هل شهر رمضان من الاشهر الحرم؟

أ / إيمان محمد محمود

لعلّ الكثير مُنّا سمع عن الأشهُر الحرم المُعظّمة في الإسلام إلّا أنّ الكثيرون لا يعلمون ما هي الأشهر الحرم وما هي خصائصها والسّبب في تسميَتِها كذلِك وما إذا كان رمضان ينتمي إلى هذِه الأشهُر ، لِهذا سيَقوم موْقِع مُحتوَى مِن خِلال هذِه المقالة الّتي توجد بيْن أيْديِكُم بِالإجابة عن جميع الأسئِلة الّتي قد تطرح على البال فيما يخُصّ بِالأشهُر الحرام وإرتباطها بِشهر رمضان .

والأشهُر الحرم لها تعظيم خاصّ حيْث كانت موْجودة قبل ظُهور الإسلام ، ليَأتي هذا الأخير ليُؤكِّد عظمتُها وقداستُها وسِن لها قوانين وجب على المُسلِمين الإلتزام بِها .

ما هي الأشهر الحرم؟

الأشهر الحرم أربعة حسب ما جاء في قوله تعالى في كتابه العزيز في الآية 36 من سورة التوبة: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”، وبهذا فإن الأشهر الهجرية اثنا عشر شهرا من بينها أربع أشهر حرم، وهذه الأشهر هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة حيث أن السنة النبوية حددت هذه الشهور بالحديث التالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهيئتِه يومَ خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعدةِ، وذو الحَجةِ، والمحرَمُ، ورجبُ مضرَ الذي بين جُمادى وشعبانَ”، وهذا معناه أن شهر رمضان لا ينتمي إلى الأشهر الحرم، التي تأتي متتالية ما عدا شهر رجب الذي يقع بين شهر جمادى الأخر وشهر شعبان.

سبب تسميتها بالأشهر الحرم

سميت هذه الشهور بالأشهر الحرم لأن الله حرم فيها القتال وجعلها شهورا معظمة كما جعل الحسنات فيها تتضاعف ونفس الشيء بالنسبة للسيئات، وقد تم فرض عقوبات عديدة لكل من تجاوز احكامها ولم يلتزم بها، والقتال الذي هو محرم في هذه الأشهر كان في عهد إبراهيم وإسماعيل وإستمر ذلك إلى بعد نشر الرسالة الإسلامية التي جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

فيما يخص الحكمة وراء تحريم القتال في الشهور الحرم هو وقوع مناسك الحج والعمرة فيها، حيث تم تحريم القتال في شهر ذي القعدة الذي يقع قبل موسم الحج فكانوا يقعدون فيه وبعده تم تحريم القتال في شهر ذو الحجة الذي يتم فيه الحج ويكون فيه المسلمون يؤدون مناسك الحج، أما تحريم شهر محرم الذي هو بعد ذو الحجة فجاء ليضمن رجوع الحجاج لديارهم سالمين وتحريم شهر رجب جاء من أجل أداء العمرة.

الأشهر الحرام تتميز بكون جميع المعاصي محرمة فيها حيث عقابها يكون أشد بالإضافة إلى أنها تضم مجموعة من الفضائل التي تتجلى في ان ركن الحج يقع فيها بالإضافة إلى يوم عرفة والليالي العشر التي تقع في شهر ذو الحجة.

شهر رمضان والأشهر الحرم مفضلة عند الله

منح الله عز وجل لعباده فرص كثيرة للفوز بالأجر والثواب حيث أختص شهور معينة بفضائل كثيرة فكان أن جعل شهر رمضان مفضلا من بين الشهور وجعل له خصائص وفضائل تميزه عنها، وكذلك هو الشأن في الشهور الحرم التي يتضاعف فيها العقاب وكذلك الثواب، حيث أن العبادات والطاعات التي تقام في شهر رمضان والأشهر الحرم ليست بنفس الثواب والأجر التي تكون عليه في باقي الأشهر، وهذا يعد تيسيرا وهدايا من الله تعالى إلى عباده لتدارك ما فاتهم حيث من أستغل هذه الشهور المباركة فقد أفلح في حين أنه لا عزاء لمن فوت عليه فرص ذهبية للرجوع إلى الله تعالى.

أ / إيمان محمد محمود

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *