هل يجوز خروج المطلقة في العدة من أجل العمل أو حضور المناسبات

عبدالرحمن محمد

كثُرت الفتاوى حول خروج المطلقة من منزلها خلال فترة العدّة فالبعض قد نهى والبعض الآخر وافق على خروجها مادام الأمر ضروريًا، ولكن كغيرها من الأمور التي يوجد عليها اختلافات يضع لنا الدين والشيوخ الحدّ حسب القرآن والسنة للوصول إلى الرأس الأكثر صوابًا.

هل يجوز خروج المطلقة في العدة من أجل العمل أو حضور المناسبات

عندما طُرح هذا السؤال على الدكتور أحمد ممدوح الذي يعمل كأمين الفتوى بدار الإفتاء، أجاب معلقًا: أنه بالفعل يجوز للمرأة الخروج أثناء العدّة مادام الأمر ضروريًا .

ولكن بعد أن تحصل على موافقة من الطليق، مع ضرورة الالتزام بكافة الأداب الشرعية مثل، ألا تبيت خارج منزلها، وبالتالي هذا يؤكد أن خلال شهور العدة يمكن للمرأة أن تخرج من منزلها إن تطلب الأمر.

علق أحد رجال الدين على تساؤل امرأة تسأل حول إمكانية الخروج إلى العمل لعدّم قدرتها على الحصول على أجازة من العمل حتى تنتهي العدّة خاصةً وإنها لم تخبر أحد من زملاء العمل بخبر الطلاق خوفًا من نظرة المجتمع.

فأجاب عليها الشيخ أن الأصل بالدين أن تظل المرأة تسكن في بيت زوجها الذي طُلقت فيه، ولا حرج من الخروج ولكن للضرورة القصوى مع شريطة الالتزام بالآداب.

بالتالي فالعمل هو من الأمور الضرورية، فنصحها الشيخ بمواصلة عملها وأنه لا حرج في هذا الأمر ما دام العمل مُباح، بينما المناسبات هو أمر لا يفضل خاصةً في حال كان الطلاق رجعيًا.

لا يفوتك أيضًا:  حكم خروج الأرملة في شهور العدة في الإسلام

اختلاف الآراء حول خروج المطلقة في العدة بالدلائل

هل يجوز خروج المطلقة في العدة من أجل العمل أو حضور المناسبات

بالتأكيد لا يُمكن الإسناد إلى رأي يتعلق بالدين إلا من خلال الاعتماد على دلائل دينية حقيقية، ونظرًا لاختلاف العُملماء حول خروج المرأة، لهذا جمعنا لكم أهم الأراء بالدلائل حسب ما اسندها كُل عالم.

1- الرأي الأول

إذا كان الطلاق رجعي في تلك الحالة يجب على الزوجة أن تلتزم البيت وألا تخرج منه إلا إن أتت بفاحشة مُبينة أي عصيان فأخرجها الزوج، بينما في حالة الطلاق البائن أي تلك المرأة التي طلقت للمرة الثالثة.

يمكنها أن تقضي عدتها في بيت أهلها أو بين طليقها شريطة عدم خلوتهم، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:

(يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) الطلاق/1.

2- الرأي الثاني

أكد الجمهور أن عّدة المطلقة كعدّة الأرملة، أي أنها لا تخرج في الصباح إلى في حالة الحاجة الشديدة ولا في الليل إلا للضرورة القصوى، بينما اختلف بعض العلماء أن المطلقة تختلف عن الأرملة حيثُ يمكنها الخروج من منزلها كأي امرأة ولكن هذا في حال الطلاق الرجعي.

فيمكنها الذهاب إلى أقاربها والمسجد والجيران وغيره من الأماكن، ومؤكدين أن الغرض من الآية

( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ )

ليس الخروج من البيت نصًا ولكن عدّم مفارقة المنزل والنزول بمنزل آخر، لأن بالأصل لا يصح لها البيات خارج منزلها أثناء العدّة.

3- الرأي الثالث

لكن في حال قامت الزوجة بخلع الزوج يجوز للزوجة الخروج ولو بغير أذن، وذلك نظرًا لزوال الزوجية، والدليل على ذلك ما جاء في

مغني المحتاج”(5/174): ”والمعتدة الحائل البائن بخلع أو ثلاث لا نفقة لها، ولا كسوة قطعاً لزوال الزوجية، فأشبهت المتوفى عنها “.

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر

الحكمة من مشروعية العدّة

هل يجوز خروج المطلقة في العدة من أجل العمل أو حضور المناسبات

لكي تكون عدّة الطلاق شرعية، يجب القيام بعدّة إجراءات لتجنب المشاكل فيما بعد، وهي:

فحص الرحم للتأكد من عدم وجود حمل خاصة في حال زواج الزوج، وذلك منعًا للاختلاط .
عدم خروج من المنزل تجنب الخروج طوال فترة العدة وذلك للحفاظ على كرامتها حتى لا تكون محلًا لتناول الألسنة.
ترك الزينة ذلك لكي تكون مناسبة مع طبيعة النفس البشرية، نظرًا أن المرء يحزن وقت وقوع المصيبة والطلاق والفراق بمثابة مصيبة تحل على المطلقين.
تسهيل العلاقة بينهما خاصةً في حال كان الطلاق رجعيًا فيحاول كلا الطرفين تسهيل السبيل للحفاظ على العلاقة الزوجية بينهما خاصةً في حال كان هُناك أطفال.
تحريم نكاحها أو خطبتها خلال العدة لكسر رغبة الرجال في نكاح تلك المرأة.
الهدف من العدّة العدة هي مراعاة لمشاعر الزوج فتأتي بمثابة أسف له ولأهله عما حدث بينهم.

إن أبغض الحلال عندّ الله الطلاق فهو بمثابة مصيبة ولكنه بالنهاية من الأمور التي أحلها الله لعباده المسلمين، لذلك يُمكننا إن كان قرار الطلاق نهائي يجب على الزوجة الالتزام بآداب العدة تنفيذًا لأمر الله.