قصص معبرة عن الحياة هادفة قصيرة

أ / مروة سامي الجندي

في بداية الحديث حول قصص معبرة عن الحياة تحكي القصة الأولى عن بر الوالدين، حين يبر الإنسان بوالديه وهو صغير سوف يبر به أولاده حين يكبر ولو أعاق الإنسان والديه وهو صغير سوف يعوقه أولاده حين يكبر، وتحكي القصة الثانية عن حسن استخدام الفرص التي تقدمها لنا الحياة.

قصص معبرة عن الحياة

بر الوالدين من قصص معبرة عن الحياة

إحدى قصص معبرة عن الحياة قصيرة هذه القصة التي تحكي القصة عن فتى توفى والده وكان يعيش مع والدته وصممت الأم على أن يكمل أبنها دراسته وكانت الأم تعمل من أجل أن تصرف على أبنها

وعلى دراسته ولما عرض عليها أن يعمل هو وترتاح هي في المنزل رفضت من أجل ألا يعطله العمل عن دراسته، وكان الفتى يفكر دائما أنه عندما ينهى دراسته سيهلك نفسه في العمل حتى يستطع أن يسدد جزء من جميل والدته وما تفعله من أجله ولكن توفت الأم قبل أن ينتهي الفتى دراسته.

حزن الفتى كثيرا على فراق والدته ونذر نذرا لله أن يخرج من راتبه كل شهر مبلغا للفقراء ويكون صدقة على روح أمه، وظل يدعي لها في كل صلاة يصليها ويفعل أعمال خير كثيرة

ويهبها لها ووضع في كل المساجد برادات ماء كصدقة على روحها ومرت السنين وتزوج الشاب وأصبح رجل ولديه أولاد وفي أحد الأيام ذهب الرجل إلى المسجد ليصلي فوجد بعض الرجال يضعون براد ماء في المسجد.

تضايق الرجل من نفسه وقال لقد وضعت في كل المساجد التي أعرفها برادات ماء فكيف نسيت أن أضع براد ماء في ذلك المسجد، وجاء إمام المسجد ليشكر الرجل على براد الماء

فتعجب الرجل وقال له أنا لم أحضر شيء، فقال له الإمام لقد أحضره أبنك في الصباح، ولما عاد إلى المنزل وسأل أبنه فقال له الأبن أنا من أحضرته ولكنني وهبت أجره لك مثل ما فلعت أنت مع جدتي.

اقرأ أيضًا:  قصص قصيرة فيها عبرة (قصة تاجر الأقمشة)

سر بكاء الشيوخ

كان هناك رجل غني جدا ولديه الكثير من الأموال والخدم ولم يكن لديه أبناء سوى أبن واحد فقط ومات وترك الأرض وورث أبنه عنه كل تلك الأموال

مرت سنوات وكان الأبن يضيع الأموال على أمور تافهة حتى أصبح فقيرا وأضطر إلى العمل مع الخدم وذات يوم كان الشاب جالس مع الخدم فجاء أحد الرجال الأثرياء ليختار واحدا منهم ولما رأى ذلك الشاب قال له يأبني يبدو عليك أنك من الأثرياء فما الذي أجبرك على العمل مع الخدم.

فقال الشاب أنه القضاء والقدر، فقال له الرجل هناك 10 من الشيوخ يقيمون في منزل واحد وأريد منك خدمتهم ولكن عليك أن تكون كاتما للأسرار ولا تخبر أحد ما سوف تراه أو تسمعه وﻻ تسأل عن شيء، فقال له الشاب سمعا وطاعا.

وعندما صل الشاب إلى المنزل وجد 10 شيوخ جالسين متقابلين ويرتدون ملابس سوداء ويبكون فتعجب الشاب لما رأى وأرد أن يسأل الرجل عن سبب جلوسهم هكذا ولكنه تذكر أتفاقه مع الرجل فسكت وأعطى الرجل صندوق للشاب به 30 ألف دينار وقال له خذ هذا الصندوق وأنفق منه على الشيوخ وعلى نفسك بالعدل، وهذه كانت من أفضل قصص قصيرة معبرة

الباب العجيب

قصص قصيرة معبرة

ظل الشاب يصرف على الشيوخ حتى ماتوا واحد تلو الآخر ولم يتبقى سوى الرجل ولما أقترب أجل ذلك الرجل قال للشاب إذا أراد أن ﻻ يصيبه ما أصاب تلك الشيوخ

فلا يفتح ذلك الباب ومات الرجل وأراد الشاب أن يعرف ما وراء ذلك الباب، ففتح الشاب الباب ووجد ممر ضيق أستمر بالسير فيه حتى وجد طائر عملاق حمله وحلق به إلى جزيرة كبيرة ووجد بها الكثير من الحوريات رائعة الجمال.

أخذ الشاب الحوريات إلى الملك وإذا بالملك فتاة في غاية من الجمال وسألته أن يقبل الزواج منها، وقالت له كل شيء في تلك المملكة ملك لك ولكن تفتح ذلك الباب حتى لا تندم

عاش الشاب في سعادة وذات يوم أراد الشاب أن يعرف ما وراء ذلك الباب ولما فتحه وجد نفس الطائر العملاق إعادة من الباب الذي أتى منه وظل الشاب يبكي مثل ما كانت الشيوخ تبكي حتى مات.

