يجري بعض من أنواع الأشعة، مثل، الأشعة السينية، الموجات الفوق صوتية، وهي تكون من أجل التأكد من تشخيص المريض، واستبعاد حالات أخرى مسببة للتورم.

طرق علاج مرض الفيل

إن طرق السيطرة على المرض متعددة، كما تتوفر أكثر من طريقة للعلاج تساهم في تخفيف وطأة المرض وأعراضه، ومنها:

أولًا: السيطرة على العدوى

تكون من خلال تناول الأدوية التي تعمل على قتل الديدان المتغلغلة في دم المريض، مما يساعد على الحد من انتشار المرض وانتقاله للآخرين، لكن تجدر الإشارة بأنها لا تقوم بقتل كافة الطفيليات، ومن الأدوية المضادة، دوكسيسيكلين، ثنائي إيثيل كاربامازين، البينزا، إيفرمكتين.

ثانيًا: السيطرة على التورم

يتم في هذه المرحلة السيطرة على التهابات الجلد الناتجة عن أعراض التورم، من خلال:

  • الأدوية وغسل الجلد المتضرر يوميًا بالماء والصابون.
  • ترطيب البشرة، ورفع الأطراف المتضررة بالتورم كي تتدفق السوائل فيها بشكل سليم.
  • تطهير الجروح بشكل دوري، للحد من الالتهابات الثانوية.
  • الانتظام على ممارسة الرياضة لدعم الجهاز الليمفاوي.
  • لف الأطراف حتى لا يتفاقم التورم.

ثالثًا: السيطرة على الأعراض الثانوية

تتم إدارة الأعراض المصاحبة الأخرى الناتجة عن ضعف الجهاز المناعي وانتشار الطفيليات بالجسم، من خلال مضادات حيوية، ومسكنات، مثل، مضادات الهيستامين

رابعًا: الاستئصال الجراحي

في حالة تفاقم المرض قد يضطر الطبيب اللجوء إلى الجراحة، للتخلص من الأنسجة اللمفاوية التالفة، وتخفيف الضغط في بعض المناطق

خامسًا: الدعم النفسي

هو من أهم طرق العلاج التي يقوم على أساسها نجاح طريقة العلاج أيًا كانت، حيث إن حالة المريض النفسية تكون متدهورة، وبطبيعة الحال تؤثر بشكل كبير على استجابة العلاج، لذا يُنصح بحضور مجموعات الدعم، أو حضور جلسات دعم فردية حسب ما يلائم المريض. [1]

كيفية الوقاية من مرض الفيل

توجد عدة طرق يمكن من خلالها تجنب التعرض لداء الفيل لحدٍ كبير، ولا بد اتباعها خاصةً من قِبَل الأشخاص الذين  يعيشون في مناطق ممتلئة بالبعوض، أو يسافرون لها كثيرًا، وهي طرق بسيطة للغاية، من أبرزها:

  • المداومة على رد مبيد طارد الحشرات
  • النوم تحت الناموسية، كي لا تتسلل تلك الطفيليات إلى أي جزء من الجسم وتتمكن منه
  • الحرص على تغطية كافة أجزاء الجسم، فيفضل ارتداء سراويل طويلة، وقمصان أو غيرها ذات أكمام طويلة .
  • تجنب مداومة العيش في بيئة غير صحية لفترة طويلة، والانتقال منها في أقرب فرصة.

لا يفوتك أيضًا: أسباب وعلاج الديدان عند الاطفال

في ختام المقال، نكون سردنا إجابة السؤال عن، ما هي الديدان المسببة لمرض الفيل، كما أعراض المرض وتشخيصه، طرق العلاج، وكيفية الوقاية منه.

المراجع
  1. https://www.healthline.com/health/elephantiasis

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *