هل يجوز للمسلم أن يتزوج مسيحية أو يهودية أو شيعية

عبدالرحمن محمد

تختلف الآراء حول الرفض والإيجاز حول زواج المسلم من غير دينه خاصةً إذا كان سيتزوج من فتاة تنتمي ديانتها إلى أحد الكتب السماوية، ونظرًا أن بعض العلماء أجاز الزواج ولكن بشروط محددة والبعض الآخر رفضه رفض تام، كان يجب أن يتدخل الفقهاء للرد على تلك التساؤلات من خلال الاستدلال بالدلائل الدينية.

هل يجوز للمسلم أن يتزوج مسيحية أو يهودية

كما هو متعارف عليه أن الله عز وجل شرع للرجل أن يتزوج من نساء أهل الكتاب، وذلك لأن تشريعات الدين الإسلامي ليست قائمة على التعصب لدين مُحدد بل قائمة على الحكمة والسعي وراء تحقيق المصلحة العامة.

ولكن لم يترك الإسلام الزواج مُباحًا هكذا، بل تحدد له عدّة شروط، ولكن قد يتساءل الجميع أنه بالفعل اليهودية والمسيحية من أهل الكتاب ولكن الشيعية قد يختلف معها الأمر.

بالفعل رد أحد الفقهاء على ذلك التساؤل ووضح أن الشيعية مسلمة ومن أهل الكتاب ولكنها من الفئة المخالفة لأهل السنة والأصول والعقائد.

وهل يرجع لعدم التمسك بالأصول وضعف إيمانهم وحسب، رأي البعض أنه لا يُمكن الإيمان بجزء من الدين والكفر بالجزء الآخر فأشار البعض أنه لا يصلح نكاحها حتى تتوب.

بينما رأي بعض العلماء أنها بالنهاية مسلمة ويحق النكاح ولكن كان الرأي الأغلب أنه لا بُد أن تتوب حتى يصلح النكاح وذلك ابتعادًا عن الشبهات في ذلك الرأي.

مع العلم أنه يفضل أن تكون المرأة غير متعصبة لرأيها نظرًا لكونها على عدم علم تفصيلي بهذا المذهب، فحسب ما أشار له العلماء أنه إن ظهر الحق لزم اتباعه، وقد استندوا بهذا الرأي على دليل من السنة .

أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

(لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) [1]

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز زواج التجربة وما حكم زواج التجربة

شروط زواج المسلم من نساء أهل الكتاب

هل يجوز للمسلم أن يتزوج مسيحية أو يهودية أو شيعية

في سياق الحديث حول هل يجوز للمسلم أن يتزوج مسيحية بالرغم أن الإسلام قد شرع زواج المسلم من غير المسلمة ولكن وجب توافر بعض الشروط حتى يصح هذا الزواج ولعل من أهمها:

العفة الحرص على أن تكون المرأة عفيفة لا تدعو إلى الفاحشة أو تعلن بها، وفي حال كانت المرأة

كذلك يلزم أن يقوم هذا الرجل بمنعها وبعدها عن ارتكاب الحرام حتى يصح الزواج.

المرأة كتابية التأكد أن تلك المرأة كتابية، نظرًا لحدوث الكثير من الاختلافات في الدين، أي تكون مؤمنة أن الله لا ابن له

وأن عيسى رسول من عنده وأنها ليس ابن الله، فالدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى

(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ). سورة المائدة (الآية :5).

الكره التأكد أنها لا تعادي ولا تكره المسلمين والإسلام، وبالتالي لا تسئ للنبي مُحمد أو للإسلام، وذلك حتى لا تفسد دين زوجها وأولادها.
أركان الزواج يجب أن تكون كل أركان الزواج معقودة أي يوجد العاقدان والمعقود عليها

وأن تكون صيغة الزواج قائمة وهي (

زوجتك ابنتي وهكذا) مع ضرورة الإشهار.

صحة الزواج لا يقوم الزوج مثلًا بالهروب من أجل إتمام الزواج أو ارتكاب الفواحش للاضطرار للزواج.
عدّم الادعاء يجب ألا تكون كافرة أو تدعي أنها من أهل الكتاب ولكن في باطنها غير ظاهرها وهذا يُمكن أن يلاحظه الرجل

من خلال التزامها وحديثها عن الدين وغيرها الكثير من الأمور التي تتعلق بذلك الجانب.

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز للرجل أن يتزوج أخت أرملته؟

هل زواج المسلم من غير المسلمة مكروه

هل يجوز للمسلم أن يتزوج مسيحية أو يهودية أو شيعية

حسب ما أورده العلماء أن الزواج من المسلمة أولى ولكن لم يحرم الله الزواج من غير المسلمة ما دامت كتابية، ولكنه بالفعل مكروه.

وذلك لأن الزواج من كتابية حرة يلزم الزوجين بالعديد من المحاذير خاصةً أنه من المرجح أن تكون للزوجة تأثير على الأبناء فيما بعد فتجعلهم يتبعون ملتها.

فقد قال المواق -المالكي- في التاج والإكليل: ابن عرفة:

المذهب كراهة نكاح الحرة الكتابية. في المدونة: إنما كرهه مالك ولم يحرمه؛ لما تتغذّى به من خمر وخنزير، وتغذّي به ولده، وهو يقبّلُ ويُضاجِع، وليس له منعها من ذلك، ولا من الذهاب للكنيسة هذا للشيعية واليهودية لمقر العبادة.

بعد معرفة هل يجوز للمسلم أن يتزوج مسيحية او شيعية إن الزواج رابطة قوية قائمة على الحب والمودة قد لا يحرم الله الزواج من غير المسلمة ولكنه بالنهاية من الأمور التي لا تستحب لما يقابلها من محاذير ومشاكل عديدة يمر بها الزوجين على حِدة.

المراجع
  1. رواه البخاري (2942) رواه مسلم (2406) .