شجرة الصفصاف

في قديم الزمان كان هناك رجلا كسولا جدا يقضي يومه جالسا  لا يفعل أي شئ وكلما طلبت منه زوجته أن يخرج للعمل ليحضر المال والطعام لأولاده كان يغضب ويترك المنزل متجها إلى أطراف البلدة ويجلس تحت شجرة الصفصاف ويظل يتأمل فيما حوله.

وكانت الناس يهيأ لها أنه يتحدث مع تلك الشجرة من كثرة جلوسه تحتها وفي يوم من الأيام تحدثت الشجرة مع تلك الرجل وأخذت توبخه على كسله قالت له لماذا لا تذهب إلى عملك مثل ما يفعل باقية الرجال فأنت لا تفعل شيئا مفيدا في يومك.

شعر الرجل بالخجل من نفسه فكل الناس توبخه حتى الشجرة أيضا وفي اليوم الثاني قرر الرجل أن يذهب ليبحث عن عمل وقبل أن يذهب لمكان العمل مر على الشجرة وقال لها أنه سوف يذهب ليبحث عن عمل له وأنه سوف يذهب أيضا إلى الحكيم ليعالجه من ذلك الكسل

قالت له الشجرة بالتوفيق وطلبت منه أن يسأل الحكيم عن مشكلها التي أخبرته بها ولما جاء الليل وبدأت الكلاب بالنباح والذئاب بالعواء وأنتشر السكون في أرجاء القرية.

اقرأ أيضًا:  قصص انجليزية مترجمة

الأبله عدو نفسه

ولما علم الذئب وصول الرجل جاء مسرع ليعرف حل مشكلته فقال له الرجل حل مشكلتك أن تأكل كبد إنسان فاقد القدرة علي تميز الصواب والخطأ والشيء الضار والشيء النافع، أنقض الذئب على الرجل وأخذ ينهش في لحمه حتى وصل إلى كبده والتهمه ثم تركه وأنصرف.

وعندما علم أهل القرية ما حدث امتلاء قلوبهم بالرعب وأغلقوا أبوابهم وظلوا داخل بيوتهم خائفين أن يخرجوا منها حتى لا تلتهم الذئاب كبدهم لتشفى من جربها وأخذت الناس تقول أن الأحمق لا يضر نفسه فقط بل يضر كل من حوله.

غاندي والحذاء

تلك إحدى قصص معبرة عن الحياة والتي يُحكى أنه ذات يوم كان غاندي يجري في محطة القطار بأقصى ما لديه ليلحق بأحدي القطارات، وبمجرد أن وصل الى رصيف المحطة

وجد أن القطار قد تحرك بالفعل فحاول غاندي أن يجري ملحقاً به أملاً في الوصول، وفعلاً نجح غاندي في الوصول للقطار والتشبث به حتى صعد على متنه

ولكن خلال ذلك سقطت إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا أن خلع الفردة الثانية بسرعة ورمى بها على مقربة من الفردة الأولى بجوار محطة القطار بدون تفكير كيف سيمشي بعد ذلك.

تعجب أصدقائه والناس من حوله كيف لهذا الشخص أن يُلقي بفردة حذائه المتبقية فسألوه عن السبب وراء رمي الفردة الأخرى من الحذاء

فقال غاندي ببساطة: أحببت أن يجد الفقير الذي سيعثر على فردتي حذائي ان ينتفع بها، فإذا وجد فردة واحدة لن تفيده وكذلك لن استفيد أنا من فردة واحده، وبما أنه من الصعوبة ان استطيع العودة الى الفردة الأولى، فالفقير أحق بالفردة الثانية.

الحكمة من القصة: ما لن يُفيدك قد يُفيد غيرك، فأحرص على فعل الخير أينما كنت.

 قصة القائد الحقيقي

تابع قصص هادفة قصيرة شهدت الخطوط الجوية السنغافورية هذه القصة بالفعل، ففي أحدى الرحلات أصيب راكب بالطائرة بحالة إعياء شديد خلال الرحلة

وازداد الأمر سوءاً بأنه بدأ في التقيؤ بشكل مبالغ فيه بوسط ممر الطائر، تجاهل المضيفين هذا الراكب بعد أن أثار تقيؤه الشديد اشمئزازهم، فلفت انتباه المشرف ما يحدث

فذهب مسرعاً الى هذا المسافر وبدأ في مساعدته وتنظيف أرضية الطائرة دون أن يطلب من أحد مساعدته، الأمر الذي جعل المضيفين يسارعون في مساعدته عن رضا نفس دون توبيخ أو إهانة منه لأحد.

الحكمة من القصة : الأفعال الحقيقية هي التي تجعلك محبوباً وقائداً ناجحاً وليس الكلام.

اقرأ أيضًا:  قصص فكاهية طريفة مضحكة جدا مكتوبة

الإمبراطور وقطعة النقود

يُذكر أنه في دولة اليابان كان هناك إمبراطور يحكمها فترة من الزمان، وقد اعتاد هذا الإمبراطور قبل أي حرب يخضوها مهما كان حجمها، بإلقاء قطعة من النقود في الهواء ويتركها لتسقط فإذا جاءت صورة يقول لجنوده سننتصر وإذا جاءت كتابة يقول لهم سنُهزم.

والغريب في الأمر أنه في كل مره كانت تظهر له الصورة، وكان الجنود في سبيل ذلك يقاتلون بحماس حتى أخر دقيقة وبالفعل ينتصروا على عدوهم.

مرت السنوات وظل هذا الإمبراطورات يحقق انتصارات كبيرة لدرجة انه استطاع خلال فترة توليه اليابان أن يوحد الدولة تحت حكمه ويصبح هو إمبراطوراها الأول، وكانت له من الهيبة والنفوذ ما كان يجعل الجميع يخشى الاقتراب منه او الاعتداء على دولته.

وعندما تقدم به العمر وأصابته الأمراض دخل عليه ابنه الذي سيرث الإمبراطورية من بعده وقال له: يا أبي أريد منك ان تمنحني القطعة النقدية التي كنت تبدأ بها انتصاراتك لأواصل تحقيق ما بدأته.

فأخرج الامبراطور القطعة من جيبه وأعطاها الى ابنه، فأخذها ابنه ونظر اليها ففوجئ بأن وجهي العملة بهما صور، فقال لوالده بغضب دون مراعاة حالته الصحية: لقد خدعت الناس طوال تلك السنوات، ماذا أقول لهم بعد موتك، أقل لهم أبي البطل مخادع؟

فرد الإمبراطور قائلاً : لم أخدع أحد يا بني، فمنطق هذه الحياة هو أن تخوض المعركة وامامك خياران فقط، الأول هو الانتصار، والثاني هو …، صمت الإمبراطور لفترة ثم تابع: الانتصار أيضاً هو خيارك الثاني، فمن لا يحب النجاح لا يقبل سوى بالهزيمة والفشل.

الحكمة من القصة : لا تدع مجال للفشل ، أؤمن بأن كل الطرق تؤدي الى النجاح والانتصار.

الذئب الأجرب

جاء الذئب الأجرب كعادته يجلس تحت تلك الشجرة وظل يتحدث معها حتى علم بقصة ذلك الرجل الكسول فركض الذئب مسرعا حتى يلحق بذلك الرجل ليخبره أن يسأل الحكيم عن دواء يشفيه من تلك الحكة التي تمنعه من النوم.

وتابع الرجل سيره ولما وصل إلى النهر جلس لينتظر قارب ليعبر به الضفة الأخرى من النهر فوجد سمكة كبيرة تقفز من الماء إلى الشاطئ ثم بعد دقائق تقفز في الماء الماء أخرى واستمرت على تلك الحركات فترة من الوقت.

فسألها الرجل لماذا تفعلين ذلك أيتها السمكة؟ فأجابته السمكة أنا لا أحب الماء وﻻ أحب البر أيضا وتلك العلة أصابتني منذ زمن ولما وصل القارب صعد الرجل فيه

وبداء بالسير في الماء ببطيء حتى وصل إلى جزيرة مليئة بثمار العنب، وجلس الرجل يتأمل سطح الماء الذى ينعكس عليه الشمس وظل يسرد في رأسه كل المشكلات ثم جاء الحكيم وسأل الرجل عن مشكلته.

اقرأ أيضًا:  قصص للأطفال مكتوبة تجلب النوم أكثر من 30 قصة

عودة الرجل إلى القرية

فقال الرجل مشكلته للحكيم فقال له الحكيم أن الرزق بيد الله وأنت من تسعى إليه خذ ما سيأتيك وأترك ما فاتك ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد وبعد أن عرض على الحكيم جميع المشاكل

غادر الرجل الجزيرة عائدا إلى قريته، ولما وصل إلى ضفاف النهر ورأى تلك السمكة الكبيرة قال لها: عليك أن تتقيأ لتخرجي ما في بطنك، ولما تقيأت خرجت من بطنها جوهرة كبيرة  ونفيسة فقالت له السمكة خذ تلك الجوهرة وأنتفع بها رفض الرجل أن يأخذ الجوهرة وقال لها أن رزقي ينتظرني.

ولما عاد إلى القرية وذهب إلى الشجرة قال لها: يجب أن يتم الحفر أسفلها  لإزاحة الصخور التي تحجب عنها  وصول الماء فرحت الشجرة كثيرا وطلبت من الرجل أن يساعدها ويقدم لها ذلك المعروف ويقوم هو بالحفر  وسيجزيه الله خير على ذلك الفعل.

وفي المساء بداء الرجل بالحفر أسفل الشجرة فوجد زلعة كبيرة مليئة بالذهب كانت تمنع وصول الماء لجذور الشجرة فرحت الشجرة أن مشكلتها قد حلت وقالت للرجل أن يأخذ ذلك الذهب له دون أن يراه أحد، رفض الرجل أخذ الذهب وقال للشجرة أن رزقه ينتظره.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *