أجمل القصص القصيرة قبل النوم معبرة

أ / مروة سامي الجندي

أجمل قصة قصيرة معبرة قبل النوم تتناول أحداثها حقيقة الدنيا ومتاعها الذي يلهي الإنسان عن دينه وآخرته، قصة حلاوة الدنيا تعتبر من أجمل القصص القصيرة المعبرة عن الحياة بأسلوب رائع.

أجمل القصص القصيرة قبل النوم

قصص قصيرة معبرة1 1

يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجل يعيش بإحدى دول أفريقيا التي تتميز بكثرة الأدغال بها، وذات يوم خرج الرجل يمشي وسط الغابات ليستنشق عبير الزهور التي تُستخدم لتصنيع أجمل أنواع العطور ويستمتع برؤية أغصان الأشجار التي تحجب عنه أشعة الشمس القوية لتخلق جواً من الرطوبة الجميلة على من تحتها ويستمع لصوت العصافير الشجي.

وبينما هو يمشي إذا بصوت أقدام تجري مسرعة فما كاد يلتفت الرجل ورائه حتى بدأ الصوت في الاقتراب وإذا هو بأسد ضخم ينطلق بسرعة خيالية نحو الرجل الذي رأه فريسة شهية له وهو يضمر من شدة الجوع، فما لبث الرجل حتى جرى بكل طاقته مسرعاً، وخلال جريه وجد بئر قديم أمامه فما كان أمامه خياراً آخر سوى القفز بالبئر هروباً من الأسد الجائع .

قصص معبرة عن الحياة

قصص قصيرة معبرة4

قفز الرجل داخل البئر القديم وتشبث بالحبل المستخدم في سحب الماء، ومن شدة القفز أخذ الرجل يتأرجح وهو داخل البئر ممسكاً بالحبل بشدة، وخلال دقائق هدأ الوضع وابتعد زئير الأسد ولكن بدأ صوت آخر في الظهور انه لأفعى كبيرة ضخمة الرأس ترقد بجوف البئر وعلى مقربة منه.

وما لبث الرجل يفكر في طرقة للنجاة من الأفعى الذي ترقد أسفل منه والأسد الذي ينتظره بالأعلى، حتى ظهر أمامه فأرين يتشبثان معه على الحبل ويصعدان الى أعلى، لم ينتهي أمر الفأرين الى هذا الحد بل بدءا يقرضان الحبل بسرعة عجيبة.

دب الخوف في قلب الرجل فهو مهدد الآن بالموت لا محالة، فحاول محاولة أخيرة لعله ينجو وتبتعد الفئران عنه، فقام بهز الحبل بشدة بهدف ان يخاف الفأرين من شدة الحركة، وبينما يهتز بالحبل يميناً ويساراً ارتطم جسده بشيء رطب ولزج على جدار البئر،

فمد يده إليه وتذوقه فإذا هو عسل نحل لخلية تبني بيتاً لها داخل البئر القديم من فصيلة النحل الذي يسكن الجبال والأشجار والكهوف، ومن شدة حلاوة طعم العسل أخذ الرجل يأكل منه ونسي الموقف والفأرين، وفجأة استيقظ الرجل من النوم بعد هذا الحلم المزعج.

تعرف علي: قصص قصيرة رائعة ملهمة 2024 اجمل القصص القصيرة مكتوبة

قصص قصيرة قبل النوم

قصص قصيرة معبرة1

انتظر الرجل حتى الصباح وقام بارتداء ملابسه وعزم على الذهاب الى أحد الشيوخ ممن يفقهون في تفسير الأحلام حتى يجد تفسير صحيح وعقلاني لما رأى في منامه، وبالفعل ذهب الرجل الى الشيخ وأخبره بكافة التفاصيل التي رأها في منامه، فضحك الشيخ بشدة وقال له أيعقل أن لا تكون على علم بتفسير ما رأيت؟

فقال الرجل: والله لا أعرف يا شيخنا ولذا أتيتك لتخبرني.

فقال الشيخ: ان الأسد الذي رأيته يجري ورائك فهو ملك الموت الذي يقترب منك، وأما البئر الذي به الثعبان أو الأفعى فهو قبرك، وأما الحبل الذي تعلقت به فهو عمرك، وعن الفأرين الأسود والأبيض فهما دليل على الليل والنهار الذين يتتابعون لينقصون من عمرك، وسكت الشيخ.

فقال الرجل: وماذا عن العسل حلو المذاق؟

قال الشيخ: هو الدنيا التي انستك ما وراءك وما أمامك، أنستك من حلاوتها الموت والحساب.

أ / مروة سامي الجندي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *